the monthly bulletin (our rights) NU9

8
جنة الفنيةل رئي�س المد الكحذ احلأ�ستاد اأ�سا اهجرين ..ازحي اأبأو�ساع ناس�ؤولة عن ا ا.)ازح�نالن( فظة اأبا منً ا ق�سان�ق الإنس���ات حقكز اليمن لدرا�ر أ�ساد ااد ا�ستعدً ، م�كدا���لنازح اامه بق�سايا لهتم�س ن من اجلركز اليمل م���ع مجنة العمل النظمات اً مطالب���اتهم وحل م�سكساعه���م اأو�لإن�سانية ..تهم اس�ؤوليال م�م الدوليةلأ�ستاذتف���ي اأجراه ات�سال هاء اأثناء ذلك ا جاعماند قا�سم نم��� بالأ�ستاذ���مد الكح احن اثرلإن�سا�ق ا�سات حقكز اليمن لدرائي�س مر رركز اليمنها مس الت���ي نظملنقا�د حلقة انعقا ا.. )F.F.F ( �ستقبلس���ة اس�ؤ�اون مع م� بالتعر الذي اأعدهم التقريأمال�ق�ف اي خ�س�ست ل والت�ق ثقافة حقوع نلتابع فريق الر�سد الثقافية ور�سدعية والجتمادية والقت�سان الإن�سا القان�نية..عدة ا�سا ا وتقدهاكات النتسباح ي�مدت �د عق���ا�س قق���ة النق وكانت حلم �سارك فيها2012 اير ف2 اف���قمي�س ا اافظة عدن ���لنازحي���ة ا�ؤول رعاس��� م� مدرا�س ت�اجدين النازح عن اثل وافظة عدن .. رئي�سمي���ه الدحيلذ عبد اللأ�ستار اأ�سا وق���د النازحثة افنية لإغاجن���ة اللجنة رئي�س الل ال�ستلم ت لجنة اأن ال اإ)ج اأبعدن( التيهاتلغ من اأي جهة من اأية مبا الثقافيةعية و اجتمادية و اقت�صا ا) 9 ( د العد م2012 ايرdk / 2011 ديسمبر شهرساننوق انشر ثقافة حق( مشروع-ساننوق اسات حقكز اليمن لدرا عن مرية تصدررة شهر نش عدن/لحج لقانونيةعدة اسا وتقديم اهاكاتنتفية و رصد الثقاعية واجتمادية واقتصا ا3 ادة ا�ققا�س با ا العهد الدولثقافيةعية والجتمادية والقت�سا اافظة �أب منضاع �لنازحأو�ضد � ر�ام تقريرلوقوف �أمقة نقا�ش ل عقد حللقت�سادية ا�قناحقة نديد مند ا ب�سدور هذا العدوعناا�سل م عن ت����ة يتم التعبلثقافيعية والجتما وا�ق ثقافة حق ن�ان عن���ُ يحمل الذيلإن�سا ا ال�طنيهاكاتفية ور�سد النتلثقاعية والجتمادية والقت�سان الإن�سا اله تنفيذ من خ يت���مة، الذيلقان�نيعدة ا�سا ا وتقد2009( ا تنفيذهوع الذي بداأن من الثانيةرحلة ااس�سةؤ� من م�ج بدعم و عدن واأب كل من ل عام وط�ا) .)F . F . F( �ستقبل ا نات هي :ّ ِ ثة مك� من ث نّ َ ه يتك�ّ َ وع اأن� اأهمية هذا الجتماعيةدية والقت�سان اس���اق الإن� ثقافة حق� . ن1 لإن�سانيةقه���م ا بحق�����اطنعي���ة اة اأي ت�لثقافي��� والجتماعيةدية والقت�سا�قهم اط���ة بحقرتبست�رية ا والد�بات كل ومتطل بحاجي���اتُ �ق ترتبط���ة، وهي حقلثقافي وا الغذاء ال�سحي اإُ � يحتاجس.. فه���ى الأر��سان يدب عل اإنعملر�سة الالجتماعي���ة وية الرعاج وال���دواء وا والعنا�سبسح���ي اسكن ال� ال� اإُ ف���ة، كم���ا يحت���اج وال�ظية والأم�مةة والطف�لية الأ وطفلة ورعاكل طفل لجا وا�ق،ق كل ا واة�ساراأة وا�ق اام حق واحع�ق واتلف اأن�اع�ن ور�سة الفناه النظيف���ة، ويا ا وت�ف.لثقافة ا كلمتن�ا كلمتن�اوقنا حقلثانيةرحلة ا ا 2 التتمة �س)F. F . F ( �ستقبلس�سة اؤ�سان وم�ق الن�سات حق�كز اليمن لدرا� مر بالتعاون بلنازحثة اذية لإغاس ال�حدة التنفي رئي�مد الكح اأح)ج اأبعدن( لنازحثة افنية لإغاجنة الل رئي�س الميه الدحيل عبد اللنازح اامه بق�صاياهتم �صانإنوق ا�صات حقكز اليمن لدراي مر نحي!..لنازح ا اإ إلينا, و ي�صل ا لنازحت مالية لعدا من م�صام إع ا عنه ما يعلنذا العهد ه الأطراف دولتعهد تلإناثر و ااة الذكوان م�ساو ب�سموقق ح���ق التمت���ع بجمي���ع ا لثقافيةعية والجتمادية والقت�سا ا العهد سو�ص عليهان� اخابــــات حـــقنت ا�سانإنوق ا مــن حق العدالة ما هينتقالية؟ ادنيــة �لدولـــةديثةقر�طية �لد2 التتمة �س

description

Project : Enhancing Grassroots Knowledge on Economic, Social and Cultural Rights, while Monitoring, Violations and Providing Legal Aid

Transcript of the monthly bulletin (our rights) NU9

Page 1: the monthly bulletin (our rights) NU9

اأ�ساد الأ�ستاذ احمد الكحالين رئي�س اللجنة الفنية

امل�س�ؤولة عن اأو�ساع نازحي اأبني ..املهجرين

ق�رسا من حمافظة اأبني )النازح�ن(.

اأ�ساد مبركز اليمن لدرا�س���ات حق�ق الإن�سان

لهتمامه بق�سايا النازح���ني ، م�كدا ا�ستعداد

اللجنة العمل م���ع مركز اليمن من اجل حت�سني

اأو�ساعه���م وحل م�سكالتهم مطالب���ا املنظمات

الدولية حتمل م�س�ؤولياتهم الإن�سانية ..

جاء ذلك اأثناء ات�سال هاتف���ي اأجراه الأ�ستاذ

احمد الكح���الين بالأ�ستاذ حمم���د قا�سم نعمان

رئي�س مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان اثر

انعقاد حلقة النقا�س الت���ي نظمها مركز اليمن

.. )F.F.F ( بالتعاون مع م�ؤ�س�س���ة امل�ستقبل

والتي خ�س�ست لل�ق�ف اأمام التقرير الذي اأعده

فريق الر�سد التابع مل�رسوع ن�رس ثقافة حق�ق

الإن�سان القت�سادية والجتماعية والثقافية ور�سد

النتهاكات وتقدمي امل�ساعدة القان�نية..

وكانت حلق���ة النقا�س قد عق���دت �سباح ي�م

اخلمي�س امل�اف���ق 2 فرباير 2012م �سارك فيها

م�س����ؤول رعاي���ة النازح���ني يف حمافظة عدن

وممثلني عن النازحني املت�اجدين يف مدرا�س

حمافظة عدن ..

وق���د اأ�سار الأ�ستاذ عبد الل���ه الدحيمي رئي�س

اللجنة رئي�س اللجن���ة الفنية لإغاثة النازحني

)عدن – اأبني – حلج( اإىل اأن اللجنة مل ت�ستلم

اأية مبالغ من اأي جهة من اجلهات التي

شهر ديسمبرdk / 2011اير 2012 م العدد ) 9 (االقت�صادية و االجتماعية و الثقافية

نشرة شهرية تصدر عن مركز اليمن لدراسات حقوق اإلنسان-مشروع )نشر ثقافة حقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية والثقافية و رصد االنتهاكات وتقديم املساعدة القانونية يف عدن/لحج

املادة 3

العهد الدويل اخلا�س باحلق�ق

القت�سادية والجتماعية والثقافية

عقد حلقة نقا�ش للوقوف �أمام تقرير ر�ضد �أو�ضاع �لنازحني من حمافظة �أبني

ب�سدور هذا العدد اجلديد من ن�رسة “حق�قنا” القت�سادية

والجتماعية والثقافي���ة يتم التعبري عن ت�ا�سل م�رسوعنا

ال�طني – الإن�ساين الذي يحمل عن����ان ن�رس ثقافة حق�ق

الإن�سان القت�سادية والجتماعية والثقافية ور�سد النتهاكات

وتقدمي امل�ساعدة القان�نية، الذي يت���م من خالله تنفيذ

“املرحلة الثانية” من امل�رسوع الذي بداأنا تنفيذه يف )2009 ( وط�ال عامني يف كل من عدن واأبني وحلج بدعم من م�ؤ�س�سة

.)F . F . F( امل�ستقبل

نات هي : ن من ثالثة مك� اأهمية هذا امل�رسوع اأن�ه يتك�

1 . ن�رس ثقافة حق�ق الإن�س���ان القت�سادية والجتماعية والثقافي���ة اأي ت�عي���ة امل�اطن���ني بحق�قه���م الإن�سانية

والد�ست�رية املرتبط���ة بحق�قهم القت�سادية والجتماعية

والثقافي���ة، وهي حق�ق ترتبط بحاجي���ات ومتطلبات كل

اإن�سان يدب على الأر�س.. فه���� يحتاج اإىل الغذاء ال�سحي

والعالج وال���دواء والرعاية الجتماعي���ة وممار�سة العمل

وال�ظيف���ة، كم���ا يحت���اج اإىل ال�سكن ال�سح���ي املنا�سب

واملجاين لكل طفل وطفلة ورعاية الأ�رسة والطف�لة والأم�مة

واملع�قني واحرتام حق�ق املراأة وامل�ساواة يف كل احلق�ق،

وت�فري املياه النظيف���ة، وممار�سة الفن�ن وخمتلف اأن�اع

الثقافة”.

كلمتن�اكلمتن�ا“حقوقنا”

يف املرحلة الثانية

التتمة �س2

)F. F . F ( بالتعاون بني مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الن�سان وم�ؤ�س�سة امل�ستقبل

اأحمد الكحالين رئي�س ال�حدة التنفيذية لإغاثة النازحني

عبد الله الدحيمي رئي�س اللجنة الفنية لإغاثة النازحني )عدن – اأبني – حلج(

نحيي مركز اليمن لدرا�صات حقوق االإن�صان الهتمامه بق�صايا النازحني

ما يعلن عنه يف االإعالم من م�صاعدات مالية للنازحني ال ي�صل اإلينا, وال اإىل النازحني..!

تتعهد دول الأطراف يف هذا العهد

ب�سمان م�ساواة الذكور و الإناث

يف ح����ق التمت����ع بجمي����ع احلقوق

القت�سادية والجتماعية والثقافية

املن�سو�ص عليها يف العهد

االنتخابــــات حـــق مــن حقوق االإن�سان

ما هي العدالة االنتقالية؟

�لدولـــة �ملدنيــة �لدميقر�طية �حلديثة

التتمة �س 2

Page 2: the monthly bulletin (our rights) NU9

كلمتنا..“حق�قنا” يف املرحلة الثانية..تتمة �س 1

كل هذه تعترب حق�ق اإن�سانية ت�سملها : “احلق�ق القت�سادية والجتماعية

والثقافية”.

ولعل م�سم�ن هذا امل�رسوع الذي يتم تنفيذه من قبل مركز اليمن لدرا�سات

حق�ق الإن�سان وبالتعاون مع م�ؤ�س�سة امل�ستقبل )F . F . F( يف اأن�ه يق�م

بت�عية امل�اطنني بحق�قهم هذه ويدع�هم اإىل عدم ال�سك�ت عن اأي اإهمال

اأو تق�س���ري حك�مي فيها، فهي حق�ق لبد من الإيفاء بها من قبل احلك�مة،

ومتابعة هكذا حق�ق وما تتعر�س له من انتهاكات وال�سبيل اإىل �رسورة بل

واأهمية معاجلتها مبا ي�سم���ن احرتام حق�ق الإن�سان يحتاج اإىل �رساكة كل

نات املجتمع – دون اأي ا�ستثناء – مع هذه اجله�د التي يق�م بها املركز مك�

.)F . F . F( و�رسيكه ممثال مب�ؤ�س�سة امل�ستقبل

ن الثاين للم�رسوع ه� ر�سد النتهاكات املا�سة بهذه 2 . ولهذا فاإن املك�احلق�ق، التي ت�اجه امل�اطنني، وهي مهمة تق�م بها فرق ر�سد ميدانية،

تتبع املركز وهذا امل�رسوع،

نات املجتمع التعاون معهم حتى يتمكن�ا وت�ستدعي بال�رسورة من كل مك�

من تق���دمي امل�ساعدة والع�ن للم�اطنني الذي���ن ي�اجه�ن هذه امل�سكالت

ويتعر�س�ن لهذا النتهاكات املا�سة بحق�قهم هذه.

ن الثالث لهذا امل�رسوع فه� تقدمي امل�ساعدة القان�نية، حيث 3 . اأما املك�يت�ل عددا من املحامني التابعني لهذا امل�رسوع، تقدمي الع�ن وامل�ساعدة

القان�نية ل���كل م�اطن تتعر�س حق�ق���ه الإن�ساني���ة املرتبطة باحلق�ق

القت�سادية والجتماعية والثقافية لالنتهاكات وعدم الحرتام.

