ﻮﺤﻨﻟا ﻲﻓ ﻞﻣﺎﻌﻟا ﺔﻳﺮﻈﻧ (ﺔﻳﻮﺤﻧ...

80
أ ﻧﻈﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻨﺤﻮدراﺳﺔ ﺗﺤﻠﻴﻠ) ﻧﺤﻮﻳﺔ( اﻟ ﺮﺳﺎﻟﺔ رﺳﺎﻟﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻻ ﺳﺘﻴﻔﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺸﺮوط اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﺳﺮﺟﺎﻧﺎ ﻫﻮﻣﺎﻧﻴﻮرا ﺎ ﺑ ﰱ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وآدا ﻜﻠﻴﺔ ا داب واﻟﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ(S.Hum) ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ- ﻣﻜﺎﺳﺮ ﺑﻘﻠﻢ: ﻓﻨﻐﻴ ﺮن ﻣﺤﻤﻮد اﻟ ﺮﻗﻢ ا ﺠﺎﻣﻌﻰ: ٤٠١٠٠١١٢٠٠٩ ﻛﻠﻴﺔ اﻵ داب و اﻟ ﻌﻠﻮم اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﲜﺎﻣﻌﺔ ﻋﻼء اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﳊﻜﻮﻣﻴﺔ ﻣﻜﺎﺳﺮ٢٠١٧ م

Transcript of ﻮﺤﻨﻟا ﻲﻓ ﻞﻣﺎﻌﻟا ﺔﻳﺮﻈﻧ (ﺔﻳﻮﺤﻧ...

أ

نظرية العامل في النحو)نحويةة ي(دراسة تحليل

رسالةال

رسالةهومانيوراللحصول على درجة سرجانا ستيفاء بعض الشروط املطلوبةقدمت ال

ا ب والعلوم اإلنسانيةدابآلكلية اىف اللغة العربية وآدا (S.Hum)مكاسر-جامعة عالء الدين اإلسالمية احلكومية

بقلم:محمودرن فنغي

٤٠١٠٠١١٢٠٠٩:جامعىلرقم اال

علوم اإلنسانية الداب و كلية اآلجبامعة عالء الدين اإلسالمية احلكومية مكاسر

م٢٠١٧

ج

موافقة المشرفين

ن حممود , الرقم اجلامعي: الرسالة املقدمة من الطالب: فنغري ى هذهبعد االطالع عل

, وبعد إجراء نظرية العامل يف النحو دراسة حتليلية حنويةبعنوان: ٤٠١٠٠١١٢٠٠٩

على أن الرسالة املذكورة قد استوفت الشروط - نحنن املشرفا–صالحات الالزمة, نقرر اإل

ا صاحلة إلجراءالعلمية املطل .املناقشة عليهاوبة وأ

م٢٠١٦ديسمربمساتا, ه١٤٣٨ربيع األول

املشرف الثايناملشرف األول

باسو بالواغاو، ل.س، م.أالربوبسور الدكتور احلاج حممد رشدى خالد, م.أ.١٩٩٦٩٠١٠٥١٩٨١٠٣١٠٠٤رقم التوظيف :

ب

صريح بأصالة الرسالةالت

. وإن نفسهالرسالة حق من نتائج يدي الباحثبأن هذهبكل وعي وأمانةت صرحا ا منسوخة من رسالة أخرى كلها أو بعضها فهي والدرجة اليت نيلت ثبت فيما بعد أ

الغية وفقا للقانون.

م٢٠١٧يناير١٩مساتا, ه١٤٣٨ربيع اآلخر٢٠

الباحث،

ن حممودفنغري ٤٠١٠٠١١٢٠٠٩الرقم اجلامعي :

ح

محتويات الرسالةأ..............................................................صفحة املوضوع

ب.......................................................بأصالة الرسالةالتصريحج..............................................................موافقة املشرفني

د............................................................تقرير جلنة املناقشةه...............................................................كلمة التمهيد

ح..............................................................حمتويات الرسالةي................................................................جتريد البحث

١.........................................................الباب األول: مقدمة١...............................................................اخللفية.أ

٤.............................................................املشكلة.ب٤................................................معاىن املوضوعتوضيح ج.

٦.......................................................د. الدراسة السابقة٧........................................................ه. مناهج البحث

٨.................................................اغراض البحث وفوائدهو. ٩........................................................ز. ترتيب األبواب

١٠................................................الباب الثاىن: علوم اللغة العربية١٠....................................................تعريف اللغة العربية.أ

ط

١٢....................................................تطور اللغة العربية.ب15..................................................ج. اللغة العربية وفروعها22...................................................الباب الثالث: النحو العريب

22.........................................................تعريف النحو.أ23...................................................تاريخ النحو وتطوره.ب

31............................................الباب الرابع: نظرية العامل يف النحو31........................................................تعريف العامل.أ

40........................................................أركان العامل.ب42..........................................................ج. أنواع العامل

47........................................يف نظرية العاملية املوجودةالقضد. ٥٦........................................................الباب اخلامس: خامتة

٥٦...........................................................اخلالصات.أ٥٧.............................................................االقرتاحة.ب٥٨......................................................................املراجع

ي

تجريد البحث

ن حممودفنغري : االسم ٤٠١٠٠١١٢٠٠٩: الرقم اجلامعي

).حنوية (دراسة حتليلة نظرية العامل يف النحو : الرسالة عنوان

يقوم "،حنويةنظرية العامل يف النحو: دراسة حتليلية هذه الرسالة بعنوان " تبحث

ا ما عربعالقات التأثري والتأثر، وهذهذ البحث على أصل مؤداه أن العناصر اللغوية حتكمها

عندهم أساس لتفسري كثري من وهي . ا ذكرنا، بنظرية العامل يف النحوعنه النحاة، كم

مث فصلت هذه املسألة البحث التساؤالت اآلتية: افهذالظواهر يف اإلعراب وما يتعلق به.

يف نظرية العامل املوجودةالقضيةهي ما , ثانيتهاما هي نظرية العاملأوالهامشكلتنيإىل

. يف النحو

النوعي، باستخدام فهو البحث الوصفي ع البحث املستخدم يف هذه الرسالةنو وأما

املنهج التحليلي واللغوي، وتقنية مجع املواد تكون من طريق املكتبية. نتيجة البحث جتيب

ا مالئمة عن هذه التساؤالت: بأن نظرية العامل يف النحوي ذات كفاية وصفية ال تنكر، وأ

ك

النحوي حسب للسان عريب شكال ومضمونا، وكان النحويون خمتلفني يف فهم العامل

جهات نظرهم، وأشار البحث إىل أن العامل النحوي متنوع، وكل نوع متفاوت يف قوة و

.تأثريه يف املعمول

ه

كلمة تمهيدية

بسم اهللا الرمحن الرحيم

لغتهمجعلبأنالعربشرفو ،ىف القرآن الكرميلمالعأصولجعلالذي احلمد هللا

عظيمالاخللقصاحبحممد سيدنا وحبيبنا وموالناوالصالة والسالم علىالكرمي.كتابهلغة

.أنقذها من اجلهل والضاللو واهلدىالعلمحنوسنار باالنسانيةالذي

) حنوية(دراسة حتليلية نظرية العامل يف النحو: حتت املوضوعهذه الرسالةقد كتبت

ورا يف قسم اللغة ة للحصول على درجة سرجانا حومانييستيفاء بعض الشروط املطلوبال

امعة عالء الدين اإلسالمية نسانية التابعة جلاب والعلوم اإلكلية اآلدلالتابعواألدب العريب

احلكومية مبكاسر.

د الشكر هللا إىل كل من يساهم عهذه املناسبة، قدمت جزيل الشكر والتقدير بيف و

ويشارك يف امتام هذه الرسالة البسيطة، وأخص بالذكر:

الذين غرسا يف نفسي حب زبري و سيت أمنة يندنغ اماهلالدي احلبيبني والكرمينيو .١

وي و جك طورا جدي وجديت سيد حممد زبببري باعلاإلجتهاد واملثابرة يف طلب العلم.

اللذين قد قاما برتبييت تربية حسنة "اللهم سهل أمور من أمور الدين والدنيا واآلخرة.

ببباري, كتور احلاج مسافر األستاذ الد ء الدين اإلسالمية احلكوميةرئيس جامعة عال.٢

حىت تتمكن من للجامعةو للباحثواهتمامهمجهودهمقد بذلواالذينونوابهم.س.إ.

.صل دراسيت ىف راحة واطمئنانأن اوا

ونوابه الكرام الدكتور احلاج برسها النور, م.أغ.عميد كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية .٣

.الذين قد أحسنوا اإلدارة واخلدمة

ا .٤ أمحد موفق،سكرتريايت, م.أغ. و مرو الدكتوراندةرئيسة قسم اللغة العربية وآدا

فسه حىت تيسر ن قد أحسنا اإلدارة واخلدمة يف القسم ناللذي.أغ.، م.بد.، الكرمينيس

صعوبة.ال إمتام الدراسة بال عسر و يل وللطالب مجيعا

ه الذين أعدوا مبكاسر وموظفيإلسالمية احلكومية الدين اعميد مكتبة اجلامعة عالء .٥

ها يف إمتام هذه الرسالة.منستفادةاالسهولة ااملطبوعات وأعطو

باسو بالواغوو, و املشرف األول خالد, م.أ،دكتور احلاج حممد رشديالربوبسور ال.٦

باإلشراف على كتابة هذه الرسالة وتلقيت اقد قامن اللذي، املشرف الثاىنم.أ.ل.س،

جزامها متام هذه الرسالة.إمنالتوجيهات واإلرشادات النافعة حىت متكنتمنهما كثريا من

ما جزى به املعلمني األبرار.اخري اهللا

لجامعة الذين علموين علومهم لية اآلداب والعلوم اإلنسانية التابعةاألساتذة يف كل.٧

ومعرفتهم يف تكوين الطلبة والطالبات ذوي العلم والثقافة.

.لى إمتام هذه الرسالةشجعوين عإخويت الذين قد .٨

ذكرهم واحدا واحدا, هم الذين كانوا يساعدونين يف ومجيع األصدقاء الذين ال يسعين.٩

إمتام كتابة هذه الرسالة مباشرة كانت أم غري مباشرة.

٢٠١٧يناير19مساتا،

ن حممودغري نفى

1

الباب األولمقدمة

الخلفية.أ ا ذا املعىن كانت كتب الطبقات متي١.اللغة هي جمموع املفردات ومعرفة دالال زو

واملربد (ت )ه ١٨.لذا عد سيبويه ( ت .بني املشتغلني بالنحو او العربية من جانب آخر٢.من اللغويني)ه ٢١٦ن النحاة، بينما عد األصمعي (ت م )ه ٢٨٥

٣.وهي من أرومة واحدة يف ارض واحدة.الساميةاللغاتاحدىهىاللغة العربية

:عن اثين عشر علما جمموعة يف قول الشاعروعلوم اللغة العربية عبارة

، وإنشاء ية وبعدها لغة، قرض حنو، وصرف، عروض، مث قاف

ا اآلداب أمساء خط، بيان، معان، مع حماضرة واالشتقاق هل

عن اللفظ العريب من حيث ضبطه وتفسريه وتصويره وصياغته إفرادا ةوكلها باحثوالذي له حق من هذه العلوم املذكورة " النحو " اذ به يعرف صواب الكالم من ٤.وتركيبا

ر العلوم : ئخطئه ويستعان بواسطته على فهم سا

٣١( بغداد: وزارة التعليم العايل والبحث العلمي جامعة بغداد، دون سنة) ص.علم اللغةحامت صاحل الضامن، ١٣٢، ص.علم اللغةحامت صاحل الضامن، ٢٢٠٠٩- ه١٤٣عشر؛ بريوت: دار املعرفة، .(الطبعة الثانية تاريخ األدب العريب للمدارس الثانوية والعلياأمحد حسن الزيات، ٣

١٥ص.

٤ص.م)١٩٤٣-١٨٧٨ه / ١٣٦٢-١٢٩٥، (لبنان: دار الكتب العلميةالقواعد األساسية للغة العربية، ىأمحد اهلامش٤

2

واملرء تكرمه إذا يـلحن النحو يصلح من لسان األلكن

٥.وإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها نفعا مقيم األلسن

الفقه والتفسري واألدب ان النحو اساس ضروري لكل دراسة للحياة العربية، يف لغوي دون التاريخ وغريها من العلوم، ألننا ال نستطيع أن ندرك املقصود من نصوالفلسفة و

وليس عجيبا أن يصفه األعالم السابقون بانه : ٦.نظام الذي تسري عليه هذه اللغةلمعرفة باوان يفرغ له العباقرة من اسالفنا، ))ان العربية، والقانون الذي حتكم به يف كل منصورهاز (( مي

جيمعون اصوله ويثبتون قواعده، ويعرفون بنيانه شاخما، ركينا، يف اخالص نادر، وصرب ال ٧.ينفد

وال شك يف ان الرتاث النحوي والصريف الذي تركه اسالفنا نفيس غاية النفاسة وان يهيأ للكثري من العلوم املختلفة يف مان املتعاقبة ملز اجلهد الناجح الذي بذلوه فيهما خالل اال

ين الذين ز عصورها القدمية واحلديثة وال يقدر على احتمال بعضه حشود من الثرثارين العاجبغري حق، وطعن أئمتها )( النحو والصرف زبغم–علم اهللا -هم وقصورهمز يوارون عج

٨.األفذاذ

كبار مراء و ماء واألسيا وخصوصا العلاندونيوللوصول اىل هذا العمل كان مسلمو تمع حياولون بناء اهليئات الرتبوية اإلسالمية كمثل علم الفقه وعلم التوحيد وعلم التفسري ا

صلى اهللا عليه احاديث رسول اهللا ا العلوم املتعلقة بفهم القرآن و ون فيهقيتعموعلم احلديث و .فةغري ذالك من العلوم املختلكمثل علم النحو والصرف و سلم و

٥للغة العربية، ص.القواعد األساسية، ، ىأمحد اهلامش٥٦ص.م)١٩٨٥ه/ ١٤٠٥ي (بريوت: دار النهضة العربية،التطبيق النحو عبده الراجي، ٦٢.ص(الطبعة الثالثة؛ مصر: دار املعارف، بدون سنة)، اجلزء األولالنحو الواىفعباس حسن،٧٣اجلزء األول ص.النحو الواىف، عباس حسن،٨

3

ذه اللغة باعتبار سبب ينطلق من وافهناك ها لغة من اللغات الرمسية يف قع االعرتاف غريها.ة، فاصبحت لغة الشئون السياسية واإلقتصادية و االدارية و هيئة األمم املتحد

موضوع العامل من اخطر موضوعات النحو واكثرها دورانا ىف مباحث النحاة، وقد ىف العلة، ألن تغري اواخر الكلمات بتغري مواضعها يف ذكرنا ان العامل كان وليد التفكري

الرتاكيب من الناحية الصوتية هو الذي لفت نظرهم ودفعهم إىل البحث عن سر هذا التغري وعن علته واملسبب له، والسيما ان فكرة العامل فكرة فلسفية معروفة يقابلها عند أرسطوا

؟ وهي فكرة دينية يرتكز عليها التذكري بوجود فكرة العلة الفاعلية اليت جتيب عمن فعل الشيءاخلالق والدعوة إىل توحيده يف مجيع األديان..وهي بعد ذلك مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقل ونشاطه يف املالحظة والتأمل ملا جيري حوله من ظواهر طبيعية. وقد كانت فكرة الفاعل

ن األول.واحملرك هي الدافعة إىل عبادة األشياء منذ عهد اإلنسا

ومن الطبيعي أن النحاة حينما الحظوا ما يطرأ على الكلمة من تغري يف أواخرها عند م اساليب الكالم التوليف الكالمي، سألوا أنفسهم عن سر هذا التغري واستعانوا مبالحظا

م نظروا فيما كان عند املتكلمني والفقهاء من حوار وكيف يرد هذا التغري ومىت، وال بد أونظر فيما يتعلق بالفاعلية سواء ما كان منها يتعلق بفعل اخلالق سبحانه او بفعل وجدل

م فكروا يف املخلوق وما كان داءرا من احلديث عن اجلرب واإلختيار و ما اىل ذلك. والبد اانه البد علة هذا التغري الذي أطلقوا عليه مصطلح [ اإلعراب] وعلته البد ان تكون فاعليته و

عامل، فكانت نظرية العامل املوجب للعمل أي [اإلعراب]. وقد علية من فاعلهلذه الفاا هي حمور الدرس النحوي وطتشعبت هذه النظرية واتسعت فكا غى موضوع نت كأ

[اإلعراب] ذي داللة اخلاصة احملددة بتغري احلركات ليكون عند النحاة هو النحو كله، على مية أوسع وأمشل مما اصتلحوا عليه وكانت حقها ان الرغم من أن الداللة [اإلعراب] املعج

تشمل كل مناحي الدرس اللغوي البياين والنحوي مبفهومه احملدد. فصار للعامل علل ثوان

4

سباب واركان، وما جيوز وما للعمل قياس وأوثوالث بعد أن كانت له علة أوىل تفسريية وصار جاء من كالم العرب.ال جيوز حسب ما تصورته أذهان النحاة وليس على ما

ةالمشكل.بذه الرسالة كما يلي :هلاملشكلةفمن هذه اخللفية السابقة ان

؟نظرية العامل يف النحو ما هىـ ١؟العامل يف نظريةالقضية املوجودةـ ما هي ٢

توضيح معاني الموضوع.جمعاين قبل الدخول يف جوهر البحث يف هذه الرسالة، كان من األحسن أن أشرح

الكلمات أو املصطالحات املوجودة يف موضوع هذه الرسالة وهي نظرية العامل يف النحو :)العريب (دراسة حتليلية حنوية

النظرية ٩.نظرية ىف اللغة : النظرية ج نظريات : قضية حمتاجة اىل برهان إلثبات صحتهااو البحث يف املشكالت القائمة طائفة من اآلراء اليت حتاول تفسري الوقائع العلمية او الظنية

على العالقة بني الشخص واملوضوع او السبب واملسبب. وتعين النظرية يف الدراسات اإلنسانية التصورات او الفروض اليت توضح الظواهر االجتماعية واإلعالمية واليت تأثرت

تجارب واألحداث واملذاهب الفكرية والبحوث العلمية التطبيقية. والنظرية عبارة عن لباجمموعة من املفاهيم والتعريفات واالفرتاضات اليت تعطينا نظرة منظمة لظاهرة ما عن طريق

٨١٧ص.), ١٩٠٨؛ لبنان: املطبعة الكاثوليكية, ٤٦.(ط،ألعالماملنجد يف اللغة والويس معلوف، ٩

5

دف ريات اخلاصة بتلك الظاهرةحتديد العالقات املختلفة بني املتغ تفسري تلك الظاهرة ، ا مس تقبال.والتنبؤ

العامل يف اللغة : ما يقتضي أثرا إعرابيا يف الكامل، ومنه ما هو معنوى كاالبتداء. وردت لفظية عامل لغويا مبعىن : عمل يعمل عمال، وفاعله عامل، وقيل يف لسان العرب (

فرفع او نصب او جر، كالفعل والناصب واجلازم ، وكاألمساء اليت ،ما عمل عمال ماوالعامل: ا ان تعمل ايضا، وكأمساء الفعل، وقد عمل الشيء يف الشيء: احدث فيه نوعا من من شأ

١٠اإلعراب.

