the monthly bulletin (our rights) NU9
-
Upload
yemen-center-for-human-rights-studies-ychrs -
Category
Documents
-
view
226 -
download
0
description
Transcript of the monthly bulletin (our rights) NU9
![Page 1: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/1.jpg)
اأ�ساد الأ�ستاذ احمد الكحالين رئي�س اللجنة الفنية
امل�س�ؤولة عن اأو�ساع نازحي اأبني ..املهجرين
ق�رسا من حمافظة اأبني )النازح�ن(.
اأ�ساد مبركز اليمن لدرا�س���ات حق�ق الإن�سان
لهتمامه بق�سايا النازح���ني ، م�كدا ا�ستعداد
اللجنة العمل م���ع مركز اليمن من اجل حت�سني
اأو�ساعه���م وحل م�سكالتهم مطالب���ا املنظمات
الدولية حتمل م�س�ؤولياتهم الإن�سانية ..
جاء ذلك اأثناء ات�سال هاتف���ي اأجراه الأ�ستاذ
احمد الكح���الين بالأ�ستاذ حمم���د قا�سم نعمان
رئي�س مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان اثر
انعقاد حلقة النقا�س الت���ي نظمها مركز اليمن
.. )F.F.F ( بالتعاون مع م�ؤ�س�س���ة امل�ستقبل
والتي خ�س�ست لل�ق�ف اأمام التقرير الذي اأعده
فريق الر�سد التابع مل�رسوع ن�رس ثقافة حق�ق
الإن�سان القت�سادية والجتماعية والثقافية ور�سد
النتهاكات وتقدمي امل�ساعدة القان�نية..
وكانت حلق���ة النقا�س قد عق���دت �سباح ي�م
اخلمي�س امل�اف���ق 2 فرباير 2012م �سارك فيها
م�س����ؤول رعاي���ة النازح���ني يف حمافظة عدن
وممثلني عن النازحني املت�اجدين يف مدرا�س
حمافظة عدن ..
وق���د اأ�سار الأ�ستاذ عبد الل���ه الدحيمي رئي�س
اللجنة رئي�س اللجن���ة الفنية لإغاثة النازحني
)عدن – اأبني – حلج( اإىل اأن اللجنة مل ت�ستلم
اأية مبالغ من اأي جهة من اجلهات التي
شهر ديسمبرdk / 2011اير 2012 م العدد ) 9 (االقت�صادية و االجتماعية و الثقافية
نشرة شهرية تصدر عن مركز اليمن لدراسات حقوق اإلنسان-مشروع )نشر ثقافة حقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية والثقافية و رصد االنتهاكات وتقديم املساعدة القانونية يف عدن/لحج
املادة 3
العهد الدويل اخلا�س باحلق�ق
القت�سادية والجتماعية والثقافية
عقد حلقة نقا�ش للوقوف �أمام تقرير ر�ضد �أو�ضاع �لنازحني من حمافظة �أبني
ب�سدور هذا العدد اجلديد من ن�رسة “حق�قنا” القت�سادية
والجتماعية والثقافي���ة يتم التعبري عن ت�ا�سل م�رسوعنا
ال�طني – الإن�ساين الذي يحمل عن����ان ن�رس ثقافة حق�ق
الإن�سان القت�سادية والجتماعية والثقافية ور�سد النتهاكات
وتقدمي امل�ساعدة القان�نية، الذي يت���م من خالله تنفيذ
“املرحلة الثانية” من امل�رسوع الذي بداأنا تنفيذه يف )2009 ( وط�ال عامني يف كل من عدن واأبني وحلج بدعم من م�ؤ�س�سة
.)F . F . F( امل�ستقبل
نات هي : ن من ثالثة مك� اأهمية هذا امل�رسوع اأن�ه يتك�
1 . ن�رس ثقافة حق�ق الإن�س���ان القت�سادية والجتماعية والثقافي���ة اأي ت�عي���ة امل�اطن���ني بحق�قه���م الإن�سانية
والد�ست�رية املرتبط���ة بحق�قهم القت�سادية والجتماعية
والثقافي���ة، وهي حق�ق ترتبط بحاجي���ات ومتطلبات كل
اإن�سان يدب على الأر�س.. فه���� يحتاج اإىل الغذاء ال�سحي
والعالج وال���دواء والرعاية الجتماعي���ة وممار�سة العمل
وال�ظيف���ة، كم���ا يحت���اج اإىل ال�سكن ال�سح���ي املنا�سب
واملجاين لكل طفل وطفلة ورعاية الأ�رسة والطف�لة والأم�مة
واملع�قني واحرتام حق�ق املراأة وامل�ساواة يف كل احلق�ق،
وت�فري املياه النظيف���ة، وممار�سة الفن�ن وخمتلف اأن�اع
الثقافة”.
كلمتن�اكلمتن�ا“حقوقنا”
يف املرحلة الثانية
التتمة �س2
)F. F . F ( بالتعاون بني مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الن�سان وم�ؤ�س�سة امل�ستقبل
اأحمد الكحالين رئي�س ال�حدة التنفيذية لإغاثة النازحني
عبد الله الدحيمي رئي�س اللجنة الفنية لإغاثة النازحني )عدن – اأبني – حلج(
نحيي مركز اليمن لدرا�صات حقوق االإن�صان الهتمامه بق�صايا النازحني
ما يعلن عنه يف االإعالم من م�صاعدات مالية للنازحني ال ي�صل اإلينا, وال اإىل النازحني..!
تتعهد دول الأطراف يف هذا العهد
ب�سمان م�ساواة الذكور و الإناث
يف ح����ق التمت����ع بجمي����ع احلقوق
القت�سادية والجتماعية والثقافية
املن�سو�ص عليها يف العهد
االنتخابــــات حـــق مــن حقوق االإن�سان
ما هي العدالة االنتقالية؟
�لدولـــة �ملدنيــة �لدميقر�طية �حلديثة
التتمة �س 2
![Page 2: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/2.jpg)
كلمتنا..“حق�قنا” يف املرحلة الثانية..تتمة �س 1
كل هذه تعترب حق�ق اإن�سانية ت�سملها : “احلق�ق القت�سادية والجتماعية
والثقافية”.
ولعل م�سم�ن هذا امل�رسوع الذي يتم تنفيذه من قبل مركز اليمن لدرا�سات
حق�ق الإن�سان وبالتعاون مع م�ؤ�س�سة امل�ستقبل )F . F . F( يف اأن�ه يق�م
بت�عية امل�اطنني بحق�قهم هذه ويدع�هم اإىل عدم ال�سك�ت عن اأي اإهمال
اأو تق�س���ري حك�مي فيها، فهي حق�ق لبد من الإيفاء بها من قبل احلك�مة،
ومتابعة هكذا حق�ق وما تتعر�س له من انتهاكات وال�سبيل اإىل �رسورة بل
واأهمية معاجلتها مبا ي�سم���ن احرتام حق�ق الإن�سان يحتاج اإىل �رساكة كل
نات املجتمع – دون اأي ا�ستثناء – مع هذه اجله�د التي يق�م بها املركز مك�
.)F . F . F( و�رسيكه ممثال مب�ؤ�س�سة امل�ستقبل
ن الثاين للم�رسوع ه� ر�سد النتهاكات املا�سة بهذه 2 . ولهذا فاإن املك�احلق�ق، التي ت�اجه امل�اطنني، وهي مهمة تق�م بها فرق ر�سد ميدانية،
تتبع املركز وهذا امل�رسوع،
نات املجتمع التعاون معهم حتى يتمكن�ا وت�ستدعي بال�رسورة من كل مك�
من تق���دمي امل�ساعدة والع�ن للم�اطنني الذي���ن ي�اجه�ن هذه امل�سكالت
ويتعر�س�ن لهذا النتهاكات املا�سة بحق�قهم هذه.
ن الثالث لهذا امل�رسوع فه� تقدمي امل�ساعدة القان�نية، حيث 3 . اأما املك�يت�ل عددا من املحامني التابعني لهذا امل�رسوع، تقدمي الع�ن وامل�ساعدة
القان�نية ل���كل م�اطن تتعر�س حق�ق���ه الإن�ساني���ة املرتبطة باحلق�ق
القت�سادية والجتماعية والثقافية لالنتهاكات وعدم الحرتام.
وهي منا�سبة هنا لتقدمي كل ال�سكر والتقدير لكل من يتفاعل اإيجابي�ا مع
F . F .( هذا امل�رسوع واأهدافه الإن�سانية.. ويف املقدمة م�ؤ�س�سة امل�ستقبل
F( التي حر�ست على ت�ا�سل تنفيذ هذا امل�رسوع يف مرحلة ثانية ملا يحمله من اأهمية يف م�س���ار تعزيز واحرتام حق�ق الإن�س���ان وبالذات القت�سادية
والجتماعية والثقافي���ة وبناء اليمن اجلديد يف دول���ة مدنية دميقراطية
حديثة.
بالتعاون مع ...تتمة �س 1
يعلن عنها يف القن�ات الف�سائية اأو تلك التي يعلن اأنها تق�م بجمع التربعات
ل�سالح النازحني ، كما اأنها مل ت�ستلم اأية مبالغ من اأي منظمة دولية ...
من�ها اأن املنظم���ات الدولية تقدم م�ساعدات غذائية وم�اد تنظيف وهي التي
تق�م بت�زيعها..
عقدت �سباح اخلمي�س امل�افق 2012/2/2م حلقة
نقا�س “حتت عن�ان )بعد ر�سد ميداين لأو�ساعهم يف
مدار�س عدن ..النازح�ن من حمافظة اأبني وحق�قهم
الإن�سانية املنتهكة .. من امل�س�ؤول( ؟
و�س���ارك يف حلقة النقا�س ممثل���ني عن النازحني
يف خمتلف املدار�س يف ع���دن .. كما �سارك الأ�ستاذ
عبدالله الدحيمي مدير ال�حدة التنفيذية املعنية
ب�س����ؤون النازحني يف عدن والأ�ست���اذ حممد �سعيد
عمريان رئي�س جلنة نازحني اأبني .. وممثلني عن عدد
من املنظمات الدولية منها مف��سية �س�ؤون الالجئني
ومنظمة اوك�سفام ..
وقد افتتح حلقة النقا�س الأ�ستاذ حممد قا�سم نعمان
رئي�س مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان وامل�رسف
العام للم�رسوع ن�رس ثقافة حق�ق الإن�سان القت�سادية
والجتماعية والثقافي���ة ور�سد النتهاكات وتقدمي
امل�ساعدة القان�نية ..
وه� امل�رسوع الذي احت�سن عقد حلقة النقا�س هذه
والذي ينفذه املركز بالتعاون مع م�ؤ�س�سة امل�ستقبل
)FFF ( لثالث �سن�ات متتالية ..
ويف كلمة الفتتاح الذي األقاها الأ�ستاذ حممد قا�سم
نعمان اأكد عل���ى اأهمية ال�ق�ف اأم���ام اأو�ساع التي
يعي�سها النازح����ن والذين فر�ست عليهم الظروف
املاأ�ساوي���ة التي عا�ستها وتعي�سه���ا حمافظة اأبني
والتي اأدى الآمر اإىل ترك منازلهم ومدار�سهم واإعمالهم
والنتقال ق�رسا اإىل املحافظات الأخرى ومنها عدن
.
واأ�سار اإىل اأن املنظمات الدولية املعنية بال�ق�ف
مع النازح���ني عليه���ا ان تعيد النظ���ر يف و�سائل
واأ�ساليب عمله���ا مبا ي�سمن رعاي���ة للنازحني يف
خمتلف املجالت احلياتية وبالذات الغذاء وال�سكن
والعالج والدواء والتعليم ..
كما طالب الأخ القائم بااعمال رئا�سة اجلمه�رية
امل�سري عبدربه من�س�ر وحك�م���ة ال�فاق برئا�سة
الأ�ستاذ حمم���د با�سندوة اإعط���اء م��س�ع نازحني
حمافظة اأبني جل الهتمام والعمل ال�رسيع باجتاه
معاجلة اأو�ساعهم املاأ�ساوية ..
ومن جانبها قال���ت الأ�ستاذة �سماح جميل املدير
التنفيذي مل�رسوع الر�سد اأن مركز اليمن �سي�ا�سل
جه�ده حتى يتم و�سع املعاجل���ات واحلل�ل التي
ت�سمن احرتام احلق�ق الإن�سانية والد�ست�رية لخ�تنا
واخ�اننا واآبائنا وبناتنا النازح�ن.
وطالب���ت امل�ساركني يف حلق���ة النقا�س ال�ق�ف
اأمام التقرير الذي اأعده فريق الر�سد يف مركز اليمن
لدرا�سات حق����ق الإن�سان واغنائ���ه باملالحظات
واملقرتحات وتقدمي اخلال�سة ل���ه ليك�ن برنامج
عمل للفرتة القادمة..