وهي منا�سبة هنا لتقدمي كل ال�سكر والتقدير لكل من يتفاعل اإيجابي�ا مع

F . F .( هذا امل�رسوع واأهدافه الإن�سانية.. ويف املقدمة م�ؤ�س�سة امل�ستقبل

F( التي حر�ست على ت�ا�سل تنفيذ هذا امل�رسوع يف مرحلة ثانية ملا يحمله من اأهمية يف م�س���ار تعزيز واحرتام حق�ق الإن�س���ان وبالذات القت�سادية

والجتماعية والثقافي���ة وبناء اليمن اجلديد يف دول���ة مدنية دميقراطية

حديثة.

بالتعاون مع ...تتمة �س 1

يعلن عنها يف القن�ات الف�سائية اأو تلك التي يعلن اأنها تق�م بجمع التربعات

ل�سالح النازحني ، كما اأنها مل ت�ستلم اأية مبالغ من اأي منظمة دولية ...

من�ها اأن املنظم���ات الدولية تقدم م�ساعدات غذائية وم�اد تنظيف وهي التي

تق�م بت�زيعها..

عقدت �سباح اخلمي�س امل�افق 2012/2/2م حلقة

نقا�س “حتت عن�ان )بعد ر�سد ميداين لأو�ساعهم يف

مدار�س عدن ..النازح�ن من حمافظة اأبني وحق�قهم

الإن�سانية املنتهكة .. من امل�س�ؤول( ؟

و�س���ارك يف حلقة النقا�س ممثل���ني عن النازحني

يف خمتلف املدار�س يف ع���دن .. كما �سارك الأ�ستاذ

عبدالله الدحيمي مدير ال�حدة التنفيذية املعنية

ب�س����ؤون النازحني يف عدن والأ�ست���اذ حممد �سعيد

عمريان رئي�س جلنة نازحني اأبني .. وممثلني عن عدد

من املنظمات الدولية منها مف��سية �س�ؤون الالجئني

ومنظمة اوك�سفام ..

وقد افتتح حلقة النقا�س الأ�ستاذ حممد قا�سم نعمان

رئي�س مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان وامل�رسف

العام للم�رسوع ن�رس ثقافة حق�ق الإن�سان القت�سادية

والجتماعية والثقافي���ة ور�سد النتهاكات وتقدمي

امل�ساعدة القان�نية ..

وه� امل�رسوع الذي احت�سن عقد حلقة النقا�س هذه

والذي ينفذه املركز بالتعاون مع م�ؤ�س�سة امل�ستقبل

)FFF ( لثالث �سن�ات متتالية ..

ويف كلمة الفتتاح الذي األقاها الأ�ستاذ حممد قا�سم

نعمان اأكد عل���ى اأهمية ال�ق�ف اأم���ام اأو�ساع التي

يعي�سها النازح����ن والذين فر�ست عليهم الظروف

املاأ�ساوي���ة التي عا�ستها وتعي�سه���ا حمافظة اأبني

والتي اأدى الآمر اإىل ترك منازلهم ومدار�سهم واإعمالهم

والنتقال ق�رسا اإىل املحافظات الأخرى ومنها عدن

.

واأ�سار اإىل اأن املنظمات الدولية املعنية بال�ق�ف

مع النازح���ني عليه���ا ان تعيد النظ���ر يف و�سائل

واأ�ساليب عمله���ا مبا ي�سمن رعاي���ة للنازحني يف

خمتلف املجالت احلياتية وبالذات الغذاء وال�سكن

والعالج والدواء والتعليم ..

كما طالب الأخ القائم بااعمال رئا�سة اجلمه�رية

امل�سري عبدربه من�س�ر وحك�م���ة ال�فاق برئا�سة

الأ�ستاذ حمم���د با�سندوة اإعط���اء م��س�ع نازحني

حمافظة اأبني جل الهتمام والعمل ال�رسيع باجتاه

معاجلة اأو�ساعهم املاأ�ساوية ..

ومن جانبها قال���ت الأ�ستاذة �سماح جميل املدير

التنفيذي مل�رسوع الر�سد اأن مركز اليمن �سي�ا�سل

جه�ده حتى يتم و�سع املعاجل���ات واحلل�ل التي

ت�سمن احرتام احلق�ق الإن�سانية والد�ست�رية لخ�تنا

واخ�اننا واآبائنا وبناتنا النازح�ن.

وطالب���ت امل�ساركني يف حلق���ة النقا�س ال�ق�ف

اأمام التقرير الذي اأعده فريق الر�سد يف مركز اليمن

لدرا�سات حق����ق الإن�سان واغنائ���ه باملالحظات

واملقرتحات وتقدمي اخلال�سة ل���ه ليك�ن برنامج

عمل للفرتة القادمة..

وكان التقرير الذي قدمه فريق الر�سد التابع مبركز

اليمن قد اأ�سار اإىل �س�ء الأو�ساع ال�سكنية والغذائية

والبيئ�ية التي يعي�س فيها النازح�ن داخل املدار�س

يف حمافظة عدن ..

م�ستعر�س���ا العدي���د م���ن ال�س���كاوى واحلالت

املاأ�ساوية التي ت�اجه النازحني �س�اء يف املر�سى

وعدم ت�فر الع���الج والدواء اأو يف �س����ء الأو�ساع

ال�سكنية اأو يف عدم انتظ���ام و�س�ل امل�اد الغذائية

والتي يفتقد لها بع�س الأ�رس النازحة لأكرث من ثالثة

واأربعة اأ�سهر اإ�سافة اإىل احلالت املر�سية التي تفتقد

للعالج والدواء رغم قيام اللجنة الفنية بت�سليم كل

امل�ساعدات التي ح�سلت عليه���ا يف جمال الأجهزة

الطبية والدواء اإىل مكتب وزارة ال�سحة بعدن واىل

بع�س امل�ست�سفيات واملراك���ز ال�سحية احلك�مية

اإىل جممع واحد يت���م فيها ن�سب خيم �سحية ت�سمن

�سالمة ال�سكن وت�فري الغذاء والعالج والدواء ويك�ن

حتت اإ�رساف منظمات دولية وبالذات منظمة ال�سليب

الأحمر الدولية كما ه� احلال يف كل دول العامل حيث

تربز مثل هذه امل�سكالت والك�ارث والنزوح ....

مطالبا يف ذات ال�قت امل�سري عبد ربه هادي القائم

باأعمال رئي����س اجلمه�رية والأ�ست���اذ حممد �سامل

با�سندوة رئي�س حك�مة ال�فاق حتمل م�س�ؤولياتهما

يف و�س���ع املعاجلات الت���ي ت�سمن ع����دة ه�ؤلء

النازحني اإىل بي�تهم وحمافظتهم ومبا ي�سمن ع�دتهم

ملمار�سة حياتهم الطبيعية..

بعدن .

كما اأو�سح التقرير �س�ء ال��سع املتعلق بالنظافة

حيث تراكمات القمامات داخل املدار�س التي يعي�س

فيه���ا النازحني اأ�سبح���ت م�سادر ملختل���ف اأن�اع

احل�رسات والبكترييا وت�سببت يف انت�سار العديد من

الأمرا�س وبالذات يف و�سط الأطفال ..

وقد تق���دم مركز اليمن لدرا�س���ات حق�ق الإن�سان

لدى اختتام اأعم���ال حلقة النقا�س تقدم مبقرتح اإىل

ممثلي النازح���ني و اإىل امل�سئ�لني احلك�ميني عن

النازح���ني واىل املنظمات الدولي���ة يق�سي ببحث

اإمكانية جتمع النازحني املت�اجدين يف املدار�س

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (2

يف احللقة النقا�سية حول اأو�ساع نازحي اأبني

النازحون يعربون عن ماأ�ساتهم ومركز اليمن يدعو اإىل و�سع املعاجلات التي ت�سمن احرتام حقوقهم االإن�سانية

ي�سدر هذا العدد ) 9 ( من ن�رسة “حق�قنا –

القت�سادية والجتماعية والثقافية” يف ظل

ات عميقة ت�عرب عن حت�لت ذات اآثار متغري

بالغة يف م�س���ار بناء اليمن اجلديد ودولته

املدنية الدميقراطية احلديثة.

هذه التح�لت املهمة الت���ي تاأتي نتيجة

مه���ا ال�سعب وبل�رها لت�سحيات عظيمة قد

ال�سباب وال�سابات بقيادتهم لث�رة التغيري

التي اندلعت بركان����ا يف 16فرباير2011م

املن�رسم وت�ا�سله ط�ال عام حتى الي�م،

و�سقط فيه���ا �سهداء اأماج���د )اأطفال ون�ساء

و�سي�خ و�سباب و�سابات( لي�سجل�ا بدمائهم

الزكي���ة ملحمة ث����رة �سعب عظي���م قادها

�سبابه و�ساباته يف خمتلف �ساحات وميادين

احلرية والتغيري واحلراك اجلن�بي ال�سلمي

والتح���م معه���ا كل فئات ال�سع���ب مبالحم

بط�لية �سي�سجلها التاريخ باأحرف من ن�ر

لي�سطع يف اأجم���ل �سفحاته بعناوين حتمل

اأجمل التعاب���ري والكلمات تت�سدرها كلمات

ذلك ال�ساعر اليمن���ي املجيد ال�سهيد حممد

حمم�د الزب���ريي حني قال : “ي�م من الدهر

مل ت�سنع اأ�سعته �سم�س ال�سحى بل �سنعناه

باأيدينا”.

وعناوين بارزة اأخرى تق�ل : “هذا ما �سنعه

له �سباب و�سابات اليم���ن”.. و”هذا ما �سج

ث�ار .. ث�رة التغيري ال�سعبية يف اليمن عام

2011م”، وهذه اليم���ن اجلديد التي تروى بدماء اأطهر واأعظم واأروع اأبناء اليمن.

م�سار الث�رة يت�ا�سل .. اأهدافها العظيمة

حتم�ا �ستتحقق

دماء ال�سه���داء وت�سحياته���م �ستظل ن�را

�ساطع�ا ي�سيء طريق بناء اليمن الدميقراطي

اجلديد.. دولة احلداثة وامل�اطنة وامل�ساواة

والعدالة الجتماعية.

و�سيك�ن للحق�ق القت�سادية والجتماعية

د على واقع والثقافية معان اإن�سانية تتج�س

احلياة تعرب عن املعاين العظيمة وال�سامية

للعدالة الجتماعية وحق جميع امل�اطنني

يف احل�س�ل على كل ما يرتبط بحياتهم، مبا

د كرامتهم الإن�سانية وعي�سهم الكرمي. يج�س

“حقوقنا” جت�سيد للعدالة االجتماعية

تتمات..، تتمات..تتمات

املحرر

Page 3: the monthly bulletin (our rights) NU9

معايري االأ�صا�صية

)19( ت�سمل املعايري الدولية ب�سان النتخابات

ثالثة حق�ق رئي�سية: ح���ق امل�ساركة يف اإدارة

ال�س����ؤون العامة؛ح���ق الت�س�ي���ت والرت�س���ح

د ال�ظائف لالنتخاب؛ حق ت�ساوي فر�س���ة تقل

العام���ة. وين����س الإع���الن العامل���ي حلق�ق

الإن�سان، كذلك على اأن ال�سع�ب يجب اأن تك�ن

اأ�سا�س �سلطة احلكم. ويف ما يلي ن�س املعايري

ذات ال�سلة:

االإعالن العاملي حلقوق االإن�صان

املادة 21

1 . لكل �سخ�س حق امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة لبلده، اإما مبا�رسة، واإما ب�ا�سطة ممثلني

يختارون يف حرية.

2 . لكل �سخ�س، بالت�ساوي مع الآخرين، حق د ال�ظائف العامة يف بلده. تقل

3 . اإرادة ال�سع���ب هي مناط���ق �سلطة احلكم، ويجب اأن تتجلى هذه الإرادة من خالل انتخابات

نزيهة جت���ري دوري�ا بالق���رتاع العام، وعلى

قدم امل�س���اواة ب���ني الناخب���ني وبالت�س�يت

ال�رسي اأو باإجراء مكافئ من حيث �سمان حرية

الت�س�يت.

العهد الدويل اخلا�ص باحلقوق املدنية

وال�صيا�صية

املادة 25

يك�ن لكل م�اط���ن، دون اأي وج���ه من وج�ه

التمييز املذك�رة يف املادة 2، احلق�ق التالية،

التي يجب اأن ت�تاح ل���ه فر�سة التمتع بها دون

قي�د غري معق�لة:

اأ . اأن ي�سارك يف اإدارة ال�س����ؤون العامة، اإما

مبا����رسة، واإما ب�ا�سطة ممثل���ني يختارون يف

حرية.

ب . اأن ينتخ���ب وي�ن�تخ����ب، يف انتخاب���ات

نزيهة جترى دوري�ا بالقرتاع العام، وعلى قدم

امل�ساواة بني الناخبني وبالت�س�يت ال�رسي،

ن التعبري احلر عن اإرادة الناخبني. ت�سم

ج . اأن ت�تاح له، على قدم امل�ساواة عم�م�ا مع

د ال�ظائف العامة يف بلده. �س�اه، فر�سة تقل

ب ن�س��س 20 . وت�رد يف املرفق الأول لهذا الكتيمعاي���ري حق�ق الإن�س���ان ال�سيا�سي���ة الدولية

املتعلقة بالنتخابات.