والعامل يف اصطالح النحويني: كما قال اجلرجاين يف كتابه العامل ما أوجب كون ا أحوال ١١او ساكنا.- ا او منصوبا او جمروراة مرفوعمآخر الكل او غلم باصول يعرف

اعرابا وبناء. الشيخ مصطفى غالييين قال العامل ماحيدث الرفع، او النصب ، أواخر الكلم اخلفض، فيما يليه.و او اجلزم،

إعراب الكالم العريب. والنحو: القصد والطريق، يكون ظرفا ويكون امسا، النحو لغة:١٢.حنوا وانتحاه، وحنو العربية منهحناه ينحوه وينحاه

النحو اصطالحا: قال ابن جين يف كتابه اخلصائص : " النحو هو انتحاء مست كالم العرب يف تصرفه من إعراب وغريه: كالتثنية، واجلمع، والتحقري والتكسري واإلضافة والنسب، ا و والرتكيب، وغري ذلك، ليلحق من ليس من اهل اللغة العربية بأهلها يف الفصاحة فينطق

كن منهم، و إن شذ بعضهم عنها ردبه اليها. وهو يف األصل مصدر شائع، أي إن مل ي٣١٠٨ص. لسان العرب، بن منظور، ا١٠٧٣ص.العوامل املائة النحوية،اجلرجاىن، ١١٤٣٧١لسان العرب، ص. ابن منظور،١٢

6

فالنحو عند ١٣حنوت حنوا، كقولك قصدت قصدا، مث خص به انتحاء هذا القبيل من العلم.ابن جين على هذا هو: حماكاة العرب يف طريقة كالمهم جتنبا للحن ومتكينا للمستعرب من

وسالمة لغته عند الكالم.أن يكون كالعريب يف فصاحته

ص هذا العلم متييز االسم من الفعل من احلرف، ومتييز املعرب من املبين، من خصائزوم، مع حتديد العوامل املؤثرة يف هذا كله. ومتييز املرفوع من املنصوب من املخفوض من ا

ن كالم العرب لتقرير هو احلجة به العلماء م- وقد استنبط هذا كله من كالم العرب والسنةالقواعد.

معين ١٤العريب لغة الذي له نصب صحيح يف العرب وان كان ساكنا يف األمصار.كلمة عرب يف خمتار الصحاح ع ر ب : العرب جيل من الناس والنسبة اليهم عريب وهم اهل األمصار واألعراب منهم ساكن البادية خاصة والنسبة اليهم اعرايب وليس األعراب مجعا

اسم جنس والعرب العاربة اخللص منهم أكد من لفظه.لعرب بل هو

" دراسة حتليلية حنوية" " هذه العبارة تتكون من ثالث كلمات " دراسة " مصدر أما كلمة " حتليلية " منسوب من التحليل مبعىن منهج عام يراد ١٥.درس مبعىن حبث وحتقيقوكلمة " حنوية " فمنسوب ١٦.ايل عناصره املكونة لهرد الشيئ اته و ز به تقسيم الكل ايل أج

النحو لغة هو اجلانب، املقدار، املثال، القصد، واصطالحا هو علم اعراب كالم .ايل النحواماو ١٧.م، او بناءز العرب مبا يعرض هلا يف حال تركيبها من رفع، او نصب، او جر، او ج

منشأ نظرية العامل،وما العامل، ( لعريبنظرية العامل يف النحو ااملقصود من هذا املوضوع

٣٤اجلزء األول، ص.اخلصائس،ابن جين،١٣٤٩٥املنجد يف اللغة واألعالم، ص.لويس معلوف، ١٤٧٣٨ص. م)٠٠٨ه/١٤٢٩(الطبعة األويل؛ القاهرة:عامل الكتب، معجم اللغة العربية املعاصرةامحاد خمتار عمر،١٥٩٠-٨٩ص. )١٩٨٤( الطبعة الثانية؛ لبنان: مكتبة لبنان، معجم املصطلحات العربية يف اللغة واألدبجمدى وهبه وكامل املهندس، ١٦١٠٩٦اجلزء الثاين ص. ىف النحو العريب، املعجم املفصلعزيذة فوال بابييت، ١٧

7

جمال العامل و بنية العامل،و ،يف النحويالعاملالقضية املوجودة نظرية و اركانه،وانواعه،و ارتباط العامل باملعمول) خاصة، ونشأة اللغة العربية والنحوية عامة. و

الدراسة السابقة.دمن انواع الكتب واملؤلفات العلمية يف صناعة هذه بعد ان حاول الباحث قراءة

يستخدم اكثر من الكتب املرجعية املتعلقة انالباحثيستطيعالرسالة عربية كانت ام غريها،مل يكن هناك موضوع يكتب يستوى على ولكنهمبوضوع البحث اساسيا كان او ثناويا،

ن الباحث موضوع هذا البحث بصورة خاصة البتعاد عن األخطاء يف إعداد هذه الرسالة ألويستخدم الباحث العديد من الكتب و املراجع يف هذه .جدان هذا حمدوديدرك على أ

مي مبوضوع فهناك حبث عل.الرسالة ، وحماولة الجتناب األخطاء يف اعداد هذه الرسالةلة جامعة دمشق نظرية العامل يف النحو العريب ودراسة تشبه موضوع هذا البحث ، وهي : جم

الرتكيب الكاتب الدكتور عبد احلميد مصطفي السيد.

مناهج البحث.هعنوان يف هذه البحث : نظرية العامل يف النحوي ( دراسة حتليلية حنوية ) ويتمثل يف

تقنية اجلمع املواد بالقيام بدراسة املطالعة على الكتب واملطبوعات الدراسة املكتبية وهي ١٨واملالحظات والتقارير املوجودة فيها عالقات باملسألة اليت تعاجل.

واستعان الباحث يف اجراء هذ البحث باملدخلني التارخيي واللغوي، فاملدخل التارخي املاضي. وأما مدخل اللغوي فهو التحليلية يف عدد من التاريخهو مدخل يستخدم الطريقة

مدخل يستخدم اللغة موضوعا للبحث.

١٨ . Muhammad Nasir, Metode penelitian ( Jakarta: Ghalia Indonesia, 2011), h. 111.

8

مصدران، أوهلما مصدر رئيسي وثانيهما مصدر ثانوي، فمصدره هلذ البحث الرئيسي هو نظرية العامل يف النحوي، وأما مصدره الثاين فيتمثل يف الكتب النحوية والكتب

ذ املوضوع، مباشرة التارخيية والكتب اللغوية وما إىل ذلك من املؤل فات اليت هلا ارتباط كانت أو غري مباشرة.

البحث فهو التوثيق، وهو أسلوب من أما األسلوب الذي مت به مجع البياناتأساليب مجع املواد بالنظر إىل الوثائق اليت اكتشفتها الباحث وحلله. وأما األدوات اليت

احاسوب اآليل. استخدمت عند عملية البحث، فهي: الكتب ، و

املوسع واملنهج التحليلي. واملنهج الذي مت به حتليل البيانات هو املنهج اإلستقرائي فاملنهج اإلستقرائي املوسع هو االستقراء الذي يشمل أغلب األمثلة اجلزئية أو أغلب عينات

والبحث يف الدراسة. وأما املنهج التحليلي فهو املنهج الذي رد األجزاء إىل أصوهلا األوىل ا وما هو مشرتك فيما بينها وما هو خمتلف فيما بينها وما هو ذو ا وصفا خصائصها ومسا

داللة فيها وما هو غري ذي داللة فيها.

البحث وفوائدهأغراض.ويهدف الباخث بكتابة هذه الرسالة اىل عدتني غردين مهمتني ومها :

ليبني اركان العامل وانواعه.أالعاملنظريةالقضية املوجودة يفليبني.ب

ما الفوائد منه فهي :أ

قواعد اللغة العربية والرتمجةفهملتسهيل يف.أ.صة العاملاخاملعلومات يف فهم اللغة العربية و يادة ز ل.ب

9

ترتيب األبوابز.ا باإلمجال تفهيمه أراد الباحث أن يقدم حمتوياترتيب هذه الرسالة ولتسهيل

االقراء أن ينظروا إلىليسهل على صورة عامة.بمضمو

يتكون هذا البحث من مخسة أبواب : الباب األول هى املقدمة، وهذه الباب و ينقسم اىل سبعة فصول، يتحدث الباحث يف الفصل األول عن خلفية، والفصل الثاين

صل املشكلة، والفصل الثالث توضيح معاين املوضو، الفصل الرابع دراسات السابقة، الفاخلامس أهداف وفوائدة البحث، الفصل السادس املناهج املستعملة يف كتابة الرسالة، الفصل

.ترتيب الرسالة باإلمجال، والفصل الثامنة املراجعالسابع

، وأحتدث فصولالعلوم اللغة العربية وتتكون ايل اربعةأحتدث عنالباب الثاينيف و .اللغة العربية وفروعهايف الفصل األول، ويف الفصل الثاين تعريف اللغة العربيةعن

تعريف صل األولم اىل الفصلني، ويف الفسالنحو العريب وينقويف الباب الثالث،.نشأته وتطورهيف الفصل الثاين،النحو

ويف العامل يف النحو العريب وينقسم اىل اربعة الفصول،نظريةويف الباب الرابع،ىف الفصل ، ويف الفصل الثالث انواعه،الفصل األول تعريف العامل، اركانه يف الفصل الثاىن

يف نظرية العامل. القضية املوجودةالرابع

واما الباب اخلامس هو الباب األخري هلذه الرسالة، ويتكون من فصلني وىف الفصل األول خيتص باخلالصة وىف الفصل الثاىن االقرتاحات.

10

الباب الثانى

اللغة العربية علوم

اللغة العربيةتعريفأ

قبل ان يبتدأ الباحث يف حبث عن امهية اللغة العربية ىف الدين اإلسالمى يلزم على

الباحث ان يقدم اوال حلمة قصرية عن تاريخ نشأة اللغة العربية.

وقبل انيبحث عنها يريد اوال الباحث التعبري عن معىن اللغة العربية بنظرة عابرة. اللغة

ا اللغات السامية وهي ىواللغة العربية هي احد١وم عن اغراضهم.كل قهي الفاظ يعرب

لغة امة العرب القدمية اهلد السائعة الذكر، اليت كانت تسكن اجلزيرة املنسوبة اليها ىف الطرف

٢اجلنوىب الغرىب من آسيا.

٣) ص. ، ( الطبعة الثامنة؛ دار املعارف: بدون سنةالوسيط يف االدب العرىب وتارخيهالشخ أمحد االسكندرى والشيخ مصطفى غنائى، .١٥الشيخ أمحد االسكندرى والشيخ مصطفى غنائى، الوسيط يف االدب العرىب زتارخيه،ص. .٢

11

والعربية واليمانية والبابلية واألشورية على الشعوب العرامية والفينيقية البيوم ويطلق العلماء

الثامن عشر بتسمية لفات هذه الشعوب بالغات ويف اواخر القرن ٣لقب الساميني.

٤السامية.

باجلنوب الغرىب من آسيا حيدها من الشمال االشورية ومن اجلنوب واما اجلزيرة العربية

ا هي: مليط اهلندى ومن الشرق اخلليج العرىب سكتا

العرب قطانيون كانوا يسكنون ىف اجلنوب يعىن بالد اليمىن.- ١

ىف الشمال يعىن احلجازى امة العرب القدمية وهم فسكنواالعرب املدنانيون - ٢

واملؤرخون يرجعون العرب اىل يسكنون تلك اجلزيرة وينطقون باللغة العربية فصيحا.الذى كانوا

ثالثة طبقات:

اوال: العرب البائدة، وهؤالء مل يصل الينا شيء صحيح من اخبارهم اال ما قصه اهللا علينا يف

احلديث النبوي ومن اشهر قبائلهم طسم، وجديسى، وعاد ومثود يف القرآن واال ما جاء

٥وعمليق وعبد منعم.

٣٦٠م ) ص. ١٩٦٣-ه١٣٨١البيان العرىب الدكتور على عبد الواحد واىف، فقه اللغة، ( الطبعة اخلامس؛ جلنة.٣٣٦٠الدكتور صبح الصاحل، دراسات ىف فقه اللغة، ( الطبعة الثانية؛ بريوت: بدون سنة) ص. .٤٥الوسيط ىف االدب العرىب وتارخيه، ص. الشيخ أمحد االسكندرى والشيخ مصطفى غنائى، .٥

12

ثانيا: العرب العارية وهم بنوا قحطان الذين جلوا عن سقى القرآن واختاروا اليمن حنازهلم

ومن امهات قبائلهم كحالن وخري.

نزل احلجاج حواىل سنة ثالثا: العرب املستحربة نفر ولد امساعيل ابن ابراهيم عليهما السالم

ربيعة ومضرر واياد واثار قبيلة مضر من يطنون كنانة ومن الفني قبل امليالد واشهر قبائلهم:

كنانة قريش.

ويظن ان اللغة العربية اقرب اللغات السامية اىل اصلها.الن العرب مل ختالط غريها

نشأة اللغة العربية ال نعلم ان تاريخ كثريا ومل تدخل طويال حتت امة اعجمية. يف احلقيقة

ا، الدكتور على عبد الواحد وايف يقول: ال علما يقينا الن التاريخ مل يسايرها باطوار نشأ

ومن املمكن ذلك ٦نعلم شيئا عن طفولة اللغة العربية وما اجتازته من مراحل عصورها االوىل.

رأى صحيح بسبب اختالف االثار اليت وصل الينا مثل ما يأيت:

م ما وصل الينا من آثار حادية اىل ما قبل القرن العاشر قبل امليالد.اقد.١

البائدة ال يكاد يتجاوز من القرن االول.ومن اثار العربية .٢

رن الثاىن عشر قبل امليالد.والعربية اىل الق.٣

٩٣الدكتور على عبد الواحد واىف، فقه اللغة، ص. .٦

13

واقدم ما وصل الينا من اثار العربية الباقيةل ال يتجاوز القرن اخلامس بعد امليالد..٤

وصل الينا الفينيقية اىل القرن العاشر قبل امليالد.واقدم ما .٥

ا قد نشأت ىف اقدم مواطن على الرغم من اختالف الرأى عن اقدم ما وصل الينا اال ا

الساميني يعن بال احلجاج وجند وقد ارجع الدكتور الصبح ان املوطن االول للشعب السامى

٧هو القسم اجلنوىب الغرىب شبه اجلزيرة العربية.

واثار الذي وصل الينا هي ايل تستخدم عندنا وعند االمم العربية االخرى لغة ادب

وكتابة وهي العربية الباقية.

اللغة العربية تطور ب.

خرج الساميون من موطنهم حىت اصبحت يقصد الباحث بتطور اللغة العربية حني

وال يريد الباحث كل هلجة منها مستقلة مث امزاجها وتوحدها قد حدث ذلك قبل اإلسالم

العصور اجلاهلية وجبانب ذلك سيقدم الباحث تطورها عصر ان يذهب اىل بعد من تلك

صدر اإلسالم بسبب اثر القرآن الكرمي واحلديث النبوى.

اوال: ىف العصر اجلاهلى

٣٧الصبح الصاحل، دراسات ىف فقه اللغة، ص. الدكتور .٧

14

تطورت اللغة العربية بسبب امتزاج هذه اللغات مثل ما يأتى:

البائدة باليمن مث متزقهم لطتهم فيها العرب هجرة القحطانيني اىل جزيرة العرب وخا.١

٨سيل العرم.بىف بقاء اجلزيرة كل ممزق يظلمهم انفسهم وحترب بالدهم

هجرة امساعيل عليه السالم اىل جزيرة العرب وخمالطهم بينه بالقحطانيني باملصاحرة .٢

اورة ىف املنازل واملراجع واملتاجرة. وا

االسواق وامهها سوف عكاظ وكانت تقام من اوله ذى القعد اىل اليوم العشرين منه، .٣

تلك السوق بعد عام الفيل خبمس عشرة سنة وبقيت اىل ما بعد االسالم وان واقيت

ا االول حىت سنة تس ٩وعشرين ومائة.عمل تكن ىف شأ

ا بعض القبائل وىف هذه السوق جيتمع اكثر اشراف العرب للمتاجرة وملفاخرة وفيه

يتسابقون بعضهم من الشعراء واخلطباء بالشعر واخلطب ىف احلسب والنسب والكرم

والفصاحة واجلمال والشجاعة.