وكان التقرير الذي قدمه فريق الر�سد التابع مبركز
اليمن قد اأ�سار اإىل �س�ء الأو�ساع ال�سكنية والغذائية
والبيئ�ية التي يعي�س فيها النازح�ن داخل املدار�س
يف حمافظة عدن ..
م�ستعر�س���ا العدي���د م���ن ال�س���كاوى واحلالت
املاأ�ساوية التي ت�اجه النازحني �س�اء يف املر�سى
وعدم ت�فر الع���الج والدواء اأو يف �س����ء الأو�ساع
ال�سكنية اأو يف عدم انتظ���ام و�س�ل امل�اد الغذائية
والتي يفتقد لها بع�س الأ�رس النازحة لأكرث من ثالثة
واأربعة اأ�سهر اإ�سافة اإىل احلالت املر�سية التي تفتقد
للعالج والدواء رغم قيام اللجنة الفنية بت�سليم كل
امل�ساعدات التي ح�سلت عليه���ا يف جمال الأجهزة
الطبية والدواء اإىل مكتب وزارة ال�سحة بعدن واىل
بع�س امل�ست�سفيات واملراك���ز ال�سحية احلك�مية
اإىل جممع واحد يت���م فيها ن�سب خيم �سحية ت�سمن
�سالمة ال�سكن وت�فري الغذاء والعالج والدواء ويك�ن
حتت اإ�رساف منظمات دولية وبالذات منظمة ال�سليب
الأحمر الدولية كما ه� احلال يف كل دول العامل حيث
تربز مثل هذه امل�سكالت والك�ارث والنزوح ....
مطالبا يف ذات ال�قت امل�سري عبد ربه هادي القائم
باأعمال رئي����س اجلمه�رية والأ�ست���اذ حممد �سامل
با�سندوة رئي�س حك�مة ال�فاق حتمل م�س�ؤولياتهما
يف و�س���ع املعاجلات الت���ي ت�سمن ع����دة ه�ؤلء
النازحني اإىل بي�تهم وحمافظتهم ومبا ي�سمن ع�دتهم
ملمار�سة حياتهم الطبيعية..
بعدن .
كما اأو�سح التقرير �س�ء ال��سع املتعلق بالنظافة
حيث تراكمات القمامات داخل املدار�س التي يعي�س
فيه���ا النازحني اأ�سبح���ت م�سادر ملختل���ف اأن�اع
احل�رسات والبكترييا وت�سببت يف انت�سار العديد من
الأمرا�س وبالذات يف و�سط الأطفال ..
وقد تق���دم مركز اليمن لدرا�س���ات حق�ق الإن�سان
لدى اختتام اأعم���ال حلقة النقا�س تقدم مبقرتح اإىل
ممثلي النازح���ني و اإىل امل�سئ�لني احلك�ميني عن
النازح���ني واىل املنظمات الدولي���ة يق�سي ببحث
اإمكانية جتمع النازحني املت�اجدين يف املدار�س
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (2
يف احللقة النقا�سية حول اأو�ساع نازحي اأبني
النازحون يعربون عن ماأ�ساتهم ومركز اليمن يدعو اإىل و�سع املعاجلات التي ت�سمن احرتام حقوقهم االإن�سانية
ي�سدر هذا العدد ) 9 ( من ن�رسة “حق�قنا –
القت�سادية والجتماعية والثقافية” يف ظل
ات عميقة ت�عرب عن حت�لت ذات اآثار متغري
بالغة يف م�س���ار بناء اليمن اجلديد ودولته
املدنية الدميقراطية احلديثة.
هذه التح�لت املهمة الت���ي تاأتي نتيجة
مه���ا ال�سعب وبل�رها لت�سحيات عظيمة قد
ال�سباب وال�سابات بقيادتهم لث�رة التغيري
التي اندلعت بركان����ا يف 16فرباير2011م
املن�رسم وت�ا�سله ط�ال عام حتى الي�م،
و�سقط فيه���ا �سهداء اأماج���د )اأطفال ون�ساء
و�سي�خ و�سباب و�سابات( لي�سجل�ا بدمائهم
الزكي���ة ملحمة ث����رة �سعب عظي���م قادها
�سبابه و�ساباته يف خمتلف �ساحات وميادين
احلرية والتغيري واحلراك اجلن�بي ال�سلمي
والتح���م معه���ا كل فئات ال�سع���ب مبالحم
بط�لية �سي�سجلها التاريخ باأحرف من ن�ر
لي�سطع يف اأجم���ل �سفحاته بعناوين حتمل
اأجمل التعاب���ري والكلمات تت�سدرها كلمات
ذلك ال�ساعر اليمن���ي املجيد ال�سهيد حممد
حمم�د الزب���ريي حني قال : “ي�م من الدهر
مل ت�سنع اأ�سعته �سم�س ال�سحى بل �سنعناه
باأيدينا”.
وعناوين بارزة اأخرى تق�ل : “هذا ما �سنعه
له �سباب و�سابات اليم���ن”.. و”هذا ما �سج
ث�ار .. ث�رة التغيري ال�سعبية يف اليمن عام
2011م”، وهذه اليم���ن اجلديد التي تروى بدماء اأطهر واأعظم واأروع اأبناء اليمن.
م�سار الث�رة يت�ا�سل .. اأهدافها العظيمة
حتم�ا �ستتحقق
دماء ال�سه���داء وت�سحياته���م �ستظل ن�را
�ساطع�ا ي�سيء طريق بناء اليمن الدميقراطي
اجلديد.. دولة احلداثة وامل�اطنة وامل�ساواة
والعدالة الجتماعية.
و�سيك�ن للحق�ق القت�سادية والجتماعية
د على واقع والثقافية معان اإن�سانية تتج�س
احلياة تعرب عن املعاين العظيمة وال�سامية
للعدالة الجتماعية وحق جميع امل�اطنني
يف احل�س�ل على كل ما يرتبط بحياتهم، مبا
د كرامتهم الإن�سانية وعي�سهم الكرمي. يج�س
“حقوقنا” جت�سيد للعدالة االجتماعية
تتمات..، تتمات..تتمات
املحرر
![Page 3: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/3.jpg)
معايري االأ�صا�صية
)19( ت�سمل املعايري الدولية ب�سان النتخابات
ثالثة حق�ق رئي�سية: ح���ق امل�ساركة يف اإدارة
ال�س����ؤون العامة؛ح���ق الت�س�ي���ت والرت�س���ح
د ال�ظائف لالنتخاب؛ حق ت�ساوي فر�س���ة تقل
العام���ة. وين����س الإع���الن العامل���ي حلق�ق
الإن�سان، كذلك على اأن ال�سع�ب يجب اأن تك�ن
اأ�سا�س �سلطة احلكم. ويف ما يلي ن�س املعايري
ذات ال�سلة:
االإعالن العاملي حلقوق االإن�صان
املادة 21
1 . لكل �سخ�س حق امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة لبلده، اإما مبا�رسة، واإما ب�ا�سطة ممثلني
يختارون يف حرية.
2 . لكل �سخ�س، بالت�ساوي مع الآخرين، حق د ال�ظائف العامة يف بلده. تقل
3 . اإرادة ال�سع���ب هي مناط���ق �سلطة احلكم، ويجب اأن تتجلى هذه الإرادة من خالل انتخابات
نزيهة جت���ري دوري�ا بالق���رتاع العام، وعلى
قدم امل�س���اواة ب���ني الناخب���ني وبالت�س�يت
ال�رسي اأو باإجراء مكافئ من حيث �سمان حرية
الت�س�يت.
العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية
وال�صيا�صية
املادة 25
يك�ن لكل م�اط���ن، دون اأي وج���ه من وج�ه
التمييز املذك�رة يف املادة 2، احلق�ق التالية،
التي يجب اأن ت�تاح ل���ه فر�سة التمتع بها دون
قي�د غري معق�لة:
اأ . اأن ي�سارك يف اإدارة ال�س����ؤون العامة، اإما
مبا����رسة، واإما ب�ا�سطة ممثل���ني يختارون يف
حرية.
ب . اأن ينتخ���ب وي�ن�تخ����ب، يف انتخاب���ات
نزيهة جترى دوري�ا بالقرتاع العام، وعلى قدم
امل�ساواة بني الناخبني وبالت�س�يت ال�رسي،
ن التعبري احلر عن اإرادة الناخبني. ت�سم
ج . اأن ت�تاح له، على قدم امل�ساواة عم�م�ا مع
د ال�ظائف العامة يف بلده. �س�اه، فر�سة تقل
ب ن�س��س 20 . وت�رد يف املرفق الأول لهذا الكتيمعاي���ري حق�ق الإن�س���ان ال�سيا�سي���ة الدولية
املتعلقة بالنتخابات.
21 . ولقد اأ�سفت هيئات الأمم املتحدة املعنية بحق�ق الإن�س���ان مزي���دا من الدق���ة على هذه
املعايري الدولي���ة، ففي عام 1962م، اعتمدت
اللجنة الفرعية ملنع التمييز وحماية القليات
م�رسوع املب���ادئ العامة ب�س���اأن احلرية وعدم
التمييز يف م�ساألة احلق�ق ال�سيا�سية الذي �سلط
بع�س ال�س�ء على معنى امل�سطلحات امل�ستخدمة
يف الإع���الن العاملي. واعتم���دت جلنة حق�ق
الإن�سان م�ؤخرا، يف عام 1989م، اإطارا للجه�د
التي يتعني ال�سطالع بها يف امل�ستقبل والرامية
اإىل زيادة فعالي���ة مبداأ النتخاب���ات الدورية
النزيهة.
ب . عدم التمييز
22 . ين����س كل من الإع���الن العاملي حلق�ق الإن�س���ان )امل���ادة 2( والعهد ال���دويل اخلا�س
باحلق�ق املدني���ة وال�سيا�سية )املادة 2( على
اأن التمتع باحلق�ق ال�ارد الن�س عليها يجب اأن
يتم بدون متييز م���ن اأي ن�ع كان، مثل التمييز
على اأ�سا�س العرق اأو الل�ن اأو اجلن�س اأو اللغة
اأو الدين اأو الراأي ال�سيا�سي وغريه من الآراء اأو
الأ�سل الق�مي اأو الجتماعي اأو الرثوة اأو الن�سب
اأو يل �سبب اآخر.
23 . وتن�س اإعالنات ومعاهدات دولية اأخرى على ت�ساوي امل���راأة والرج���ل يف التمتع بهذه
احلق�ق، وحتظر التمييز على اأ�سا�س العرق.
ج . تقرير امل�سري
24 . ميك���ن اأنء يقال عن مفه����م النتخابات الدميقراطية اإن�ه متاأ�س���ل اجلذور يف املفه�م
الأ�سا�سي لتقرير امل�سري. وهذا احلق الأ�سا�سي
معرتف به يف ميثاق الأمم املتحدة )الفقرة 2 من
املادة 1(، ويف امل���ادة 1 امل�سرتكة بني العهد
الدويل اخلا�س باحلق����ق املدنية وال�سيا�سية
والعهد الدويل اخلا�س باحلق����ق القت�سادية
والجتماعية والثقافية. وي�ؤكد امليثاق كذلك
تقري���ر امل�س���ري فيم���ا يت�س���ل بالأقاليم غري
املتمتعة باحلكم الذات���ي والأقاليم امل�سم�لة
بال��ساية )املادتان 73 )ب( و76 )ب(. وبالتايل
فاإن النتخاب���ات واإن مل تكن ال��سيلة ال�حيدة
التي ا�ستخدمتها ال�سع�ب يف التعبري عن حقها
يف تقري���ر م�سريها وممار�سة ه���ذا احلق؛ اإل اأن
دورها التاريخي بذلك اخل�س��س وا�سح.
د . امل�ساركة ال�سيا�سية
25 . هناك عدد من ال�سك����ك الدولية التي ل ت��سري اإىل النتخابات حتديدا، واإن كانت تعك�س
امل�ساغ���ل الرئي�س���ة التي يق�م عليه���ا مفه�م
النتخابات الدميقراطية. وهذه امل�ساغل معرب
عنها بطرق خمتلفة عل���ى اأن�ها حق ال�سع�ب يف
حرية حتدي���د مركزها ال�سيا�س���ي؛ وحق كافة
عنا�رس املجتمع يف امل�ساركة الن�سطة يف حتديد
اأهداف التنمية وحتقي���ق هذه الهداف؛ وحق كل
ال�سكان يف امل�ساركة يف حياة بلدهم ال�سيا�سية.
ودور هذه احلق�ق يف حتقيق البلدان امل�ستعمرة
ل�ستقاللها ورد حتديده يف اإعالن منح ال�ستقالل
للبلدان وال�سع�ب امل�ستعمرة )املادة 5(، الذي
ين����س على اأن اإرادة ال�سع����ب ورغبتها املعرب
ا نقل �سلطة احلكم عنهما بحرية يج���ب اأن ت�سري
اإليها.