21 . ولقد اأ�سفت هيئات الأمم املتحدة املعنية بحق�ق الإن�س���ان مزي���دا من الدق���ة على هذه

املعايري الدولي���ة، ففي عام 1962م، اعتمدت

اللجنة الفرعية ملنع التمييز وحماية القليات

م�رسوع املب���ادئ العامة ب�س���اأن احلرية وعدم

التمييز يف م�ساألة احلق�ق ال�سيا�سية الذي �سلط

بع�س ال�س�ء على معنى امل�سطلحات امل�ستخدمة

يف الإع���الن العاملي. واعتم���دت جلنة حق�ق

الإن�سان م�ؤخرا، يف عام 1989م، اإطارا للجه�د

التي يتعني ال�سطالع بها يف امل�ستقبل والرامية

اإىل زيادة فعالي���ة مبداأ النتخاب���ات الدورية

النزيهة.

ب . عدم التمييز

22 . ين����س كل من الإع���الن العاملي حلق�ق الإن�س���ان )امل���ادة 2( والعهد ال���دويل اخلا�س

باحلق�ق املدني���ة وال�سيا�سية )املادة 2( على

اأن التمتع باحلق�ق ال�ارد الن�س عليها يجب اأن

يتم بدون متييز م���ن اأي ن�ع كان، مثل التمييز

على اأ�سا�س العرق اأو الل�ن اأو اجلن�س اأو اللغة

اأو الدين اأو الراأي ال�سيا�سي وغريه من الآراء اأو

الأ�سل الق�مي اأو الجتماعي اأو الرثوة اأو الن�سب

اأو يل �سبب اآخر.

23 . وتن�س اإعالنات ومعاهدات دولية اأخرى على ت�ساوي امل���راأة والرج���ل يف التمتع بهذه

احلق�ق، وحتظر التمييز على اأ�سا�س العرق.

ج . تقرير امل�سري

24 . ميك���ن اأنء يقال عن مفه����م النتخابات الدميقراطية اإن�ه متاأ�س���ل اجلذور يف املفه�م

الأ�سا�سي لتقرير امل�سري. وهذا احلق الأ�سا�سي

معرتف به يف ميثاق الأمم املتحدة )الفقرة 2 من

املادة 1(، ويف امل���ادة 1 امل�سرتكة بني العهد

الدويل اخلا�س باحلق����ق املدنية وال�سيا�سية

والعهد الدويل اخلا�س باحلق����ق القت�سادية

والجتماعية والثقافية. وي�ؤكد امليثاق كذلك

تقري���ر امل�س���ري فيم���ا يت�س���ل بالأقاليم غري

املتمتعة باحلكم الذات���ي والأقاليم امل�سم�لة

بال��ساية )املادتان 73 )ب( و76 )ب(. وبالتايل

فاإن النتخاب���ات واإن مل تكن ال��سيلة ال�حيدة

التي ا�ستخدمتها ال�سع�ب يف التعبري عن حقها

يف تقري���ر م�سريها وممار�سة ه���ذا احلق؛ اإل اأن

دورها التاريخي بذلك اخل�س��س وا�سح.

د . امل�ساركة ال�سيا�سية

25 . هناك عدد من ال�سك����ك الدولية التي ل ت��سري اإىل النتخابات حتديدا، واإن كانت تعك�س

امل�ساغ���ل الرئي�س���ة التي يق�م عليه���ا مفه�م

النتخابات الدميقراطية. وهذه امل�ساغل معرب

عنها بطرق خمتلفة عل���ى اأن�ها حق ال�سع�ب يف

حرية حتدي���د مركزها ال�سيا�س���ي؛ وحق كافة

عنا�رس املجتمع يف امل�ساركة الن�سطة يف حتديد

اأهداف التنمية وحتقي���ق هذه الهداف؛ وحق كل

ال�سكان يف امل�ساركة يف حياة بلدهم ال�سيا�سية.

ودور هذه احلق�ق يف حتقيق البلدان امل�ستعمرة

ل�ستقاللها ورد حتديده يف اإعالن منح ال�ستقالل

للبلدان وال�سع�ب امل�ستعمرة )املادة 5(، الذي

ين����س على اأن اإرادة ال�سع����ب ورغبتها املعرب

ا نقل �سلطة احلكم عنهما بحرية يج���ب اأن ت�سري

اإليها.

ه� . حق�ق الإن�سان الأ�سا�سية الأخرى

26 . يحمي الإعالن العاملي حلق�ق الإن�سان، والعه���د الدويل اخلا����س باحلق����ق املدنية

وال�سيا�سية، وغريهما من �سك�ك حق�ق الإن�سان

الدولية عددا من حق�ق الإن�سان الأ�سا�سية التي

يعد التمتع بها حا�سم�ا لقيام عملية انتخابية ذات

معنى. ومن املهم ب�سكل خا�س بالن�سبة لفرتات

النتخابات، ت�افر حرية التعبري، والإعالم،

والتجمع، وتك�ين اجلمعيات، والتنقل، وكذلك

حرية الأمن العامة من التخ�يف. ويرد التطرق

لكل واحدة من هذه احلريات يف الف�سل الثالث

اأدناه.

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (3

يف احللقة النقا�سية حول اأو�ساع نازحي اأبني

النازحون يعربون عن ماأ�ساتهم ومركز اليمن يدعو اإىل و�سع املعاجلات التي ت�سمن احرتام حقوقهم االإن�سانية

معايري االأمم املتحدة حلقوق االإن�سان يف ما االنتخابات حق من حقوق االإن�سان

يتعلق باالنتخابات ب�سكل عام 1 . تعد امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة حقا اأ�سا�سي�ا من حق�ق الإن�سان ره ال�سع�ب يف جميع اأنحاء العامل كل التقدير. ولقد التم�ست الب�رسية، تقد

يف خمتلف مراحل تاريخها وبدرجات جن����اح متفاوتة، �سبل اإ�رساك الأفراد

يف قرارات املجتمع. والي�م، يعرتف بامل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة

كحق اأ�سا�سي من حق�ق الإن�سان يف كل منطقة من مناطق العامل.

2 . وعاملي�ا فاإن احل����ق يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة ين�س عليه وكفله الإعالن العاملي حلق�ق الإن�س����ان والعهد الدويل اخلا�س باحلق�ق

املدنية وال�سيا�سية، وتعرتف به معاهدات واإعالنات دولية اأخرى واإقليمي�ا،

اعرتفت اأنظمة حق�ق الإن�سان الأفريقية والأوروبية والأمريكية، بهذا احلق

ال�سيا�سي الذي تعزز نتيجة اجتماعات مثل م�ؤمتر )اأور�سا( املعني بامل�ساركة

ال�سعبية يف اأفريقيا، الذي انعقد يف �سباط / فرباير 1990م. وكفاح ال�سع�ب

الذي تكث�ف م�ؤخرا يف جميع اأنحاء العامل من اأجل انتخابات حرة ونزيهة

– وذلك اأحيان�����ا بخطر �سخ�سي كبري – يدل على اأن ه����ذا احلق اأ�سبح مهم�ا جدا بالن�سبة لالأفراد يف كل مكان. وقد اعرتفت البلدان وال�سع�ب يف جميع

اأرجاء املعم�رة باأن النتخابات احلرة والنزيهة تعد حلقة حا�سمة يف �سل�سلة

اإقرار الدميقراطية املت�ا�سلة احللقات، وو�سيلة اأ�سا�سية لتعبري ال�سعب عن

اإراداته، الذي ه� اأ�سا�س �سلطة احلكم ذاتها.

3 . والدميقراطية تعني، بطبيعة احلال، اأكرث من جمرد انتخابات دورية، ففي عام 1991م قال الأمني العام لالأمم املتحدة، بهذا اخل�س��س، ما يلي:

“النتخابات يف حد ذاتها ل ت�سكل الدميقراطية. فهي لي�ست غاية بل خط�ة ل ريب يف اأن�ها مهمة وكثريا ما تك�ن اأ�سا�سية على الطريق امل�ؤدية اإىل اإ�سفاء

الطابع الدميقراطي على املجتمعات ونيل احلق يف م�ساركة الفرد يف حكم بلده

على النح� املعلن يف ال�سك�ك الدولية الرئي�سية املتعلقة بحق�ق الإن�سان.

و�سيك�ن من امل�ؤ�سف خلط الغاية بال��سيلة وتنا�سي احلقيقة القائلة باأن

معنى كلمة الدميقراطية يتجاوز جمرد الإدلء دوري�ا بالأ�س�ات لي�سمل كل

ج�انب عملية م�ساركة امل�اطنني يف احلياة ال�سيا�سية بلديهم”.

4 . وف�سال ع����ن ك�نه حقا من حق�����ق الإن�سان يف حد ذات����ه، يحتاج حق امل�اطنني يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة، وب�سكل خا�س من خالل

النتخابات، اإىل ممار�سة فعلي����ة ويتطلب التمتع بعدد من احلق�ق الأخرى

املحمية دولي�ا. ومن بينها احلق يف حري����ة التعبري وتك�ين اجلمعيات،

�س للتخ�يف والتهديد. وجميع واحلق يف التجمع ال�سلمي ويف عدم التعر

هذه احلق�ق، مبا فيها احل����ق يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة، لبد

اأن تك�ن اإمكانية التمتع بها متاحة على قدم من امل�ساواة دون اأي متييز من

اأي ن�ع كان، مثل التمييز على اأ�سا�س العرق اأو الل�ن اأو اجلن�س اأو اللغة اأو

الدين اأو الراأي ال�سيا�سي اأو غريه من الآراء اأو الأ�سل الق�مي اأو الجتماعي اأو

على اأ�سا�س الرثوة اأو الن�سب اأو لأي �سبب اآخر، واأخريا يعد احلكم الدميقراطي

– اإىل جان����ب �سمان انتخابات حرة ونزيهة – عن�����رسا اأ�سا�سي�ا يف حد ذاته يف التمتع مبجم�عة وا�سعة من حق�ق الإن�سان. وقد اأكدت اجلمعية العامة

لالأمم املتحدة، يف عام 1991م، اأن “النتخابات الدورية والنزيهة عن�رس

�رسوري ل غنى عنه يف اجله�د املت�ا�سلة املبذولة حلماية حق�ق وم�سالح

املحك�مني، واأن التجربة العملية تثبت اأن حق كل فرد يف ال�سرتاك يف حكم

ع من حق�ق بلده عامل حا�سم يف متتع اجلميع فعلي�ا مبجم�عة وا�سعة التن�

الإن�سان واحلريات الأ�سا�سية الأخرى، ت�سمل احلق�ق ال�سيا�سية والقت�سادية

والجتماعية والثقافية”.

5 . وعالوة على ذلك؛ فاإن�ه ل ميكن عزل متطلبات الدميقراطية ال�سيا�سية

من الع�امل املهمة الأخرى يف حياة اأي بلد من البلدان. ويجب اأن ين�رسف

دعم عمليات الدميقراطية اإىل اأبعد من ذلك بكث����ري. وقد حذر الأمني العام

لالأمم املتحدة، يف عام 1990، من اأن�ه:

“... ل ميكن األ ن�سع يف اعتبارنا اأن الدميقراطية واإن كانت �رسط�ا لزم�ا لالعرتاف بحق�ق الإن�سان الأ�سا�سية؛ اإل اأن�ها ل تكفي يف حد ذاتها لتاأمني

التمتع الفعلي بتل���ك احلق�ق. فعال فاإن حظ����ظ الدميقراطية ال�سيا�سية

احلقيقية يف البق���اء �سئيل���ة وال�ستقرار �سع���ب التحقي���ق حتم�ا بدون

عدالة اجتماعية. وتعزيز هذه العدالة يحت���اج اإىل م�ساعدة اأولئك الذين

باإمكانهم ت�سجيعها حق�ا، ول� اأن�هم كثريا جدا ما يتخل�ن عنها بعد جمرد

اإقامتها”.

6 . وق�سد اإجراء انتخابات حرة ونزيهة، تلتم�س البلدان اأحيان�ا امل�ساعدة الدولية يف ال�فاء مبعايري حق����ق الإن�سان الدولية، ويف اإقامة وتعزيز

الهياكل الأ�سا�سية القان�نية والتقنية واملادية الالزمة. و�سي�ستك�سف هذا

الكتيب مبادئ حق����ق الإن�سان الأ�سا�سية الدولية املتعلقة بحرية ونزاهة

ب النتخابات واحلق يف امل�ساركة يف اإدارة ال�س�ؤون العامة. و�سي�سف الكتي

الطريقة الت���ي ت��ساعد بها الأمم املتحدة، مبا فيها مركز حق�ق الإن�سان،

البلدان على تطبيق تلك املبادئ على ج�انب النتخابات القان�نية والتنقية

واملت�سلة بحق�ق الإن�سان.

املحرر

Page 4: the monthly bulletin (our rights) NU9

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (4

ت�سببت الأعم���ال امل�سلحة الت���ي تفج�رت

يف حمافظة اأب���ني يف العام املن�رسم 2011م

يف نزوح الآلف م���ن الأ�رس املدنية، اإىل عدد

م���ن املحافظ���ات، وعلى وج���ه اخل�س��س

حمافظة عدن، ال���ذي كان ن�سيبها الأكرب يف

عدد النازحني، بالإ�سافة اإىل حمافظة حلج

وحمافظات اأخرى جماورة.