١٣الدكتور أمحد االسكندرى ومصطفى غنائى، الوسيط يف االدب العرب وتارخيه، ص..٨١٣سيط يف االدب العرب وتارخيه، ص. الدكتور أمحد االسكندرى ومصطفى غنائى، الو .٩

15

بتهذيب لغتهم ولقريش عظيم االثر فيما جنم عن اجتماع العرب ىف مشاعر االسواق

السمع انفسهم، الخذهم من لغات القبائل الوافدة عليهم ماخف على اللسان وحسن ىف

م واتسعت لعتهم حىت تكونت اللغة الفصيحة. حىت لطفت هلجتهم، وحاد اسلو

اثر مكة وعمل قريش.٤

ا كانت ىف النصف الثاىن من القرن ملكة املكرمة اثر ىف تطور وتوحيد اللغة العربية ال

السادس حمطا للقوافل اآلتية من اجلنوب حنمل السلع التواجر من اهلند واليمن وهي مع ذلك

عميق ليفصلوا مناسق احلج وذلك الن فجمتجزرة للعرب، ومثابة للناس يأتون اليها من كل

واكثرهم بالسعوب اختالفا.قريشا اكرم القبائل وزعامتهم ىف احلج

ذلك جيب إيالفهم دحلة شتاء اىل اليمن ورحلة الصيف اىل احلوادث وكانوا وجبانب

خيلطون باحلبشة ىف اجلنوب والفرس ىف الشرق والروم والشمال. وبذلك اناجتماعات

جيعا واختالط تلك القبائل املختلفة حتتاج اىل وسيلة للبتفاهم والبد ان يستعمل لغة فهموها

وهلذا توجدا لقبائل ىف لغة قريش ولغة خمتارة لالسالم.

ثانيا: ىف عصر صدر االسالم

16

والواقع ان االسالم حني ظهوره له لغة مثاليه مصطفات موجدة جزيرة ان يكون اداة

التعبري عند خاصة العرب العامتهم فزاد من مسول تلك الوحدة قوى من اثرها القرآن الكرمي

عربية.وتطور اللغة ال

اثر القرآن الكرمي ىف اللغة العربية- ١

ا نزل القرآن توجد هلجات العرب هلجة قريش الىت كانت افصح اللهجات و

واصبحت لغة االدب على سائر قبائل العرب. انتشار اللغة العربية ىف بالد الفرس والروم

ت اللغة العربية وغريها من بالد اليت فتحها العرب بعد ان دخلت اهلها ىف االسالم واصبح

هي اللغة الرمسية هلا.

اللغة بالباحث فيما مل يكن للعرب به سابق معرفة ونشأة علوم حديثة اتساع اغراض

كالنحو والصرف ومنت اللغة وكذلك علم التفسري والفقه والتوحيد. والقرآن الكرمي آيات

بينات ودالئل واضحات واخبار صادقة واداب عالية اليستطيع احد من العرب ميثلو ما بلغ

رب ان يأتوا مبثل القرآن فعجزوا مث امر بعشر سور مثله من الفصاحة والبالغة الن قدامر الع

فانقطعوا فظهر عليهم اعجاز القرآن فال يستطيعون ايضا مث بعد ذلك امر سورة من مثله

17

مثل قول تعاىل " قل لئن اجتمعت االنس واجلن على ان يأتوا مبثل القرآن ال يأتون مبثله ولو

).٨٨ائيل : كان بعضهم لبعض ظهريا ( القرآن : بىن اسر

قول رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم واعماله وتقريره فكلما كان اما احلديث فهو- ٢

القرآن الكرمي أثره ىف العلم كان للحديث الشريف اثره ىف ايضا النه هو مصدر اساسى

جدنا ايضا اللغة العامة وهي الكرمي وجبانب اللغة الفصحى وقد و للالسالم اىل جانب القرآن

يت يتكلم فيها كثري من الناس اى لغة التفاهم اكثر من مليون عرىب ىف البلدان العربية اللغة ال

املختلفة مثل موية مبعىن ماء.

اللغة العربية وفروعها ج.

وال خيفى علينا ان اللغة العربية افصح اللغات وافضل العلوم وعونا على فهم الكتب

ذه اللغة ب اهللا املستعمل على تعاليم االسالم ايضا نقرأ كتاالدينية املكتوبة باللغة العربية و

الذي كلف اهللا به املسلمني بأدائه.

ها مساعدة بغريها ومناسبة لو رفنا ان اللغة العربية هلا فروع كثرية وكل فرع منوقد ع

ها. ومن فروع اللغة العربية هى علم النحو والصرف وعلم البالغة واملطالعة واالنشاء ظيف

18

وغري ذلك واملهم منها علم النحو والصرف. وقال احلاج حممد انوار " اعلم ان والعروض

١٠الصرف ام العلوم والنحو ابوها.

تأملنا هذا الرأى فتناسب تصريفهما وغرضهما ىف موضوعهما.اذا

ا صيغ بنية الكلمة-١ ١١الصرف هو قواعد يعرف

١٢اعرابا وبناء.علم الذى تعرف به احوال اواخر الكلمات الالنحو هو -٢

واما الغرض منهما فهو : علم الصرف غرضه القواعد املتصلة باشتقاق الكلمات

١٣العربية وتصريفها وتغريا نيتها بتغري املعىن.

االساسى منه ىف مبداء االمر ضبط القواعد الىت يسري عليها اما النحو فكان الغرض

احلديث والكتابة ولتعصم الناس من اعراب املفردات ليسهل تعلمها وتعليمها زاختذائها ىف

بنقس منذ صدر االسالم من جزاء تطور اللغة واختالط العرب بالعجمثم اجلن الذى اخذ

اخذ نطاق هذا العلم يتسع قليال واخذ علماء. يغرضون لكثري من جزء منها ىف اآلخر،

٣، ( طه فوتر: مسارنغ، بدون سنة، ص. ترمجة منت الفيةاحلاج حممد أنوار، .١٠يد، اللغة العربية أصوهلا النفسية وطريق تدريسها اجلزء االول، ص. .١١ ١٢١عبد العزيز عبد ا

يد، اللغة العربية أصوهلا النفسية وطريق تدريسها اجلزء االول، ص. .١٢ ١٢١عبد العزيز عبد ا٣٠الدكتور على عبد الواحد واىف، فقه اللغة، ص. .١٣

19

وعالقة هذه االجزاء بعضها ببعض وطريقة رطبها وانواع اجلمل وعالقة اجلمل اليت تتألف

١٤منها العبارة ببعض واقسام الكلمة وانواع كل قسم منها.

لنا ان علم النحو الذى يبحث عن الكلمات من ناحية اواخرها وعلى هذا اتضح

ف يصيغ الكلمات العربية من نصب ورفع او جر او جزم والعورض املكتسبة خيص علم الصر

وحني تركيبها وجعلت القول كل فروع اللغة العربية باحسة عن اللفظ العرىب من حيث ضبته

افرادا وتركيبا.وتفسريه وصياغته

واما الذى يلعب دورها ما ىف معرفة معىن الكالم ومعرفة صواب الكالم من خطائه

لعربية. الدكتور على عبد الواحد واىف فهو علم النحو والصرف ومها يسميان قواعد اللغة ا

بقول ىف كتابه "فقه اللغة" : انه ال يستطيع احد ان يقرأ نصا عربيا قرائة صحيحة ويشكل

ا املاما تلما.مجيع حروفه شكال صحيحا اال اذا كان ملما بقواعد اللغة العربية واوزان مفردا

يجة مثل ما يأيت: واذا تاملنا هذا الرأى يستطيع الباحث ان يستخرج نت

٣٠الدكتور على عبد الواحد واىف، فقه اللغة، ص. .١٤

20

بسبب كون من الكتب العربية او النصوص العربية الىت تبحث تعاليم اإلسالمية -١

جمردة من الشكل واحلركات ولذلك صعب على القراء لقرائتها بدون تعمق

ومعرفة علم النحو والصرف.

اذا كانو حيفظون الكلمات العربية من ويستطيع ان يقرأ القراء قرائة صحيحة -٢

قبل.

اجل ذلك ميكن ان نقول ان اللغة العربية هلا دور هام ىف معرفة تعاليم ومن-٣

الدين االسالمى.

وىف هذا البحث يتحدث الباحث عن دراسة اللغة اللعربية، ويقسد بدراسة اللغة العربية

يف كتابه" جامع الدروس العربية" :دراسة علومها وفروعها كما عرب الشيخ مصطفى الغاليني

ا اىل عصمة اللسان والعلم عن اخلطاء وهي " فالعلوم ا لعربية هي العلوم اليت يتوصل

ثالثة عشر علما: الصرف واإلعراب ( جيفعها اسم ) والرسم واملعاىن والبديع والعروض

١٥والقواىف وقرض الشعر واإلنشاء واخلطاب وتاري االدب ومنت اللغة".

دث عن فروع من فروع اللغة العربية.ومن هذا البيان املذكورة فان الباحث يريد ان يتح

٤ه) ص. ١٣٩٣، سنة بريوت: املكتبة العصريةالطبعة الثانية عشر؛ (اجلزء االولمصطفى الغاليني، جامع الدروس العربية،الشيخ .١٥

21

واالعرابالصرف-١

ا صيغ الكلمات العربية واحواهلا اليت ليست الصرف علم باصول تعرف

االعراب هو يتغري العالمة الىت ىف آخر اللفظ بسبب تغري العوامل الداخلة ١٦باعراب والبناء.

١٧عليه، وما يقتضيه كل عامل.

بااليضاح ان الصرف هو علم من العلوم والعربية تعرف به احوال الكلمات العربية

تركيبها وعالقتها بغريها من من حيث االعراب والبناء وما يعرض هلا من االواحل ىف حال

الكلمات. اما االعراب او النحو هو علم يعرف به صيغة كل كلمة داخل اجلملة ضبط

ا. وللالعراب معىن آخر مشهور بني املستعمليني بالعلوم اواخر الكلمات وكيفية اعرا

العربية، ببيان ما ىف الكالم من الفعل او الفاعل او مبتدأ او خرب او مفعول به او حال او

غري ذلك من االمساء واالفعال واحلروف واملوقع كل منها ىف اجلملة او بناء او اعراب او غري

ذلك.

١٨لظهور.البيان لغة الكشف وااليضاح وا- ٢

٨ص. ى الغاليني، جامع الدروس العربية، مصطفالشيخ .١٦٧٤الطبعة الخامسة، دار المعارف: مصر، بدون سنة)، ص. ( عباس حسان، النحو الوافى، الجزء االول، .١٧٢٤٤)، ص. ، بدون سنةعشر، دار احياء العرىب، بريوت: لبنانأحمد الھاشمى، جواھر البالغة، ( الطبعة الثانیة .١٨

22

ا يراد املعىن الواحد، بطرق خيتلف بعضها عن بعض، اصطالحا: اصول وقواعد يعرف

ىف احلقيقة ان البيان هو علم يبحث فيه ١٩ىف وضوح الداللة العقلية على نفس ذلك املعىن.

عن ايراد املعىن الواحد املدلول عليه بكالم مطابق ملقتضى احلال بطرق خمتلفة يف ايضاح

ليه.عالداللة

املعاىن- ٣

ا مطابق ا احوال الكالم العرىب الىت يكون علم املعاىن اصول وقواعد يعرف

بااليضاح ان املعاىن هو علم يعرف به ٢٠ملقتضى احلال حبيث يكون وفق الغرض سبق عليه.

ا يطابق مقتضى احلال. احوال اللفظ العرىب الىت

البديع- ٤

ومشتق ىف قوهلم، بدع الشيئ وابدعه واخرته لغة مبعىن املبدع املخرتع وهو مأخوذ

واصطالحا هو علم يعرف به الوجوه، واملزايا الىت تزيد الكالم حسنا ٢١ال على مثال سابق.

اء ورونقاء بعد مطابقه ملقتضى احلال.وطالو ٢٢ة، وتكسوه

٢٤٥-٢٤٤ص. أمحد اهلامشى، جواهر البالغة،.١٩

٤٦. أمحد اهلامشى، جواهر البالغة، ص.٢٠

٤) ص. ١٩٧٥ج، جامعة عالءالدين االسالمية احلكومية: اوجنج فانداناجلزؤ االول( ، البالغةكتاباحلاج مصطفى حممد نورى، .٢١٣٦٠أمحد اهلامشى، جواهر البالغة، ص. .٢٢

23

البديع هو علم يعرف به وجوه حتسني الكالم بعد رعاية املطابقة ووضوح

الضاللة.

العروض- ٥

ا صحيح اوزان الشعر العرىب وقاسدها وما يعرتيها من هو صناعة يعرف

٢٣الزفاحات والعلل.

القواىف- ٦

القواىف لغة مؤخر العنق. واصطالحا هى الصوت الذى يتكرر ىف آخر االبيات

بااليضاح ان القواىف هى من آخر ٢٤وهى حرف ساكن او متحرك حبركة معينة.من القصيدة

اواخر الكلمات ىف البيت امجع.البيت اىل اول ساكن،

ا احوال اواخر ابيات الشعر العرىب من حركة سكون كانت القواىف علوم يعرف

ولزوم وحوازر فصيح وفبيح وحنو ها.

قرض الشعر هو صناعة الشعر وقوله وانشائه وهو علم قواعد ترشد من له سليكة اىل - ٧

كيفية نظم الشعر وحماسبة وعيوبه.

٤-٢)، ص. ١٣٧٨أمحد اهلامشى، ميزان الذهب ىف صناعة الشعر العرىب، ( الطبعةالثانية عشر، املكتبة التجار الكربى: القاهرة .٢٣٤٣) ص. : بدون سنة؛ وزارة الرتبية بدولة الكوت حسن عبد اهللا، النقد االدىب والبالغة، ( الطبعة االوىلامساعيل مصطفى وحممد.٢٤

24

وتأليفها مع التعبري عنها بلفظ الئق االنشاء هو علم يعرف به كيفية استنباط املعاىن - ٨

باتقان وهو مستمد من مجيع العلوم.

اخلطابة- ٩

هى فن الكالم اجليد. ان اخلطابة تعتمد على شيئني:

اوال: القدرة على اقناع السامعني بالرأي الذى يدعو اليه اخلطيب مبا يبدى من حجج.

تعمالة السامعني ليعملوا على حسب ما يدعو اليه.ثانيا: اس

ونسابه الشأن يلقيه على مجاعة ىف احلقيقة ان اخلطابة هى كالم من فصيح اللسان

ىف امر ذى بال.

تاريخ االدب، هو دراسة ادب القدماء واحملدثني وتأثر هذا االدب بالبيئة واالحوال -١٠

قدماء او خروجهم عليهم، والفروق اليت متيز دثني الالطارئة عليه وتأثري فيها، تقليد احمل

٢٥الشعراء والكتاب بعضهم من بعض.

منت اللغة هو الكلمات املفردة والفاظ الكتابة ىف املستعملة ىف الكالم العرىب. فالعلوم -١١

الىت يعربها الشيخ مصطفى الغاليني ال تشتعمل على االمالء واملطالعة العربية املذكورة

١٠م) ص. ١٩٥٤مصر امحد السيد شلىب وامحد مرشد عالم، الفصل ىف االدب التوجيهى، ( الطبعة اخلامسة؛ دار سعد: .٢٥

25

ة والرتمجة ورمبا هذه العلوم املذكورة تدخل ىف اطار االنشاء ومنت اللغة او واحملفوظات واحملادث

خيصص تعليمها لالجانب غري التاطقني باللغة العربية.

البالغة-١٢

البالغة ىف اللغة الوصول واالنتهاء ... وتقع ىف االصطالح وصفا للكالم

حا بعبارة اجلليل واضتأدية املعىنالبالغة عند على جارم ومصطفى أمني هي: ٢٦واملتكلم.

مه كل كالم للموظف الذى يقال فيه، اثر حالب مالئالنفسصحيحة فصيحة، هلا يف

٢٧واالشخاص الذين خياطبون.

يبحث ويشتمل البالغة علوم املعاىن والبيان والبديع بالنظر اىل موضوعها فاملعىن

ا يطابق مقتضى احلال، فالبيان يشمل از والكناية واما احوال اللفظ العرىب الىت التشبيه وا

املطابق املقتضى احلال.البديع فاملعرفة وجوه حتسني الكالم

وال خيفى علينا أن اللغة العربية إحدى اللغات العاملية وهى تلعب دورا هاما ىف

. ولذلك من املستحسني للمسلمني واملسلمات تعمقفي العلوم الدينية والعلوم العامة االخرى

يفهموا هذه اللغة كما قيلأن

١املدارس الثناوية، ( املكتب الثقافية: سورابايا، بدون سنة) ص. حفىن بك ناصف واصدقائه، قواعد اللغة العربية لتالميذ .٢٦

٨م، ص. ١٩٧٣جاكرتا الواضحة، على جارم ومصطفى امني، البالغة.٢٧

26

اللغة العربية وهي اآلن اللغة الرمسية يف مجيع االقطار العربية الثقافية هي لغة "

الشعوب العربية كما امنا لغة التعليم يف مجيع املدارس واملعاهد التفاهم بني مجيع

البالد والقضاء والتأليف يفواكثرالكليات اجلامعية وهي كذلك لغة الصحافة واالذاعة

٢٨العربية.

سعة افضل اللغات، هي لغة هلا قواعد كثرية وواهي كما عرفنا ايضا ان اللغة العربية

احملاورة واحملادثة او إما يف احملاضرة يستعمل هذه اللغة يف الناسوكاملة حيت اذا كان احد من

ااملوجودة يف طاء خاو إما يف الكتابة العلمية فنستطيع ان ننظر اىل اال ومجلها حسب كلما

القواعد الىت جترى عليها. بل هي اللغة الىت يستخدمها اهللا يف ايصال او امره ونواهيه يف

القرآن الكرمي.