ه� . حق�ق الإن�سان الأ�سا�سية الأخرى
26 . يحمي الإعالن العاملي حلق�ق الإن�سان، والعه���د الدويل اخلا����س باحلق����ق املدنية
وال�سيا�سية، وغريهما من �سك�ك حق�ق الإن�سان
الدولية عددا من حق�ق الإن�سان الأ�سا�سية التي
يعد التمتع بها حا�سم�ا لقيام عملية انتخابية ذات
معنى. ومن املهم ب�سكل خا�س بالن�سبة لفرتات
النتخابات، ت�افر حرية التعبري، والإعالم،
والتجمع، وتك�ين اجلمعيات، والتنقل، وكذلك
حرية الأمن العامة من التخ�يف. ويرد التطرق
لكل واحدة من هذه احلريات يف الف�سل الثالث
اأدناه.
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (3
يف احللقة النقا�سية حول اأو�ساع نازحي اأبني
النازحون يعربون عن ماأ�ساتهم ومركز اليمن يدعو اإىل و�سع املعاجلات التي ت�سمن احرتام حقوقهم االإن�سانية
معايري االأمم املتحدة حلقوق االإن�سان يف ما االنتخابات حق من حقوق االإن�سان
يتعلق باالنتخابات ب�سكل عام 1 . تعد امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة حقا اأ�سا�سي�ا من حق�ق الإن�سان ره ال�سع�ب يف جميع اأنحاء العامل كل التقدير. ولقد التم�ست الب�رسية، تقد
يف خمتلف مراحل تاريخها وبدرجات جن����اح متفاوتة، �سبل اإ�رساك الأفراد
يف قرارات املجتمع. والي�م، يعرتف بامل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة
كحق اأ�سا�سي من حق�ق الإن�سان يف كل منطقة من مناطق العامل.
2 . وعاملي�ا فاإن احل����ق يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة ين�س عليه وكفله الإعالن العاملي حلق�ق الإن�س����ان والعهد الدويل اخلا�س باحلق�ق
املدنية وال�سيا�سية، وتعرتف به معاهدات واإعالنات دولية اأخرى واإقليمي�ا،
اعرتفت اأنظمة حق�ق الإن�سان الأفريقية والأوروبية والأمريكية، بهذا احلق
ال�سيا�سي الذي تعزز نتيجة اجتماعات مثل م�ؤمتر )اأور�سا( املعني بامل�ساركة
ال�سعبية يف اأفريقيا، الذي انعقد يف �سباط / فرباير 1990م. وكفاح ال�سع�ب
الذي تكث�ف م�ؤخرا يف جميع اأنحاء العامل من اأجل انتخابات حرة ونزيهة
– وذلك اأحيان�����ا بخطر �سخ�سي كبري – يدل على اأن ه����ذا احلق اأ�سبح مهم�ا جدا بالن�سبة لالأفراد يف كل مكان. وقد اعرتفت البلدان وال�سع�ب يف جميع
اأرجاء املعم�رة باأن النتخابات احلرة والنزيهة تعد حلقة حا�سمة يف �سل�سلة
اإقرار الدميقراطية املت�ا�سلة احللقات، وو�سيلة اأ�سا�سية لتعبري ال�سعب عن
اإراداته، الذي ه� اأ�سا�س �سلطة احلكم ذاتها.
3 . والدميقراطية تعني، بطبيعة احلال، اأكرث من جمرد انتخابات دورية، ففي عام 1991م قال الأمني العام لالأمم املتحدة، بهذا اخل�س��س، ما يلي:
“النتخابات يف حد ذاتها ل ت�سكل الدميقراطية. فهي لي�ست غاية بل خط�ة ل ريب يف اأن�ها مهمة وكثريا ما تك�ن اأ�سا�سية على الطريق امل�ؤدية اإىل اإ�سفاء
الطابع الدميقراطي على املجتمعات ونيل احلق يف م�ساركة الفرد يف حكم بلده
على النح� املعلن يف ال�سك�ك الدولية الرئي�سية املتعلقة بحق�ق الإن�سان.
و�سيك�ن من امل�ؤ�سف خلط الغاية بال��سيلة وتنا�سي احلقيقة القائلة باأن
معنى كلمة الدميقراطية يتجاوز جمرد الإدلء دوري�ا بالأ�س�ات لي�سمل كل
ج�انب عملية م�ساركة امل�اطنني يف احلياة ال�سيا�سية بلديهم”.
4 . وف�سال ع����ن ك�نه حقا من حق�����ق الإن�سان يف حد ذات����ه، يحتاج حق امل�اطنني يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة، وب�سكل خا�س من خالل
النتخابات، اإىل ممار�سة فعلي����ة ويتطلب التمتع بعدد من احلق�ق الأخرى
املحمية دولي�ا. ومن بينها احلق يف حري����ة التعبري وتك�ين اجلمعيات،
�س للتخ�يف والتهديد. وجميع واحلق يف التجمع ال�سلمي ويف عدم التعر
هذه احلق�ق، مبا فيها احل����ق يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة، لبد
اأن تك�ن اإمكانية التمتع بها متاحة على قدم من امل�ساواة دون اأي متييز من
اأي ن�ع كان، مثل التمييز على اأ�سا�س العرق اأو الل�ن اأو اجلن�س اأو اللغة اأو
الدين اأو الراأي ال�سيا�سي اأو غريه من الآراء اأو الأ�سل الق�مي اأو الجتماعي اأو
على اأ�سا�س الرثوة اأو الن�سب اأو لأي �سبب اآخر، واأخريا يعد احلكم الدميقراطي
– اإىل جان����ب �سمان انتخابات حرة ونزيهة – عن�����رسا اأ�سا�سي�ا يف حد ذاته يف التمتع مبجم�عة وا�سعة من حق�ق الإن�سان. وقد اأكدت اجلمعية العامة
لالأمم املتحدة، يف عام 1991م، اأن “النتخابات الدورية والنزيهة عن�رس
�رسوري ل غنى عنه يف اجله�د املت�ا�سلة املبذولة حلماية حق�ق وم�سالح
املحك�مني، واأن التجربة العملية تثبت اأن حق كل فرد يف ال�سرتاك يف حكم
ع من حق�ق بلده عامل حا�سم يف متتع اجلميع فعلي�ا مبجم�عة وا�سعة التن�
الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية الأخرى، ت�سمل احلق�ق ال�سيا�سية والقت�سادية
والجتماعية والثقافية”.
5 . وعالوة على ذلك؛ فاإن�ه ل ميكن عزل متطلبات الدميقراطية ال�سيا�سية
من الع�امل املهمة الأخرى يف حياة اأي بلد من البلدان. ويجب اأن ين�رسف
دعم عمليات الدميقراطية اإىل اأبعد من ذلك بكث����ري. وقد حذر الأمني العام
لالأمم املتحدة، يف عام 1990، من اأن�ه:
“... ل ميكن األ ن�سع يف اعتبارنا اأن الدميقراطية واإن كانت �رسط�ا لزم�ا لالعرتاف بحق�ق الإن�سان الأ�سا�سية؛ اإل اأن�ها ل تكفي يف حد ذاتها لتاأمني
التمتع الفعلي بتل���ك احلق�ق. فعال فاإن حظ����ظ الدميقراطية ال�سيا�سية
احلقيقية يف البق���اء �سئيل���ة وال�ستقرار �سع���ب التحقي���ق حتم�ا بدون
عدالة اجتماعية. وتعزيز هذه العدالة يحت���اج اإىل م�ساعدة اأولئك الذين
باإمكانهم ت�سجيعها حق�ا، ول� اأن�هم كثريا جدا ما يتخل�ن عنها بعد جمرد
اإقامتها”.
6 . وق�سد اإجراء انتخابات حرة ونزيهة، تلتم�س البلدان اأحيان�ا امل�ساعدة الدولية يف ال�فاء مبعايري حق����ق الإن�سان الدولية، ويف اإقامة وتعزيز
الهياكل الأ�سا�سية القان�نية والتقنية واملادية الالزمة. و�سي�ستك�سف هذا
الكتيب مبادئ حق����ق الإن�سان الأ�سا�سية الدولية املتعلقة بحرية ونزاهة
ب النتخابات واحلق يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة. و�سي�سف الكتي
الطريقة الت���ي ت��ساعد بها الأمم املتحدة، مبا فيها مركز حق�ق الإن�سان،
البلدان على تطبيق تلك املبادئ على ج�انب النتخابات القان�نية والتنقية
واملت�سلة بحق�ق الإن�سان.
املحرر
![Page 4: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/4.jpg)
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (4
ت�سببت الأعم���ال امل�سلحة الت���ي تفج�رت
يف حمافظة اأب���ني يف العام املن�رسم 2011م
يف نزوح الآلف م���ن الأ�رس املدنية، اإىل عدد
م���ن املحافظ���ات، وعلى وج���ه اخل�س��س
حمافظة عدن، ال���ذي كان ن�سيبها الأكرب يف
عدد النازحني، بالإ�سافة اإىل حمافظة حلج
وحمافظات اأخرى جماورة.
ويف �س�ء ذلك ا�ستقر اأعداد ه�ؤلء النازحني يف
عدد من مدار�س حمافظتي عدن وحلج، رغم ما
تعلنه العديد من املنظمات الدولية وال�طنية
والأجهزة احلك�مية بتق���دمي الع�ن الإن�سان
وامل�ساعدات الغذائي���ة والعالجية العاجلة
له����ؤلء النازحني؛ اإل اأن واق���ع احلال يق�ل
ما يخالف ذل���ك.. اأو هكذا كانت املعل�مات
التي و�سلت اإىل مركز اليمن لدرا�سات حق�ق
الإن�سان، الذي اأوكل مهمة املتابعة امليدانية
املرتبط���ة بالر�سد املي���داين ملعرفة حقيقة
تل���ك املعل�مات واإي�س���اح النازحني وحقيقة
�سك�اهم.. اأوكله���ا جمل����س اإدارة املركز اإىل
م�رسوع ر�س���د النتهاكات وتق���دمي امل�ساعدة
القان�نية وه� امل����رسوع الذي ينفذه املركز
بالتع���اون وال�رساكة مع م�ؤ�س�س���ة امل�ستقبل
)F . F . F(، من���ذ عامني، ويتم حالي�ا تنفيذ
املرحلة الثانية.
ومت و�س���ع خطة لنزول ف���رق الرا�سدين اإىل
املدار�س التي يت�اجد فيه���ا النازحني يف كل
من عدن وحلج لل�ق�ف اأم���ام طبيعة وحقيقة
الأو�س���اع املرتدية التي يعي�سه���ا النازحني
واأب���رز م�سكالته���م و�سك�اه���م، والتاأك���د من
املعل�مات التي و�سل���ت اإىل املركز، يف عدم
�سحة املعل�مات التي تن�رسها بع�س املنظمات
الدولية واملحلية يف تقدمي الع�ن وامل�ساعدات
لهم.
ومت ت�سكيل فرق النزول والر�سد امليداين اإىل
خمتلف املدار�س التي يت�اجد فيها النازحني
وكانت نتائج الر�سد قد بي�نت التايل :
يق�ل الأخ علي النقي:
لحظنا يف مدر�سة “الفجر” ال�اقعة يف مديرية
ال�سيخ عثمان ما يق���ارب )13 اأ�رسة( تقطن يف
ن من دورين ف�س�ل درا�سية تقع يف مبن���ى مك�
يفتقر اإىل املياه والكهرباء والأب�اب والن�افذ،
وتت�ساطر تلك الأ�رس ال�سكن يف الف�س�ل مع اأ�رس
اأخرى، ويف�س���ل بينهم �س�ات���ر م�سن�عة من
)النايل�ن( الأزرق �سفاف واأر�سيات تلك الف�س�ل
اإ�سمنتي���ة غري مرممة، واجل���دران بحاجة اإىل
ترميم.
ويف مدر�سة النه�سة ال�اقعة يف مديرية ال�سيخ
عثمان م���ا يقارب )15 اأ����رسة( تقطن يف اأك�اخ
نة م���ن قطع الطاولت، ومغطاة �سغرية، مك�
بالأخ�ساب والبطاني���ات املت�سخة، وتقع تلك
الأك����اخ يف ال���دور الثاين م���ن املبنى، وهي
�سديدة القرتاب م���ن بع�سها البع�س، وتنعدم
فيها املياه والكهرباء.
وقمن���ا بر�سد اأربع���ة مناذج من تل���ك الأ�رس
النازحة اإىل عدن، ف�جدناها )اأي تلك الأك�اخ(
عر�سة للقطط والبع��س والذباب.
وقال�ا لنا : اأثناء ر�سدن���ا لأو�ساع ع�رسات
الأ�رس املت�اج���دة يف هذه املدار�س اأن الرجال
يف امل�ساء يفرت�س�ن به� املدار�س، ويرتك�ن
الف�س�ل للن�ساء اأثناء الن�م.