ويف �س�ء ذلك ا�ستقر اأعداد ه�ؤلء النازحني يف

عدد من مدار�س حمافظتي عدن وحلج، رغم ما

تعلنه العديد من املنظمات الدولية وال�طنية

والأجهزة احلك�مية بتق���دمي الع�ن الإن�سان

وامل�ساعدات الغذائي���ة والعالجية العاجلة

له����ؤلء النازحني؛ اإل اأن واق���ع احلال يق�ل

ما يخالف ذل���ك.. اأو هكذا كانت املعل�مات

التي و�سلت اإىل مركز اليمن لدرا�سات حق�ق

الإن�سان، الذي اأوكل مهمة املتابعة امليدانية

املرتبط���ة بالر�سد املي���داين ملعرفة حقيقة

تل���ك املعل�مات واإي�س���اح النازحني وحقيقة

�سك�اهم.. اأوكله���ا جمل����س اإدارة املركز اإىل

م�رسوع ر�س���د النتهاكات وتق���دمي امل�ساعدة

القان�نية وه� امل����رسوع الذي ينفذه املركز

بالتع���اون وال�رساكة مع م�ؤ�س�س���ة امل�ستقبل

)F . F . F(، من���ذ عامني، ويتم حالي�ا تنفيذ

املرحلة الثانية.

ومت و�س���ع خطة لنزول ف���رق الرا�سدين اإىل

املدار�س التي يت�اجد فيه���ا النازحني يف كل

من عدن وحلج لل�ق�ف اأم���ام طبيعة وحقيقة

الأو�س���اع املرتدية التي يعي�سه���ا النازحني

واأب���رز م�سكالته���م و�سك�اه���م، والتاأك���د من

املعل�مات التي و�سل���ت اإىل املركز، يف عدم

�سحة املعل�مات التي تن�رسها بع�س املنظمات

الدولية واملحلية يف تقدمي الع�ن وامل�ساعدات

لهم.

ومت ت�سكيل فرق النزول والر�سد امليداين اإىل

خمتلف املدار�س التي يت�اجد فيها النازحني

وكانت نتائج الر�سد قد بي�نت التايل :

يق�ل الأخ علي النقي:

لحظنا يف مدر�سة “الفجر” ال�اقعة يف مديرية

ال�سيخ عثمان ما يق���ارب )13 اأ�رسة( تقطن يف

ن من دورين ف�س�ل درا�سية تقع يف مبن���ى مك�

يفتقر اإىل املياه والكهرباء والأب�اب والن�افذ،

وتت�ساطر تلك الأ�رس ال�سكن يف الف�س�ل مع اأ�رس

اأخرى، ويف�س���ل بينهم �س�ات���ر م�سن�عة من

)النايل�ن( الأزرق �سفاف واأر�سيات تلك الف�س�ل

اإ�سمنتي���ة غري مرممة، واجل���دران بحاجة اإىل

ترميم.

ويف مدر�سة النه�سة ال�اقعة يف مديرية ال�سيخ

عثمان م���ا يقارب )15 اأ����رسة( تقطن يف اأك�اخ

نة م���ن قطع الطاولت، ومغطاة �سغرية، مك�

بالأخ�ساب والبطاني���ات املت�سخة، وتقع تلك

الأك����اخ يف ال���دور الثاين م���ن املبنى، وهي

�سديدة القرتاب م���ن بع�سها البع�س، وتنعدم

فيها املياه والكهرباء.

وقمن���ا بر�سد اأربع���ة مناذج من تل���ك الأ�رس

النازحة اإىل عدن، ف�جدناها )اأي تلك الأك�اخ(

عر�سة للقطط والبع��س والذباب.

وقال�ا لنا : اأثناء ر�سدن���ا لأو�ساع ع�رسات

الأ�رس املت�اج���دة يف هذه املدار�س اأن الرجال

يف امل�ساء يفرت�س�ن به� املدار�س، ويرتك�ن

الف�س�ل للن�ساء اأثناء الن�م.

تق�ل الأخت اإن�ساف مانع وهي ع�س� يف

فريق الر�سد:

اإن الغ���ذاء غ���ري كاف ول يلب���ي متطلب���ات

النازحني الأ�سا�سية، ناهيك عن اأغذية الأطفال

ال�رسورية كالألبان وغريها، وت�سيف الق�ل:

اأنهم ل يتناول����ن الأ�سماك واللح�م واخل�سار

والف�اك���ه وهم حمروم�ن م���ن اأب�سط احلق�ق

الغذائية، ك�نهم م���ن الأ�رس حتت خط الفقر،

واملهم�سة.

وعند اجلل��س مع الأخ����ة النازحني اأفادوا:

اإن �رسف الغ���ذاء ل يتم اإل بع���د م�سقة وعناء

كبريي���ن، واأن�هم ينتظرون يف ط�ابري ط�يلة،

ولأ�سابيع، وي�رسف لهم الغذاء يف اأماكن بعيدة

عن املدار�س، التي نزح�ا اإليها،ول ياأتي ت�سل�م

الغذاء املخ�س�س لهم،اإل وقد ا�ستدان�ا مبالغ

مالية مقابل م�ا�سالتهم الي�مية ذهاب�ا واإياب�ا

اإىل اأماكن ال�رسف، م���ا ي�سطرهم يف كثري من

الأحايني اإىل بي���ع بع�سه لت�فري امل�ا�سالت،

واإي�سال ما تبقى منه اإىل ال�سكن.

كما قال الأخ ف�از ن�رس وه����� اأي�سا اأحد

اأع�ساء فريق الر�سد:

لحظنا اأثناء عملية النزول امليداين اأن معظم

املدار�س التي مت ر�سد اأو�س���اع النازحني يف

حميطها العام غري لئق �سحي�ا، حيث تنت�رس

فيها القمام���ات التي يتم حرقه���ا يف اأحايني

كث���رية، داخل تل���ك املدار�س، كم���ا لحظنا

انت�سار الروائ���ح الكريهة والذباب والبع��س

واحل�رسات ال�سارة والفئ���ران والعتماد على

ال�سنابري امل�ج�دة يف �ساحات املدر�سة التي

تت�رسب منها املياه لنع���دام عملية ال�سيانة

والعتماد عليها اأثناء القيام بعملية الغ�سيل،

نة اأو لغر�س الطباخة يف امل���كان نف�سه، مك�

بذلك ب���رك �سغرية من املي���اه الراكدة مليئة

بالقاذورات الذي يت�لد فيها البع��س والذباب

واجلراثيم الت���ي ل ت�رى بالع���ني املجردة،

وتتكاثر الطحالب واأكيا����س البال�ستيك، ويف

مدر�سة بلقي����س بال�سيخ عثم���ان ي�جد خزان

مياه لل�رسب غري �سال���ح لال�ستخدام الآدمي،

ي�ستخدمه النازح�ن يف اإخطب�ط يف بيئة غري

نظيفة حتيط به القاذورات من كل اجتاه.

تق�ل الرا�سدة الأخت منية عبادي :

لحظنا اأثن���اء عملية الن���زول امليداين اإىل

مدر�س���ة لطفي جعف���ر اأمان مبديري���ة كريرت

حيث ت�سم ع���ددا من الأ����رسة يقطنها ما

يقارب )338( ف���ردا، وعدد الف�س�ل فيها

)18 ف�سال(، واحلمامات حتت�ي على )6

خا�سة بالن�س���اء( و)12 حمام�ا خا�س�ا

بالرجال(.

ولحظت عند ر�سدي طفح املجاري عند

ب�ابة املدر�سة وتكد�س القمامة، وم�اقع

ال�سكن غري لئقة �سحي�ا، ب�سبب انعدام

ال��سائل املعي�سية ال�رسورية )الفر�سان

والطراريح(، لعدم ت�زيعه���ا ت�زيع�ا

عادل، بالإ�سافة اإىل افتقار اأغلبية الأ�رس

اإىل ا�سط�ان���ات غاز الطب���خ وكذا م�اقد

الطب���خ التقليدي���ة )امل�ف���ى( ل�سناعة

اخلبز، الت���ي ل تكفي لتاأدي���ة الغر�س

املطل�ب، وكذا النق�س احلاد يف امل�اد

الغذائية، وامل�اد ال�سحية، والعالجات

الدوائية وخا�سة لالأطفال.

واأكدت الأخت منية اأن جميع الأ�رس يف املدر�سة

ت�سرتك يف املطبخ يف غرفة املعي�سة واغت�سال

املالب�س وت�رسيفها يف اآن واحد.

واأ�سافت اأن بع�س املنظمات التي تق�م بدعم

الأ�رس النازحة هي :

1 . )منظمة كري(، تق�م بدعم النازحني مب�اد التنظيف.

2 . )منظم���ة انرت�س��س( قامت بدعم املر�سى الذين يعان�ن م���ن اأمرا����س م�ستع�سية ملرة

واحدة.

3 . )منظمة الت�ا�سل( تق�م بت�سديد الف�اتري العالجية التي اأنفقه���ا املري�س على نف�سه يف

العالج ولكن ملرة واحدة.

4 . القن�سلي���ة الع�ماني���ة : دعمت النازحني بامل�اد الغذائية ملرة واحدة فقط.

اأما الدور احلك�مي : �سعيف للغاية، ومل تقم

ب���اأي دور جتاه النازح���ني، باخت�سار دورها

)�سلبي( ج���دا.. وه���� مايرف�س���ا اإىل ال�س�ؤال

اأين تذهب املخ�س�س���ات احلك�مية وتلك التي

ا�ستلمتها اللجنة احلك�مية؟!

مازن – رئي�س فري����ق الر�سد يف مديرية

�سرية حيث قال:

فيما يخ�س ر�سد النتهاكات يف مدر�سة )عقبة

بن ناف���ع( الكائنة بجان���ب م�ؤ�س�سة املياه يف

مديرية �سرية )بكريرت م/عدن(، ومن خالل ما

بعد ر�صد ميداين الو�صـاعهم يف مـــــــــــــــــــــــدار�ص حمافظتي عدن و حلج

النازح�ن من حمافظة اأبني وحق�قـهــــــــم الإن�سانية املنتهكة.. من امل�س�ؤول؟

مازن عبده املعمري فواز ن�صر علي علي حيدره النقي

�شمن �شيناريوهات مواجهة الثورة ال�شبابية ال�شعبية التي اندلعت يف اليمن وات�شعت لت�شمل كل مدنها

وقراها، كان ما تعر�شت له حمافظة اأبني و�شكانها الأكرث اإيالمـا والأكرب اإ�شرارا.

يف البدء كانـــت جرمية “املعجلة” التي ذهب �شحاياها ع�شرات املواطنني الأبرياء وكان مربرها احلمق

مواجهة تنظيم “القاعدة” وتبنين بعدها اأن هذه اجلرمية مل تكن ت�شتهدف �شوى املواطنني الأبرياء.

ثم ات�شـــع املخطط الذي ا�شتهدف هذه املحافظة بان�شحاب الأجهـــزة الأمنية وكتائب القوات التي كانت

تتواجد يف هذه املحافظة، وترتك خلفها كل اآلياتها واأ�شلحتها.

فكانـــت اجلرمية الثانية بعد “املعجلة” التي متثلت يف ان�شحـــاب الكتيبة التابعة للقوات امل�شلحة، التي

كانـــت تتوىل حرا�شة “م�شنع الأ�شلحة والذخائر” وحلقه مبا�شـــرة – بعد �شاعات – انفجار هائل يف هذا

امل�شنع اأودى بحياة الع�شرات من الن�شاء والأطفال وال�شيوخ وال�شباب.

وتوا�شل �شيناريـــو – هذا املخطط امللعون – بان�شحاب بقية اأجهزة الأمـــن وقياداته وقيادة املحافظة

لي�شلموا اأمرها اإىل م�شلحني قدموا من مناطق خمتلفة يف املحافظة واملحافظات املجاورة الأخرى، واختلف

نهم من تنظيم يطلق على “امل�شوؤولني”.. !! حول ت�شمية هذه املجموعات امل�شلحة.. فمنهم من قال اإنـق يف حتديد ما يدور يف نف�شـــه “جماعة ال�شريعة.. و”حزب التحرير الإ�شالمي..الـــخ، ومنهم من تعمن

نه ت�شفيات ح�شاب لأطـــراف كانت �شريكة يف احلكم واختلفـــت وبحكم وجودهما هـــذه املحافظة فقـــال اإنـ

ال�شابق – املوؤثر يف هذه املحافظة – بوجه خا�ص – ونتيجة للخالف النا�شئ بينهما كان لبد من اأطرافها

اأن تتمرت�ص وتواجه الأخرى لت�شفية احل�شابات بينهما، وقال اآخرون اإنن اأطرافـا اأخرى اأي�شـا دخلت يف

هذه اللعبة اخلطرة.

لكن الأهم هنا هو اأنن مواطني هـــذه املحافظة وجدوا اأنف�شهم بني خيارين ل ثالث لهما.. اأما البقاء يف

منازلهم وحمافظتهم وحتمل مزيـــد من اخل�شائر من القتل واجلراح بينهم اأو مغـــادرة املحافظة والنتقال

اإىل املحافظات املجـــاورة ملحافظتهم.. ومل جتد اآلف الأ�شر اأمام هذين اخليارين؛ اإل اأن تغادر وتنزح

اإىل املحافظـــات املجـــاورة.. وبالفعل نزحت الآلف من هذه الأ�شر اإىل عدد مـــن املحافظات ل�شيما اإىل

حمافظتي عدن وحلج.

وكان يفرت�ص اأن تبادر ال�شلطة بتحمل م�شوؤولية هوؤلء النازحني الذين مل يجدوا �شوى املدار�ص ليلجئوا

اإليها وي�شتقرون فيها.

وكان يفرت�ـــص اأن تقـــوم املنظمـــات الدوليـــة املعنية بتقـــدمي العـــون وامل�شاعدة ملثل هـــذه احلالت

الإن�شانية.

Page 5: the monthly bulletin (our rights) NU9

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (5

مت متابعته وكذا احل�ار الذي مت مع الأخ رئي�س

اللجنة يف مدر�سة عقبة.. اأو�سح فيه:

اأن املدر�سة والأ�رس القاطنة فيها من الإخ�ة

النازحني يعان�ن من نق����س حاد يف الغذاء،

والدواء والرعاية ال�سحية التامة وال�ساملة.