٤٨٥م) ص. ١٩٧٨( الطبعة العاشر؛ الناشر: دار املعارف، القاهرة عبد العليم ابراهيم، املوجه الفىن ملدرسى اللغة العربية، .٢٨

22

الباب الثالثالنحو العربي

تعريف النحو.أ" النون واحلاء والواو كلمة تدل على القصد، وحنوت ١يقول ابن فارس يف مقاييسه:

حنوه، ولذلك مسي حنو الكالم؛ ألنه يقصد أصول الكالم فيتكلم على حسب ما كان العربقيل: القوم البعداء غري فقد من العرب. وأما أهل املنحاة تتكلم به. ويقال إن بين حنو: قوم

وكملة حنو: إن كلمات انيحى فالن لفالن : " قصده وعرض له ". ااألقارب. ومن الباب:قبل أن تدخل يف الرتكيب العبارة ال يكون هلا نصيب من اإلعراب، فإذ انتظمت يف العبارة

هلا مبنية. تغري آخرها فيقال هلا معربة، أو ثبت آخرها على ما كان عليه من قبل، فيقال ولكى نعرف التغيري الذي يطرأ على أواخر الكلمات املنظمة يف العبارة جيب أن ندرس علم

النحو؛ ألنه يعرفنا بأحوال أواخر الكلمات من حيث اإلعراب والبناء.ا غري إن الكلمة العربية قبل انضمامها إىل سواها، ال تظهر يف آخرها أي حركة أل

رض عليها أن تكون يف حالة الرفع أو النصب أو اجلر او اجلزم. فإذ عوامل اليت تفلمتأثرة باائتلفت مع سواها يف مجلة مفيدة تامة، تأثرت بالعوامل وظهرت يف آخرها احلركات اليت تدل على مقامها يف العبارة، وعلم النحو هو الذي يوضح لنا أنواع هذه العوامل وشروطها وما

ثه عن النحو نقول عميد األدب الغريب طه حسني: " ويف حدي٢ينجم عن كل واحد منها.احلياة، وتغريت العقول، وأصبح النحو القدمي تارخيا يدرسه قد تغريت احلياة، وتغريت

٣املالبيني الكثرية من التالميذ".به من حنو ميسر، قريب، لتفهمهاالختصاصيون، ومل يبق

٤٠٣م ) ص. ١٩٧٩–١٣٩٩،( اجلزء اخلامس، دار الفكر، املعجم مقاييس اللغة،ابن فارس.١٢٧٩م ) ص. ١٩٨٤: دار للماليني، لبنان -بريوتالطبعة الثاىن؛، (املعجم األديبجبور عبد النور، .٢١٩٤م) ص.١٩٧٩( الطبعة التاسعة؛ بريوت: دار املاليني، ،خصام ونقدطه حسني، .٣

23

أواخر الكلمات إعرابيا وبناء، كما وعلم النحو عند العرب هو العلم الذي يعرف به أحواليعرف به النظام النحويللجملة، وهو ترتيبها ترتيبا خاصا حبيث تؤدي كل كلمة فيها وظيفة

معينةحىت إذ اختل هذ الرتتيب اختل املعىن املراد.

تاريخ النحو و تطوره.بعلوم األخرى أو بعبارة أخرى من املعروف لدينا أن النحو مادة ال نستغىن عنها ال

من يريد أن يتعمق يف العلوم الدينية املختلفة فالبد له أن يعرف النحو معرفة فاملسرون نقول ري سديدا بعدم معرفة النحو، وكذلك الفقهاء ال ميكن ال يستطعون أن يفسروا القرآن تفس

مع عدم إتقان العلوم هلم أن يستخرجوا ويستنبطوا األحكام الشرعية اإلسالمية من القرآن ا. النحوية وما يتعلق

وفقا للتعليقات املذكورة تتضح لنا أمهية النحو كأساس العلوم الدينية بالنسبة ملن أراد معرفة العلوم اإلسالمية املختلفة. ففى هذ الفصل سأورد قليال ما يتصل تاريخ وضع النحو

وأحواله.ريب إىل بواعث خمتلفة، منها الديين ومنها من املمكن أن نعرف أن أسباب وضع النحوالع

غري الديين، أما البواعث الدينية فرتجع إىل احلرص الشديد على أداء نصوص الذكر احلكيم أداء فصيحا سليما إىل أبعد حدود السالمة والفصاحة، وخاصة بعد أن أخذ اللحن يشيع

اهللا عليه وسلم، فقد روى على األلسنة، زكان قد أخذ يف ظهور منذ حياة الرسول اهللا صلىبعض الرواة أنه مسع رجال يلحن يف كالمه، فقال: " أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل" ورووا أن أخذ والة عمر بن اخلطاب كتب إليه كتابا به بعض اللحن، فكتب إليه عمر: " أن قنع

وأم بواعث اخرى، فبعضها قومي عريب، يرج إىل أن العرب يعتزون بلغتهم ٤كتابك سوطا".

١١، ( الطبعة الثالث؛ مصر: دار املعارف، بدون سنة ) ص. النحويةاملدارس شوقى ضيف، .٤

24

مما اعتزازا شديدا، وهو اعتزاز جعلهم خيشون عليها من الفساد حني امتزجوا باألعاجم، جعلهم خيرصون على رسم أوضاعها خوفا عليها من الفناء والذوبان يف اللغة األعجمية.

ية ترج إىل أن الشعوب املستعربة أحست احلاجة وجبانب ذلك كانت هناك بواعث اجتمعا وتصريفها حىت تتمثلها متثال مستقيما، وتتقن الشديدة ملن يرسم هلا أوضاع العربية يف إعرا

٥النطق بأساليبها نطقا سليما.

بناء على ذلك أن واضع النحو من الرجاالت عصر اإلسالم على ما تقدم بيانه، لكنهم هم مقدمتني ومتأخرتني، كابن سالم يف طبقات الشعراء، وابن قتيبة يف اختلفوا واضرب اختيار

املعارف، والزجاجى يف األملى، وأىب الطيب اللغوى يف مراتب النحويني، والسرياف يف أخبار النحويني البصريني، والزبيدى يف الطبقات، وابن الندمي يف الفهرست، واألنربى يف نزهة األبا،

٦واة.والقفطى يف إنباه الر

فمن هو الواضع؟على أن هذ االختيار ال يعدوا يف الواقع أن يكون إما لإلمام علي كرم اهللا وجهه، كما يرى األنربى والقفطى، أو لألىب األسود الدؤىل رضي اهللا عنه، كما يراه السابقون قبلهما.

االختيار فأما عزو الوضع إىل نصر ابن عاصم الليثى أو عبد الرمحن بن هرمز فبمعزل عنذ املقام، وقد سرد معظم نقول والتأييد وال أطيل احلديث بنقل كالم األنربى، ألنه أعناهم السابقني عليه مع جودة الرتتيب، فذكر خمتاره غريه مع روايات أربع يف سبب وضع أىب األسود رضي اهللا عنه. ولعلك ذاكر مالفتنا النظر إليه سابقا يف سبب الوضع على أي قول

القولني األخريين، مث عاد مصرحا برجحان اختياره قال : " اعلم ند سبب خاص، مث فندىعأيدك اهللا تعاىل بالتوفيق، وارشدكا إىل سواء الطريق، أن أول من وضع علم العربية وأسس قواعده وحد حدوده أمري املؤمنني علي بن أىب طالب عليه السالم، وأخذ عنه أبو األسود

١٢، ص. املدارس النحويةشوقى ضيف، .٥٢٣) ص. القاهرة: دار املعارف، بدون سنة( الطبعة الثانية؛ نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاةحممد الطنطاوى، .٦

25

دخلت على وضع علي عليه السالم هذ العلم ماروى أبو األسود قال: الدؤىل... وسبب أمري املؤمنني علي بن أىب طالب عليه السالم، فوجدت يف يده رقعة، فقلت ما هذه يا أمري املؤمنني؟ فقال إين تأملت كالم العرب فوجدته قد فسد مبخالطه هذه احلمراء، يعين

إىل الرقعة وفيها ويعتمدون عليه، مث ألقى األعاجم، فأردت ان أضع شيئا يرجعون إليهمكتوب: الكالم كله اسم وفعل وحرف، فاالسم ما أنبأ عن املسمى، والفعل ما أنبئ به، واحلرف ما أفاد معنلى، وقال يل: انح هذ النحو، وأضف عليه ما وقع إليك، واعلم يا أبا

ر، وإمنا يتفاضال للناس يا األسود أن األمساء ثالثة: ظاهر ومضمر واسم ال ظاهر وال مضمأبا األسود فيما ليس بظاهر وال مضمر، وأراد بذلك االسم املبهم، قال: مث وضعت باىب ا ماخال العطف والنعت، مث باىب التعجب واالستفهام، إىل أن وصلت إىل باب إن وأخوا

بابا وكنت كلما وضعتلكن، فلما عرضتها على علي عليه السالم أمرين بضم لكن إليها،من أبواب النحو عرضته عليه، إىل أن حصلت ما فيه الكفاية، قال : ما أحسن هذ النحو

٧! فلذلك مسي النحو.الذي قد حنوت

باإلضافة إىل ذلك جيوز لنا أن نعرف أيضا كيف نشاط الدراسة النحوية حىت ظهور ابن الكوفة ومدرسة البغداد، هشام، وهذ يتعلق بكون املدارس النحوية: مدرسة البصرة ومدرسة

ومدرسة األندلوس، ومدرسة مصر، ومن املمكن أحبث عن حملة هذه املدارس النحوية.مدرسة البصرة.أ

كانت البصرة أول مدينة عنيت بالنحو واللغة وتدوينها واحرتع القواعد هلا. وقد سبقت البصرة بنحو مائة عام الكوفة اليت جائت بعدها لتؤسس مذهبا خاصا يضاهي مذهب البصرة وينازعه ويتعصب لكل علمائه. وتبدأ مدرسة البصرة بأىب األسود الدؤىل ومن

بن يعمر هم من الطبقة األوىل مث جاء تالميذه عنبسة الفيل ونصر بن عاصم الليثى وحيىي

٢٥-٢٤، ص. نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاةحممد الطنطاوى، .٧

26

من بعدهم طبقة ثانينة من أىب عمرو بن العالء وابن أىب إسحاق احلضرمي وجائت طبقة زيد سعيد بن أوس ويونس بن حبيب وأيب جعفر الرؤاسي ( مؤسس ثالثة هي طبقة أيب

يد وعيسى بنعمر الثقفي. مث جائت طبقة مدرسة الكوفة ) واألخفش عبد احلميد بن عبد ارابعة هي طبقة اخلليل بن أمحد وسيبويه عمرو بن عثمان والكسائي علي بن مهزة على أقوال

٨وهو أوضح شخصية يف مدرسة الكوفة.

عمل علماء البصرة يف أول أمرها هو إثارة مسائل متفرقة والنقاش حول آية أو وكانمث جائت اخلطوة التالية وهي مجع مسائل حديث أو بيت من الشعر مث استخرج قاعدة.

ه فعل ذلك ١٤٩النحو املعروفة يف كتاب وقد ذكروا أن عيسى بن عمر الثقفى املتوىف سنة ٩واالخر اإلكمال.فألف كتابني أحدمها اجلامع

وذهب شوقى ضيف يف كتابه املداس النحوية إىل أن اخلليل بن أمحد الفراهيدى هو املؤسس احلقيقي ملدرسة لبصرة النحوية ولعلم النحو العريب مبعناه الدقيق، وصور يف تضاعيف ذلك إقامته لصرح النحو بكل ما يتصل به من نظرية العوامل واملعموالت وبكل ما يسنده

مساع وتعليل وقياس سديد، مع بيان ما امتاز به من علم بأسرار العربية وتتذوق منخلصائصها الرتكيبية. وخلفه على تراثه تلميذه سيبويه الذي متثل آراء النحوية متثال غربيا رائعا، نافذا منها إىل ما ال يكاد حيصى من اآلراء، فإذ هو يسوى من ذلك ( الكتاب )

لغ من إعجاب األسالف به أن مسوه ( قرآن النحو ) وكأمنا أحسوا فيه آيته الكربى، وقد بضربا من اإلعجاز، ال لتسجيله فيه أصول النحو وقواعده تسجيال تاما، وبعد ذلك محل (

، وأقرأه تالميذ بصريني يف مقدمتهم املازاىن الكتاب ) عن سيبويه تلميذه األخفش األوسطى، وكان هلجا باإلعرتاض على سيبويه واخلليل، مما وتالميذ كوفيني يف مقجمتهم الكسائ

م)١٩٩٢–ه ١٤١٢لبنان: دار الكتب العلمية، - ( الطبعة االوىل؛ بريوتنتائج الفكر يف النحوأيب قاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا السهيلي، .٨٩ص.

١٠، ص. نتائج الفكر يف النحوأيب قاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا السهيلي، .٩

27

جعله ينفد إىل كثري من اآلراء، وخاصة أنه كان يفسح للغات الشاذة، وهو بذلك يعد اإلمام ١٠احلقيقي للكسائى وغريه من أئمة املدرسة الكوفة.

مدرسة الكوفة.ب

ام نشأت بالكوفة مدرسة أسسها أبو جعفر الرؤاسي وكان هلا مبدأ خاص هو احرت النص والتزامه على عكس البصرة اليت كانت حترتم القياس وجتريه وتبسطه. ووضع كتابا يف النحو مل يصل إلينا وعاونه يف تدعيم املدرسة تلميذاه علي بن مهزة الكسائى وحيىي بن زياد الفراء. حىت أضبح للمدرسة كيان مستقل مناهض ملدرسة البصرة. ومن أصحاب هذه

املبارك وحممد بن سعدان وهشام وثعلب وابن السكيت وقد كانت هذه املدرسة علي بن املدرسة تعتمد النص خالف الكثرة والغالب من النصوص وكانت حترتم نطق اإلعراب يف

١١عهدهم ولو شذ.

وكان للكوفيني اخلطوة عند اخللفاء واألمراء أكثر مما كان للبصريني فالكسائى رئيس مدرسة ا وقد استطاع هو تلميذه الفراء أن يستحدثا يف الكوفةمدرسة الكوفة. أنه بدأ متأخر

االتساع يف الرواية، وبسط القياس وقبضه، ووضع حنوية تستقل بطوابع خاصة من حيث خاصة ختطئة بعض بعض املصطلحات اجلديدة، ورسم العوامل واملعموالت.وتوسع الفراء

أحيانا إىل أحكام ال تسندها الشواهد العرب وإنكار بعض القراءات الشاذة، وكان ينفذ واألمثلة، وهو يعد حبق إمام الكوفيني، فثعلب وغري ثعلب إمنا كانوا شارحني آلرائه

١٢ومفسرين.

أما الفروق األساسية بني مدرسيت البصرة والكوفة فكما يلي:

٦، ص. املدارس النحويةشوقى ضيف، .١٠١٢، ص. ، نتائج الفكر يف النحوعبد اهللا السهيليأيب قاسم عبد الرمحن بن .١١٦، ص. املدارس النحويةشوقى ضيف، .١٢

28

أن مدرسة البصرة رأت أن أهم غرض وضع قواعد عامة للغة تلتزمها وتريد أن تسري١٣ها يف دقة وحزم.علي

،ويتشددون أن البصريني يقدمون السماع : فال يرون القياس إال يف حال تضطرهمإال عن الفصحاء اخللص من صميم العرب لكثرة هؤالء يف الرواية، فال يأخذون

ا من عامر البادية. ١٤بالبصرة، وقر

ارتيابا فيما يرويه وكان البصريون أكثر اعتدادا بأنفسهم وأكثر شعورا بالثقفة وأشد١٥الكوفيون لذلك كان الكويف يأخذ عن البصري يتحرج أن يأجد عن الكويف.

.١٦أن الكوفيني كانوا أكثر رواية للشعر والشعر املصنوع

أن الكوفيني كانوا أقل حرية وأكثر احرتاما للغة ولنصوصها وأقوى تقديرا لطبيعة١٧اللغات.

والنبط يعتمدون يف أكثر املسائل على القياس، كان الكوفيون خلالطهم أهل السواد١٨وأهل البصرة أوسع دراية وأوسق رواية.

اختالف كثري بينهما يف الفروع النحوية مثل كلمة ( االسم ) مشتقة من السمو عندالبصريني. ومن الوسم عند الكوفيني ومثله أيضا أن املصدرأصل االشتقاق عند

ند الكوفيني.البصريني والفعل أصل االشتقاق ع

١٩وهكذ وقد انتصر اكل مدرسة مجاعة من املتأخرين.

١٢، ص. ، نتائج الفكر يف النحوأيب قاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا السهيلي.١٣

م ) ص. ٢٠٠٩–ه ١٤٣٠لبنان: دار املعارف، - ، ( الطبعة الثالث عشر؛ بريوتللمدارس الثناوية والعلياتاريخ الدب العريبأمحد حسن الزيات، .١٤٢٦٧

١٤، ص. نتائج الفكر يف النحوأيب قاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا السهيلي، .١٥

١٣، ص. نتائج الفكر يف النحوأيب قاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا السهيلي، .١٦

١٣، ص. ئج الفكر يف النحونتاأيب قاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا السهيلي، .١٧

٢٦٧، ص. للمدارس الثناوية والعلياتاريخ الدب العريب أمحد حسن الزيات، .١٨

29

ج. مدرسة البغداد

م النحوية ا جا جديدا يف دراستهم ومصنفا اتبع حناة بغداد يف القرن الرابع اهلجري يقوم على االنتخاب من آراء املدرستني البصرية والكوفية مجيعا، وكان من أهم ما هيأ هلذ

من االنحاة أن اوائل هؤالء النحاة تتلمذوا للمربد وثعلب، وبذلك نشأ جيلاالجتاه اجلديد ما والنفوذ من خالل ذلك إىل حيمل آراء مدرستيهما ويعىن بالتعمق يف مصنفات أصحا

٢٠كثري من اآلراء النحوية اجلديدة.