تق�ل الأخت اإن�ساف مانع وهي ع�س� يف
فريق الر�سد:
اإن الغ���ذاء غ���ري كاف ول يلب���ي متطلب���ات
النازحني الأ�سا�سية، ناهيك عن اأغذية الأطفال
ال�رسورية كالألبان وغريها، وت�سيف الق�ل:
اأنهم ل يتناول����ن الأ�سماك واللح�م واخل�سار
والف�اك���ه وهم حمروم�ن م���ن اأب�سط احلق�ق
الغذائية، ك�نهم م���ن الأ�رس حتت خط الفقر،
واملهم�سة.
وعند اجلل��س مع الأخ����ة النازحني اأفادوا:
اإن �رسف الغ���ذاء ل يتم اإل بع���د م�سقة وعناء
كبريي���ن، واأن�هم ينتظرون يف ط�ابري ط�يلة،
ولأ�سابيع، وي�رسف لهم الغذاء يف اأماكن بعيدة
عن املدار�س، التي نزح�ا اإليها،ول ياأتي ت�سل�م
الغذاء املخ�س�س لهم،اإل وقد ا�ستدان�ا مبالغ
مالية مقابل م�ا�سالتهم الي�مية ذهاب�ا واإياب�ا
اإىل اأماكن ال�رسف، م���ا ي�سطرهم يف كثري من
الأحايني اإىل بي���ع بع�سه لت�فري امل�ا�سالت،
واإي�سال ما تبقى منه اإىل ال�سكن.
كما قال الأخ ف�از ن�رس وه����� اأي�سا اأحد
اأع�ساء فريق الر�سد:
لحظنا اأثناء عملية النزول امليداين اأن معظم
املدار�س التي مت ر�سد اأو�س���اع النازحني يف
حميطها العام غري لئق �سحي�ا، حيث تنت�رس
فيها القمام���ات التي يتم حرقه���ا يف اأحايني
كث���رية، داخل تل���ك املدار�س، كم���ا لحظنا
انت�سار الروائ���ح الكريهة والذباب والبع��س
واحل�رسات ال�سارة والفئ���ران والعتماد على
ال�سنابري امل�ج�دة يف �ساحات املدر�سة التي
تت�رسب منها املياه لنع���دام عملية ال�سيانة
والعتماد عليها اأثناء القيام بعملية الغ�سيل،
نة اأو لغر�س الطباخة يف امل���كان نف�سه، مك�
بذلك ب���رك �سغرية من املي���اه الراكدة مليئة
بالقاذورات الذي يت�لد فيها البع��س والذباب
واجلراثيم الت���ي ل ت�رى بالع���ني املجردة،
وتتكاثر الطحالب واأكيا����س البال�ستيك، ويف
مدر�سة بلقي����س بال�سيخ عثم���ان ي�جد خزان
مياه لل�رسب غري �سال���ح لال�ستخدام الآدمي،
ي�ستخدمه النازح�ن يف اإخطب�ط يف بيئة غري
نظيفة حتيط به القاذورات من كل اجتاه.
تق�ل الرا�سدة الأخت منية عبادي :
لحظنا اأثن���اء عملية الن���زول امليداين اإىل
مدر�س���ة لطفي جعف���ر اأمان مبديري���ة كريرت
حيث ت�سم ع���ددا من الأ����رسة يقطنها ما
يقارب )338( ف���ردا، وعدد الف�س�ل فيها
)18 ف�سال(، واحلمامات حتت�ي على )6
خا�سة بالن�س���اء( و)12 حمام�ا خا�س�ا
بالرجال(.
ولحظت عند ر�سدي طفح املجاري عند
ب�ابة املدر�سة وتكد�س القمامة، وم�اقع
ال�سكن غري لئقة �سحي�ا، ب�سبب انعدام
ال��سائل املعي�سية ال�رسورية )الفر�سان
والطراريح(، لعدم ت�زيعه���ا ت�زيع�ا
عادل، بالإ�سافة اإىل افتقار اأغلبية الأ�رس
اإىل ا�سط�ان���ات غاز الطب���خ وكذا م�اقد
الطب���خ التقليدي���ة )امل�ف���ى( ل�سناعة
اخلبز، الت���ي ل تكفي لتاأدي���ة الغر�س
املطل�ب، وكذا النق�س احلاد يف امل�اد
الغذائية، وامل�اد ال�سحية، والعالجات
الدوائية وخا�سة لالأطفال.
واأكدت الأخت منية اأن جميع الأ�رس يف املدر�سة
ت�سرتك يف املطبخ يف غرفة املعي�سة واغت�سال
املالب�س وت�رسيفها يف اآن واحد.
واأ�سافت اأن بع�س املنظمات التي تق�م بدعم
الأ�رس النازحة هي :
1 . )منظمة كري(، تق�م بدعم النازحني مب�اد التنظيف.
2 . )منظم���ة انرت�س��س( قامت بدعم املر�سى الذين يعان�ن م���ن اأمرا����س م�ستع�سية ملرة
واحدة.
3 . )منظمة الت�ا�سل( تق�م بت�سديد الف�اتري العالجية التي اأنفقه���ا املري�س على نف�سه يف
العالج ولكن ملرة واحدة.
4 . القن�سلي���ة الع�ماني���ة : دعمت النازحني بامل�اد الغذائية ملرة واحدة فقط.
اأما الدور احلك�مي : �سعيف للغاية، ومل تقم
ب���اأي دور جتاه النازح���ني، باخت�سار دورها
)�سلبي( ج���دا.. وه���� مايرف�س���ا اإىل ال�س�ؤال
اأين تذهب املخ�س�س���ات احلك�مية وتلك التي
ا�ستلمتها اللجنة احلك�مية؟!
مازن – رئي�س فري����ق الر�سد يف مديرية
�سرية حيث قال:
فيما يخ�س ر�سد النتهاكات يف مدر�سة )عقبة
بن ناف���ع( الكائنة بجان���ب م�ؤ�س�سة املياه يف
مديرية �سرية )بكريرت م/عدن(، ومن خالل ما
بعد ر�صد ميداين الو�صـاعهم يف مـــــــــــــــــــــــدار�ص حمافظتي عدن و حلج
النازح�ن من حمافظة اأبني وحق�قـهــــــــم الإن�سانية املنتهكة.. من امل�س�ؤول؟
مازن عبده املعمري فواز ن�صر علي علي حيدره النقي
�شمن �شيناريوهات مواجهة الثورة ال�شبابية ال�شعبية التي اندلعت يف اليمن وات�شعت لت�شمل كل مدنها
وقراها، كان ما تعر�شت له حمافظة اأبني و�شكانها الأكرث اإيالمـا والأكرب اإ�شرارا.
يف البدء كانـــت جرمية “املعجلة” التي ذهب �شحاياها ع�شرات املواطنني الأبرياء وكان مربرها احلمق
مواجهة تنظيم “القاعدة” وتبنين بعدها اأن هذه اجلرمية مل تكن ت�شتهدف �شوى املواطنني الأبرياء.
ثم ات�شـــع املخطط الذي ا�شتهدف هذه املحافظة بان�شحاب الأجهـــزة الأمنية وكتائب القوات التي كانت
تتواجد يف هذه املحافظة، وترتك خلفها كل اآلياتها واأ�شلحتها.
فكانـــت اجلرمية الثانية بعد “املعجلة” التي متثلت يف ان�شحـــاب الكتيبة التابعة للقوات امل�شلحة، التي
كانـــت تتوىل حرا�شة “م�شنع الأ�شلحة والذخائر” وحلقه مبا�شـــرة – بعد �شاعات – انفجار هائل يف هذا
امل�شنع اأودى بحياة الع�شرات من الن�شاء والأطفال وال�شيوخ وال�شباب.
وتوا�شل �شيناريـــو – هذا املخطط امللعون – بان�شحاب بقية اأجهزة الأمـــن وقياداته وقيادة املحافظة
لي�شلموا اأمرها اإىل م�شلحني قدموا من مناطق خمتلفة يف املحافظة واملحافظات املجاورة الأخرى، واختلف
نهم من تنظيم يطلق على “امل�شوؤولني”.. !! حول ت�شمية هذه املجموعات امل�شلحة.. فمنهم من قال اإنـق يف حتديد ما يدور يف نف�شـــه “جماعة ال�شريعة.. و”حزب التحرير الإ�شالمي..الـــخ، ومنهم من تعمن
نه ت�شفيات ح�شاب لأطـــراف كانت �شريكة يف احلكم واختلفـــت وبحكم وجودهما هـــذه املحافظة فقـــال اإنـ
ال�شابق – املوؤثر يف هذه املحافظة – بوجه خا�ص – ونتيجة للخالف النا�شئ بينهما كان لبد من اأطرافها
اأن تتمرت�ص وتواجه الأخرى لت�شفية احل�شابات بينهما، وقال اآخرون اإنن اأطرافـا اأخرى اأي�شـا دخلت يف
هذه اللعبة اخلطرة.
لكن الأهم هنا هو اأنن مواطني هـــذه املحافظة وجدوا اأنف�شهم بني خيارين ل ثالث لهما.. اأما البقاء يف
منازلهم وحمافظتهم وحتمل مزيـــد من اخل�شائر من القتل واجلراح بينهم اأو مغـــادرة املحافظة والنتقال
اإىل املحافظات املجـــاورة ملحافظتهم.. ومل جتد اآلف الأ�شر اأمام هذين اخليارين؛ اإل اأن تغادر وتنزح
اإىل املحافظـــات املجـــاورة.. وبالفعل نزحت الآلف من هذه الأ�شر اإىل عدد مـــن املحافظات ل�شيما اإىل
حمافظتي عدن وحلج.
وكان يفرت�ص اأن تبادر ال�شلطة بتحمل م�شوؤولية هوؤلء النازحني الذين مل يجدوا �شوى املدار�ص ليلجئوا
اإليها وي�شتقرون فيها.
وكان يفرت�ـــص اأن تقـــوم املنظمـــات الدوليـــة املعنية بتقـــدمي العـــون وامل�شاعدة ملثل هـــذه احلالت
الإن�شانية.
![Page 5: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/5.jpg)
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (5
مت متابعته وكذا احل�ار الذي مت مع الأخ رئي�س
اللجنة يف مدر�سة عقبة.. اأو�سح فيه:
اأن املدر�سة والأ�رس القاطنة فيها من الإخ�ة
النازحني يعان�ن من نق����س حاد يف الغذاء،
والدواء والرعاية ال�سحية التامة وال�ساملة.
م الأخ اأحمد �سعيد بكري رئي�س اللجنة فقد تقد
ملدر�سة عقبة ب�سك�اه الت���ي كانت مقدمة �سد
“ال�ح���دة التنفيذية” وهي اجله���ة احلك�مية القائمة على ت�زيع امل�اد الغذائية وامل�رسفة
على عملية الت�زيع اأو�سح الأخ بكري: اأن اللجنة
احلك�مية تق�م با�ستيالء الدعم من املنظمات
الدولية ومن القن�سلية الع�مانية، على �سبيل
املثال وغريها من اجلهات الداعمة، ولكنها ل
تق�م بت�زيعها الت�زيع العادل ول ت�سري �سمن
املقايي�س واملعايري املحددة، وامل��س�عة من
قبل منظمة الغ���ذاء العاملي، التي تن�س على
ت�زيع امل�اد الغذائية بح�س���ب حجم الأ�رسة
وعدد اأفرادها، ب���ل اإن�ها تق����م ب�رسف كمية
حمددة مك�نة من:
10كيل� جرامات من الأرز الأمريكي، ويعترب ن�عية غري مرغ�بة ول م�ست�ساغة من قبل �سكان
اليمن ك�سار ح�سب التقاليد.
10 كيل� جرامات �سكر.
10 علب �سل�سة طماطم حج���م �سغري ن�عية رديئة.
عب�ة زيت طبخ �سعة )5 لرتات(.
وهذه الكمية كما اأو�سح الأخ اأحمد �سعيد بكري
باأن�ها ت��رسف �س�اء لأ�رسة مك�نة من �سخ�سني
اأو اأكرث حتى ع�رسة اأ�سخا�س اأو اأكرث.
وقد ت�سمن���ت �سك�اه اأي�س����ا تاأخري ال�حدة
التنفيذي���ة احلك�مي���ة العملي���ة ال����رسف
املتباعدة، والال�سهري���ة، وكذا ق�سية اإ�سقاط
العديد م���ن اأ�سماء الأ�رس النازحة من ك�س�فات
ال�ستحقاقات الغذائية.
اأما يف ما يخ����س م�ساألة الرعاي���ة ال�سحية
وتقدمي الدواء ال���الزم لذوي احلالت املزمنة
والأمرا�س امل�ستع�سية اأ�سار بكري اإىل اأن كل ما
يقدم اإليهم من عالج ه���� البندول وامل�سكنات
العادية .. لي�س اإل؟!!
بعد ر�صد ميداين الو�صـاعهم يف مـــــــــــــــــــــــدار�ص حمافظتي عدن و حلج
النازح�ن من حمافظة اأبني وحق�قـهــــــــم الإن�سانية املنتهكة.. من امل�س�ؤول؟ولكن .. واآه من لكن.. فقد كرثت الأ�شوات التي اأبدت ال�شتعداد لتقدمي العون وامل�شاعدة، واحلكومة
خ�ش�شت وزيرا وجلنة عليا لتكون م�شوؤولة عن تقدمي هذا العون وتلك امل�شاعدة.