م الأخ اأحمد �سعيد بكري رئي�س اللجنة فقد تقد

ملدر�سة عقبة ب�سك�اه الت���ي كانت مقدمة �سد

“ال�ح���دة التنفيذية” وهي اجله���ة احلك�مية القائمة على ت�زيع امل�اد الغذائية وامل�رسفة

على عملية الت�زيع اأو�سح الأخ بكري: اأن اللجنة

احلك�مية تق�م با�ستيالء الدعم من املنظمات

الدولية ومن القن�سلية الع�مانية، على �سبيل

املثال وغريها من اجلهات الداعمة، ولكنها ل

تق�م بت�زيعها الت�زيع العادل ول ت�سري �سمن

املقايي�س واملعايري املحددة، وامل��س�عة من

قبل منظمة الغ���ذاء العاملي، التي تن�س على

ت�زيع امل�اد الغذائية بح�س���ب حجم الأ�رسة

وعدد اأفرادها، ب���ل اإن�ها تق����م ب�رسف كمية

حمددة مك�نة من:

10كيل� جرامات من الأرز الأمريكي، ويعترب ن�عية غري مرغ�بة ول م�ست�ساغة من قبل �سكان

اليمن ك�سار ح�سب التقاليد.

10 كيل� جرامات �سكر.

10 علب �سل�سة طماطم حج���م �سغري ن�عية رديئة.

عب�ة زيت طبخ �سعة )5 لرتات(.

وهذه الكمية كما اأو�سح الأخ اأحمد �سعيد بكري

باأن�ها ت��رسف �س�اء لأ�رسة مك�نة من �سخ�سني

اأو اأكرث حتى ع�رسة اأ�سخا�س اأو اأكرث.

وقد ت�سمن���ت �سك�اه اأي�س����ا تاأخري ال�حدة

التنفيذي���ة احلك�مي���ة العملي���ة ال����رسف

املتباعدة، والال�سهري���ة، وكذا ق�سية اإ�سقاط

العديد م���ن اأ�سماء الأ�رس النازحة من ك�س�فات

ال�ستحقاقات الغذائية.

اأما يف ما يخ����س م�ساألة الرعاي���ة ال�سحية

وتقدمي الدواء ال���الزم لذوي احلالت املزمنة

والأمرا�س امل�ستع�سية اأ�سار بكري اإىل اأن كل ما

يقدم اإليهم من عالج ه���� البندول وامل�سكنات

العادية .. لي�س اإل؟!!

بعد ر�صد ميداين الو�صـاعهم يف مـــــــــــــــــــــــدار�ص حمافظتي عدن و حلج

النازح�ن من حمافظة اأبني وحق�قـهــــــــم الإن�سانية املنتهكة.. من امل�س�ؤول؟ولكن .. واآه من لكن.. فقد كرثت الأ�شوات التي اأبدت ال�شتعداد لتقدمي العون وامل�شاعدة، واحلكومة

خ�ش�شت وزيرا وجلنة عليا لتكون م�شوؤولة عن تقدمي هذا العون وتلك امل�شاعدة.

والعديد من املنظمـــات الإن�شانية الدولية اأعلنت وارتفع �شوتها، بل ومنهـــا ما اأعلن عن تقدمي ماليني

الدولرات واليوروهات ل�شالح م�شاعدة هوؤلء النازحني.

ن حتى هذه احلالـــة والأمة وامل�شكلـــة واملعاناة الإن�شانيـــة هناك من يريـــد املتاجرة بها، ولكـــن تبنين اأنــــ

فامل�شاعدات التي قدمتها احلكومة معظمها ذهبت اإىل غـــر امل�شتهدفني منها، بل اإنن اللجان التي �شكلتها

احلكومة اأخذت الن�شبة الأعلى.!!

وحتى امل�شاعدات التي قدمتها بع�ص الدول العربية ال�شقيقة مثل �شلطنة عمان اأ�شرت اللجنة احلكومية

اأن تقوم هـــي فقط بتوزيعها بعد اأن كانت �شفـــارة ال�شلطنة قد اقرتحت اإ�شراك بع�ـــص اجلمعيات الأهلية

اليمنية.

لقد قلنا و�شنظل نقول ونكرر اإن م�شاعدات اإن�شانية كهذه ل�شمان و�شولها اإىل امل�شتهدفني منها يجب اأن

تقوم بها منظمات املجتمع املدين ومراقبتها.. اأي اأن تقوم منظمات بالتوزيع واأخرى يف مراقبة عملية

التوزيع من اأجل �شمان و�شول هذه امل�شاعدات ملن هم يف حاجة اإليها.

لكن ذلك مل يتم!! .. وكان اأن ظهر من يتاجر مبعا�ص النازحني وبينهم اأي�شـا من �شارك يف الو�شول اإىل

هذه امل�شكلة الإن�شانية!!

هذا ما ا�شتطعنا اأن نخت�شره من كلمات املعاناة والآهات املتاأملة والأنني اليومي، للعديد من الأ�شرة النازحة

الفقرة يف حمافظة عدن، التـــي كان الأطفال وال�شيوخ والن�شاء هم الأكرث ت�شررا والأكرث معاناة والأكرث

تاأملـا، واإذا كان الكبار قد ا�شتطاعوا اأن يتحدثوا ويتكلمون لي�شكوا ويعربوا بالكالم عن بع�ص معاناتهم تلك

فهناك من مل ي�شتطيعوا ذلك واكتفوا بالتعبر عن اآلمهم ومعاناتهم وظلمهم بالنظرات والدموع والبكاء..

هوؤلء هم الأطفال الذين �شاركوا اأ�شرهم يف اجلرمية التي تعر�شوا اإلهيا ول ما تزال ف�شولها مفتوحة.

تفا�شيل كل ذلك �شتجدونه يف ال�شطور التالية التي عربن عنها النازحني اأنف�شهم.. اأثناء لقاءاتهم اأع�شاء

فريق الر�شد التابع ملركز اليمن لدرا�شات حقوق الإن�شان، العامل �شمن م�شروع ر�شد النتهاكات وامل�شاعدة

.)F . F. F( القانونية بالتعاون مع موؤ�ش�شة امل�شتقبل

فقد قام اأع�شـــاء فريق الر�شد بالنـــزول امليداين اإىل خمتلـــف املدار�ص ويتواجد فيهـــا النازحني يف

حمافظتي عدن وحلج.

ون فيه عن اآلمهم ومن يقفون خلفها. وننقل هنا بع�ص ما قاله النازحني ويعربن

Page 6: the monthly bulletin (our rights) NU9

اأوال : تعريف الدولة املدنية فر�ست الأحداث ال�سيا�سية التي متر بها املجتمعات العربية اإعادة طرح

مطلب الدولة املدنية، فقد �ساقت املجتمعات ذرع�ا بنمط الدولة القائمة،

مبعنى ال�سلطة احلاكم���ة، ولي�س الدولة كفكرة جمردة، اأي كيان جغرايف

وقان�ين وب�رسي، هذا يحت���م حتديد التعريف الإجرائي للدولة املدنية،

الذي ي�ازي ويرتجم رغبة وتطلع النا�س ل�اقع �سيا�سي جديد، يحقق الغاية

من وج�د الدولة كجهاز ناظم حلركة املجتمع ولي�س كابح�ا له، ويف هذا

ال�سياق هناك العديد من الت�س�رات الفكرية ملفه�م الدولة املدنية؛ حيث

يعترباه البع�س متعار�سة مع الدين، وبالتايل يرف�سها ك�نها تعنى قيام

دول���ة علمانية، اأي ف�سل الدين عن الدولة، وه���ذا الت�س�ر �سائد بق�ة يف

املجتمع العربية وتغذيه الأنظمة ال�سيا�سية والق�ى التقليدية، التي ت�ظف

الدين ل�ستمرار وج�دها يف ال�سلطة، م�ستندة يف ذلك اإىل التف�سري احلريف

لن�س�����س الدين، لتكري�س ال�لء والطاع���ة للحاكم وعدم ج�از اخلروج

عليه، يف حني يعتربها البع�س اأن�ها منط من الدولة نقي�س الدولة الدينية،

التي تدعي احل���ق الإلهي يف ال�سلطة اقتئات�ا على الإ�سالم.يف املقابل ترى

بع�س التيارات الفكرية واجلماع���ات ال�سيا�سية اأن ل تعار�س بني الدولة

املدنية والإ�س���الم، وه� املفه�م ال�سحيح، فالدول���ة املدنية هي �سلطة

زمنية يختار يف ظلها النا�س حكامهم بحرية، والإ�سالم يتفق مع ذلك بق�له

تعاىل : )واأمرهم �س�رى بينهم( �س�رة ال�س�رى الآية )38(، اأي اأن�هم اأحرار يف

تقرير �س�ؤونهم ال�سيا�سية، ومل يفر�س عليهم حكم�ا ملزم�ا، ودليل اإ�سافة

اآخر على اأن الإ�س���الم متفق مع الدولة املدنية بق�له تعاىل: )و�ساورهم يف

الأمر( �س�رة اآل عمران الآية 159، اأي اأن احلاكم خمتار من ال�سعب، ولي�س

�ساحب �سلطة مطلقة، فه� ملزم بالع�دة اإىل من اختاره يف اأي قرار، ومثلما

بداأت الدميقراطية بنمط امل�ساركة التمثيلية للم�اطن يف احلكم بفعل ت��سع

وتعقد احلياة و�سع�بة امل�ساركة املبا�رسة، فاإن ع�دة احلاكم لأخذ راأي

ناخبيه بحاجة اإىل وج�د م�ؤ�س�سات متثيلية وهي التي ت�سكل ق�ام الدولة

املدنية.

ومن ذلك نخل�س اإىل اأن الدولة املدنية، هي املجتمع ب�س�رته املرئية ول

�سيء �س�اه، تق�م على اأ�س�س ومعايري ي�سعها النا�س ويرت�س�نها كاأ�سا�س

لتنظيم �س�ؤونهم احلياتية، وياأتي بعد ه���ذا املنظ�ر الجتماعي ملفه�م

الدولة املدنية املنظ����ر ال�سيا�سي الذي يعن���ي اأن الدولة تعني النظام

ال�سيا�سي مبختلف اأمناط���ه وعنا�رسه جمه�ري / ملكي )ملكية د�ست�رية /

ملكية مطلقة، واجلمه�رية ميكن اأن يك����ن �ساأنها �ساأن امللكية املطلقة،

اإذا مل تلتزم بالدميقراطية، ولذلك ت��س���ف بع�س اجلمه�ريات ال�سكلية

)باجلمل�كيات(، ويف ظل هذا النمط من النظ���م ال�سيا�سية املطلقة و�سبه

املطلق���ة اأو املقنعة ت�س�د ت�س����رات �سيا�سية وثقافي���ة اأكرث من تقليدية

لل�سلط���ة، اأو رمبا تك�ن له�تي���ة ترفع �ساأن احلاك���م اإىل مرتبة التاأليه

والقدا�سة.

وهذه الت�س�رات مل تكن �سائدة فق���ط يف املجتمعات الغربية قبل ع�رس

النه�سة بفعل �سيطرة الكني�سة على ال�سلطة، ولكنها �سائدة وبق�ة خا�سة

يف واقعنا ال�سيا�سي العرب���ي حتى الي�م، الأمر الذي ول�د ثقافة اخل�س�ع

واخل�ف لدى النا�س، ث���م ال�ست�سالم لدى من ل يدرك، والإحباط لدى من

يدرك، وكان من حم�سلة ذلك �سه�لة هيمنة الدولة على املجتمع، واأ�سبح

وج�دها على ح�سابه وف�ق م�ساحله، واأ�سب���ح من ال�سع�بة التفريق من

حيث ال�سكل ال�سيا�سي بني ما ه� ملكي وما ه� جمه�ري، ويف اإطار النظم

اجلمه�رية ذاتها ب���ات ع�سريا التمييز بني الأمناط الرئا�سية والربملانية

واملختلطة.

حتى ي���درك امل�اطن معنى الدولة املدنية التي تق����م على راية �س�ؤون

املجتمع وحماية م�ساحله من خالل و�س�ح معاملها �سيا�سي�ا واقت�سادي�ا

واجتماعي�ا، ف���اإن اأهمية حتديد و�سبط مفه�م الدول���ة املدنية احلديثة

وتغيري وعقلنة ال�اق���ع ال�سيا�سي القائم مبا يت�اءم مع متطلبات و�رسوط

الدولة املدنية، التي ميكن تعريفها مبا يت�اءم مع متطلبات و�رسوط الدولة

املدنية، التي ميكن تعريفها اإجرائي�ا باأن�ها تعني:

“الدولة التي ت�ستمد �رسعيتها من ال�سعب مبا�رسة اأو عرب ن�ابه وممثليه يف خمتلف مفا�سل وتك�ينات ال�سلطة تكفل احلق�ق واحلريات وحترتم التعددية

وتلتزم بالتداول ال�سلمي لل�سلطة وتعمل على جت�سيد �سيادة القان�ن وحتقق

امل�اطنة املت�ساوية”.