قد ترامت عليها ظالل خدع كثرية وخاصة أن عليهما املدرسة البغداديةكانتم باسم الفذين : أبا على الفارسى وابن جىن كثريا ما يكنيان عن البصريني يف مصنفا

ما بصريان حقا، ومها إمنا يصوران بذلك (أصحابنا) مما جعل كثرة املعاصرين تظن أما ال نهج القومي للمدرسة البغدادية القائم نزوعهما الشديد تلقاء البصريني، أما بعد ذلك فإ

على اإلنتخاب من آراء املدرستني البصرية والكوفة، مع فتح األبواب لالجتهاد واخللوص إىل اآلراء املبتكرة. وقد تدوال هذه املدرسة جيالن: جيل أول كانت تغلب عليه النزعة الكوفية،

أمثال ابن كيسان، مث جيل ثان وهو الذي يدور يف كتابات ابن جىن باسم البغداديني، منخلف هذ اجليل كانت تغلب عليه النزعة البصرية على حنو ما يلقان عند الزجاجى مث أىب

٢١علي الفارس وابن جىن مؤصل على التصريف وواضع قوانينه الكلية.

د. مدرسة األندلوسى

حىت تنشأ طبقاته ) ٤٢٢-١٣٨ال نكاد منضى يف عصر بىن أمية باألندلوس ( كبرية من املؤدبني الذين كانوا يعلمون الشباب يف قرطبة وغريها من احلواضر األندلوسية

، ص.نتائج الفكر يف النحوأيب قاسم عبد الرمحن بن عبد اهللا السهيلي، .١٩

٢٤٥، ص.املدارس النحويةشوقى ضيف، .٢٠

٧-٦، ص.املدارس النحويةشوقى ضيف، .٢١

30

مبادئى العربية عن طريق مدارسة النصوص واألشعار، يدفعهم إىل ذلك حفاظم على القرآن الكرمي وسالمة لغته وتالوته، وبذلك كان أكثرهم من قراء الذكر احلكيم، وكان كثري منهم

ا للناس جيميع ملشرق فيتلقون هذه القراءات، ويعودون يرحلون إىل ا إىل موطنهم فريمسوا اللغوية. ا كما يرمسون هلم العربية مبقوما ٢٢شارا

وأول حناة األندلوسى باملعىن الدقيق لكلمة كحوي جودي بن عثمان املورورى الذي اطنه كتب الكوفيني، رحل إىل املشرق وتتلمذ للكسائى والفراء، وهو أول من أدخل إىل مو

٢٣للهجرة.١٩٨وأول من صنف به يف النحو، ومازال يدرسه لطالبه حىت توىف سنة

ه. مدرسة مصر

ا شديدة اإلقتداء باملدرسة البصرية، مث أخذت متزج منذ القرآن كانت يف أول نشاالبغداديني، الكرمي اهلجري بني آراء البصريني والكوفيني، وضمت سريعا إىل تلك اآلراء آراء

ا مل تونق ومل تزدهر إال منذ العصر األيويب ، وسرعان ما تكامل ازدهارها يف العصر غري أاململوكي مبا أتاحه هلا ابن هشام من ملكته العقلية النادرة ومن احاطته بآراء النحاة السالفني

م، ومن قدرته البارعة يف مناقشة ت لك اآلراء، له على اختالف مدارسهم وأعصارهم وبلداوظلت الدراسات ٢٤مع امتاز به من طرافة التحليل واالستنباط ومجال العرض واإلداء.

النحوية ناشطة بعده يف مصر حىت الغصر احلديث.

٢٨٨ص. ، املدارس النحويةشوقى ضيف، .٢٢

٢٨٩-٢٨٨، ص. املدارس النحويةشوقى ضيف، .٢٣

٨-٧، ص. املدارس النحويةشوقى ضيف، .٢٤

31

الباب الرابع

نظرية العامل في النحوتعريف العامل.أ

وهو عام يف كل فعل يفعل، قال ذكر ابن فارس أن العني والالم أصل واحد صحيح، أي أن العامل إسم ١،اخلليل: عمل يعمل عمال فهو عامل، واعتمل الرجل اذا عمل بنفسه

فاعل من عمل يعمل، وأنه يطلق علي كل فعل يفعل.

، ما يفيد أن اختبار النحويني اللفظية العامل تدل علي ذكاء متميزويف اللسانا عاملة. فمن معاين العامل أنه الرجل، قال األزهري: عوامل الدابة قوائمه واحد

فقال تعريفا مجيعا للعامل، -فيما نقله عنه اخلوارزمي- ويف االصطالح قدم اجلرجاينبالعامل، قبل: ما يوجب كون آخر الكلمة على فيكتابه ترشيح العلل: فإن قبل: ما تعين

٢وجه خمصوص سواء كان امسا او فعال او حرفا.

ابن احلاجب يف ومراده من الوجه املخصوص هو اإلعراب ااملتغري بتغري العوامل، وبني وشرحه ٣الكافية معىن العامل وأثره فقال: العامل ما به يتقوم االمعىن املقتضي لإلعراب،

واملفعولية واإلضافة...ومثاله أنك إذا قلت: قام زبد قتضي لإلعراب الفاعلية قائال امل

١٢٥م ) ص. ١٩٧٩–١٣٩٩،( اجلزء الرابع، دار الفكر، ، املعجم مقاييس اللغةابن فارس.١

٢١ص. ، ( معهد البحوث، جامعة أم القرى بدزن سنة ) ترشيح العللاخلوارزمي، .٢٣٣م) ص. ١٩٩٠- ه١٤١٠اجلزء األول ( الطبعة األوىل؛ مكتبة هجر، ، شرح التسهيل،وينظر ايضا، ابن مالك٣٨٢جمموع مهمات املتون، ص. .٣

32

فاملقتضي للرفع الفاعلية، فيومل الفاعلية يف زيد إال ب ( قام ) املسند إليه، ألنك لوقطعت ٤النظر عنه مل تفهم الفاعلية فقام هو العامل.

علية واملفعولية واإلضافة، لئال له الفاوشرحه أيضا ابن إياز بقوله: معناه أن املقتضي تلتبس وال يتقوم كل واحد منها إال بأمر ينضم اليه ويف الرتكيب فذلك األمر الذي يستقل به ذلك املعىن هو الذي يسمى عامال، أال ترى أن املقتضي للرفع الفاعلية وال يتقوم إال بفعل

عن ذلك مل تتصور الفاعلية، عالمه، ولو قطعت النظر او شبهه حنو: جاء عمرو، وزيد قائم ٥فهو إذن الرافع.

ووضح الرضي حد ابن احلاجب هذا، فبني العالقة بني هذه املعاين ومراد املتكامفقال: ونعين بالتقومي حنوا من قيام العرض باجلوهر، فإن املعىن الفاعلية واملفعولية واإلضافة،

القائمة بالعمدة والفضلة، عراضألكون الكلمة عمدة او فضلة، أو مضافا اليها، وهي كاهلذه املعاين هو املتكلم، واآللة - كما ذكرنا- واملضاف إليه سبب توسط العامل، فاملوجد

لها االسم، وكذا املوحد لعالمات هذه املعلين هو املتكلم، لكن النحاة جعلوا العامل، وحما ا هي املوجدة للمعاين ولعالما ٦يت اآلالت عوامل.فلهذا مس-كما تقدم-اآللة كأ

وأكد على ذلك يف موضع آخر فقال: اعلم أن حمدث هذه املعاين يف كل أسم هو ا، لكن نسب إحداث هذه العالمات أىل اللفظ الذي املتكلم، وكذا حمدث عالما

بواسطته قامت هذه املعاين باالسم، فسمي عامال لكونه كالسبب للعالمة كم أنه كالسبب ٧ل: العامل يف الفاعل هو الفعل ألنه به صار أحد جزأي الكالم.للمعىن املعلم، فقي

٣٠، ( الطبعة األوىل؛ مكتبة الباز، مكة املكرمة بدون سنة ) ص. شرح الكافيةابن احلاجب، .٤٥٢م) ص. ١٤١١–ه ١٤٣٢( دار األمل : ارباد، قواعد املطارحة يف النحو ابن إياز، .٥٢٥، اجلزء األول، ص. شرح الكافيةابن احلاجب، .٦٣٦، اجلزء األول، ص. شرح الكافيةابن احلاجب، .٧

33

إىل العامل وأثره، فاملتكلم هو صاحب العمل، فمن هذه النصوص نتبني نظرة النحاة لكن النحاة تساحموا يف إسناد العمل إىل العوامل.

وما ذكره الرضي من أن املتكلم هو املوجد للعامل وحلركات اإلعراب، نص عليه ابن جىن من قبل، فقد ذكر يف اخلصائص ذلك، قال: " يف باب مقاييس العربية... أال تراك إذا

مل تعمل يف احلقيقة شيئا، وهل حتصل من قولك: قلت: ضرب سعيد جعفرا فإن ضرب لراء والباء على صورة فعل فهذا هو الصوت والصوت مما ال ضرب إال على اللفظ بالضاد وا

جيوز أن يكون منسوبا إليه الفعل "وأضاف قائال " وإمنا قال النحوييون عامل لفظيوعامل كمررت بزيد وليت عمرا قائم، سببا عن لفظ يصحبهمعنوي لريوك أن بعض العمل يأيت

وقوعه موقع فع املبتدأ باالبتداء، ورفع الفعل لوبعضه يأيت عاريا من مصاحبة لفظ يتعلق به كر االسم هذا ظاهر األمر، وعليه صفحة القول، فأما يف احلقيقة وحمصول احلديث فالعمل من الرفع والنصب واجلر واجلزم إمنا هو املتكلم نفسه ال لشيء غريه، وإمنا قالوا: لفظي ومعنوي ملا

٨واضحاللفظ وهذاعلى و باشتمال املعىنظهرت آثار فعل املتكلم مبضامة اللفظ للفظ أ

النص أن العمل يكون مسببا عن لفظ يصحبه ال أن اللفظ هو الذي حيدث وواضح من هذهلذا األلفاظ املتفاعلة مع بعضها.-أوال وآخرا -واملتكلم هو الالفظ٩العمل،

والبد من أن نشري إحقاقا للحق ألن سيبويه هو أول من أشار إىل أن املتكلم هو صاحب املعاين املعرب عنها بواسطة احلركات فقد قال عن األفعال فأما بناء ما مضى فذهب ومسع ومكث ومحد، وأما بناء ما مل يقع فإنه قولك آمرا: اذهب واقتل، واضرب،

قتل ويضرب... وكذلك بناء ما مل ينقطع وهو كائن إذا وخمربا: يقتل ويذهب ويضرب، وي

١٠٩( دار الكتب املصرية بدون سنة) ص. ، اجلزء األولاخلصائصابن جىن، .٨١٨م) ص. ١٩٧١–ه ١٣٩١( دار االعتصام، الرد على النحاةابن مضاء، .٩

34

فقوله : فإن قولك: آمرا...خمربا...وإذا أخربت يشعر بأن املتكلم هو احملدث ١٠أخربت.حلركات اإلعراب وفق اهلامل.

ولو رحنا نستقرئ الكتاب لوجدنا الكثري الكثري املفيد على أن املتكلم هو العامل قال يف باب الفاعل الذي يتعداه فعله إىل مفعوله وذلك قولك: احلقيقي وليست اللفظة.

مراده مثال أورده سابقا -ضرب عبد اهللا زيدا. فعبد اهللا ارتفع هنا كما ارتفع يف ذهبوشغلت ضرب به كما شغلت به ذهب وانتصب -على الفعل الالزم وهو ذهب زيدللتثميل

إن قدمت املفعول وأخرت الفاعل جرى اللفظ زيد ألنه مفعول تعدى إليه فعل الفاعل، فكما جرى على األول وذلك قولك: ضرب زيدا عبد اهللا، إلنك إمنا أردت به مأخرا ما

١١أردت به مقدما.

فهذ النص يؤكد على أن سيبويه كان مدركا أن العامل احلقيقي هو املتكلم، وأن هذ وشغلت ضرب به، صب الثاين، وانظر إىل قوله: أراد الفاعلية واملفعولية فرفع األول وناملتكلم

كما شغلت به ذهب. كيف أسند الفعل إىل املخاطب الذي هو صاحب اجلملة مث انظر إىل قوله: إلنك إمنا أردت مؤخرا... كيف يدل به سيبويه على أن العمل كله للمتكلم. ولعل

ليل هو واضعها ومهندسها.ولعل اخلهذ يفيد أن نظرية العامل كانت ناضجة عند سيبويه، أن هذ اآلية وإذا - أي أبو اخلطاب–وربط سيبويه بني عمل العامل واملعىن قائال : وزعم

ومل يؤمر املسلمون يومئذ أن خاطبهم اجلاهلون قالوا: سالما: مبنزلة ذلك، ألن اآلية مكية، بيننا وبينكم وال يسلموا على املشركني، ولكنه على قولك: براءة منك وتسلما، ال خري

١٢شر.

١٢العامة للكتاب بدون سنة ) ص. اجلزء األول ( اهليئة املصرية الكتاب، سيبويه، .١٠٣٤اجلزء األول، ص. الكتاب، سيبويه، .١١م )١٩٥٥الكتب: املصرية، ( دار اجلزء األولمعاين القرآن، الفراء، .١٢

35

ووضح املربد ما أراده سيبويه، بأن نصب (سالما) االمفعولية املطلقة ىف اآلية الكرمية قبلها هو العامل فيها قوله تعاىل, قال: فإمنا السابقة سببه املعىن وليس الفعل (قالوا)

: سلمنا سالما, وقالوا -واهللا اعلم- انتصب ألنه مصدر عمل فيه فعله ال القول, واملعىنم مل بؤمراو أن يسلموا على املشركني اذ ذاك وتفسريه تسلمنا منكم تسملما, وبرئنا براءة أل

١٣واآلية مكية.

ج سيبويه ىف تفسري الظواهر النحوية على ضوء نظرية العامل, وسار النحاة على ا. لقد وضح م رأوا أن النظام اللغوي العريب ينتظم ذه النظرية, وبني آثرها الىت املربد هأل

-أحسب-امتدت إىل كل أبواب النحو فقال ىف نص جامع مفيد جدا يفهم منه النحو كلهقال:فإذا قلت: ضرب عبد اهللا زيدا فإن شئت قلت: ضرب عبد اهللا فعرفتين أنه قد كان منه

ب وأن قولك: ضرب فصار مبنزلة قام عبد اهللا, إال أنك تعلم أن الضرب قد تعدى إىل مضرو ١٤مل يتعد فاعله, فإن قلت: ضرب عبد اهللا زيدا, اعلمتين من ذلك املفعول.قام،

فقوله: عرفتين, وأعلمتين يفيد أن املتكلم هو املريد للفاعلية او املفعولية, ومن مث فهو نفهم ذلك من ضبط املتكلم للجملة, وأضاف املربد جلأ اىل احلركات للداللة على ذلك،قد

اعلمتين موضحا كيف امتد أثر العامل اىل الفضالت فقال: فإن قلت: ضرب عبد اهللا زيدا بد من أن يكون وقع ىف مكان وزمان، من ذلك املفعول, وقد علمت أن ذلك الضرب ال

وقت وقد علمت أن لك فإن قلت: يوم اجلمعة بينت الفإن قلت: عندك أوضحت املكان،قاعدا أبنت عن حاال واملفعول حاال فإن قلت: قائما عرفتين احلال منك او منه فإن قلت:

قليال وإما شديدا وإما يسريا،حالك او حاله, وقد علمت أن ذلك إما أن يكون كثريا وإمان قلت: لكذا فإ١٥قلت: عشرين ضربة زدت ىف الفائدة،فإن قلت: ضربا شديدا او بينت ف

٧٩اجلزء الرابع ( بريوت؛ عامل الكتب، بدون سنة ) ص. ، املقتضب،املربد.١٣١٦ص. اجلزء الثالث، ، املقتضب،املربد.١٤١١٦اجلزء الثالث، ص. ، املقتضب،املربد.١٥

36

وإن فكل هذ زيادة ىف الفوائد،او من أجل كذا أفدت العلة اليت بسببها وقع الضرب لت: وعمرو حاضر, لزدت ىف الفائدة،حذفت استغىن الكالم وليس الفاعل كذلك, ولو ق

فهذ النص يفيد ما يأيت:

على أن املتكلم هو احملدث للفاعلية واملفعولية.. واستخدم لذلك احلركات الدالة- ١يبدو ذلك من قول املربد عرفتين, واعلمتين, ولو قلت, اال أنك ... فرتى ذلك.

اإلسناد مفيدا أن املتكلم هو صاحب العامل.

أن احلدث وهو الضرب مثال, يلزمه فاعل يقوم به ومفعول يقع عليه, وقد يزيد - ٢فعول املتكلم ىف الفائدة فيورد فضالت تتعلق إما باحلدث كاملفعول ألجله وامل

املطلق او بالذات كاحلال, وهذ كله يفيد أن املتكلم بعد أن أجرى عملية اإلسناد فجعل زيدا هو الفاعل, وعمرا هو املفعول, أراد أن يوسع املعىن, فحدد

بيان علة الفعل ونوعهزمن الفعل ومكانه, وحالة الفاعل او املفعول, ورمبا أراد أي أن املتكلم اوجد العالقات املعنوية الداخلية بتلك احلركات اليت وضعها على آلخر الكلمات, فتم الرتكيب مبضامة األلفاظ بعضها لبعض حاملة هذه املعاين

وهذ يذكرنا مبا قاله اللغوييون عن العامل وذلك حني قالوا: ان العوامل املفيدة,ا تتحرك ىف ا والسري وتتتابع, وهذ ما نلحظه ىف ملشيهي األرجل, يريدون أ

تتابع األلفاظ,وتشابكها, وترابطهابأثر العامل الذي يسري فيها ليبدوا الرتكيب فالعامل كما قال ابن فارس : "عام ىف كل فعل واضحا جليا عند السامع.