والعديد من املنظمـــات الإن�شانية الدولية اأعلنت وارتفع �شوتها، بل ومنهـــا ما اأعلن عن تقدمي ماليني
الدولرات واليوروهات ل�شالح م�شاعدة هوؤلء النازحني.
ن حتى هذه احلالـــة والأمة وامل�شكلـــة واملعاناة الإن�شانيـــة هناك من يريـــد املتاجرة بها، ولكـــن تبنين اأنــــ
فامل�شاعدات التي قدمتها احلكومة معظمها ذهبت اإىل غـــر امل�شتهدفني منها، بل اإنن اللجان التي �شكلتها
احلكومة اأخذت الن�شبة الأعلى.!!
وحتى امل�شاعدات التي قدمتها بع�ص الدول العربية ال�شقيقة مثل �شلطنة عمان اأ�شرت اللجنة احلكومية
اأن تقوم هـــي فقط بتوزيعها بعد اأن كانت �شفـــارة ال�شلطنة قد اقرتحت اإ�شراك بع�ـــص اجلمعيات الأهلية
اليمنية.
لقد قلنا و�شنظل نقول ونكرر اإن م�شاعدات اإن�شانية كهذه ل�شمان و�شولها اإىل امل�شتهدفني منها يجب اأن
تقوم بها منظمات املجتمع املدين ومراقبتها.. اأي اأن تقوم منظمات بالتوزيع واأخرى يف مراقبة عملية
التوزيع من اأجل �شمان و�شول هذه امل�شاعدات ملن هم يف حاجة اإليها.
لكن ذلك مل يتم!! .. وكان اأن ظهر من يتاجر مبعا�ص النازحني وبينهم اأي�شـا من �شارك يف الو�شول اإىل
هذه امل�شكلة الإن�شانية!!
هذا ما ا�شتطعنا اأن نخت�شره من كلمات املعاناة والآهات املتاأملة والأنني اليومي، للعديد من الأ�شرة النازحة
الفقرة يف حمافظة عدن، التـــي كان الأطفال وال�شيوخ والن�شاء هم الأكرث ت�شررا والأكرث معاناة والأكرث
تاأملـا، واإذا كان الكبار قد ا�شتطاعوا اأن يتحدثوا ويتكلمون لي�شكوا ويعربوا بالكالم عن بع�ص معاناتهم تلك
فهناك من مل ي�شتطيعوا ذلك واكتفوا بالتعبر عن اآلمهم ومعاناتهم وظلمهم بالنظرات والدموع والبكاء..
هوؤلء هم الأطفال الذين �شاركوا اأ�شرهم يف اجلرمية التي تعر�شوا اإلهيا ول ما تزال ف�شولها مفتوحة.
تفا�شيل كل ذلك �شتجدونه يف ال�شطور التالية التي عربن عنها النازحني اأنف�شهم.. اأثناء لقاءاتهم اأع�شاء
فريق الر�شد التابع ملركز اليمن لدرا�شات حقوق الإن�شان، العامل �شمن م�شروع ر�شد النتهاكات وامل�شاعدة
.)F . F. F( القانونية بالتعاون مع موؤ�ش�شة امل�شتقبل
فقد قام اأع�شـــاء فريق الر�شد بالنـــزول امليداين اإىل خمتلـــف املدار�ص ويتواجد فيهـــا النازحني يف
حمافظتي عدن وحلج.
ون فيه عن اآلمهم ومن يقفون خلفها. وننقل هنا بع�ص ما قاله النازحني ويعربن
![Page 6: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/6.jpg)
اأوال : تعريف الدولة املدنية فر�ست الأحداث ال�سيا�سية التي متر بها املجتمعات العربية اإعادة طرح
مطلب الدولة املدنية، فقد �ساقت املجتمعات ذرع�ا بنمط الدولة القائمة،
مبعنى ال�سلطة احلاكم���ة، ولي�س الدولة كفكرة جمردة، اأي كيان جغرايف
وقان�ين وب�رسي، هذا يحت���م حتديد التعريف الإجرائي للدولة املدنية،
الذي ي�ازي ويرتجم رغبة وتطلع النا�س ل�اقع �سيا�سي جديد، يحقق الغاية
من وج�د الدولة كجهاز ناظم حلركة املجتمع ولي�س كابح�ا له، ويف هذا
ال�سياق هناك العديد من الت�س�رات الفكرية ملفه�م الدولة املدنية؛ حيث
يعترباه البع�س متعار�سة مع الدين، وبالتايل يرف�سها ك�نها تعنى قيام
دول���ة علمانية، اأي ف�سل الدين عن الدولة، وه���ذا الت�س�ر �سائد بق�ة يف
املجتمع العربية وتغذيه الأنظمة ال�سيا�سية والق�ى التقليدية، التي ت�ظف
الدين ل�ستمرار وج�دها يف ال�سلطة، م�ستندة يف ذلك اإىل التف�سري احلريف
لن�س�����س الدين، لتكري�س ال�لء والطاع���ة للحاكم وعدم ج�از اخلروج
عليه، يف حني يعتربها البع�س اأن�ها منط من الدولة نقي�س الدولة الدينية،
التي تدعي احل���ق الإلهي يف ال�سلطة اقتئات�ا على الإ�سالم.يف املقابل ترى
بع�س التيارات الفكرية واجلماع���ات ال�سيا�سية اأن ل تعار�س بني الدولة
املدنية والإ�س���الم، وه� املفه�م ال�سحيح، فالدول���ة املدنية هي �سلطة
زمنية يختار يف ظلها النا�س حكامهم بحرية، والإ�سالم يتفق مع ذلك بق�له
تعاىل : )واأمرهم �س�رى بينهم( �س�رة ال�س�رى الآية )38(، اأي اأن�هم اأحرار يف
تقرير �س�ؤونهم ال�سيا�سية، ومل يفر�س عليهم حكم�ا ملزم�ا، ودليل اإ�سافة
اآخر على اأن الإ�س���الم متفق مع الدولة املدنية بق�له تعاىل: )و�ساورهم يف
الأمر( �س�رة اآل عمران الآية 159، اأي اأن احلاكم خمتار من ال�سعب، ولي�س
�ساحب �سلطة مطلقة، فه� ملزم بالع�دة اإىل من اختاره يف اأي قرار، ومثلما
بداأت الدميقراطية بنمط امل�ساركة التمثيلية للم�اطن يف احلكم بفعل ت��سع
وتعقد احلياة و�سع�بة امل�ساركة املبا�رسة، فاإن ع�دة احلاكم لأخذ راأي
ناخبيه بحاجة اإىل وج�د م�ؤ�س�سات متثيلية وهي التي ت�سكل ق�ام الدولة
املدنية.
ومن ذلك نخل�س اإىل اأن الدولة املدنية، هي املجتمع ب�س�رته املرئية ول
�سيء �س�اه، تق�م على اأ�س�س ومعايري ي�سعها النا�س ويرت�س�نها كاأ�سا�س
لتنظيم �س�ؤونهم احلياتية، وياأتي بعد ه���ذا املنظ�ر الجتماعي ملفه�م
الدولة املدنية املنظ����ر ال�سيا�سي الذي يعن���ي اأن الدولة تعني النظام
ال�سيا�سي مبختلف اأمناط���ه وعنا�رسه جمه�ري / ملكي )ملكية د�ست�رية /
ملكية مطلقة، واجلمه�رية ميكن اأن يك����ن �ساأنها �ساأن امللكية املطلقة،
اإذا مل تلتزم بالدميقراطية، ولذلك ت��س���ف بع�س اجلمه�ريات ال�سكلية
)باجلمل�كيات(، ويف ظل هذا النمط من النظ���م ال�سيا�سية املطلقة و�سبه
املطلق���ة اأو املقنعة ت�س�د ت�س����رات �سيا�سية وثقافي���ة اأكرث من تقليدية
لل�سلط���ة، اأو رمبا تك�ن له�تي���ة ترفع �ساأن احلاك���م اإىل مرتبة التاأليه
والقدا�سة.
وهذه الت�س�رات مل تكن �سائدة فق���ط يف املجتمعات الغربية قبل ع�رس
النه�سة بفعل �سيطرة الكني�سة على ال�سلطة، ولكنها �سائدة وبق�ة خا�سة
يف واقعنا ال�سيا�سي العرب���ي حتى الي�م، الأمر الذي ول�د ثقافة اخل�س�ع
واخل�ف لدى النا�س، ث���م ال�ست�سالم لدى من ل يدرك، والإحباط لدى من
يدرك، وكان من حم�سلة ذلك �سه�لة هيمنة الدولة على املجتمع، واأ�سبح
وج�دها على ح�سابه وف�ق م�ساحله، واأ�سب���ح من ال�سع�بة التفريق من
حيث ال�سكل ال�سيا�سي بني ما ه� ملكي وما ه� جمه�ري، ويف اإطار النظم
اجلمه�رية ذاتها ب���ات ع�سريا التمييز بني الأمناط الرئا�سية والربملانية
واملختلطة.
حتى ي���درك امل�اطن معنى الدولة املدنية التي تق����م على راية �س�ؤون
املجتمع وحماية م�ساحله من خالل و�س�ح معاملها �سيا�سي�ا واقت�سادي�ا
واجتماعي�ا، ف���اإن اأهمية حتديد و�سبط مفه�م الدول���ة املدنية احلديثة
وتغيري وعقلنة ال�اق���ع ال�سيا�سي القائم مبا يت�اءم مع متطلبات و�رسوط
الدولة املدنية، التي ميكن تعريفها مبا يت�اءم مع متطلبات و�رسوط الدولة
املدنية، التي ميكن تعريفها اإجرائي�ا باأن�ها تعني:
“الدولة التي ت�ستمد �رسعيتها من ال�سعب مبا�رسة اأو عرب ن�ابه وممثليه يف خمتلف مفا�سل وتك�ينات ال�سلطة تكفل احلق�ق واحلريات وحترتم التعددية
وتلتزم بالتداول ال�سلمي لل�سلطة وتعمل على جت�سيد �سيادة القان�ن وحتقق
امل�اطنة املت�ساوية”.
ف د . عزمي ب�سارة الدولة املدنية باأن�ها: “الدولة التي تق�م على وع���ر
اأ�سا�س امل�اطن���ة واحلق�ق املدنية؛ ول يهم اأن يك����ن احلزب الذي يحكم
قد تبنى يف ال�ساب���ق، اأو يتبنى حالي�ا اأيدي�ل�جي���ة دينية اأو ي�سارية اأو
ليربالية، املهم اأن يلت���زم ب�سكل واثق وم�ث�ق باملب���ادئ الدميقراطية
التي ت�س���كل اأ�سا�س�ا لأي د�ست�ر دميقراطي، الدول���ة املدنية لي�ست دولة
دينية، ولكنها اأي�س�ا لي�ست الدولة العلمانية الع�سكرية. واإن اأي ا�ستناد
اإىل حك���م الع�سكر لتجنب التيارات الدينية ه� ع����دة لال�ستبداد؛ حيث اأن
مفه�م العلمانية يعني ف�سل الدولة وم�ؤ�س�ساتها عن املرجعية ال�سيا�سية
للم�ؤ�س�سات الدينية، ولي�س ف�سل الدين عن الدولة.
ثانيـا : مبادئ ومعايري الدولة املدنية:لكل ثقاف���ة اأو جمتمع مبادئ وقيم مرجعية ي�ستند اإليها يف املمار�سات،
وال�سل�ك والعالق���ات املتبادلة، ف�سال عن وج����د معايري حتكم �رسوط
التعامل والعالق���ات املجتمعية، وبالتايل تك�ن تلك املبادئ واملعايري
تعبريا عن ح�سارة وتاريخ وم�ستقبل ذلك املجتمع اأو تلك الثقافة، وتت�سكل
الدولة املدنية يف اإطار مي ت�جه مك�ناتها واأدواتها ذات مرجعية للمبادئ
واملعايري الالزمة لقيامها وت�سكلها، وبناء على ذلك؛ فاإن الدولة املدنية
تعتمد على جمم�عة من املبادئ واملعاي���ري التي ينبغي اأن تك�ن اأ�سا�س�ا
مرجعي�ا لبنائها واحلفاظ ليها، وميكن اأن نذكر اأهمها يف الآتي:
1 . ال�سعب مالك ال�سلطة وم�سدرها ال�حيد:الدولة املدنية الدميقراطية هي دولة جلمي���ع م�اطنيها، وال�سعب ه�
جمم�ع امل�اطنني وه� م�سدر ال�سلطات؛ ومبقت�سى هذه ال�سلطة يك�ن على
�سلطات الدولة املدنية العرتاف باحلق�ق واحلريات واللتزام بامل�اثيق
والعه�د التي ت�س�ن حق�ق وكرامة امل�اطنني.