ف د . عزمي ب�سارة الدولة املدنية باأن�ها: “الدولة التي تق�م على وع���ر

اأ�سا�س امل�اطن���ة واحلق�ق املدنية؛ ول يهم اأن يك����ن احلزب الذي يحكم

قد تبنى يف ال�ساب���ق، اأو يتبنى حالي�ا اأيدي�ل�جي���ة دينية اأو ي�سارية اأو

ليربالية، املهم اأن يلت���زم ب�سكل واثق وم�ث�ق باملب���ادئ الدميقراطية

التي ت�س���كل اأ�سا�س�ا لأي د�ست�ر دميقراطي، الدول���ة املدنية لي�ست دولة

دينية، ولكنها اأي�س�ا لي�ست الدولة العلمانية الع�سكرية. واإن اأي ا�ستناد

اإىل حك���م الع�سكر لتجنب التيارات الدينية ه� ع����دة لال�ستبداد؛ حيث اأن

مفه�م العلمانية يعني ف�سل الدولة وم�ؤ�س�ساتها عن املرجعية ال�سيا�سية

للم�ؤ�س�سات الدينية، ولي�س ف�سل الدين عن الدولة.

ثانيـا : مبادئ ومعايري الدولة املدنية:لكل ثقاف���ة اأو جمتمع مبادئ وقيم مرجعية ي�ستند اإليها يف املمار�سات،

وال�سل�ك والعالق���ات املتبادلة، ف�سال عن وج����د معايري حتكم �رسوط

التعامل والعالق���ات املجتمعية، وبالتايل تك�ن تلك املبادئ واملعايري

تعبريا عن ح�سارة وتاريخ وم�ستقبل ذلك املجتمع اأو تلك الثقافة، وتت�سكل

الدولة املدنية يف اإطار مي ت�جه مك�ناتها واأدواتها ذات مرجعية للمبادئ

واملعايري الالزمة لقيامها وت�سكلها، وبناء على ذلك؛ فاإن الدولة املدنية

تعتمد على جمم�عة من املبادئ واملعاي���ري التي ينبغي اأن تك�ن اأ�سا�س�ا

مرجعي�ا لبنائها واحلفاظ ليها، وميكن اأن نذكر اأهمها يف الآتي:

1 . ال�سعب مالك ال�سلطة وم�سدرها ال�حيد:الدولة املدنية الدميقراطية هي دولة جلمي���ع م�اطنيها، وال�سعب ه�

جمم�ع امل�اطنني وه� م�سدر ال�سلطات؛ ومبقت�سى هذه ال�سلطة يك�ن على

�سلطات الدولة املدنية العرتاف باحلق�ق واحلريات واللتزام بامل�اثيق

والعه�د التي ت�س�ن حق�ق وكرامة امل�اطنني.

2 . امل�ساواة والعدالة وعدم التمييز:بدون احلرية والعدالة وامل�ساواة ل ميكن اأن يك�ن هناك معنى للحياة لأي

�سيء، وبدون ذلك ل يت�لد ال�سع�ر باأن احلياة ت�ستحق اأن ت�عا�س، والدولة

املدنية هي التي جت�سد اإرادة امل�اطنني جميع�ا، ول متيز بني امل�اطنني

لدواع ومربرات لي�ست قان�نية واإن�سانية، وت�لد ال�سع�ر بامل�اطنة يعتمد

على قيم احلري���ة وامل�ساواة، حرية من دون م�س���اواة بني امل�اطنني هي

مق�لة نظرية، وم�ساواة من دون حرية ه���ي م�ساواة يف الذل: حيث ت�سكل

قيم امل�ساواة واحلرية اإذا ما اقرتنت باإدارة عقالنية و�سيا�سة ر�سيدة اأ�سا�س�ا

ر الت�ازن بني للعدالة والكرامة، واأحدهما ل يدوم من دون الآخر، ويتط�

احلرية وامل�ساواة يف مبداأ جديد للم�اطن���ة يق�م على احلق�ق ال�سيا�سية

والجتماعي���ة الإن�سان ه� اأنت واأنا وهي وه� ونح���ن وهن، نت�سارك مع�ا

على بقاعه املختلفة اأحرارا مت�ساويني، لي�س لنا فيه اإل ال�سعي اجلاد من

اأجل الرفاهية للجميع، ولأننا جميع����ا مت�ساوون واأحرارا ونت�سارك مع�ا

)اأو يجب اأن نت�سارك مع�ا( من اأجل الرفاهية وال�سعادة والأمن لنا جميع�ا،

كان لبد من احلفاظ على دمي�مة احلية وامل�ساواة من اأجل احلياة الكرمية

لالإن�س���ان اأي�ا كان مكان���ه اأو ل�نه اأو جن�سه اأو عقيدت���ه اأو عرقه؛ لأن عدم

احلفاظ عليهما )احلري���ة وامل�ساواة( ودعمهما وتنميتهما مع�ا، ي�ؤدي اإىل

ال�رساع والهمجية واحلقد والإرهاب الذي يهدد لي�س فقط رفاهية اجلميع،

بل قد يهدد البقاء الإن�ساين ذاته، لذلك كان���ت حق�ق الإن�سان التي متثل

ذلك الرتاث الإن�ساين امل�س���رتك، والإطار الذي ي�ساعد النا�س على حماية

اأنف�سهم من الأذى؛ ول تق�م العدالة من دون �سيادة القان�ن، وامل�ساواة تك�ن

اأمام القان�ن على اأ�سا�س مبادئ ت�رسيعية عادلة ت�ستق منها، واأن م�ساواة

امل�اطنني اأمام القان�ن، وم�ساواة القان�ن بني امل�اطنني هي مبادئ تكمل

بع�سها بع�ستا، وهي م�ساواة ل تاأخذ بعني العتبار اأ�سل امل�اطن وج�سه

وق�ميته ودينه ومذهبه.

3 . العدالة الجتماعية :وتعن���ى باحلماي���ة الجتماعية و�سم���ان كل متطلب���ات العي�س الكرمي

وامل�ساواة وتكاف�ؤ الفر�س،وحتقيق العدالة الفعلية بني اجلن�سني واحرتام

املكا�سب الإن�سانية والعمل على دعمها ق�ل وت�رسيع�ا وممار�سة.

ترتبط الدميقراطية بتقاليد تاريخية عربية غ�سالمية ول تتنكر ملرياثها

الت�رسيعي مبا في���ه ال�رسيعة الإ�سالمية بل تبني علي���ه كم�سدر ت�رسيعي

واأي�س�ا كثقافة، وترتب���ط الدميقراطية بالتقاليد الدميقراطية كما طبقت

يف العديد من دول العامل، وتتبنى الإعالن العاملي حلق�ق الإن�سان، وهي

ل حتاول اخ���رتاع دميقراطية عربية يف كل م��س����ع، فال حاجة لخرتاع

العجلة من جدي���د يف كل م��س�ع؛ وتنطلق م���ن اأن الدميقراطية والعدالة

الجتماعية ل تتناق�س مع ال�رسائع ال�سماوي���ة، واأن�ه حيثما يقام العدل

تك�ن �رسيعة الله احلق.

4 . دولة القان�ن:اإن التمت���ع باحلق�ق وممار�سة احلريات اجتماعي����ا و�سيا�سي�ا يك�ن يف

الدولة التي ت�سمن احلريات املدنية للم�اط���ن والعدالة وامل�ساواة؛ ول

ميكن حماية هذه احلريات من دون قان�ن، ولكي لتزم القان�ن باحلريات

املدنية لبد من مبادئ متفق عليها ل يج�ز اأن يخرج القان�ن ذاته عنها،

مبعنى اآخر اللتزام بال�رسعية وامل�رسوعية الد�ست�رية يف اأعمال الدولة

وحيادية ودوام م�ؤ�س�سات الدولة ورف�س ممار�سة ال�سيادة خارج امل�ؤ�س�سات

معربة عن اإرادة ال�سعب باأكمله.

ويق�س���د بامل�رسوعة اأن�ه���ا العملية التي مبقت�ساها ي���ربر تنظيم ما اأو

م�ؤ�س�سة ن�ساأت���ه، ولل�رسعية ثالثة اأ�س�س: الأ�سا����س القان�ين والأخالقي،

والأ�سا�س التقني؛ وبالت���ايل فهناك ثالثة اأ�سكال م���ن ال�رسعية: ال�رسعية

القان�نية والأخالقية، ال�رسعية ال�سيا�سية، و�رسعية الإجناز؛ وهذا يعني

اأن ال�سلطة ال�رسعية هي: ال�سلطة التي احتل اأفرادها م�اقع يف اأجهزة ممار�سة

ال�سلطة وم�ؤ�س�سات �سناعة القرار ب�سكل قان�ين، ووفق�ا لأحكام الد�ست�ر

والق�انني النافذة يف املجتمع، وتك�ن مقب�لة من قبل معظم اأفراد املجتمع

وجماعاته، التي حتقق اأهداف املجتمع وغاياته.

5 . احرتام حق الختيار والختالف:

الدولة املدنية التي تق�م على اأ�سا�س دميقراطي تعتمد احرتام وحماية

ع يف الأدوار واختالف اجتاهات القائمني احلق يف الختيار، وت�سمن التن�

على م�ؤ�س�ساتها.

6 . احلرية:النظام الذي ي�سم���ن احلريات املدنية يراقب ذات���ه ويراقبه اجلمه�ر،

النظام الذي يراقب ذاته ويراقبه اجلمه�ر ه� نظام منتخب دوري�ا، ولكي

ميكن انتخاب النظام دوري�ا لبد من حريات �سيا�سية: حرية الراأي، وحرية

ال��س�ل اإىل املعل�مات، وحرية الجتماع والتنظيم، وت�سمل احلرية حرية

الإن�سان من الق�رس اجل�سدي وحرية احلركة والتنقل، وحرية الراأي واملعتقد

والكلمة؛ ول يج�ز حجب احلرية من دون حماكمة عادلة؛ وتعرتف الدولة

الدميقراطية بحق امل�اطن يف بيئة اإن�سانية اآمنة تق�م على ممار�سة احلريات

واحلق يف العي�س الكرمي الالزمني ملمار�سة اإن�سانية الفردية واجلماعية.

7 . املن والتنمية:ل ميك���ن ممار�سة احلري���ة اجتماعي�ا يف اأي جمال م���ن دون حد اأدنى من

الت�زيع العادل للرثوة، ومن دون اإدم���اج الفئات ال�سعيفة واملهم�سة يف

احلياة العامة؛ وت�سمل حق�ق امل�اطن���ة يف الدولة املدنية الدميقراطية

حق�ق�ا اجتماعية، ل تق�م اإل على الرب���ط بني النم� والتنمية الإن�سانية

ال�سامل���ة، ول تتحقق اإل باإدم���اج جميع الفئ���ات واجلماعات املحرومة

واملهم�س���ة جمتمعي�ا ومتكينها م���ن اأن يك�ن لها �س����ت �سيا�سي م�سم�ع

وم�ؤثر.

8 . التغيري ال�سلمي والتناف�س امل�رسوع:ت�سم���ن الدولة املدني���ة حق امل�اطن���ني بالتغي���ري ال�سلمي، وحتظر

التغيري بكافة اأ�سكال العنف وو�سائل���ه املختلفة، واإن اأي حركة �سيا�سية

ترغب بامل�ساركة يف اإدارة �س�ؤون البالد من خالل وج�دها يف احلكم اأو يف

املعار�سة امل�ؤهلة للحكم هي حرك���ة تلتزم مبيثاق الث�رة ومبادئها، األ

وهي مبادئ الدميقراطية.

9 . تكاف�ؤ الفر�س:الكفاءة والعتبارات املهنية هي اأ�سا�س التعيني يف ال�ظائف احلك�مية

وغري احلك�مية، ول ت����زع وظائف الدولة اأو هيئاته���ا املنتخبة وغري

املنتخبة مب�جب م�اق���ف النا�س ال�سيا�سي���ة اأو ه�ياتهم اخل�س��سية اأو

الفرعية، ويخلق اجل� الالزم لكي يتم التعيني مب�جب الكفاءة؛ كما متنع

ممار�سة التمييز بني النا�س عن���د التعيني يف امل�ؤ�س�سات غري احلك�مية.

وترف�س الدولة املدنية الدميقراطية اأن تك�ن جماعة اله�ية و�سيط�ا بني

امل�اطن والدولة، �س�اء كانت املذهب اأو الطائفة اأو الع�سرية.

10 . امل�ساركة:امل�ساركة تعني امل�ساهمة املبا�رسة لكل فرد من الأفراد يف �س�ؤون املجتمع

يف امل�ست�يات كاف���ة، ويف �ستى املجالت. وامل�سارك���ة ينبغي اأن تك�ن

راأ�سية واأفقية وت�سمل اجلن�سني على اأ�سا����س امل�ساواة بينهما، ولعل اأهم

�سمان���ات امل�ساركة يف الدولة املدنية الدميقراطي���ة ه� القان�ن، ف�سال

عن اأهمية دعم م�ساركة الفئات الالزم���ة للتنمية يف �ستى املجالت؛ فمثال

يراع���ى يف النتخابات مبداأ ن�سبية التمثيل بحي���ث مينح متثيال لأكرب قدر

ممكن من التيارات ال�سيا�سية والجتماعية والفكرية، وبحيث ل ي�سادر حق

اأحد بالتمثيل النيابي؛ لأن�ه اأقلية يف منطقة ما، ولبد من متثيل التيارات

ال�سيا�سية والجتماعي���ة والفكرية ذات ال�ج�د ول� كاأقلية على امل�ست�ى

ال�طني.

كما يراعى حيث يلزم مبداأ الت�افق ملنع حرمان فئات وا�سعة من التمثيل

وامل�ساركة؛ وتبقى الأول�ية هي ملبداأ الن�سبية القائم على متثيل امل�اطنني

ب�ا�سطة م�اطنني اآخرين منتظمني يف جماعات واحتادات �سيا�سية ط�عية

بناء على م�اقف وبرامج �سيا�سي���ة تخ�س املجتمع ككل، ولي�س بناء على

ه�يات خ�س��سية؛ ولبد من جتن���ب اأي نظام انتخابي ي�ؤدي اإىل ا�سطفاف

ه�يات مقابل بع�سها البع�س، اأو اإىل تغييب متثيل كتل �سيا�سية كاملة.

