إدارة االختالف في القرآن الكريمبين منهجي: الوصل والقطع

(1)حيدر حب الله

تحرير وتنظيم: الشيخ سعيد نورابين يدي البحث

يعتبر االختالف من األزمات التي تواجهها البشرية، من::ذ أن هب::طة اإلنسان إلى األرض إلى يومنا هذا، حيث ينقل القرآن الك::ريم قص::

�ابني آدم، عندما اختلف::ا في موض::وع القرب::ان: اتل ع�ل�يهم ن�ب���أ ﴿و�ا ول�م تقبل� من أ�ح���دهم� ب���ا قرب�ان��ا ف� ر ق إذ ق� ابن�ي آد�م� ب��الح�بل الله من� �قتل�نك� ق���ال� إنم��ا ي�ت�ق� بل من� اآلخ���ر ق���ال� أل� يت�ق��ن�ا بب�اسط ي�دي� ا أ طت� إل�ي ي�د�ك� لت�قتل�ني م� المتقين� ل�ئن ب�س�ب الع���ال�مين� إني أري��د أ�ن �قتل���ك� إني أ�خ���اف الله� ر� إل�ي��ك� ألاء اب النار وذل��ك� ج���ز� ح� ت�ك��ون� من أ�ص�� ت�بوء� بإثمي وإثمك� ف�ب�ح� من� أ�ص�� ت�ل�ه ف� ق� تل� أ�خيه ف� الظالمين� ف�ط�وع�ت ل�ه ن�فسه ق�

اسرين� )المائدة : (.30 � 27﴾الخ� وص::وال إلى،ويس::تمر ه::ذا الخالف ع::بر الت::اریخ إلى يومن::ا ه::ذا

::ةمةفي األكث::يرة خالف::ات ::ارات الديني اإلس::المية نفس::ها بين التی المتع::ددة، وهي الخالف::ات ال::تي ق::د يك::ون ال::دين نفس::ه أح::د

موضوعاتها.::ه كي::ف يمكنن::ا أن ن::ديروالس::ؤال المهم في ه::ذا الص::دد، ه::و أن

االختالف::ات ال::تي تق::ع داخ::ل ال::دائرة اإلس::المية، أو داخ::ل ال::دائرة اإليمانية؟ وكيف يمكننا أن نختلف معا، في الوقت الذي نش::عر في::ه بأن الموضوعات التي نختل::ف عليه::ا، هي موض::وعات أساس::ية في

الدين، وقد تبعد بيننا وبين الطرف اآلخر مسافات ومسافات؟ هل يمكن أن نسمح للطرف اآلخر أن يطرح ما يريد من األفك::ار::ة ::ا، باس::تخدام ك::ل الوس::ائل العلمي ونكتفي ب::الرد علي::ه ردا علمي::ة، أو أن هن::اك طرق::ا أخ::رى ::ة والتعبوي والبحثية والتثقيفية والتوعوي

للخالف في الداخل اإلسالمي، بإمكاننا أن نستخدمها أيضا؟ س::وف نح::اول هن::ا اإلجاب::ة على ه::ذه األس::ئلة المهم::ة ق::در استطاعتنا، أمال في أن يكمل اآلخ::رون ه::ذا الطري::ق للوص::ول إلى

الغاية المنشودة.1 : بتاريخ)( إيران، في الزهراء جامعة في المحاضرة هذه وتحريرها، 2013: 4: 21القيت بتقريرها نورا سعيد الشيخ قام وقد م،

. ) والتوضيحات ) التعديالت بعض عليها مجريا ، الله حب الشيخ المحاضر راجعها ثم

1

::ز في ه::ذه الدراس::ة بالدرج::ة األولى على الق::رآن س::وف نرك::ة، وله::ذا ::ا ب::دوره الكب::ير في الدراس::ات الفقهي الك::ريم؛ إيمان::ا من خصصنا الفصل األول لتقديم إشارة عابرة عن الفقه الق::رآني ودورال في القرآن في الدراسات الفقهية، محيلين على ما درسناه مفص::

، حيث(1)كتابنا المتواضع »دراسات في الفق::ه اإلس::المي المعاص::ر«بحثنا هناك عن الفقه القرآني ومعالمه.