2 . امل�ساواة والعدالة وعدم التمييز:بدون احلرية والعدالة وامل�ساواة ل ميكن اأن يك�ن هناك معنى للحياة لأي
�سيء، وبدون ذلك ل يت�لد ال�سع�ر باأن احلياة ت�ستحق اأن ت�عا�س، والدولة
املدنية هي التي جت�سد اإرادة امل�اطنني جميع�ا، ول متيز بني امل�اطنني
لدواع ومربرات لي�ست قان�نية واإن�سانية، وت�لد ال�سع�ر بامل�اطنة يعتمد
على قيم احلري���ة وامل�ساواة، حرية من دون م�س���اواة بني امل�اطنني هي
مق�لة نظرية، وم�ساواة من دون حرية ه���ي م�ساواة يف الذل: حيث ت�سكل
قيم امل�ساواة واحلرية اإذا ما اقرتنت باإدارة عقالنية و�سيا�سة ر�سيدة اأ�سا�س�ا
ر الت�ازن بني للعدالة والكرامة، واأحدهما ل يدوم من دون الآخر، ويتط�
احلرية وامل�ساواة يف مبداأ جديد للم�اطن���ة يق�م على احلق�ق ال�سيا�سية
والجتماعي���ة الإن�سان ه� اأنت واأنا وهي وه� ونح���ن وهن، نت�سارك مع�ا
على بقاعه املختلفة اأحرارا مت�ساويني، لي�س لنا فيه اإل ال�سعي اجلاد من
اأجل الرفاهية للجميع، ولأننا جميع����ا مت�ساوون واأحرارا ونت�سارك مع�ا
)اأو يجب اأن نت�سارك مع�ا( من اأجل الرفاهية وال�سعادة والأمن لنا جميع�ا،
كان لبد من احلفاظ على دمي�مة احلية وامل�ساواة من اأجل احلياة الكرمية
لالإن�س���ان اأي�ا كان مكان���ه اأو ل�نه اأو جن�سه اأو عقيدت���ه اأو عرقه؛ لأن عدم
احلفاظ عليهما )احلري���ة وامل�ساواة( ودعمهما وتنميتهما مع�ا، ي�ؤدي اإىل
ال�رساع والهمجية واحلقد والإرهاب الذي يهدد لي�س فقط رفاهية اجلميع،
بل قد يهدد البقاء الإن�ساين ذاته، لذلك كان���ت حق�ق الإن�سان التي متثل
ذلك الرتاث الإن�ساين امل�س���رتك، والإطار الذي ي�ساعد النا�س على حماية
اأنف�سهم من الأذى؛ ول تق�م العدالة من دون �سيادة القان�ن، وامل�ساواة تك�ن
اأمام القان�ن على اأ�سا�س مبادئ ت�رسيعية عادلة ت�ستق منها، واأن م�ساواة
امل�اطنني اأمام القان�ن، وم�ساواة القان�ن بني امل�اطنني هي مبادئ تكمل
بع�سها بع�ستا، وهي م�ساواة ل تاأخذ بعني العتبار اأ�سل امل�اطن وج�سه
وق�ميته ودينه ومذهبه.
3 . العدالة الجتماعية :وتعن���ى باحلماي���ة الجتماعية و�سم���ان كل متطلب���ات العي�س الكرمي
وامل�ساواة وتكاف�ؤ الفر�س،وحتقيق العدالة الفعلية بني اجلن�سني واحرتام
املكا�سب الإن�سانية والعمل على دعمها ق�ل وت�رسيع�ا وممار�سة.
ترتبط الدميقراطية بتقاليد تاريخية عربية غ�سالمية ول تتنكر ملرياثها
الت�رسيعي مبا في���ه ال�رسيعة الإ�سالمية بل تبني علي���ه كم�سدر ت�رسيعي
واأي�س�ا كثقافة، وترتب���ط الدميقراطية بالتقاليد الدميقراطية كما طبقت
يف العديد من دول العامل، وتتبنى الإعالن العاملي حلق�ق الإن�سان، وهي
ل حتاول اخ���رتاع دميقراطية عربية يف كل م��س����ع، فال حاجة لخرتاع
العجلة من جدي���د يف كل م��س�ع؛ وتنطلق م���ن اأن الدميقراطية والعدالة
الجتماعية ل تتناق�س مع ال�رسائع ال�سماوي���ة، واأن�ه حيثما يقام العدل
تك�ن �رسيعة الله احلق.
4 . دولة القان�ن:اإن التمت���ع باحلق�ق وممار�سة احلريات اجتماعي����ا و�سيا�سي�ا يك�ن يف
الدولة التي ت�سمن احلريات املدنية للم�اط���ن والعدالة وامل�ساواة؛ ول
ميكن حماية هذه احلريات من دون قان�ن، ولكي لتزم القان�ن باحلريات
املدنية لبد من مبادئ متفق عليها ل يج�ز اأن يخرج القان�ن ذاته عنها،
مبعنى اآخر اللتزام بال�رسعية وامل�رسوعية الد�ست�رية يف اأعمال الدولة
وحيادية ودوام م�ؤ�س�سات الدولة ورف�س ممار�سة ال�سيادة خارج امل�ؤ�س�سات
معربة عن اإرادة ال�سعب باأكمله.
ويق�س���د بامل�رسوعة اأن�ه���ا العملية التي مبقت�ساها ي���ربر تنظيم ما اأو
م�ؤ�س�سة ن�ساأت���ه، ولل�رسعية ثالثة اأ�س�س: الأ�سا����س القان�ين والأخالقي،
والأ�سا�س التقني؛ وبالت���ايل فهناك ثالثة اأ�سكال م���ن ال�رسعية: ال�رسعية
القان�نية والأخالقية، ال�رسعية ال�سيا�سية، و�رسعية الإجناز؛ وهذا يعني
اأن ال�سلطة ال�رسعية هي: ال�سلطة التي احتل اأفرادها م�اقع يف اأجهزة ممار�سة
ال�سلطة وم�ؤ�س�سات �سناعة القرار ب�سكل قان�ين، ووفق�ا لأحكام الد�ست�ر
والق�انني النافذة يف املجتمع، وتك�ن مقب�لة من قبل معظم اأفراد املجتمع
وجماعاته، التي حتقق اأهداف املجتمع وغاياته.
5 . احرتام حق الختيار والختالف:
الدولة املدنية التي تق�م على اأ�سا�س دميقراطي تعتمد احرتام وحماية
ع يف الأدوار واختالف اجتاهات القائمني احلق يف الختيار، وت�سمن التن�
على م�ؤ�س�ساتها.
6 . احلرية:النظام الذي ي�سم���ن احلريات املدنية يراقب ذات���ه ويراقبه اجلمه�ر،
النظام الذي يراقب ذاته ويراقبه اجلمه�ر ه� نظام منتخب دوري�ا، ولكي
ميكن انتخاب النظام دوري�ا لبد من حريات �سيا�سية: حرية الراأي، وحرية
ال��س�ل اإىل املعل�مات، وحرية الجتماع والتنظيم، وت�سمل احلرية حرية
الإن�سان من الق�رس اجل�سدي وحرية احلركة والتنقل، وحرية الراأي واملعتقد
والكلمة؛ ول يج�ز حجب احلرية من دون حماكمة عادلة؛ وتعرتف الدولة
الدميقراطية بحق امل�اطن يف بيئة اإن�سانية اآمنة تق�م على ممار�سة احلريات
واحلق يف العي�س الكرمي الالزمني ملمار�سة اإن�سانية الفردية واجلماعية.
7 . املن والتنمية:ل ميك���ن ممار�سة احلري���ة اجتماعي�ا يف اأي جمال م���ن دون حد اأدنى من
الت�زيع العادل للرثوة، ومن دون اإدم���اج الفئات ال�سعيفة واملهم�سة يف
احلياة العامة؛ وت�سمل حق�ق امل�اطن���ة يف الدولة املدنية الدميقراطية
حق�ق�ا اجتماعية، ل تق�م اإل على الرب���ط بني النم� والتنمية الإن�سانية
ال�سامل���ة، ول تتحقق اإل باإدم���اج جميع الفئ���ات واجلماعات املحرومة
واملهم�س���ة جمتمعي�ا ومتكينها م���ن اأن يك�ن لها �س����ت �سيا�سي م�سم�ع
وم�ؤثر.
8 . التغيري ال�سلمي والتناف�س امل�رسوع:ت�سم���ن الدولة املدني���ة حق امل�اطن���ني بالتغي���ري ال�سلمي، وحتظر
التغيري بكافة اأ�سكال العنف وو�سائل���ه املختلفة، واإن اأي حركة �سيا�سية
ترغب بامل�ساركة يف اإدارة �س�ؤون البالد من خالل وج�دها يف احلكم اأو يف
املعار�سة امل�ؤهلة للحكم هي حرك���ة تلتزم مبيثاق الث�رة ومبادئها، األ
وهي مبادئ الدميقراطية.
9 . تكاف�ؤ الفر�س:الكفاءة والعتبارات املهنية هي اأ�سا�س التعيني يف ال�ظائف احلك�مية
وغري احلك�مية، ول ت����زع وظائف الدولة اأو هيئاته���ا املنتخبة وغري
املنتخبة مب�جب م�اق���ف النا�س ال�سيا�سي���ة اأو ه�ياتهم اخل�س��سية اأو
الفرعية، ويخلق اجل� الالزم لكي يتم التعيني مب�جب الكفاءة؛ كما متنع
ممار�سة التمييز بني النا�س عن���د التعيني يف امل�ؤ�س�سات غري احلك�مية.
وترف�س الدولة املدنية الدميقراطية اأن تك�ن جماعة اله�ية و�سيط�ا بني
امل�اطن والدولة، �س�اء كانت املذهب اأو الطائفة اأو الع�سرية.
10 . امل�ساركة:امل�ساركة تعني امل�ساهمة املبا�رسة لكل فرد من الأفراد يف �س�ؤون املجتمع
يف امل�ست�يات كاف���ة، ويف �ستى املجالت. وامل�سارك���ة ينبغي اأن تك�ن
راأ�سية واأفقية وت�سمل اجلن�سني على اأ�سا����س امل�ساواة بينهما، ولعل اأهم
�سمان���ات امل�ساركة يف الدولة املدنية الدميقراطي���ة ه� القان�ن، ف�سال
عن اأهمية دعم م�ساركة الفئات الالزم���ة للتنمية يف �ستى املجالت؛ فمثال
يراع���ى يف النتخابات مبداأ ن�سبية التمثيل بحي���ث مينح متثيال لأكرب قدر
ممكن من التيارات ال�سيا�سية والجتماعية والفكرية، وبحيث ل ي�سادر حق
اأحد بالتمثيل النيابي؛ لأن�ه اأقلية يف منطقة ما، ولبد من متثيل التيارات
ال�سيا�سية والجتماعي���ة والفكرية ذات ال�ج�د ول� كاأقلية على امل�ست�ى
ال�طني.
كما يراعى حيث يلزم مبداأ الت�افق ملنع حرمان فئات وا�سعة من التمثيل
وامل�ساركة؛ وتبقى الأول�ية هي ملبداأ الن�سبية القائم على متثيل امل�اطنني
ب�ا�سطة م�اطنني اآخرين منتظمني يف جماعات واحتادات �سيا�سية ط�عية
بناء على م�اقف وبرامج �سيا�سي���ة تخ�س املجتمع ككل، ولي�س بناء على
ه�يات خ�س��سية؛ ولبد من جتن���ب اأي نظام انتخابي ي�ؤدي اإىل ا�سطفاف
ه�يات مقابل بع�سها البع�س، اأو اإىل تغييب متثيل كتل �سيا�سية كاملة.
ثالثـا: مقومات الدولة املدنية:هناك عدة مق�مات ينبغي ت�افرها كاأ�س�س يف الدولة املدنية احلديثة،
التي اإن نق�س اأحدها فال تتحقق �رسوط بناء الدولة املدنية، اأهمها:
1 . الد�ست�ر:اإن اأهم مق�مات الدولة املدنية احلديثة وج�د د�ست�ر مدين، ينظم العالقة
بني فروع احلك�مة بع�سها بالبع�س الآخ���ر وعالقة احلك�مة باملجتمع،
وين�س على تف�ي�س ال�سعب للحك�مة ب���اإدارة �س�ؤون البالد وفق �رسوط،
وي�سحب ه���ذا التف�ي�س اإذا حدث اإخالل باللتزام���ات الد�ست�رية، وميثل
هذا الد�ست�ر تاأكي���دا على اأن ال�سعب ه� مالك ال�سلطة وم�سدرها، واأهم ما
يجب اأن يت�سمنه الد�ست�ر يف الدولة املدنية ال�سيادة ال�سعبية،
���ن حتديد �سكل ومب���داأ التداول ال�سلم���ي لل�سلطة، ويت�سم
1الدولة املدنية الدميقراطية احلديثة
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (6
يتبع
![Page 7: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/7.jpg)
نظم مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان يف حمافظة عدن
ي�م ام�س لقاء م��سع مب�ساركة)50( �سخ�سا ميثل�ن عدد من
املجتمعات املحلية يف مديريات ال�سيخ عثمان ودار �سعد
واملن�س�رة وعدن ال�سغرى .