ثالثـا: مقومات الدولة املدنية:هناك عدة مق�مات ينبغي ت�افرها كاأ�س�س يف الدولة املدنية احلديثة،

التي اإن نق�س اأحدها فال تتحقق �رسوط بناء الدولة املدنية، اأهمها:

1 . الد�ست�ر:اإن اأهم مق�مات الدولة املدنية احلديثة وج�د د�ست�ر مدين، ينظم العالقة

بني فروع احلك�مة بع�سها بالبع�س الآخ���ر وعالقة احلك�مة باملجتمع،

وين�س على تف�ي�س ال�سعب للحك�مة ب���اإدارة �س�ؤون البالد وفق �رسوط،

وي�سحب ه���ذا التف�ي�س اإذا حدث اإخالل باللتزام���ات الد�ست�رية، وميثل

هذا الد�ست�ر تاأكي���دا على اأن ال�سعب ه� مالك ال�سلطة وم�سدرها، واأهم ما

يجب اأن يت�سمنه الد�ست�ر يف الدولة املدنية ال�سيادة ال�سعبية،

���ن حتديد �سكل ومب���داأ التداول ال�سلم���ي لل�سلطة، ويت�سم

1الدولة املدنية الدميقراطية احلديثة

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (6

يتبع

Page 7: the monthly bulletin (our rights) NU9

نظم مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان يف حمافظة عدن

ي�م ام�س لقاء م��سع مب�ساركة)50( �سخ�سا ميثل�ن عدد من

املجتمعات املحلية يف مديريات ال�سيخ عثمان ودار �سعد

واملن�س�رة وعدن ال�سغرى .

وقد ترا�س الجتماع الأ�ستاذ حمم���د قا�سم نعمان رئي�س

مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان وقال ان املركز ينفذ

م�رسوع احل�سد املجتمعي )امل�ساركة املجتمعية يف اعمال

مدنية ( بالتعاون مع برنامج ا�ستجابة وبدعم من منظمة

)USAID( و�سيق�م بتنفيذ 20م�رسوعا �سغريا على م�ست�ى

حمافظ���ة عدن والذي مت تق�سيمه���ا اإىل 20 جمتمعا حمليا

..

واأو�سح نعمان اإىل انه من منطلقات الدور املناط مبنظمات

املجتم���ع املحلي ويف اأط���ار التطبيق الفعل���ي والعملي

للمب���ادئ الدميقراطية التي ت�ستدع���ي اأن تلعب منظمات

املجتمع املدين دورا فاعال وا�سهاما خالقا يف حل م�سكالت

املجتمع ويف تنمية تط����ره وتفاعال مع م�سار التط�رات

والتح�لت اليجابية التي ت�سهدها البالد وبفعل احلراك

ال�سعبي ال�سلمي وث�رة ال�سب���اب ال�سعبية التي يت�ا�سل

زخمها يف كل رب�ع ال�طن.

وا�سار نعمان ان املركز يق�م بتنفيذ هذا امل�رسوع الذي

ي�ستهدف خلق ثقافة امل�ساركة املجتمعية يف حل م�سكالت

املجتمع ويف اإ�سهام املجتم���ع يف تنمية وتط�ر املجتمع

وت�فري احتياجاته ال�رسورية.

من�ها اأن امل�رسوع يرتكز على تق�سيم حمافظة عدن اإىل

20جمتمع حملي وت�سكيل جماعات قيادية على م�ست�ى كل جمتمع حملي ابرز معايريه .. الكثافة ال�سكانية ويتمثل

يف ه���ذه اجلماعة القيادية التي ل يزي���د عدد اأفرادها عن

خم�سة اأ�سخا�س ممثلني عن ال�رسائح املجتمعية الن�سطة

) �سخ�سية اجتماعية – امراأة – ع�س� جمل�س حملي – �ساب

و�سابة ( .

وق���ال ان املركز �سيق�م بتنظي���م دورات تدريبية لهذه

اجلماعات القيادي���ة ) 5 اأ�سخا�س يف كل جمتمع مبجم�ع

100�سخ�س يف املجتمعات الع�رسي���ن( يف جمال القيادة املدنية وكيفي���ة معرفة وحتديد الق�ساي���ا اخلا�سة بكل

جمتمع حمل���ي ،اإ�سافة اإىل تدريب اآخ���ر يف جمال تك�ين

واإن�ساء املنظمات الر�سمي���ة ودور املنظمات املجتمعية

يف الإ�سهام يف حل م�سكالت املجتمع ويف تعزيز العملية

الدميقراطية ويف التح�لت نح� الدميقراطية وامل�ساركة

املجتمعي���ة يف التنمي���ة وم�اجهة كل مظاه���ر الأ�رسار

باملجتمع وتط�ره ..

م��سح���ا انه �سيلي عملي���ة تنظيم هذه ال���دورات البدء

بت�سكيل فرق العمل التط�عية على م�ست�ى كل جمتمع حملي

لتنفيذ امل�رسوع املجتمعي ال���ذي مت التفاق عليه حيث

�سيت�ىل مركز اليمن لدرا�سات حق����ق الإن�سان وبرنامج

ا�ستجابة واجلهة الداعمة ت�ف���ري كل امل�اد واملتطلبات

املتعلقة بتنفيذ هذه امل�ساري���ع ال�سغرية و�سريافق �سري

عملية التنفي���ذ فريق ا�ست�ساري م���ن املتط�عني من ذوي

التخ�س�سات يف املجالت التي �سيتم تنفيذها .

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (7

•اأن�سطة ت�ستهدف تنمية وحت�سني املجتمعات املحلية من خالل جت�سيد ثقافة امل�ساركة املجتمعية يف التنمية وحت�سني املجتمعات املحلية

•يتم التخطيط من قبل اجلهات امل�ستفيدة للقيام باأن�سطة تنم�ية تهم املجتمعات املحلية يف )20( جمتمع حملي •العمل على تك�ين تنظيم جمم�عات جمتمعية فاعلة يف كل من ال� 20 جمتمع حملي

•�سيتم تقدمي التدريب الالزم لهذه املجم�عات ال� 5 يف كل جمتمع حملي يف جمال القيادة املدنية وكيفية معرفة وحتديد الق�سايا اخلا�سة باأي جمتمع حملي

�سيت�ىل كل جمم�عة ) القيادة املجتمعية املحلية ( املك�نة من اخلم�سة اأفراد الت��سع با�ستقطاب م�ساركني للم�ساركة يف

تنفيذ الأن�سطة التنم�ية التي تقرها املجم�عة القيادية املك�نة خلم�سة اأ�سخا�س

• بحيث يت�ىل كل ع�س� من الأع�ساء اخلم�سة ا�ستقطاب وتقدمي اأ�سماء ل تقل عن ع�رسة اأ�سخا�س من �سكان املجتمع املحلي ممن لديهم ال�ستعداد للعمل التط�عي واجناز امل�رسوع الذي �سبق التفاق عليه واإقراره من قبل )اللجنة القيادية املجتمعية

( ... وي�ستح�سن ان يتم اإ�رساك من لديهم كفاءات وخربات يف طبيعة العمل الذي �سيتم تنفيذه .....

•�سيت�����ىل املركز ت�فري امل�اد التي �ست�ستخ����دم لجناز امل�رسوع .... يف حدود )األ����ف دولر( ويف حالة وج�د م�ساريع ت�ستدعي تكلفة اإ�سافية �سيتم ال�ستعانة بامل�ساهمني من قطاع اخلا�س واملجال�س املحلية اإذا كانت امل�ساريع مدرجة �سمن

خم�س�سات دعم املبادرات املحلية ...

�سيعمل هذا امل�رسوع على :

•حتفيز طاقات املجتم����ع املحلي للم�ساركة يف ح����ل م�سكالتهم املجتمعية ذات الطابع املحل����ي غري املدرجة يف خطط وم�ساريع الدولة

•جعل اأفراد املجتمعات املحلية ي�سارك�ن م�ساركة فعالة يف العملية الدميقراطية والأن�سطة املدنية •ال�ستفادة التي �سيحظى بها امل�سارك�ن يف تنفيذ هذه امل�ساريع اأكرث من 1500فرد من اأفراد هذه املجتمعات املحلية يف

الرتباط املبا�رس مبجتمعاتهم املحلية وم�ساهمتهم يف حل م�سكالتهم وت�فري متطلباتهم ال�رسورية

م�رسوع احل�سد املجتمعي

تنفيذ مركز اليمن لدرا�سات حق�ق الإن�سان

تنفيد م�ساريع حملية يف عدن مب�ساركة جمتمعية مركز اليمن لدرا�سات حقوق االن�سان يبداأ بت�سكيل

)USAID(جماعات جمتمع حملي يف حمافظة عدن بالتعاون مع برنامج ا�ستجابة ودعم منطمة

) USAID ( برنامج ا�ستجابة و بدعم من منظمة

بالتعاون مع

Page 8: the monthly bulletin (our rights) NU9

االأخرية

امل�صرف العام للم�صروع

رئي�ص مركز اليمن لدرا�صات حقوق االإن�صان

حممد قا�سم نعمان

�سكرتري التحرير:

رئي�س التحرير:

هاين اأحمد حممد

�صماح جميل

هاتف:233899 فاك�س: 271302www.ychrs.com:املوقع الإلكرتوين

[email protected]:الربيد الإليكرتوين

اجلمه�رية اليمنية-مدينة خ�ر مك�رس-م/عدن-املدينة البي�ساء-�سارع ال�سلفادور

ما حتت�يه �سفحات هذه �لن�سرة تعرب عن �آر�ء كتابها ،تقع حتت �إ�سر�ف وم�س�ؤولية مركز �ليمن لدر��سات حق�ق �لإن�سان ولي�س مل�ؤ�س�سة �مل�ستقبل �أية تبعات

العدال���ة النتقالية ه���ي ا�س���تجابة لالنته���اكات املنهجية اأو

ال�ا�س���عة النطاق حلق�ق الإن�س���ان، تهدف اإىل حتقيق العرتاف

ال�اجب مبا كابده ال�س���حايا من انته���اكات، وتعزيز اإمكانيات

حتقيق ال�س���الم وامل�ساحل���ة والدميقراطية. ولي�س���ت العدالة

النتقالية �سكال خا�سا من اأ�سكال العدالة، بل هي تكييف للعدالة

على النح���� الذي يالئم جمتمعات تخ�����س مرحلة من التح�لت

يف اأعقاب حقب���ة من تف�سي انتهاكات حق����ق الإن�سان؛ ويف بع�س

الأحيان، حتدث هذه التح�لت على حني غرة، ويف اأحيان اأخرى

ق���د جت���ري عل���ى م���دى عق����د ط�يل���ة.

وقد برز هذا النهج يف اأواخر الثمانينيات ومطلع الت�سعينيات،

وجاء يف الأغلب والأعم ا�ستجاب���ة للتغريات ال�سيا�سية يف اأمريكا

الالتينية و�رسق اأوروب���ا، ولرتفاع الأ�س�ات املطالبة بالعدالة

يف هاتني املنطقتني. فق���د �سعى دعاة حق����ق الإن�سان وغريهم

اآن���ذاك للت�س���دي لالنته���اكات املنهجية التي اقرتفته���ا الأنظمة

ال�سابقة، ولكن دون اأن يع�سف ذل���ك بالتح�لت ال�سيا�سية التي

ت�سهدها البالد. وملا �ساع و�سف ه���ذه التح�لت ب�”النتقال اإىل

الدميقراطية”، فقد بداأ النا����س يطلق�ن على هذا املجال اجلديد

املتع���دد التخ�س�س���ات م�سطل���ح “العدال���ة النتقالي���ة”.

وق���د اعتمدت حك�مات ه���ذه البل���دان الكثري مم���ا اأ�سبح فيما

بعد مبثابة املناه���ج الأ�سا�سية للعدال���ة النتقالية، ومن بينها

املب���ادرات التالي���ة:

· الدع���اوى اجلنائي���ة. وت�سم���ل ه���ذه حتقيق���ات ق�سائية مع امل�س�ؤولني ع���ن ارتكاب انته���اكات حق�ق الإن�س���ان؛ وكثريا ما

يركز املدع�ن حتقيقاتهم على “الرءو�س الكبرية”، اأي امل�ستبه

فيهم الذين يعتقد اأنه���م يتحمل�ن القدر الأكرب من امل�س�ؤولية عن

النته���اكات اجل�سيم���ة اأو املنهجي���ة.

· جلان احلقيقة. والغر����س الرئي�سي من جلان التحري هذه ه� اإجراء حتقيقات ب�ساأن الفرتات الرئي�سية لالنتهاكات التي وقعت

يف املا�سي القريب، واإ�س���دار تقارير عنها؛ وكثريا ما تك�ن هذه

اللجان هيئات ر�سمية تتقدم بت��سيات ملعاجلة تلك النتهاكات،

ومن���ع تكراره���ا يف امل�ستقب���ل.

· برام���ج التع�ي����س اأو جرب ال����رسر. وهذه مب���ادرات تدعمها الدول���ة، وت�سهم يف جرب الأ�رسار املادي���ة واملعن�ية املرتتبة

على انتهاكات املا�سي؛ وتق�م عادة بت�زيع خليط من التع�ي�سات

املادية والرمزي���ة على ال�سحايا، وقد ت�سم���ل هذه التع�ي�سات

املالي���ة والعت���ذارات الر�سمي���ة.