::ة وفي الفصل الثاني، س::وف نح::اول أن نكتش::ف البني::ات التحتي لفك::رة إدارة االختالف في الق::رآن الك::ريم؛ ل::نرى م::ا هي المب::ادئ األساسية التي يفرضها ه::ذا الكت::اب الك::ريم، لتنظيم العالق::ات بين::ا، لتك::وين المؤمنين؟ ألن هذه األسس سوف تشكل عنص::را محوري::ة في ص::ورة مكتمل::ة عن رؤي::ة الق::رآن الك::ريم للخالف::ات الداخلي المجتمع اإلسالمي، حتى نس::تطيع أن نض::ع في ظ::ل ه::ذه المب::ادئ العامة حلوال مناسبة لهذه الخالفات المتنوعة، ولهذا س::ندرس ه::ذه المبادئ في الفصل الثاني تحت عنوان »المبادئ األساسية القرآنية لتنظيم العالقات بين المؤمنين«، ونقصد بالمؤمنين هنا، الذين آمنوا

بالله ورسوله بمختلف مذاهبهم وطرق تفكيرهم. ثم ننتقل للحديث عن الح::االت االس::تثنائية ال:تي تخ::رج عن ه::ذه

المبادئ العامة، وهي حالة البغي والظلم. بعد ذلك سوف نخصص قسما من الحديث يمثل مرحلة التط::بيق العملي لهذه المبادئ العامة على أرض الواقع، عبر عرض الخطوط العام::ة إلدارة االختالف، حيث نق::وم بدراس::ة االتجاه::ات المختلف::ة،::ز االتج::اه الص::حيح عن ونقدها على أساس تلك المبادئ العامة لنمي

غيره.

1 : المعاصر)( اإلسالمي الفقه في دراسات الله، حب حيدر (.185: 7: 5راجع القرآني ) الفقه إلى المدخل بحث ،

2

أوال: دور القرآن الكريم في االجتهاد والمعرفةالدينية

نتحدث هن::ا عن إطالل::ة س::ريعة عن موق::ع الق::رآن المك::ريم فيالتوجيه العملي لإلنسان، وذلك على شكل نقاط مختصرة وموجزة:

بدايات التوجه القرآني العام قبل أن نشرع بالح::ديث عن دور الق::رآن الك::ريم في الدراس::ات الفقهية، من المناسب أن نمهد لذلك بالحديث عن االهتمام القرآني الكب::ير والمتزاي::د في الع::الم الش::يعي في الس::بعين س::نة األخ:يرة، حيث شهد العالم اإلسالمي توجها شيعيا كبيرا نحو الق::رآن الك::ريم،::ة بك::ل م::ا وحدثت نهضة يمكن أن يقال في حقها: إنها نهضة تاريخي للكلمة من معنى، نهضة كبيرة في مختلف ش::ؤون الق::رآن الك::ريم

من علوم القرآن وتفسيره وقراءته وحفظه.

3

الفصلاألول

دور القرآن الكريم في الدراسات الفقهية

الفصل الثاني

المبادئ األساسية القرآنية في العالقات بين المؤمنين

الفصل الثالث

حاالت االستثناء عن المبادئ العامة

الفصل الرابع

دراسة االتجاهات المختلفة في ضوء المبادئ القرآنية

وقد ساهم في إيجاد هذه النهضة العظيمة مجموعة من العلم::اء،من بينهم:

: العالمة محمد حسين الطباطبائي.1 : السيد محمود الطالقاني.2 : السيد محمد باقر الصدر.3 : السيد محمد حسين فضل الله.4 : الشيخ محمد الصادقي الطهراني.5 : السيد علي الحسيني الخامنئي.6

وغيرهم من العلماء. شهدنا في هذه الف::ترة ال::دعوة إلى حض::ور الق::رآن الك::ريم، في::ة واألص::ولية بع::د أن ك::ان صدر األبحاث العلمية والدراس::ات الفقهي