وقد ترا�س الجتماع الأ�ستاذ حمم���د قا�سم نعمان رئي�س
مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان وقال ان املركز ينفذ
م�رسوع احل�سد املجتمعي )امل�ساركة املجتمعية يف اعمال
مدنية ( بالتعاون مع برنامج ا�ستجابة وبدعم من منظمة
)USAID( و�سيق�م بتنفيذ 20م�رسوعا �سغريا على م�ست�ى
حمافظ���ة عدن والذي مت تق�سيمه���ا اإىل 20 جمتمعا حمليا
..
واأو�سح نعمان اإىل انه من منطلقات الدور املناط مبنظمات
املجتم���ع املحلي ويف اأط���ار التطبيق الفعل���ي والعملي
للمب���ادئ الدميقراطية التي ت�ستدع���ي اأن تلعب منظمات
املجتمع املدين دورا فاعال وا�سهاما خالقا يف حل م�سكالت
املجتمع ويف تنمية تط����ره وتفاعال مع م�سار التط�رات
والتح�لت اليجابية التي ت�سهدها البالد وبفعل احلراك
ال�سعبي ال�سلمي وث�رة ال�سب���اب ال�سعبية التي يت�ا�سل
زخمها يف كل رب�ع ال�طن.
وا�سار نعمان ان املركز يق�م بتنفيذ هذا امل�رسوع الذي
ي�ستهدف خلق ثقافة امل�ساركة املجتمعية يف حل م�سكالت
املجتمع ويف اإ�سهام املجتم���ع يف تنمية وتط�ر املجتمع
وت�فري احتياجاته ال�رسورية.
من�ها اأن امل�رسوع يرتكز على تق�سيم حمافظة عدن اإىل
20جمتمع حملي وت�سكيل جماعات قيادية على م�ست�ى كل جمتمع حملي ابرز معايريه .. الكثافة ال�سكانية ويتمثل
يف ه���ذه اجلماعة القيادية التي ل يزي���د عدد اأفرادها عن
خم�سة اأ�سخا�س ممثلني عن ال�رسائح املجتمعية الن�سطة
) �سخ�سية اجتماعية – امراأة – ع�س� جمل�س حملي – �ساب
و�سابة ( .
وق���ال ان املركز �سيق�م بتنظي���م دورات تدريبية لهذه
اجلماعات القيادي���ة ) 5 اأ�سخا�س يف كل جمتمع مبجم�ع
100�سخ�س يف املجتمعات الع�رسي���ن( يف جمال القيادة املدنية وكيفي���ة معرفة وحتديد الق�ساي���ا اخلا�سة بكل
جمتمع حمل���ي ،اإ�سافة اإىل تدريب اآخ���ر يف جمال تك�ين
واإن�ساء املنظمات الر�سمي���ة ودور املنظمات املجتمعية
يف الإ�سهام يف حل م�سكالت املجتمع ويف تعزيز العملية
الدميقراطية ويف التح�لت نح� الدميقراطية وامل�ساركة
املجتمعي���ة يف التنمي���ة وم�اجهة كل مظاه���ر الأ�رسار
باملجتمع وتط�ره ..
م��سح���ا انه �سيلي عملي���ة تنظيم هذه ال���دورات البدء
بت�سكيل فرق العمل التط�عية على م�ست�ى كل جمتمع حملي
لتنفيذ امل�رسوع املجتمعي ال���ذي مت التفاق عليه حيث
�سيت�ىل مركز اليمن لدرا�سات حق����ق الإن�سان وبرنامج
ا�ستجابة واجلهة الداعمة ت�ف���ري كل امل�اد واملتطلبات
املتعلقة بتنفيذ هذه امل�ساري���ع ال�سغرية و�سريافق �سري
عملية التنفي���ذ فريق ا�ست�ساري م���ن املتط�عني من ذوي
التخ�س�سات يف املجالت التي �سيتم تنفيذها .
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (7
•اأن�سطة ت�ستهدف تنمية وحت�سني املجتمعات املحلية من خالل جت�سيد ثقافة امل�ساركة املجتمعية يف التنمية وحت�سني املجتمعات املحلية
•يتم التخطيط من قبل اجلهات امل�ستفيدة للقيام باأن�سطة تنم�ية تهم املجتمعات املحلية يف )20( جمتمع حملي •العمل على تك�ين تنظيم جمم�عات جمتمعية فاعلة يف كل من ال� 20 جمتمع حملي
•�سيتم تقدمي التدريب الالزم لهذه املجم�عات ال� 5 يف كل جمتمع حملي يف جمال القيادة املدنية وكيفية معرفة وحتديد الق�سايا اخلا�سة باأي جمتمع حملي
�سيت�ىل كل جمم�عة ) القيادة املجتمعية املحلية ( املك�نة من اخلم�سة اأفراد الت��سع با�ستقطاب م�ساركني للم�ساركة يف
تنفيذ الأن�سطة التنم�ية التي تقرها املجم�عة القيادية املك�نة خلم�سة اأ�سخا�س
• بحيث يت�ىل كل ع�س� من الأع�ساء اخلم�سة ا�ستقطاب وتقدمي اأ�سماء ل تقل عن ع�رسة اأ�سخا�س من �سكان املجتمع املحلي ممن لديهم ال�ستعداد للعمل التط�عي واجناز امل�رسوع الذي �سبق التفاق عليه واإقراره من قبل )اللجنة القيادية املجتمعية
( ... وي�ستح�سن ان يتم اإ�رساك من لديهم كفاءات وخربات يف طبيعة العمل الذي �سيتم تنفيذه .....
•�سيت�����ىل املركز ت�فري امل�اد التي �ست�ستخ����دم لجناز امل�رسوع .... يف حدود )األ����ف دولر( ويف حالة وج�د م�ساريع ت�ستدعي تكلفة اإ�سافية �سيتم ال�ستعانة بامل�ساهمني من قطاع اخلا�س واملجال�س املحلية اإذا كانت امل�ساريع مدرجة �سمن
خم�س�سات دعم املبادرات املحلية ...
�سيعمل هذا امل�رسوع على :
•حتفيز طاقات املجتم����ع املحلي للم�ساركة يف ح����ل م�سكالتهم املجتمعية ذات الطابع املحل����ي غري املدرجة يف خطط وم�ساريع الدولة
•جعل اأفراد املجتمعات املحلية ي�سارك�ن م�ساركة فعالة يف العملية الدميقراطية والأن�سطة املدنية •ال�ستفادة التي �سيحظى بها امل�سارك�ن يف تنفيذ هذه امل�ساريع اأكرث من 1500فرد من اأفراد هذه املجتمعات املحلية يف
الرتباط املبا�رس مبجتمعاتهم املحلية وم�ساهمتهم يف حل م�سكالتهم وت�فري متطلباتهم ال�رسورية
م�رسوع احل�سد املجتمعي
تنفيذ مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان
تنفيد م�ساريع حملية يف عدن مب�ساركة جمتمعية مركز اليمن لدرا�سات حقوق االن�سان يبداأ بت�سكيل
)USAID(جماعات جمتمع حملي يف حمافظة عدن بالتعاون مع برنامج ا�ستجابة ودعم منطمة
) USAID ( برنامج ا�ستجابة و بدعم من منظمة
بالتعاون مع
![Page 8: the monthly bulletin (our rights) NU9](https://reader033.fdocuments.us/reader033/viewer/2022052219/568bda591a28ab2034aa78fb/html5/thumbnails/8.jpg)
االأخرية
امل�صرف العام للم�صروع
رئي�ص مركز اليمن لدرا�صات حقوق االإن�صان
حممد قا�سم نعمان
�سكرتري التحرير:
رئي�س التحرير:
هاين اأحمد حممد
�صماح جميل
هاتف:233899 فاك�س: 271302www.ychrs.com:املوقع الإلكرتوين
[email protected]:الربيد الإليكرتوين
اجلمه�رية اليمنية-مدينة خ�ر مك�رس-م/عدن-املدينة البي�ساء-�سارع ال�سلفادور
ما حتت�يه �سفحات هذه �لن�سرة تعرب عن �آر�ء كتابها ،تقع حتت �إ�سر�ف وم�س�ؤولية مركز �ليمن لدر��سات حق�ق �لإن�سان ولي�س مل�ؤ�س�سة �مل�ستقبل �أية تبعات
العدال���ة النتقالية ه���ي ا�س���تجابة لالنته���اكات املنهجية اأو
ال�ا�س���عة النطاق حلق�ق الإن�س���ان، تهدف اإىل حتقيق العرتاف
ال�اجب مبا كابده ال�س���حايا من انته���اكات، وتعزيز اإمكانيات
حتقيق ال�س���الم وامل�ساحل���ة والدميقراطية. ولي�س���ت العدالة
النتقالية �سكال خا�سا من اأ�سكال العدالة، بل هي تكييف للعدالة
على النح���� الذي يالئم جمتمعات تخ�����س مرحلة من التح�لت
يف اأعقاب حقب���ة من تف�سي انتهاكات حق����ق الإن�سان؛ ويف بع�س
الأحيان، حتدث هذه التح�لت على حني غرة، ويف اأحيان اأخرى
ق���د جت���ري عل���ى م���دى عق����د ط�يل���ة.
وقد برز هذا النهج يف اأواخر الثمانينيات ومطلع الت�سعينيات،
وجاء يف الأغلب والأعم ا�ستجاب���ة للتغريات ال�سيا�سية يف اأمريكا
الالتينية و�رسق اأوروب���ا، ولرتفاع الأ�س�ات املطالبة بالعدالة
يف هاتني املنطقتني. فق���د �سعى دعاة حق����ق الإن�سان وغريهم
اآن���ذاك للت�س���دي لالنته���اكات املنهجية التي اقرتفته���ا الأنظمة
ال�سابقة، ولكن دون اأن يع�سف ذل���ك بالتح�لت ال�سيا�سية التي
ت�سهدها البالد. وملا �ساع و�سف ه���ذه التح�لت ب�”النتقال اإىل
الدميقراطية”، فقد بداأ النا����س يطلق�ن على هذا املجال اجلديد
املتع���دد التخ�س�س���ات م�سطل���ح “العدال���ة النتقالي���ة”.
وق���د اعتمدت حك�مات ه���ذه البل���دان الكثري مم���ا اأ�سبح فيما
بعد مبثابة املناه���ج الأ�سا�سية للعدال���ة النتقالية، ومن بينها
املب���ادرات التالي���ة:
· الدع���اوى اجلنائي���ة. وت�سم���ل ه���ذه حتقيق���ات ق�سائية مع امل�س�ؤولني ع���ن ارتكاب انته���اكات حق�ق الإن�س���ان؛ وكثريا ما
يركز املدع�ن حتقيقاتهم على “الرءو�س الكبرية”، اأي امل�ستبه
فيهم الذين يعتقد اأنه���م يتحمل�ن القدر الأكرب من امل�س�ؤولية عن
النته���اكات اجل�سيم���ة اأو املنهجي���ة.
· جلان احلقيقة. والغر����س الرئي�سي من جلان التحري هذه ه� اإجراء حتقيقات ب�ساأن الفرتات الرئي�سية لالنتهاكات التي وقعت
يف املا�سي القريب، واإ�س���دار تقارير عنها؛ وكثريا ما تك�ن هذه
اللجان هيئات ر�سمية تتقدم بت��سيات ملعاجلة تلك النتهاكات،
ومن���ع تكراره���ا يف امل�ستقب���ل.
· برام���ج التع�ي����س اأو جرب ال����رسر. وهذه مب���ادرات تدعمها الدول���ة، وت�سهم يف جرب الأ�رسار املادي���ة واملعن�ية املرتتبة
على انتهاكات املا�سي؛ وتق�م عادة بت�زيع خليط من التع�ي�سات
املادية والرمزي���ة على ال�سحايا، وقد ت�سم���ل هذه التع�ي�سات
املالي���ة والعت���ذارات الر�سمي���ة.
· اإ�سالح اأجهزة الأمن. وت�ستهدف هذه اجله�د حت�يل امل�ؤ�س�سات الع�سكري���ة وال�رسطية والق�سائية، وغريها من م�ؤ�س�سات الدولة
املتعلقة بها، م���ن اأدوات للقمع والف�ساد اإىل اأدوات نزيهة خلدمة
اجلمه����ر.
· جه�د تخليد الذكرى. وت�سمل هذه املتاحف والن�سب التذكارية التي حتفظ الذكرى العام���ة لل�سحايا، وترف���ع م�ست�ى ال�عي
الأخالقي ب�س���اأن جرائم املا�سي، وذلك به���دف اإر�ساء حرز منيع
يح����ل دون تكراره���ا يف امل�ستقب���ل.