يفعل".

37

هو يعنون وما إن نصل إىل ابن السراج حىت نرى النظرية واضحة املعامل متاما, فها كل ذلك يؤكد نضج ١٦ها العوامل العاملة وغري العاملة،للعوامل بعناوين خاصة, يذكر في

ا ومشوهلا للنحو العريب كله. النظرية عندهم واقتناعهم بفائد

وهو املنشئ - كما ذكرنا-إىل أن املتكلم هو احملدث للمعاينوخنلص بعد هذ كله وال نكاد جند خالفا عند النحويني حول هذ الفهم لحركات اليت تدل على هذه املعاين،ل

العام للعامل.

مفحوم العامل ووضحه مبا ال مزيد عليه, –رمحه اهللا –وقد بني الشيخ حممد عرفة : " فالفاعلية واملفعولية واإلضافة, علل ألن يرفع املتكلم فقال مدافعا عن هذه النظرية

ملعاين اليت هي الفاعلية واملفعولية واإلضافة ال حتدث يف ، هذه ااو ينصبها او جيرهاالكلمة الكلمة اعتباطا وال بالتحكم بل هي حادثة من وقوعها يف اجلملة ومن مركزها فيها، فمحمد

معىن الفاعلية واملفعولية، قبل أن يدخال يف الرتكيب، وإمنا يدالن وحممود مثال ليس فيهما الرتكيب وقيل: قتل حممد حممودا، حدثت ا دخال يفعلى املعنيني الذين وضعا هلما، فإذ

فيهما هذه املعاين، فارتباط حممد بالفعل قتل على جهة الوقوع عليه فهو املفعول، والفاغلية ١٧تقتضي من املتكلم أن حيدث رفعا واملفعولية تقتضي نصبا وهكذا.

ا تفسر وعلى العموم البد لقارئ ودراس نظرية العامل من معرفة العلة الغ ائية لكوهو أن الذي دفع العريب اىل االرحتال من مكان اىل النظرية وتوضحها، وملخص هذه العلة

آخر يف هذه الصحراء هو وجوداملاء يف ذلك املكان، فاملاء علة غائية، دفعت بالعريب اىل ية علة االرحتال بواسطة من حنو بعري او على رجليه مثال، وهكذ الرتكيب اللغوية، فالفاعل

٥١( بريوت: دار الكتب العلمية بدون سنة ) ص. اجلزء األوليف أصول اللغة والنحو، حنا ترزي، فؤاد .١٦٨١-٨٠األزهر واجلامعة، ص. أمحد عرفة، النحو واحناة بني حممد .١٧

38

جعلت املتكلم يرفع اللفظة، والرفع يستلزم الضمة للداللة على هذه الفاعلية، ومثل هذ ١٨حصل مع املفعولية واإلضافة.

أخريا جيد بنا أن نشري اىل جهود بعض احملدثني الذين حتدثوا عن هذه النظرية، فقد العامل هو ما حيدث تغريا عرف الشيخ مصطفى الغالييين العامل واملعمول والعمل بقوله: إن

يف غريه، او هو ما حيدث الرفع او النصب او اجلزم او اخلفض فيما يليه أما املعمول: فهو ما واألثر احلاصل من رفع او نصب او جزم او خفض يسمى العمل أي: يتغري آخره بالعامل،

١٩اإلعراب.

عنه عالمة اعرابية ورأى عباس حسن أن العامل: هو ما يؤثر يف اللفظ تأثريا ينشأ ترمز اىل معىن خاص كالفاعلية او املفعولية او غريمها، وال فرق بني ان تكون تلك العالمة

٢٠ظاهرة او مقدرة.

أما الدكتور البنا فرأى أن املواد من العامل عند النحاة هو بيان جهة التعلق بني ٢١أجزاء الرتكيب.

صورة ال ختلو من جدة ىف االعرض وقدم الشيخ الغالييين بعد ذلك هذه النظرية بقواعد النحو كلها، قال: فمنها ما يؤثر فيما يليه وابتكار ىف الطرح، موضحا كيف انتظمت

وكاملبتدأ فريفع ما بعده او ينصبه او جيزمه او جيره، كالفعل يرفع الفاعل وينصب املفعل به، يرفع اخلرب، وكأدوات اجلزم جتزم الفعل املضارع، وكحروف اجلر حتفض ما يليها من األمساء، فهذ هو املؤثر او العامل، ومنها ما يؤثر فيه ما قبله فيفع او ينصب او جيره او جيزمه كالفعل

٨١أمحد عرفة، النحو واحناة بني األزهر واجلامعة، ص. حممد .١٨٢٧٤، اجلزء الرابع( لبنان: املكتبة العصرية، بدون سنة ) ص. الدروس العربيةجامع الشيخ مصطفى الغالييىن، .١٩٧٥، ( اجلزء األول، دار املعارف: مصر بدون سنة ) ص. النحو الواىفعبس حسن، .٢٠٢٠ص. الرد على النحاة،ابن مضاء، .٢١

39

املؤثر واملفعول، واملضاف إليه، واملسبوق حبرف اجلر، والفعل املضارع وغريها، فهذ هو املعمول.

ومنها ما اليؤثر وال يتأثر كبعض احلروف، حنو: هل،وبل، وقد، وسوف، وهال، وغريها من حروف املعاين.

كعالمات اإلعراب الدالة والنتيجة احلاصلة من فعل املؤثر وانفعل املتأثر هو األثرلداخلة على الكلمات، على الرفع، او النصب، او اجلر، او اجلزم، فهي نتيجة لتأثري العوامل ا

ذ العوامل. ٢٢ولتأثر الكلمات

وشرح أيضا األستاذ عباس حسن هذه النظرية بوضوح من خالل شرحه للمثال أكرم حممود الضيف فقال:

إن حممودا ىف هذه اجلملة نسب اليه شيء هو فعل الكرم، فهو فاعل الكرم، فبدال حذفنا هذه الكلمات الكثرية و الكرم، من أن نقول: نسب اىل حممود أنه فعل شيأ ه

واستغنينا عنها يرمز صغري اصطلح عليه النحاة يرشد اليها، ويدل عليها ذلك الرمز هو الضمة اليت ىف آخر كلمة حممود. فهذه الضمة اليت على صغرها تدل على كل هذ احملذوف،

اصطالحي الذي إىل ادخار الوقت واجلهد باستعمال ذلك الرمزوهذه مقدرة وبراعة أدت دل على املعىن املطلوب بأخصر إشارة.

لكن كيف عرفنا أن حممودا فعل شيأ أي أنه الفاعل؟ عرفنا ذلك من كلمة قبله هي دل على وجود "أكرم " ويسميها النحاة فعال وال ميكن أن يوجد الفعل بنفسه، فوجود الفعل

الفاعل ووجود الفاعل يقتضي أن نعلنه ونذيع أنه الفاعل، وطريقة اإلذاعة قد تكون بكلمات

٢٧٥، ص. ، اجلزء الرابعالدروس العربيةجامع الشيخ مصطفى الغالييىن، .٢٢

40

كثرية او قليلة او برمز يغين عن هذه وتلك، كالضمة اليت اختارها النحاة واصطالحوا على ا الرمز الدال على الفاعلية. أ

و أنه وقع عليه كرم، أو ومثل هذ يقال عن كلمة الضيف، فقد نسب إليه شيء ه، فحذفنا هذه الكلمات الكثرية واستغنينا عنها برمز الفتحة يف حصل له شيء هو الكرم

آخر كلمة الضيف فهي تؤدي ما تؤدي الكلمات املتعددة اليت حذفت، والذي أرشدنا إىل أن الضيف وقع عليه شيء هو وجود الفعل ايضا والفاعل، وملا كان الفعل هو املرشد إىل

الفاعل والدال عليه وكان الفعل هو األصل يف اإلرشاد ويف الداللة على الفاعل واملفعول، فهو األصل أيضا يف جلب العالمات الدالة على كل منهما، وهو السبب األساسي يف

٢٣جمينها فسمي لذلك عاملها.

وما يقال يف الفعل مع فاعله ومفعوله يقال يف غريه من العوامل األخرى مع ا،سواء أكانت لفظية: كالفعل وحروف اجلر، واجلوازم، أم معنوية كاإلبتداء والتجرد معموال

٢٤من النواصب واجلوازم.

العاملنظريةأركان.باستقراء طبيعة البحث يف العامل والعمل ميكن استخالص أركان نظرية من خالل

العامل على الوجه اآليت:

العامل- ١مقتضي العامل- ٢اإلعرابأثر العامل أو - ٣

٧٥ص. (دار املعارف: مصر بدون سنة )، اجلزء األول، النحو الواىف، عبس حسن، .٢٣٧٣، ( اجلزء األول، دار املعارف: مصر بدون سنة ) ص. النحو الواىفعبس حسن، .٢٤

41

هو ما جيء لبيان مقتضى العامل أي مطلوبه، فالعامل كجاء ورأى والباء فاإلعراب الفاعلية، واملفعولية، واإلضافة العامة ملا يف احلرف واإلعراب الذي يبني هذ واملقتضى

٢٥..املقتضى: الرفع والنصب واجلر.

نلمح مما عقب به الصبان األمشوين عن ابن مالك. ولعلنا هذ ما فسر به الصبان ما رواه على هذ التوضيح كيف تضخمت نظرية العامل وكيف صارت ميدانا للنظر العقلي والتحليل

الغريب عن منطق اللغة.

قال الصبان مشريا إىل التعريف السابق (( لكن هذ التعريف يقتضي اطراد وجود الثالثة، ل هو أغليب فقط لعدم حتقق أعين املقتضى واإلعراب والعامل مع كل معرب، وليس كذلك ب

ذ القيد حركة البناء والنقل واإلتباع واملناسبة املقتضى يف النحو: مل يضرب زيد. وخرج واإلدغام والتخلص من التقاء الساكنني والسكون البناء وحرفه واحلذف وسكون الوقف

والتخفيف.

ا به يتقوم املعىن مث إن فسر العامل مبا فسره به ابن احلاجب رمحه اهللا تعاىل وهو ماملقتضي لإلعراب لزم الدور كما قاله، ألخذ اإلعراب يف تعريف العاملوأخذ العامل يف

ولزم القصور ايضا لعدم دخول حنو مل. التعريف اإلعراب، قال إال أن جيعل التعريف لفظيا.ا معىن يقتضي اجلزم كما مر، فإن فسر بالطالب ألثر خمصوص مل يلزم الدور وال إذ يتقوم القصور. وهذ الكالم يشري اىل جانب واحد من إعمال العقل يف طلب احلدود اجلامعة

املانعة مما ال ضرورة له هنا وما للنحو به فائدة.

م تصوروا أن للعامل ومهما يكن من أمر فإن ما يفهم من مثل هذ الكالم أأو أن له قوة مادية كامنة فيه تتطلب قيام التأثري فيما تقع عليه. حكماسابقا على وقوعه،

٤٧الكتب العربية بدون سنة ) ص. اجلزء األول ( دار إحياء حاشية الصبان، علي الصبان، .٢٥

42

مبعىن أن العامل املؤثر حقيقة أي أنه علة العمل. غري أن هذ ينقضه قوله بوجود املقتضي ألن قتضي الفاعلية واإلضافة مثال يوجب الرفع واجلر،فعند ذلك املقتضي علة معنوية، فإذ كان م

ال معىن للقول بتأثري العامل اللفظي.

إن هذ التناقض وامثاله ما كان ليحصل لو أن النحاة جتنبوا اخلوض يف جتريد ما ال يصلح للتجريد من موضوعة اللغة وهي نشاط اجتماعي متغري ومتطور ال جيري على وفق

ت.معاير عقلي ثاب

أنواع العاملج.وقد بنوا تقسيمهم على ٢٦قسم النحاة العامل إىل قسمني رئيسني لفظي ومعنوي،

أساس أن العمل إذا كان أثرا للفظ يف الرتكيب ميكن نسبة العمل إليه مسي العامل لفظيا أما نا إذا كان الباعث عليه معىن ذهنيا ال يدل الكالم عليه بلفظ من ألفاظه، فإن العامل ه

يسمى عامال معنويا.

عمله على قاعدة قياسي، وهو الذي يرتكز ٢٧ويقسمون العامل الفظي إىل قسمني:كلية غري حمصورة املوضوع؛ كالفل، واسم الفاعل، واسم املفعول، والصفة املشبهة، وغري ذلك. ومساعي؛ وهو ما يرتكز على السماع يف عمله دون اإلستناد إىل قاعدة كلية كحروف

ا، وغري ذلك. اجلر، ونواصب املضارع، (إن) وأخوا

٨٣، ( الطبعة الثاىن؛ القاهرة: دار املعارف بدون سنة ) ص. شرح العوامل املائة اجلرجانيةخالد األزهرى،.٢٦٨٥ص. شرح العوامل املائة اجلرجانية، خالد األزهرى،.٢٧

43

نويعالقسم األول: العامل الم

منا هو معىن يعرف بالقلب وهو وهو ما ال يكون يف اللسان حظ، واالعامل املعنوي:٢٨شيئان عند سيبويه:

األول: العامل املعنوي يف رفع املبتدإ واخلرب. اختلف النحويون من البصريني واما سيبويه فقد ذهب إىل أن املبتدأ ٢٩وال كثرية،رافع املبتدإ واخلرب على أقوالكوفيني يف

مرفوع باالبتداء، واخلرب مرفوع باملبتدء، وقد أشار إىل ذلك بقوله:

" هذ باب ما ينتصب فيه اخلرب؛ ألنه خرب ملعروف يرتفع على اإلبتداء، قدمته أو ( عبد اهللا فيها قائما). فعبد اهللا ارتفع أخرته، وذلك قولك: ( فيها عبد اهللا قائما) و

باإلبتداء؛ ألن الذي ذكرت قبله وبعده ليس به، وإمنا هو موضوع له، ولكنه جيري جمري اإلسم املبين على ما قبله. أال تري أنك لو قلت: فيها عبد اهللا حسن السكوت وكان كالما

: عبد اهللا فيها، فيصري مستقيما، كما حسن واستغىن يف قولك: هذ عبد اهللا، وتقولكقولك: عبد اهللا أخوك، إال أن عبد اهللا يرتفع مقدما كان أو مؤخرا باالبتداء، ويدلك على

٣٠ذلك أنك تقول: إن فيها زيدا.

ويقول السريايف يف شرح كالم سيبويه: مذهب سيبويه أن االسم يرتفع باالبتداء، م الظرف ارتفع االسم بضمري له مرفوع يف ا تقدذاأخرت الظرف أو قدمته. وقال الكوفيون:

الظرف املتاخر، فكان من حجة سيبويه يف ذلك أنا إذا دخلنا ( إن)، نصصبنا االسم وإن كان قبله ظرف كقولنا: يف الدار زيدا. فلو كان ( يف الدار ) يرفع زيدا قبل دخول (إن) ملا

ا (إن) عن العمل، كما أن لو قلنا: إن يقوم زيدا، مل جيز أن تبطل العمل (يقوم)، بل غري

١٢٠القاهرة: مكتبة الشباب بدون سنة ) ص. ، ( الطبعة األوىل، النحواملصباح يف علم املطرزي، .٢٨٤٧-٤٠م ) ص. ٢٠٠٢( الطبعة األوىل، القاهرة : مكتبة اخلاجني، اإلنصاف يف مسائل اخلالف، ابن األنباري، .٢٩٨٨اجلزء الثاىن، ص. الكتاب، سيبويه، .٣٠

44

تنصب ذلك مع تقدمي يقال: إن يقوم زيد، على معىن: إنه يقوم زيد، فلما كانت العرب ٣١الظروف، علمنا أن ارتفاعه باالبتداء.

وقال سيبويه يف باب االبتداء:" فاملبتدأ كل اسم ابتدئ ليبىن عليه كالم. واملبتدأ واملبىن عليه رفع. فالبتداء ال يكون إال ببىن عليه. فاملبتدأ األول واملبىن ما بعده عليه فهو مسند ومسند إليه. واعلم أن املبتدأ البد له من أن يكون املبىن عليه شيئا هو هو، أو يكون

مكان أو زمان. وهذه ثالثة يذكر كل واحد منها بعد ما يبتدأ. فأما الذي يبين عليها شئ يف املبين عليه يرتفع به كما ارتفع هو باالبتداء، وذلك قولك: ( عبد اهللا منطلق)؛ هو هو فإن

ارتفع ( عبد اهللا ) ألنه ذكر ليبىن عليه املنطلق، وارتفع املنطلق ألن املبىن على املبتدإ ٣٢لته.مبنز

اخلرب املبتدإ فمن اويقول السريايف يف الشرح: فأما املبتدأ فاالبتداء يرفعه، وأم أصحابنا من يقول: إن االبتداء يرفع االسم واخلرب مجيعا، وقال أبو العباس حممد بن يزيد (

وفيه وجه حسن آخر ليس يف٣٣إن االبتداء يرفع املبتدأ، واملبتدأ واالبتداء يرفعان اخلرب).ألحد، وهو أن التعرية املوجبة للرفع قد وقعت شيء مما ذكرته يف غري هذ املوضوع وال رأيته

مل يدخل عليه عامل لفظي؛ ألن االسم املبتدأ ليس -أيضا - على املبتدإ واخلرب؛ ألن اخلرببعامل، فكان يف كل واحد منهما تعرية، ويدلك على ذلك أن أصحابنا ال خالف بينهم أن

تدإ قد يتقدم عليه ويرتفع مبا كان يرتفع به، وقد علمنا أن العامل الضعيف ال يعمل خرب املبا، واخبارها ال تتقدم عليها، وإمنا فيما قبله، واالبتداء واملبتدأ ليس بأقوى من ( إن) واخواجاز تقدمي خرب املبتدإ؛ ألن فيه من التعرية مثل ما يف املبتدإ، ويقوي هذ القول سيبويه: (ألن

٤١٥- ٤١٤م ) ص. ٢٠٠٨( الطبعة األوىل، بريوت : دار الكتب العلمية، اجلزء الثاىنشرح كتاب سيبويه، السريايف، .٣١١٢٧- ١٢٦اجلزء الثاىن، ص. الكتاب، سيبويه، .٣٢١٢٦م ) ص. ١٩٩٤( الطبعة الثاىن، القاهرة: جلنة إحياء الرتاث، ، اجلزء الرابع ، املقتضباملربد.٣٣

45

املبىن على املبتدإمبنزلته)، وعلى حنو هذ سوى الكوفيون بني االبتداء واخلرب، فجعلوا كل واحد ٣٤خر، أيهما تقدم رفع الذي بعده، وأيهما تأخر رفع الذي قبله.منهما رافعا لآل

والثاين: العامل املعنوي يف رفع الفعل املضارع. وقع اخلالف بني حناة البصرة والكوفة وأما سيبويه فقد ذهب إىل أن رافع املضارع هو وقوعه موقع االسم، ٣٥ضارع،يف رافع امل

وصرح ذلك بقوله: ( هذ باب وجه دخول الرفع يف هذه األفعال املضارعة للألمساء) اعلم ا إذا كانت يف موضع اسم مبتدإ، أو موضوع اسم بين على مبتدإ، أو يف موضوع اسم أ

ا مرتفعة، و يف موضع اسم جمرور، مرفوع غري مبتدإ وال مبين على مبتدإ، أ أو منصوب؛ فإوكينونتها يف هذه املواضع الزمتها الرفع، وهي سبب دخول الرفع فيها. وعلته أن ما عمل يف األمساء مل يعمل يف هذه األفعال على حد عمله يف األمساء، كما أن ما يعمل يف األفعال

فيصبها أو جيزمها ال يعمل يف األمساء.