غائبا عن الدراسات العلمية غيابا نسبيا. وفي هذا اإلطار، بدأ العلماء يتح::دثون عن اجته::ادات جدي::دة في فهم القرآن، وفي الفقه، وفي فهم الش::ريعة، وتن::وعت اآلراء فيم::ا بينهم واختلفوا في طرق فهم الكتاب، لكن كانت هناك فكرة تش::تد::ة الق:رآن في يوما بعد يوم في الساحة العلمية، وهي فك:رة مرجعي االجتهاد الديني عموما، فأي اجتهاد نريد أن نق:وم ب:ه ديني::ا، الب:د أن

نعرضه على القرآن الكريم لنرى هل يوافقه أو ال؟ إن هذه الفكرة ليست جديدة، بل نجد ج::ذورها في عص::ر األئم::ة عليهم السالم، حيث كانوا يأمرون أتب::اعهم بل::زوم ع:رض األح:اديث على الكتاب الشريف لمعرفة مدى موافقتها له، ب::ل هن::اك نص::وص عن النبي يأمر فيها بهذا األم::ر، وق::د تض::اعف االهتم::ام بمث::ل ه::ذه

النصوص خالل القرن األخير.

فكرة مرجعية القرآن في االجتهاد الديني فك::رة الرج::وع إلى الق::رآن في تق::ويم األح::اديث، نش::أت عن الرواي::ات ال::واردة عن رس::ول الل::ه‘ واألئم::ة عليهم الس::الم، ت::أمر بالرجوع إلى القرآن الكريم لمعرفة م::دى ص::حة الرواي::ات، ونش::ير

هنا إلى بعض هذه الروايات إشارة عابرة: ق::ال رس::ول » ق::ال:× عن أبي عب::د الله � خبر الس��كوني،1 إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب ن::ورا، فم::ا واف::ق|:الله

.(1)«كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه ق::ال:×، عن أبي عبد الله � خبر هشام بن الحكم وغيره،2

بم::نى، فق::ال: أيه::ا الن::اس، م::ا ج::اءكم عني يواف::ق|خطب النبي».(2)«كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله

الكافي)( 1 .69: 1الكليني،2. نفسه)( المصدر

4

م::ا لم» ق::ال: ×، عن أبي عب::د اللهخ��بر أي��وب بن راشد � 3

.(1)«يوافق من الحديث القرآن فهو زخرفال في كتابن::ا المتواض::ع »حجيةوق::د بحثن::ا ه::ذا الموض::وع مفص::

.(2)الحديث«، فليراجع

الحرفية والمضمونيةموافقة الكتاب بين ثمة جدل كبير بين العلماء : خاصة المتأخرين : في معنى موافقة

الكتاب ومخالفته؟

أ : الرأي المدرسي القائم على النسب األربعة الكث::ير من الفقه::اء واألص::وليين تع::املوا م::ع ه::ذه الرواي::اتإن

بذهنية فلسفية : منطقية، ولذلك نجد فكرة النسب األربعة حاض::رة كالم، وعلى س::بيل المث::ال نش::ير إلى (3)في کلم::ات الكث::ير منهم

بعضهم في هذا الصدد، وهو ما ذكره السيد الحكيم في تعريف هذه »ويراد بموافقة الكتاب أن يكون الحكم داخال ضمن إطارالموافقة:

أحكامه العامة أو الخاصة، وبالمخالفة أن يصادمها على نحو التب::اين أو العموم والخصوص من وجه، أي في المواضع التي ال يمكن فيه::ا

.(4)الجمع العرفي أصال«::ة، ك::ان أح::د ويبدو لي أن هذا النوع من التفسير للنص::وص الديني::ر على اآلثار السلبية لدخول الفلسفة اليونانية إلى اإلسالم، حيث أث

، وحولها إلى فهم تقعيدي أشبه بح::لكيفية الفهم العرفي للنصوصالمعادلة الرياضية منه إلى فهم النصوص العرفية.