· اإ�سالح اأجهزة الأمن. وت�ستهدف هذه اجله�د حت�يل امل�ؤ�س�سات الع�سكري���ة وال�رسطية والق�سائية، وغريها من م�ؤ�س�سات الدولة

املتعلقة بها، م���ن اأدوات للقمع والف�ساد اإىل اأدوات نزيهة خلدمة

اجلمه����ر.

· جه�د تخليد الذكرى. وت�سمل هذه املتاحف والن�سب التذكارية التي حتفظ الذكرى العام���ة لل�سحايا، وترف���ع م�ست�ى ال�عي

الأخالقي ب�س���اأن جرائم املا�سي، وذلك به���دف اإر�ساء حرز منيع

يح����ل دون تكراره���ا يف امل�ستقب���ل.

ولئن كانت هذه املب���ادرات تعد عم�ما مبثاب���ة الأ�سا�س الذي

ترتكز عليه جه�د العدالة النتقالية، فه���ي لي�ست قائمة �ساملة

ت�ستق�سي كافة املبادرات املمكنة؛ فق���د و�سعت جمتمعات كثرية

التي رمبا تك�ن قد �ساهمت يف حدوث النتهاكات؛ ويجب اأن يك�ن

احل�س املره���ف للق�ساي���ا املتعلقة بن�ع اجلن����س يف العالقات

ال�سخ�سية والأ�رسي���ة والجتماعية ركنا اأ�سا�سيا يف جميع تدابري

العدالة النتقالية، ومن �ساأن���ه اأن ي�سهم يف ن�س�ء فهم لالأ�رسار

املمي���زة الت���ي تتكبده���ا امل���راأة.

العدالة االنتقالية يف القانون الدويل ومع ات�ساع هذا املجال وازدياد تن�عه ب�س�رة مطردة، اكت�سب

اأ�سا�سا مهم���ا يف القان�ن ال���دويل، ويتمثل جانب م���ن الأ�سا�س

القان����ين للعدالة النتقالي���ة يف القرار ال���ذي اأ�سدرته حمكمة

الدول الأمريكية يف ق�سية فيال�سك�يز رودريغز �سد هندورا�س عام

1988، والذي خل�ست في���ه املحكمة اإىل اأن جميع الدول تقع على عاتقه���ا اأربعة التزامات اأ�سا�سية يف جمال حق�ق الإن�سان، وهي:

· اتخاذ خط�ات معق�ل���ة ملن���ع انته���اكات حق����ق الإن�س���ان؛ · اإجراء حتقيقات ج���ادة ب�س���اأن النته���اكات عن���د وق�عه���ا؛

· فر�س عق�بات مالئمة عل���ى امل�س�ؤول���ني ع���ن النته���اكات،

�صمان تقدمي تعوي�ص ل�صحايا االنتهاكاتوقد اأكدت املحكمة هذه املبادئ �رساحة يف قراراتها الالحقة،

كما مت التاأكي���د عليها يف ق���رارات املحكم���ة الأوروبية حلق�ق

الإن�سان، وهيئ���ات الأمم املتحدة املن�س���اأة مب�جب معاهدات،

من قبيل اللجنة املعني���ة بحق�ق الإن�سان. وكان اإن�ساء املحكمة

اجلنائية الدولية عام 1988 من التط�رات املهمة يف هذا ال�سدد

اأي�سا، اإذ يكر�س النظام الأ�سا�سي لهذه املحكمة التزامات بالغة

الأهمي���ة تقع على عات���ق الدول، مم���ا ي�ست�جب منه���ا الق�ساء

على ظاه���رة اإفالت اجلناة من العق���اب، وتر�سيخ احرتام حق�ق

ال�سحاي���ا.

نظرة اإىل امل�صتقبل لقد �سهد جم���ال العدالة النتقالية حتديات جديدة اأرغمته على

التجدد والتط�ر، اإذ تبدلت ال�سياقات م���ن الأرجنتني وت�سيلي،

حيث ول���ت نظم احلكم ال�ستبدادي، ون�س���اأت �سياقات اأخرى مثل

الب��سنة والهر�س���ك وليبرييا وجمه�رية الك�نغ� الدميقراطية،

وكانت الق�سي���ة الرئي�سية فيها هي تعزي���ز ال�سالم. واأ�سبح من

بني الق�ساي���ا اجلديدة التي ت�سرتعي الهتم���ام التطهري العرقي

والنزوح، واإعادة دمج املقاتلني ال�سابقني، وحتقيق امل�ساحلة

ب���ني الط�ائ���ف واملجتمع���ات، ودور العدالة يف اإع���ادة بناء

ال�س���الم.

كما تفاعل العامل����ن يف جمال العدال���ة النتقالية مع تدابري

العدال���ة املحلي���ة اأو “التقليدي���ة”، ففي بع�س البل���دان، مثل

�سريالي����ن واأوغندا، قد ترغب املجتمع���ات والط�ائف املحلية

يف ا�ستخدام الطق��س التقليدية يف تعزيز امل�ساحلة بني الأطراف

املتحاربة اأو اإعادة دمج املقاتلني ال�سابقني يف ن�سيج املجتمع.

يف مثل هذه احل���الت، يك�ن دور العدال���ة النتقالية ه� �سمان

الأخذ مبنهج كلي رمبا ي�سمل تل���ك الأ�ساليب التقليدية، ولكنه ل

ي�ستبع���د اإمكانية ا�ستخدام �سائر تداب���ري العدال���ة النتقالي���ة.

ويف النهاي���ة، لي�ست هن���اك �سيغة واح���دة للتعامل مع ما�س

مفعم بانتهاكات وا�سعة النط���اق حلق�ق الإن�سان؛ فجميع مناهج

واأ�ساليب العدالة النتقالي���ة ت�ستند اإىل اإميان ج�هري بعاملية

حق����ق الإن�سان،ولك���ن يف نهاية املطاف يجدر ب���كل جمتمع اأن

يخت���ار لنف�سه الطريق املالئم له، بل ل منا�س ل���ه م���ن ذل���ك.

ت�سريالعدالة النتقالية ب�سكل عام اإىل جمم�عة من الأ�ساليب التي

ميكن للدول ا�ستخدامها ملعاجلة انتهاكات حق�ق الإن�سان ال�سابقة،

وت�ستمل على ت�جهات ق�سائية وغري ق�سائية على حد �س�اء. ت�سمل

العدال���ة النتقالية على �سل�سلة م���ن الإج���راءات اأو ال�سيا�سات مع

امل�ؤ�س�س���ات الناجتة عنها، والتي ميك���ن اأن ت�سن يف مرحلة حت�ل

�سيا�سي بني فرتة عنف وقمع اإىل فرتة ا�ستقرار �سيا�سي. ت�ستمد العدالة

النتقالية م�سم�نها من رغبة املجتمع يف اإعادة بناء ثقة اجتماعية،

مع اإ�سالح نظام قان�ين مهرتئ، وبناء نظام حكم دميقراطي. القيمة

اجل�هرية للعدالة النتقالية هي مفه�م العدالة؛ لي�س فقط العدالة

اجلنائية، بل كافة اأ�سكال العدالة. هذا املفه�م، مع التح�ل ال�سيا�سي

املتمثل يف تغيري النظام ال�سيا�سي اأو التح�ل من مرحلة التعار�س،

يرتبط بهما م�ستقبل اأكرث �سالما، ودميقراطية و ثقة.

حظى م�سطلح العدالة النتقالية حديثا على الكثري من الهتمام من

كل من الأكادمييني و�سناع الق����رار ال�سيا�سي، كما حظي بالهتمام

يف املج����الت ال�سيا�سية والقان�ني����ة، وخ�س��سا يف املجتمعات

النتقالي����ة. يف الفرتات النتقالي����ة ال�سيا�سية، �س�����اء من نظام

ت�سلط����ي اأو من اخلالفات املدني����ة اإىل الدميقراطية، ت�فر العدالة

النتقالية فر�سا لهذه املجتمعات ملعاجلة انتهاكات حق�ق الإن�سان

املا�سي����ة، العمليات ال�ح�سية اجلماعي����ة، والأ�سكال الأخرى من

ال�سدمات العميق����ة من اأجل ت�سهيل انتقال ممه����د اإىل م�ستقبل اأكرث

دميقراطية و�سالما. هذا املقال يناق�س فكرة العدالة النتقالية من

حيث التعريف، اجلذور التاريخية والتط�����ر، النماذج املختلفة

والجتاهات احلديثة لتطبيقه����ا يف الدول النتقالية وم�ستقبل هذه

الدول يف طريقها النتقايل.

مناهج اأخرى مبتك���رة ملعاجلة انتهاكات املا�سي – وذلك �سبب من

الأ�سب���اب التي اأ�سفت على هذا املجال ق����ة وتن�عا يف اآن معا على

م���ر ال�سن���ني.

منهج كلي اإن معاجل���ة النته���اكات ال�ا�سعة النطاق حلق����ق الإن�سان تثري

م�س���كالت عملية ج�سيمة، فق���د يك�ن الت����ازن ال�سيا�سي يف بلد ما

بال���غ احل�سا�سية، وقد تك����ن حك�مة ما غري راغب���ة يف النه��س

مببادرات وا�سعة النط���اق، اأو رمبا عاجزة ع���ن القيام بذلك دون

تعري����س ا�ستقراره���ا للخط���ر.

وكثريا ما تك�ن امل�سكالت الكثرية النابعة من انتهاكات املا�سي

اأعقد من اأن يتي�رس حلها ب�ا�سطة اإج���راء واحد، فمن امل�ستبعد مثال

اأن تك�ن الإج���راءات الق�سائية، مبا يف ذل���ك املحاكمات، وحدها

كافية؛ ف���اإذا كان هناك اآلف املئات م���ن ال�سحايا واجلناة، فكيف

ميك���ن اإن�سافهم جميعا عن طريق املحاكم، خا�سة عندما تك�ن تلك

املحاكم �سعيفة وفا�سدة؟ وحتى اإذا كانت املحاكم تتمتع بالكفاءة

الالزمة للنه��س مبهم���ة مقا�ساة كل من جتب مالحقتهم، فال بد يف

نف�س ال�قت من اتخاذ مبادرات اأخرى لإ�س���الح الن�سيج الجتماعي

املم���زق.

وبعد عقدين م���ن املمار�سة الفعلية، ت�حي اخلربة املكت�سبة باأن

فعالية العدالة النتقالية مره�ن���ة ب�سم�لها لعدة اإجراءات يكمل

بع�سها بع�سا،فلي�س هناك اإجراء واحد تك�ن فعاليته مبفرده مبثل

فعاليت���ه جمتمع���ا م���ع الإج���راءات الأخ���رى.

فبدون اأي جه�د للك�سف ع���ن احلقيقة اأو التع�ي����س، على �سبيل

املثال، قد ينظر اإىل معاقبة قل���ة قليلة من اجلناة على اأنه �سكل من

اأ�سكال النتقام ال�سيا�س���ي؛ والك�سف عن احلقيقة مبعزل عن اجله�د

الرامية ملعاقبة مرتكبي النته���اكات ولإ�سالح امل�ؤ�س�سات، ميكن

اعتباره جمرد اأق�ال بال اأفعال. كم���ا اأن التع�ي�سات غري املرتبطة

بالدعاوى الق�سائية اأو الك�سف عن احلقيقة قد يعدها البع�س مبثابة

“دية”، اأي حماولة ل�رساء �سمت ال�سحايا اأو ر�ساهم. وباملثل، فاإن اإ�سالح امل�ؤ�س�سات بدون اأي حماولة لتلبي���ة الت�قعات امل�رسوعة

لل�سحايا ب�ساأن حتقيق العدالة والك�سف عن احلقيقة والتع�ي�سات،

لي�س عدمي اجلدوى من منظ����ر امل�ساءلة فح�سب، بل من امل�ستبعد

اأن يفل���ح يف حتقي���ق النتائ���ج املرج����ة من���ه.

والأمر الذي ل يقل عن ذلك اأهمية ه� اأن العدالة النتقالية يجب اأن

ت�ستهدف تعزي���ز الدميقراطية وال�سالم – وهما الهدفان الرئي�سيان

اللذان ت�سب���� اإليهما املجتمعات وهي تلمل���م جراحها وتنه�س من

حمنتها بعد فرتات من النتهاكات اجل�سيمة حلق�ق الإن�سان. وهذان

الهدف���ان يك�نان اأدن���ى اإىل التحقيق من خالل امل�س���اورة الفعالة

وامل�سارك���ة الن�سطة ملجم�عات ال�سحاي���ا واجلمه�ر عم�ما. كما

اأن خي���ارات املجتمع تك�ن اأقرب اإىل الفعالية اإذا كانت هي الأخرى

ت�ستند اإىل ا�ستقراء جاد لتج���ارب املجتمعات الأخرى التي خرجت

لت�ه���ا من حقبة النته���اكات، مما يقلل من احتم���ال تكرار اأخطاء

بالإم���كان جتنبها، وهي اأخط���اء ل ينبغي للمجتمع���ات النتقالية

ال�ق����ع فيه���ا مل���ا له���ا م���ن ع�اق���ب فادح���ة.

واأخريا، فاإن املنهج الكلي ي�سمل اإي���الء العتبار جلميع الع�امل

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (

شهر ديسمبر2011 / يناير 2012 م العدد ) 9 (

ندع�ك للم�ساهمة يف تط�ير مقالة ري�ني�ن �سمن م�رسوع تط�ير بلد الأ�سب�ع )راجع خلية العمل(

العدالة النتقالية

ما هي العدالة االنتقالية؟

نشرة شهرية تصدر عن مركز اليمن لدراسات حقوق اإلنسان-مشروع )نشر ثقافة حقوق اإلنسان االقتصادية واالجتماعية والثقافية و رصد االنتهاكات وتقديم املساعدة القانونية يف عدن/لحج