ا يف موضع األمساء ترفعها كما يرفع االسم كينونته مبتدأ. فأما ما كان يف وكينونتهموضع املبتدإ، فقولك: يقول زيد ذاك. وأما ما كان يف موضع املبين على املبتدإ، فقولك: زيد

عليه، فقولك: مررت برجل يقول يقول ذاك. وأما ما كان يف موضع غري املبتدإ وال املبين وهذ زيد يقول ذاك، وهذ رجل يقول ذاك، وحسبته ينطلق، فهكذ هذ ذاك، وهذ يوم آتيك،

٣٦وما أشبهه.

ويقول السريايف الشرح: قد ذكرت من مذهب سيبويه أن رفع الفل بوقوعه موقع االسم، وهذ سبب رفعه. ووقوعه موقع االسم عامل غري لفظي، ومنزلته منزلة االبتداء يف أنه

االبتداء، والفعل مرفوع، سواء كان االسم الذي وقع عامل غري لفظي، ال يف أنه يرتفع ب

٤٥٧اجلزء الثاىن، ص. شرح كتاب سيبويه، السريايف، .٣٤٤٣٧، ص.اإلنصاف يف مسائل اخلالف، اجلزء الثاىنباري، ابن األن.٣٥١٠-٩اجلزء الثالث، ص. الكتاب، سيبويه، .٣٦

46

الفعل موقعه مرفوعا، أو منصوبا، أو خمفوضا، ألن وقوعه هذ املوقع هو الرافع له، ولو كان يتبع اعراب االسم الذي وقع موقعه، صار عامل االسم علىعامله، وما ال يعمل اعراب الفعل

٣٧ال يعلم يف االسم.يف االسم ال يعمل يف الفعل، وعامل الفعل

القسم الثاني: العامل اللفظي

سبق القول بأن العامل اللفظي ينقسم إىل قسمني: مساعي وقياسي. فالسماعي مخسة أنواع:

حرف اجلر : كالباء، ومن، وإىل، وعن، وغريها.-ا، و(ال) اليت لنفس اجلنس، و( إال) - حروف تنصب االسم وترفع اخلرب كإن واخوا

اإلستنشاء املنقطع.يف ا.( ب( ال) املشبهة - ليس) وأخوا( أن)، و( لن)، و( كي )، وغريها.کاملضارع حروف تنصب الفعل-( مل)، و( ملا )، وأدوات الشرط، وغريها.کأدوات التجزم الفعل املضارع -

والقياسي تسعة أنواع:الفعل مطلقا.-اسم الفاعل فهو يعمل عمل فعله املعلوم.-املعول فهو يعمل عمل فعله املبين للمجهول.اسم -الصفة املشبهة باسم الفاعل فهي تعمل عمل فعلها.-اسم التفضيل فهو يعمل عمل فعله.-يعمل أيضا عمل فعله.صدر فهوامل-

٢٠١اجلزء الثالث، ص. شرح كتاب سيبويه، السريايف، .٣٧

47

االسم املضاف فهو يعمل اجلر، حنو: ( عبادة اهللا خري).-ون ركعة).االسم املبهم التام فهو يعمل النصب، حنو: ( الرتاويح عشر -٣٨معىن الفعل، أي كل لفظ يفهم منه معىن الفعل، حنو: ( تراك ذنبا ). -

في نظرية العاملالقضية الموجودةد.نظرية العامل أو البحث فيه مظهرا من مظاهر اإلهتمام باللغة وحماولة تفسري ظهرت

غري أن هذ عبريية.عالقات بنائها وبيان أوجه األمارات املعنوية الدالة على الوظائف التاملوضوع الذي كان ينبغي أن يوصف حسب ما دال عليه اإلستقراء خرج على أيدي النحاة

ا األول عقولهنيةمنطلقات ذغوية إىلمن كونه وسيلة ل النحاة وليس اللغة املعنية ، ميداحث، فخضع للتخيل والغرض والتقسيم وحتديد األحكام مما جعله عرضة للطعن وميدانا بالب

م وحسبنا أن نشري هنا إىل م عن الغرض املبتغى من دراسا للتناقص واجلدل الذي خرج العامل: لقد وقع اخلالف يف تعيني العامل يف عدد من مظاهر ذلك اإلختالف يف تعيني

الكثري من املوضوعات النحوية سواء بني حناة البصرة وحناة الكوفة، أو بني حناة البيئة الواحدة كان هذ األمر من بني أظهر املسائل اخلالفية بني النحاة.وقد

ن وإعمال ذلك يرجع إىل انصرافهم عن وصف الظاهرة اللغوية إىل التخيل والظولعل وليس على أساس من السياق اللغوي، الذهن، فقد كل عقل صاحبه حسب ترتيب أدلته

وال سيما أن الكثري من ظواهر اإلعراب ال حيمل أدلته قاطعة أو امارات ثابتة.م اختلفوا يف إعراب االسم الواقع بعد ( مذ) و ( منذ) فقد ذهب من ذلك أالكوفيون إىل أن ( مذ ) و( منذ) إذا ارتفع االسم بعدمها ارتفع بتقدير فعل حمذوف. وذهب ما يكونان امسني أبو زكريا الفراء إىل أنه يرتفع بتقدير مبتدأ حمذوف. وذهب البصريون إىل أ

٣٥ص. شرح العوامل املائة اجلرجانية، خالد األزهرى،.٣٨

48

ا بعدمها ألنه خرب عنهما، ويكونان حرفني جارين فيكون ما بعدمها جمرورا مبتدأين ويرتفع م٣٩ما.

ا مث اضطروا بعد هذ اخلالف إىل اإلستدالل والتعليل مما ال نفع فيه وال قيمة له، ألا ال تقوم على دليل براهني متصارعة ال تستطيع أن تقبل أيا منها على وجه القناعة، أل

ثابت بالربهان.ومن ذلك خالفهم يف رافع املبتدأ ورافع اخلرب فقد ( ذهب الكوفيون إىل أن املبتدأ يرفع اخلرب، واخلرب يرفع املبتدأ، فهما يرتافعان، وذلك حنو ( زيد أخوك، وعمرو غالمك).

وذهب البصريون إىل أن املبتدأ يرتفع باالبتداء، وأما اخلرب فقد اختلفوا فيه فذهب قوم إىل أنه ، وذهب آخرون إىل أنه يرتفع باالبتداء واملبتدأ معا، وذهب آخرون إىل باالبتداء وحدهيرتفع

وحمصل قوهلم يف هذه املسألة ألن للمبتدأ رافعني ٤٠أنه يرتفع باملبتدإ واملبتدأ يرتفع باالبتداء.وهو االبتداء. وثالثها يتكون من عاملني لفظي أحدمها: لفظي وهو اخلرب وثانيهما معنوي

معنوي مها االبتداء واملبتدأ معا.و ومل خيل األمر من اإلستدالل واحلجاج العقلي البعيد عن روح اللغة. وذهب الكوفيون يف ناصب املفعول مخسة مذاهب. هي أن العامل يف املفعول النصب الفعل والفاعل مجيعا حنو ( ضرب زيد عمرا ) وذهب بعضهم إىل أن العامل هو الفاعل، ونص

قلت ( ظننت زيدا قائما ) تنصب زيدا صاحب الكسائي على أنك إذاهشام بن معاوية يف بالتاء وقائما بالظن.

٣٨٢اجلزء األول، ص. اإلنصاف يف مسائل اخلالف، األنربي، .٣٩٤٤اجلزء األول، ص. اإلنصاف يف مسائل اخلالف، األنربي، .٤٠

49

وذهب خلف األمحر من الكوفيني إىل أن العامل يف املفعول معىن املفعولية والعامل يف الفاعل معىن الفاعلية. وذهب البصريون إىل أن الفعل وحده عمل يف الفاعل واملفعول

٤١مجيعا.

ر البصريني ينصبونه بالفعل والعامل فيه عند الزجاج واختلفوا يف املفعول معه فجمهو فعل مقدر بعد واو املعية، واجلرجاين يرى أن الواو هي العاملة فيه، وينصبه األخفش على

يف كثري من وهكذ ال يقر للخالف قرار ٤٢الظرفية. أما الكوفيون فينصبونه على اخلالف.ا مطوالت النحو مما جعل نظر ية العامل متاهة ال يؤمل اخلروج منها.املسائل اليت حتفل

مناقضة األصول: مل جيز النحاة تقدم الفاعل على فعله فإذا تقدم فهو مبتدأ قال ابن كيسان: املعىن الذي رفع املبتدأ عندي هو أن العامل ال يقع إال قبل معموله فإذا قلت: قام

كون يف (قام) ضمري يعود على زيد ارتفع بفعله. فإذا قلت: (زيد قام) مل يكون بد من أن يزيد ألن املعمول فيه ال يكون قبل العامل. كما يقول: (مررت بزيد) مث تقول: زيد مررت به. فتشغل العامل بضمريه. فلما مل جيز أن ترفعه بلفظ الفعل ملوضع الضمري وكان معناه كمعىن

٤٣رفعته باملعىن إذا امتنع اللفظ.قام زيد،

ارض بعض أصوهلم ويناقضه ومن ذلك جتويزهم تقدمي اخلرب وهذ القول وأمثاله يعومنه أيضا قوهلم: ليس قائم الزيدان. ٤٤على املبتدأ، واملبتدأ عندهم هو العامل يف اخلرب.

فليس ماض ناقص، وقائم: امسه، والزيدان: فاعل سد مسد خرب ليس. وتقول غري قائم دان فاعل بقائم سد مسد خرب غري ألن الزيدان فغري مبتدأ. وقائم خمفوض باإلضافة والزي

٧٩-٧٨اجلزء األول، ص. اإلنصاف يف مسائل اخلالف، األنربي، .٤١٢٤٨اجلزء األول، ص. وينظر اإلنصاف، ١٧٨اجلزء األول، ص. شرح الكافية، ابن احلاجب، .٤٢١٨٠م ) ص. ١٩٨٠( وزارة الثقافة واإلعالم، لل يف إصالح اخللل من كتاب اجلملاحلالبطليوس، .٤٣٢٢٧م ) ص. ١٩٦٥، ( اجلزء األول، القاهرة: املكتبة التجارية الكربى، شرح ابن عقيلابن عقيل، .٤٤

50

املعىن ما قائم الزيدان، فعوامل( غري قائم) معا ملة ( ما قائم). وذهب األخفش والكوفيون ٤٥والزيدان فاعل سد مسد اخلرب.إىل إجازة ( قائم الزيدان) فقائم مبتدأ،

فناقضوا لقد ركبوا هذ املركب اخلشن ألن الوصف املنون عندهم يعمل عمل الفعل، وا بالنكرة وهو ممنوع عندهم وجعلوا الوصف مبتدأ من أجل أن يستويف معموله فابتدئأصوهلم

والذات خربا، وهو ال جيوز عقال ألن القيام هو املسند والزيدان مسند إليه.فلما سد الفاعل مسد اخلرب صار هو املسند وقائم مسندا إليه وهذ باطل وقد متحلوا

م فسروا املوضوع كل هذ التمحل حىت تستقيم هلو شروط العمل كما وضوعها ولو أتفسريا لغويا لكان الزيدان مبتدأ وقائم خربا أفرد لتقدمه على مبتدئه.

م جيعلون اسم الفاعل عامال عمل الفعل ألنه يشبه املضارع ومن تناقضهم أيضا أم أعربوا املضارع ألنه يشبه اسم اللفظا فاعل واشرتطوا لعمله أن يكون منونا، ومعىن مع أ

(أل) وهي من صفات بيف حني أن التنوين مسة من مسات األمساء وكذلك شرط سبقه األمساء وادعوا أن هذ ليست (أل) التعريف بل اسم موصول وهلذ مل يفقد اسم الفاعل شبهه

م أجازوا أن يعمل املصدر املقرتن بأل ا، غري أ التعريف عمل فعله. بالفعل عند اقرتانه وهو أمر متناقض.

يلالتقدير والتأو .١

ا ملقاييس العامل مل يكتف النحاة يوصف الظاهرة اللغوية املسموعة فكانوا خيضعواليت وضعوا ويلجأون إىل التقدير والتأويل غري ااملقنع وما ليس للنص به حاجة. من ذلك

مرفوعة، كأنك قلت: أزيد كان وتقول: من كان أخاك إذا كانت (من)قول ابن السراج أخاك، وتقول : من كان أخوك إذا كانت ( من) منصوبة، كأنك قلت: أزيد كان أخوك،

وهذ كقولك: من ضرب أخاك؟ ومن ضرب أخوك؟ فما أجزته يف املبتدأ واخلرب من التقدمي.

١٩٠األول، ص. اجلزء شرح ابن عقيل، ابن عقيل، .٤٥

51

فأجزه فيها ولكن ال تفصل بينها وبينما عملت فيه مبا مل تعمل فيه وال والتأخري قول: كانت زيدا احلمى تأخذ. وال كان غالمه زيد يضرب، ال جتز هذ إذا كان ( زيد ت

واحلمى ) امسني لكان. فإن أضمرت يف ( كان) األمر أو احلديث أو القصة وما أشبه ذلك هول كان ذلك املضمر اسم (كان) وكانت هذه اجلملة اخلربها، فعلى وهو الذي يقال له ا

احلمى تأخذ وعلى هذ أنشدوا:ذلك جيوز: كان زيدا

فأصبحوا والنوى عايل معرسهم وليس كل النوى يلقى املساكني

كأنه قال: وليس اخلرب يلقى املساكني كل النوى ولكن هذ املضمر ال يظهر وأصحابنا: جييزون : غالمه كان زيد يضرب. فينصبون الغالم ( بيضرب ) ويقدمونه، ألن

٤٦ألخبار جاز تقدمي مفعوله.كل ما جاز أن يتقدم من ا

م منعوا الفصل بني العامل ومعموله إن هذ التقدير والتئ ليل املتعسف مل يرد إال ألعنه أسلوبا شائعا يتكلم به العرب، ألنه تركيب ونثبأجنيب، وليس األسلوب الذي يتحد

م حني مسعوا ( وليس كل النوى يلقى املساكني ) صعيف ال ضرورة بالغية له، غري أوعندهم أن ليس عاملة والبد هلا من مبتدأ وخرب وأنه ال جيوز الفصل بينها وبني معموهلا

ا من كالم العرب شيء وألن فكرة بأجنيب أخذوا يؤلفون مجال على هذ املناول، مل يرد م كان البد من تقدير ضمري شأن ال يظهر أبدا هو اسم ليس، العمل مسيطرة على أذها

م تناولوا األمر بروح اللغة ووظيفتها التعبريية لقالوا إن ليس هنا نافية شبيهة (ال) وال بولو أرتاض واصطناع اجلمل.عمل هلا وال تنهي األمر من دون االضطرار إىل التخيل واالف

أردنا أن نضرب أمثلة ملا اضطرب عندهم من مباحث العمل وما أوردوه فيه من و ولالتعليل والتأويل واحلذف والإلضمار. وختطي العوامل الظاهرة وافرتاض أخرى ال جييز

٩٩- ٩٨) ص. م ١٩٧٤، اجلزء األول، ( مطبعة النعمان، األصولابن السراج، .٤٦

52

يف إظهارها، وادعاء القوة والضعف بني العوامل وما جيوز فيه التقدمي والتأخري، لطال وقوفنا هذ البحث الذي اصطنعوه اصطناعا واختلقوا فيه من األمثلة واألساليب ما ال ميكن أن

ية يكون من كالم العرب، وال ندرى ما الفائدة من إيراده وأنت ال جتد أية حاجة بالغا هو ) أو ( زيد تلجىء املتكلم إليه، فما معىن وجوب إبراز الضمري يف مثل ( زيد هند ضار

وأمجل وال يعقل أنه واملتكلم ميكن ان يعرب عن قصده بعبارات أبني ٤٧هو ).عمرو ضاربه ميكن أن يلجأ إىل مثل هذ اللغو لوال أن النحاة أرادوا أن جيعلوا نظريتهو منسقة مطردة.