ومضمونه وروحهب : الموافقة مع مزاج القرآن ظهر اتجاه جديد في القرن األخ::ير، ي::رى أن المقص::ود بموافق::ة::ة، وإنم::ا هي الموافق::ة م::ع الم::زاج الكتاب، ليس الموافق::ة الحرفي الع::ام وال::روح العام::ة للق::رآن الك::ريم. ومن أب::رز شخص::يات ه::ذا االتجاه السيد محمد باقر الص::در، وه:و ي:ذكر مث::اال للمخالف::ة وآخ:ر

للموافقة: أبيإلى ( 5)خ::بر الكلي::ني بس::ندهأم��ا مث��ال المخالف��ة، فه��و

الربي::ع الش::امي، ق::ال: ق::ال لي أب::و عب::د الل::ه×: »ال تش::تر من1. نفسه)( المصدر2 : : الحديث)( حجية الله، حب حيدر .213: 279راجع3 : األصول)( بيان الصافي، الله لطف : المثال سبيل على : األولى، 511: 1انظر الطبعة قم، ه:.1428،4 : المقارن)( الفقه في العامة األصول الحكيم، تقي الثانية، 354محمد الطبعة إيران، قم، ه:.1418،5 : بن)( الحسين عن عثمان، بن عمرو عن الحسين، بن علي عن المكي، محمد بن إسماعيل عن إبراهيم، بن علي هو والسند

. ذكره عمن خالد،

5

، ف::إنهم من ال::ذين ق::ال(6)السودان أحدا فإن ك::ان الب::د فمن النوبة ومن الذين قالوا إنا نص::ارى أخ::ذنا ميث::اقهم فنس::وا﴿الله عز وجل:

، أما إنهم س::يذكرون ذل::ك الح::ظ وس::يخرج م::ع﴾حظا مما ذكروا به القائم× منا عصابة منهم، وال تنكحوا من األكراد أح::دا ف::إنهم جنس

.(2)من الجن كشف عنهم الغطاء« تنهى ه::ذه الرواي::ة عن ش::راء الس::ودان من ناحي::ة، ومن ناحي::ة أخ::رى تمن::ع عن مناكح::ة األك::راد، وتص::فهم ب::أنهم جنس من الجن

»فمثال لو وردت روايةكشف عنهم الغطاء. إن السيد الصدر يقول:تهم في الخل::ق أو أنهم قس::م في ذم طائفة من الن::اس وبي::ان خس:: من الجن، قلن::ا: إن ه::ذا مخ::الف م::ع الكت::اب الص::ريح في وح::دة البشرية جنسا وحسبا ومساواتهم في اإلنسانية ومس::ؤولياتها مهم::ا

.(3)اختلفت أصنافهم وألوانهم« إذن، ليست هن::اك آي::ة في الق::رآن الك:ريم تخ::الف ه:ذه الرواي:ة مخالفة حرفية، لكن المزاج الع::ام للق::رآن ال::ذي يس::تفاد من خالل اآليات التي تتحدث عن تساوي نوع البشر، أو تجعل معي::ار اإلك::رام هو التقوى أو العلم وغيرها من اآليات التي يس::توحى منه::ا تس::اوي اإلنسان في الحقوق والوظائف.. يخالف هذه الرواية، فنط::رح ه::ذه

منه::ايس::توحىاآليات ال::تي الرواية جانبا أو نكل علمها إلى أهلها. و.. هي مثل قوله تعالى:هذا المزاج العام من�ا ب�ني آد�م� د ك�ر ﴾ول�ق� ﴿

�يه���ا الناس إناوك::ذلك قول::ه س::بحانه:(،�� 70)اإلس��راء: ي���ا أ ﴿ ب�ائل� عوبا وق� ع�لن����اكم ش��� ل�قن����اكم من ذ�ك����ر وأنث�ى وج� خ�ب��ير اكم إن الله� ع�ليم خ� �تق� م�كم عند� الله أ فوا إن أ�كر� ﴾لت�ع�ار�

(.13)الحجرات : إلى أبي(4)خ::بر الكلي::ني بس::ندهوأما مثال الموافقة، فهي

عبد الله×، قال: »أنه كان إذا أهل هالل شهر رمض::ان، ق::ال: اللهم أدخله علينا بالسالمة واإلسالم واليقين واإليمان والبر والتوفيق لم::ا