ولئن كانت هذه املب���ادرات تعد عم�ما مبثاب���ة الأ�سا�س الذي
ترتكز عليه جه�د العدالة النتقالية، فه���ي لي�ست قائمة �ساملة
ت�ستق�سي كافة املبادرات املمكنة؛ فق���د و�سعت جمتمعات كثرية
التي رمبا تك�ن قد �ساهمت يف حدوث النتهاكات؛ ويجب اأن يك�ن
احل�س املره���ف للق�ساي���ا املتعلقة بن�ع اجلن����س يف العالقات
ال�سخ�سية والأ�رسي���ة والجتماعية ركنا اأ�سا�سيا يف جميع تدابري
العدالة النتقالية، ومن �ساأن���ه اأن ي�سهم يف ن�س�ء فهم لالأ�رسار
املمي���زة الت���ي تتكبده���ا امل���راأة.
العدالة االنتقالية يف القانون الدويل ومع ات�ساع هذا املجال وازدياد تن�عه ب�س�رة مطردة، اكت�سب
اأ�سا�سا مهم���ا يف القان�ن ال���دويل، ويتمثل جانب م���ن الأ�سا�س
القان����ين للعدالة النتقالي���ة يف القرار ال���ذي اأ�سدرته حمكمة
الدول الأمريكية يف ق�سية فيال�سك�يز رودريغز �سد هندورا�س عام
1988، والذي خل�ست في���ه املحكمة اإىل اأن جميع الدول تقع على عاتقه���ا اأربعة التزامات اأ�سا�سية يف جمال حق�ق الإن�سان، وهي:
· اتخاذ خط�ات معق�ل���ة ملن���ع انته���اكات حق����ق الإن�س���ان؛ · اإجراء حتقيقات ج���ادة ب�س���اأن النته���اكات عن���د وق�عه���ا؛
· فر�س عق�بات مالئمة عل���ى امل�س�ؤول���ني ع���ن النته���اكات،
�صمان تقدمي تعوي�ص ل�صحايا االنتهاكاتوقد اأكدت املحكمة هذه املبادئ �رساحة يف قراراتها الالحقة،
كما مت التاأكي���د عليها يف ق���رارات املحكم���ة الأوروبية حلق�ق
الإن�سان، وهيئ���ات الأمم املتحدة املن�س���اأة مب�جب معاهدات،
من قبيل اللجنة املعني���ة بحق�ق الإن�سان. وكان اإن�ساء املحكمة
اجلنائية الدولية عام 1988 من التط�رات املهمة يف هذا ال�سدد
اأي�سا، اإذ يكر�س النظام الأ�سا�سي لهذه املحكمة التزامات بالغة
الأهمي���ة تقع على عات���ق الدول، مم���ا ي�ست�جب منه���ا الق�ساء
على ظاه���رة اإفالت اجلناة من العق���اب، وتر�سيخ احرتام حق�ق
ال�سحاي���ا.
نظرة اإىل امل�صتقبل لقد �سهد جم���ال العدالة النتقالية حتديات جديدة اأرغمته على
التجدد والتط�ر، اإذ تبدلت ال�سياقات م���ن الأرجنتني وت�سيلي،
حيث ول���ت نظم احلكم ال�ستبدادي، ون�س���اأت �سياقات اأخرى مثل
الب��سنة والهر�س���ك وليبرييا وجمه�رية الك�نغ� الدميقراطية،
وكانت الق�سي���ة الرئي�سية فيها هي تعزي���ز ال�سالم. واأ�سبح من
بني الق�ساي���ا اجلديدة التي ت�سرتعي الهتم���ام التطهري العرقي
والنزوح، واإعادة دمج املقاتلني ال�سابقني، وحتقيق امل�ساحلة
ب���ني الط�ائ���ف واملجتمع���ات، ودور العدالة يف اإع���ادة بناء
ال�س���الم.
كما تفاعل العامل����ن يف جمال العدال���ة النتقالية مع تدابري
العدال���ة املحلي���ة اأو “التقليدي���ة”، ففي بع�س البل���دان، مثل
�سريالي����ن واأوغندا، قد ترغب املجتمع���ات والط�ائف املحلية
يف ا�ستخدام الطق��س التقليدية يف تعزيز امل�ساحلة بني الأطراف
املتحاربة اأو اإعادة دمج املقاتلني ال�سابقني يف ن�سيج املجتمع.
يف مثل هذه احل���الت، يك�ن دور العدال���ة النتقالية ه� �سمان
الأخذ مبنهج كلي رمبا ي�سمل تل���ك الأ�ساليب التقليدية، ولكنه ل
ي�ستبع���د اإمكانية ا�ستخدام �سائر تداب���ري العدال���ة النتقالي���ة.
ويف النهاي���ة، لي�ست هن���اك �سيغة واح���دة للتعامل مع ما�س
مفعم بانتهاكات وا�سعة النط���اق حلق�ق الإن�سان؛ فجميع مناهج
واأ�ساليب العدالة النتقالي���ة ت�ستند اإىل اإميان ج�هري بعاملية
حق����ق الإن�سان،ولك���ن يف نهاية املطاف يجدر ب���كل جمتمع اأن
يخت���ار لنف�سه الطريق املالئم له، بل ل منا�س ل���ه م���ن ذل���ك.
ت�سريالعدالة النتقالية ب�سكل عام اإىل جمم�عة من الأ�ساليب التي
ميكن للدول ا�ستخدامها ملعاجلة انتهاكات حق�ق الإن�سان ال�سابقة،
وت�ستمل على ت�جهات ق�سائية وغري ق�سائية على حد �س�اء. ت�سمل
العدال���ة النتقالية على �سل�سلة م���ن الإج���راءات اأو ال�سيا�سات مع
امل�ؤ�س�س���ات الناجتة عنها، والتي ميك���ن اأن ت�سن يف مرحلة حت�ل
�سيا�سي بني فرتة عنف وقمع اإىل فرتة ا�ستقرار �سيا�سي. ت�ستمد العدالة
النتقالية م�سم�نها من رغبة املجتمع يف اإعادة بناء ثقة اجتماعية،
مع اإ�سالح نظام قان�ين مهرتئ، وبناء نظام حكم دميقراطي. القيمة
اجل�هرية للعدالة النتقالية هي مفه�م العدالة؛ لي�س فقط العدالة
اجلنائية، بل كافة اأ�سكال العدالة. هذا املفه�م، مع التح�ل ال�سيا�سي
املتمثل يف تغيري النظام ال�سيا�سي اأو التح�ل من مرحلة التعار�س،
يرتبط بهما م�ستقبل اأكرث �سالما، ودميقراطية و ثقة.
حظى م�سطلح العدالة النتقالية حديثا على الكثري من الهتمام من
كل من الأكادمييني و�سناع الق����رار ال�سيا�سي، كما حظي بالهتمام
يف املج����الت ال�سيا�سية والقان�ني����ة، وخ�س��سا يف املجتمعات
النتقالي����ة. يف الفرتات النتقالي����ة ال�سيا�سية، �س�����اء من نظام
ت�سلط����ي اأو من اخلالفات املدني����ة اإىل الدميقراطية، ت�فر العدالة
النتقالية فر�سا لهذه املجتمعات ملعاجلة انتهاكات حق�ق الإن�سان
املا�سي����ة، العمليات ال�ح�سية اجلماعي����ة، والأ�سكال الأخرى من
ال�سدمات العميق����ة من اأجل ت�سهيل انتقال ممه����د اإىل م�ستقبل اأكرث
دميقراطية و�سالما. هذا املقال يناق�س فكرة العدالة النتقالية من
حيث التعريف، اجلذور التاريخية والتط�����ر، النماذج املختلفة
والجتاهات احلديثة لتطبيقه����ا يف الدول النتقالية وم�ستقبل هذه
الدول يف طريقها النتقايل.
مناهج اأخرى مبتك���رة ملعاجلة انتهاكات املا�سي – وذلك �سبب من
الأ�سب���اب التي اأ�سفت على هذا املجال ق����ة وتن�عا يف اآن معا على
م���ر ال�سن���ني.
منهج كلي اإن معاجل���ة النته���اكات ال�ا�سعة النطاق حلق����ق الإن�سان تثري
م�س���كالت عملية ج�سيمة، فق���د يك�ن الت����ازن ال�سيا�سي يف بلد ما
بال���غ احل�سا�سية، وقد تك����ن حك�مة ما غري راغب���ة يف النه��س
مببادرات وا�سعة النط���اق، اأو رمبا عاجزة ع���ن القيام بذلك دون
تعري����س ا�ستقراره���ا للخط���ر.
وكثريا ما تك�ن امل�سكالت الكثرية النابعة من انتهاكات املا�سي
اأعقد من اأن يتي�رس حلها ب�ا�سطة اإج���راء واحد، فمن امل�ستبعد مثال
اأن تك�ن الإج���راءات الق�سائية، مبا يف ذل���ك املحاكمات، وحدها
كافية؛ ف���اإذا كان هناك اآلف املئات م���ن ال�سحايا واجلناة، فكيف
ميك���ن اإن�سافهم جميعا عن طريق املحاكم، خا�سة عندما تك�ن تلك
املحاكم �سعيفة وفا�سدة؟ وحتى اإذا كانت املحاكم تتمتع بالكفاءة
الالزمة للنه��س مبهم���ة مقا�ساة كل من جتب مالحقتهم، فال بد يف
نف�س ال�قت من اتخاذ مبادرات اأخرى لإ�س���الح الن�سيج الجتماعي
املم���زق.
وبعد عقدين م���ن املمار�سة الفعلية، ت�حي اخلربة املكت�سبة باأن
فعالية العدالة النتقالية مره�ن���ة ب�سم�لها لعدة اإجراءات يكمل
بع�سها بع�سا،فلي�س هناك اإجراء واحد تك�ن فعاليته مبفرده مبثل
فعاليت���ه جمتمع���ا م���ع الإج���راءات الأخ���رى.
فبدون اأي جه�د للك�سف ع���ن احلقيقة اأو التع�ي����س، على �سبيل
املثال، قد ينظر اإىل معاقبة قل���ة قليلة من اجلناة على اأنه �سكل من
اأ�سكال النتقام ال�سيا�س���ي؛ والك�سف عن احلقيقة مبعزل عن اجله�د
الرامية ملعاقبة مرتكبي النته���اكات ولإ�سالح امل�ؤ�س�سات، ميكن
اعتباره جمرد اأق�ال بال اأفعال. كم���ا اأن التع�ي�سات غري املرتبطة
بالدعاوى الق�سائية اأو الك�سف عن احلقيقة قد يعدها البع�س مبثابة
“دية”، اأي حماولة ل�رساء �سمت ال�سحايا اأو ر�ساهم. وباملثل، فاإن اإ�سالح امل�ؤ�س�سات بدون اأي حماولة لتلبي���ة الت�قعات امل�رسوعة
لل�سحايا ب�ساأن حتقيق العدالة والك�سف عن احلقيقة والتع�ي�سات،
لي�س عدمي اجلدوى من منظ����ر امل�ساءلة فح�سب، بل من امل�ستبعد
اأن يفل���ح يف حتقي���ق النتائ���ج املرج����ة من���ه.
والأمر الذي ل يقل عن ذلك اأهمية ه� اأن العدالة النتقالية يجب اأن
ت�ستهدف تعزي���ز الدميقراطية وال�سالم – وهما الهدفان الرئي�سيان
اللذان ت�سب���� اإليهما املجتمعات وهي تلمل���م جراحها وتنه�س من
حمنتها بعد فرتات من النتهاكات اجل�سيمة حلق�ق الإن�سان. وهذان
الهدف���ان يك�نان اأدن���ى اإىل التحقيق من خالل امل�س���اورة الفعالة
وامل�سارك���ة الن�سطة ملجم�عات ال�سحاي���ا واجلمه�ر عم�ما. كما
اأن خي���ارات املجتمع تك�ن اأقرب اإىل الفعالية اإذا كانت هي الأخرى
ت�ستند اإىل ا�ستقراء جاد لتج���ارب املجتمعات الأخرى التي خرجت
لت�ه���ا من حقبة النته���اكات، مما يقلل من احتم���ال تكرار اأخطاء
بالإم���كان جتنبها، وهي اأخط���اء ل ينبغي للمجتمع���ات النتقالية
ال�ق����ع فيه���ا مل���ا له���ا م���ن ع�اق���ب فادح���ة.
واأخريا، فاإن املنهج الكلي ي�سمل اإي���الء العتبار جلميع الع�امل
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (
شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (
ندع�ك للم�ساهمة يف تط�ير مقالة ري�ني�ن �سمن م�رسوع تط�ير بلد الأ�سب�ع )راجع خلية العمل(
العدالة النتقالية
ما هي العدالة االنتقالية؟
نشرة شهرية تصدر عن مركز اليمن لدراسات حقوق اإلنسان-مشروع )نشر ثقافة حقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية والثقافية و رصد االنتهاكات وتقديم املساعدة القانونية يف عدن/لحج