إىل القول باالعراب املكاين كما وقد كان ذلك حماال يف عرف اللغة وأساليبها فلجأوا وا حبروف غري يف مبحث االستثناء مثال، واشرتطوا االختصاص يف عمل احلروف فجوم وضعوا خمتصة تعمل وأخرى خمتصة وال تعمل، فراحوا يتأولون ويتحملون يف التأويل أل

ا، فجعلوا يشائوا التنازل عنها ورتبوا العوامل حسب يف االستقراء ومل شروطا ال تطرد قواألضعف فرأينا أن األضعف يعمل الفعل هو األقوى واالسم بعده وجعلوا احلرف هو العامل

من شروط.يف األقوى، ولكنه ال ميتلك ما له

وهكذ متتلئ هذه املباحث باملتناقضات اليت ينبغى أن تطرح ويكتفى فيها بوصف األساليب اليت وردت عن العرب حسب.

ريف ومفهوم العملالتناقض بني التع.٢وقام حيد االسم بأنه ( ما جاز أن خيرب عنه، حنو قولك: عمرو منطلق،فابن السراج

تفهم من ذلك أن هذ الفعل املقدم هو خرب مقدم واجلملة فيها ابتداء واخبار وهو ٤٨بكر).منطق بياين سليم ولكن مفهوم العمل يربك هذ املعىن ويناقضه فال يكن قام خربا عن بكر

وإمنا هو عامل فيه.

٢٠٧ص.األول، اجلزء شرح ابن عقيل، ابن عقيل، .٤٧

٣٩، ص. ، اجلزء األولاألصولابن السراج، .٤٨

53

صادق كثرية الفرضيات اليت ال يتحقق هلا االطراد وال يسند دعواها دليل حقيقي .٣عوى أن االعراب ( إمنا حقه أن يكون لألمساء دون األفعال واحلروف، وأن السكون ومنها د

والبناء حقهما أن يكونا لكل فعل أو حرف وأن البناء الذي وقع يف األمساء عارض فيهالعلة وأن اإلعراب الذي دخل على األفعال املستقبلية إمنا دخل فيها لعلة، فالعلة اليت بنيت

٤٩.لهقوعها موقع احلروف ومضارعتهاهلا األسسماء هي و

التقدير فيما ال لزومه. من ذلك القول بأن الفعل املضارع ينتصب بأن مضمرة بعد .٤٥٠الواو عند سيبويه وكذلك بعد الفاء وواو املعية.

التجويز على التقدير والتأويل كما جوز اخلليل يف قول الشاعر:.٥عظيم املشافرضبيا عرفت قرابيت ولكن جنزيفلو كنت

أن يقال ( ولكن زجنيا عظيم املشافر ) بالنصب على ان يكون خرب لكن ٥١حمذوف وتقديره: ال يعرف قرابيت.

التمرينات غري املقبولة منم ذلك أن سيبويه سأل اخلليل عن رأيه برجل مسي ( أولو ) . ٦عزة ) ) من قوهلم ( ذوووشديد) أو مسي (ذور ه تعاىل: ( حنن أولو قوة وأولو بأسمن قول

ا حسب مواقع الكالم فقال: أقول : ( هذ ذوون، وهذ أولون، ألنين مل وكيف جيري إعرا٥٢أضف وإمنا ذهبت النون يف اإلضافة).

ن يف االعراب لفظا وحمال وهو أمر مناقض ألصل من أصوهلم وهو أال يعمل عامال. ٧باهللا شهيدا ) فلفظ اجلاللة جمرور بالباء لفظا مرفوع ىفمعمول واحد. ومن ذلك ( قل ك

٥٣حمال.

٥٣، ص. ، اجلزء األولاألصولابن السراج، .٤٩

١٣١ه ) ص. ١٣٢٧( مطبعة السعادة : مصر، مهع اهلوامع، اجلزء الثاىن السيوطي، .٥٠

٢٨١ص.اجلزء األول، الكتاب، سيبويه، .٥١

٤٢ص.، اجلزء الثاىنالكتاب، سيبويه، .٥٢

٤٨ص.اجلزء األول، الكتاب، سيبويه، .٥٣

54

تعدد التخريج: من ذلك أن اخلليل خرج رفع املسكني يف قوهلم : مررت به املسكني، . ٨يف حني أن لديهم بابا قريبا من هذ هو باب االشتغال.٥٤بإضمار مبتدإ أي : هو املسكني.

العامل قبل املعمول.٩على أن يأيت العامل قبل املعمول فقال الزجاجي: ( يقال هلم قد أمجعتم على واأمجع

أن العامل قبل املعمول فيه كما أن الفاعل قبل فعله، وكما أن احملدث سابق حلدثه، وانتم مجيعا مقرون أن احلروف عوامل يف األمساء واألفعال، فقد وجب أن تكون احلروف قبله حقا

الزم لكم على أوضاعكم ومقاييسكم). مث يضيف: ( وهذه مغالطة، ليس وهذسابقة هلا. وذلك أنا نقول : إن الفاعل يف جسم فعال ما، من حركة بشبه هذ احلدث وال العلة واملعلول

ب قبل ضربه الذي أوقعه وغريها سابق لفعله ذلك فيه ال للجسم، فنقول: إن الضار للمضروب موجودا قبله، بل جيب أن يكون جيب من ذلك أن يكون سابقا الباملضروب

من الضارب. ونقول وقدسابقا لضربه الذي أوقعه به. جيوز أن يكون املضروب أكرب سناايضا : إن النجار سابق للباب الذي جنره وال جيب من ذلك أن يكون سابقا للخشب الذي

وامل يف األمساء منه جنر الباب، ومثل هذ واضح بني، فكذلك مثال هذه احلروف العفنقول: إن احلروف ساقبة لعملها يف هذه األمساء واألفعال واألفعال وإن مل تكن أجساما.

هو الرفع والنصب واخلفض واجلزم، وال جيب من ذلك أن تكون ساقبة لألمساء الذي ٥٥واألفعال نفسها).

العامل وأية إن هذ املثال من القول وأشباهه يدلون إىل أي اجتاه غريب اجتهت نظرية مسالك فلسفية سلكت، ومع هذ فإذا كان كالم الزجاجي يف الرد على خصصومه مقنعا

فإذا كان يقر فإنه ال ينفي أيضا تقدم احلروف بدليل العمل وال يثبت للفعل واالسم التقدم،

٢٥٥ص. اجلزء األول، ، الكتابسيبويه، .٥٤

٨٤- ٨٣م ) ص. ١٩٥٩( القاهرة: مكتب دار العروبة، ، اإليضاح يف علل النحوالزجاجى، .٥٥

55

بأن العامل سابق لعمله وأننا نقر عقال بأن الفعل اللغوي هو حدث للفاعل، فلزم أن يكون وعمال.مت قدما عليه حمال

ال يكون فاعال لدى النحاة مع أن الفاعل جسم ولكن الفاعل إذا تقدم على الفعل فلما عدوا الفعل عامال تصوروه جسما وأصبح الفاعل للعامل على والفعل النحوي معىن،

أنه حمدث بالقوة أو بالفعل غيب عنهم الكثري من النظر السليم إىل الكثري من الظواهر اللغوية.

٥٦

الباب الخامس

خاتمة

اتالخالص.أ

اية رحليت البحثية يف فكرة العامل النحوي، حاولت فيها أن أبرز مفهوم فهذه

، فأمكن من خالل هذه املعاجلة التوصل إىل نتائج، قضيتهالعامل النحوي وأنواعه، وأركانه، و

ومن أمهها :

أبان البحث أن الطريقة اليت تضبط التغريات وتربط مكونات اجلملة وتفسر نظامها،

ينجم عن هذه العالقات من آثار معنوية ولفظية، لى إدراك العالقة بني عناصرها وماوتعني ع

تتمثل يف فكرة (العمل) وهي فكرة تقوم على ثنائية ( العامل ) و ( املعمول ) فقد اصطلح

النحاة على أن الكلمة إذ كانت طالبة لغريها كانت عاملة فيه، وإذ كانت مطلوبة من غريها

كانت معمولة له.

أساسا يف الكلمة، فهو الذي حيدث األثر فيها، وهذ إن سيبويه يعترب العامل النحوي

.األثر يتغري بتغري العوامل، وخيتلف باختالفها

57

اختلف النحوييون يف مفهوم العامل النحوي، حىت دعا أحدهم إىل إلغاء نظرية

العامل، واحلقيقة أن العامل احلقيقي للرفع والنصب واجلزم هم أهل اللغة املتكلمون بألفاظها،

سبة العمل إىل ما أمسوه بالعوامل النحوية فإمنا هي نسبة جمازية باعتبار مصاحبتها وأما ن

ا ا يف صور األلفاظ، وهم قد فعلوا ذلك ليسهلوا على املتكلم حفظ الكلمات والنطق

الصحيحة.

إن العامل النحوي ينقسم إىل قسمني : معنوي ولفظي، وينقسم العامل اللفظي إىل

قسم يتفاوت قوته يف التأثري، والفعل هو أقوى العوامل اللفظية، وعلة قياسي ومساعي، فكل

حتدد جهة، كاحملدث واحملدث والعلة والزمان ذلك أنه حدث ترتبط به مقيدات او متعلقات

واملكان واهليئة.

قتراحةاال.ب

العريب ففي هذ الفصل أقدم نظرية العامل يف النحولبحث عني من اقيامبعد

االقرتاحات اآلتية:

58

أن املراجع النحوية اليت طالعتها يف كتابة هذه الرسالة مازالت حممودة ومل تكن كافية.

ولذلك نرجو من مدير اجلامعة ومجيع املسؤولني باجلامعة أن يزيدوا الكتب النحوية يف املكتبة

عداد البحث.ألننا نشعر بنقصان الكتب اليت تساعدنا على ا

على الطالب والطالبات الذين يتعلمون العلوم النحوية يف جامعة عالء الدين

مل اإلسالمية احلكومية أن جيتهدوا يف دراستها وفهمها حىت يستطيعوا صناعة تركيب اجل

ها.مو ويعلاملفيدة العربية وما تتعلق به

املناسبات باللغة و ج أرجوا إىل زمالء الطالب والطالبات أن يشرتكوا يف كل الربام

ا. خصوصا يف قسم اللغة العربية وآدا

، واهللا وبعد تقدمي االقرتاحات يف هذه الفصل حنمده اهللا ونصلى على نبيه املصطفى

وآخر دعوانا أن احلمد هللا رب العاملني، والسالم عليكم ورمحة اهللا املوفق إىل أقوم الطريق،

وبركاته.

٥٨

المراجعالقرآن الكرمي

.جمموع مهمات املتون، املكتبة الفيصلية، مكة املكرمة بدون سنة-------

الطبعة العاشر؛ الناشر: دار املعارف، ،املوجه الفىن ملدرسى اللغة العربيةعبد العليم.،ابراهيمم١٩٧٨القاهرة

الطبعة األوىل؛ مكتبة الباز، مكة املكرمة بدون سنة،شرح الكافيةابن احلاجب.

م١٤١١–ه ١٤٣٢دار األمل : ارباد، ،قواعد املطارحة يف النحوابن إياز.

دار الكتب املصرية بدون سنة،، اجلزء األولاخلصائصابن جىن.

م١٩٦٥القاهرة: املكتبة التجارية الكربى، ،شرح ابن عقيلابن عقيل.

م١٩٧٩–١٣٩٩اجلزء اخلامس، دار الفكر، ، املعجم مقاييس اللغة.ابن فارس

م١٩٩٠-ه١٤١٠الطبعة األوىل؛ مكتبة هجر، شرح التسهيل،.ابن مالك

م١٩٧١–ه ١٣٩١دار االعتصام، ، الرد على النحاةابن مضاء.

الطبعة الثاىن؛ القاهرة: دار املعارف بدون ، شرح العوامل املائة اجلرجانيةخالد. ،األزهرىسنة

الطبعة ، الوسيط يف االدب العرىب وتارخيهوالشيخ مصطفى غنائى، .أمحد،االسكندرىالثامنة؛ دار املعارف: بدون سنة

59

اإلنصاف يف مسائل اخلالف، حتقيق حممد حميي الدين عبد احلميد: أبو الربكات.األنربي،.م١٩٦١قاهرة الطبعة الرابعة / لمطبعة السعادة با

طه فوتر: مسارنغ، بدون سنة،ترمجة منت الفية، احلاج حممد. أنوار

م١٩٨٠وزارة الثقافة واإلعالم، ، احللل يف إصالح اخللل من كتاب اجلملالبطليوس،

بريوت: دار الكتب العلمية بدون ،اجلزء األوليف أصول اللغة والنحو، حنا. فؤاد ،ترزيسنة

معهد البحوث، جامعة أم القرى بدزن سنة، ترشيح العللاخلوارزمي،

ن املبارك مكتب دار العروبة ز ما.اإليضاح يف علل النحو، حتقيق دجاجي، أبو القاسم.ز ال.م١٩٥٩السعودية مبصر بالقاهرة مطبعة املدين: املؤسسة

الطبعة الثانية عشر؛ ، تاريخ األدب العريب للمدارس الثانوية والعليا.أمحد حسن،الزياتم٢٠٠٩- ه١٤٣بريوت: دار املعرفة، .

م.١٩٧٤األصول يف النحو، حتقيق د. عبد احلسني الفتلي: مطبعة النعمان السراج، ابن.

لبنان: دار الكتب -الطبعة االوىل؛ بريوت، النحونتائج الفكر يف أيب قاسم.،السهيليم١٩٩٢–ه ١٤١٢العلمية،

العامة للكتاب بدون سنةاهليئة املصرية اجلزء األول، الكتاب، سيبويه،

يين حممد عبد املنعم ز أخبار النحويني البصريني، حتقيق طه حممد الالسريايف، أبو السعيد..م١٩٥٥الطبعة األوىل خفاجي : مطبع مصطفى احلليب مصر

60

م٢٠٠٨الطبعة األوىل، بريوت : دار الكتب العلمية، شرح كتاب سيبويه،السريايف،

ه١٣٢٧مطبعة السعادة : مصر، مهع اهلوامع ، جالل الدين.السيوطي،

الطبعة اخلامسة؛ دار ،الفصل ىف االدب التوجيهى. مرشد عالمامحدو،امحد السيد،شلىبم١٩٥٤مصر سعد:

الطبعة الثالث؛ مصر: دار املعارف، بدون سنة،املدارس النحويةشوقى ضيف،

الطبعة الثانية؛ بريوت: بدون سنة،دراسات ىف فقه اللغةصبح الصاحل.

بحث العلمي جامعة بغداد، بغداد: وزارة التعليم العايل وال،علم اللغة، حامت صاحل.الضامندون سنة

الطبعة الثانية؛ القاهرة: دار املعارف، ، النحو وتاريخ أشهر النحاةنشأة مد.حم، الطنطاوىبدون سنة

م١٩٧٩الطبعة التاسعة؛ بريوت: دار املاليني، ،خصام ونقدطه حسني.

، الطبعة الثالثة؛ مصر: دار املعارف، بدون سنةالنحو الواىفعباس حسن.

م١٩٨٤: دار للماليني، لبنان - الطبعة الثاىن؛ بريوت،املعجم األديبجبور.،عبد النور

م١٩٨٥ه/ ١٤٠٥بريوت: دار النهضة العربية،ي، التطبيق النحو عبده الراجي.

م١٩٧٣، جاكرتا الواضحةالبالغة، ومصطفى امني.على جارم

بدون سنة،الكتب العربيةدار إحياء ، حاشية الصبانعلي الصبان.

61

، ، الطبعة الثانية عشر؛ بريوت: املكتبة العصريةالدروس العربيةجامعمصطفى.،الغالينيه١٣٩٣سنة

م١٩٥٥الكتب: املصرية، دار ،اجلزء األولمعاين القرآن، .أبو الربكاتالفراء،

م١٩٠٨بنان: املطبعة الكاثوليكية, ؛ ل٤٦.ط، املنجد يف اللغة واألعالملويس معلوف.

بريوت؛ عامل الكتب، بدون سنةاجلزء الرابع،املقتضب،.، أبو العباساملربد

الطبعة الثانية؛ ،معجم املصطلحات العربية يف اللغة واألدب، وكامل املهندس. جمدى وهبهم١٩٨٤لبنان: مكتبة لبنان،

جامعة عالءالدين االسالمية احلكومية: اوجنج ، كتاب البالغةاحلاج مصطفى. ،مد نورىحمم١٩٧٥فاندانج،

القاهرة:عامل الكتب، الطبعة األويل؛ ،معجم اللغة العربية املعاصرة، امحاد.خمتار عمرم٠٠٨ه/١٤٢٩

الطبعة االوىل؛ وزارة ، النقد االدىب والبالغةحممد حسن ، ،و عبد اهللامساعيل.،مصطفى: بدون سنةالرتبية بدولة الكوت

القاهرة: مكتبة الشباب بدون سنةالطبعة األوىل، ، املصباح يف علم النحواملطرزي،

املكتب الثقافية: ، قواعد اللغة العربية لتالميذ املدارس الثناوية، حفىن بك واصدقائه. ناصفسورابايا، بدون سنة

-١٢٩٥، لبنان: دار الكتب العلمية،القواعد األساسية للغة العربية، أمحد.اهلامشىم١٩٤٣-١٨٧٨ه / ١٣٦٢

62

بدون عشر، دار احياء العرىب، بريوت: لبنانالطبعة الثانية،البالغةجواهر أمحد.،اهلامشىسنة

بة التجار الطبعة الثانية عشر، املكتن الذهب ىف صناعة الشعر العرىب، ميزاأمحد.،اهلامشىم١٣٧٨الكربى: القاهرة

م١٩٦٣-ه١٣٨١الطبعة اخلامس؛ جلنة البيان العرىب ، فقه اللغة.على عبدالواحد واىف،