.(5)«تحب وترضى فه::ذه الرواي::ة تحث على ال::دعاء عن::د رؤي::ة الهالل، وهن::ا يق::ول الصدر: »وأما مجيء رواية تدل على وجوب الدعاء عند رؤية الهالل مثال فهي ليست مخالفة مع القرآن الكريم، وما فيه من الحث على التوجه إلى الله، والتق::رب من::ه عن::د ك::ل مناس::بة، وفي ك::ل زم::ان

.(6)ومكان«1 ( : العربية)( وصحاح اللغة تاج الصحاح الجوهري، حماد بن إسماعيل نوبي الواحد السودان، من جيل أيضا والنوبة :1 النوب

األولى، 229 الطبعة لبنان، بيروت، للماليين، العلم دار ه:(.1410،.352: 5الكافي)( 2األصول)( 3 علم في بحوث الصدر، باقر : 334: 7محمد الثالثة، الطبعة قم، الهاشمي، محمود بقلم ه:.1417،4.× : الله)( عبد أبي عن عمار، بن معاوية عن يونس، عن مرار، بن إسماعيل عن أبيه، عن إبراهيم، بن علي هو والسند.74: 4الكافي)( 5األصول)( 6 علم في بحوث .334: 7الصدر،

6

إذن، نحن نش��اهد خالل العق��ود الس��بعة األخ��يرة، أن العلم��اء ب��دأوا يتجه��ون نح��و� تأس��يس مدرس��ة جدي��دة ومعمقة، تؤصل لمرجعي�ة الق�رآن الك��ريم، دون أن تلغي قيم�ة المص�ادر المعرفي�ة األخ�رى كالس��نة والعق�ل وم�ا

شابه ذلك.

ثانيا: المبادئ القرآنية في تنظيم العالقات بينالمسلمين

:ق :ة الق:رآن فيم:ا يتعل ما نريد أن نفعل:ه هن:ا، ه:و تأص:يل مرجعي بالقواعد األساسية في عالقات المؤمنين ببعضهم؛ لنرى كيف يصور لنا العالقات الداخل : إيمانية، أي بين المؤمن والمؤمن، سواء ك::ان::تين المؤمنان من جماعتين أو تيارين أو حزبين أو عشيرتين أو قومي

أو لغتين أو مذهبين أو ما شابه ذلك؟ من هنا يجب أن نجمع كل : أو على األقل أغلب : اآليات القرآنية::ا التي تلتقي حول هذا الموضوع، ثم نح::اول أن نفهمه::ا فهم::ا عرفي::ة في عالق::ات بعيدا عن التعقيدات، ونستخلص منها القواعد القرآني::ة، من الح::ديث أو المؤم::نين ببعض::هم، ثم ن::ذهب إلى س::ائر األدل السيرة المتشرعية أو أي شيء آخر، وفاء لحق تق::دم الق::رآن على

سائر المصادر الدينية. وس::أحاول أن استكش:ف المب::ادئ العام:ة ال:تي يفرض:ها الق:رآن لعالق::ات المؤم::نين ببعض::هم، لنخ::رج بتص::وير واض::ح عن الم::زاج الق:::رآني في قض:::ية االختالف في األم:::ة، ثم نع:::رض حياتن:::ا على

القرآن، لنرى هل نحن سائرون على نهج القرآن أو ال؟

المبدأ األول: مبدأ عدم التنازع، واالحتكام إلى اللهورسوله

له الق::رآن في قول::ه تع::الى: أ�طيع��وا الله�ه::ذا المب::دأ يؤص:: ﴿و�لوا وت�ذه�ب� ريحكم واصبروا إن ت�فش� عوا ف� سول�ه وال� ت�ن�از� ور�

ابرين� )األنفال : ع� الص وهن::اك الكث::ير من اآلي::ات(،46﴾الله� م�القرآنية األخرى، تؤكد على هذا المبدأ، نشير إلىها الحقا.

أ : التنازع في اللغة، وعدم شموله لمجرد االختالف حسب ما يستفاد من كتب اللغة، فإن أصل التنازع، هو التجاذب،

7

الس::ياق،ويستخدم بمعنى التخاص::م، وإلي::ك نص كلم::اتهم في ه::ذا م. وتن::ازع الق::وم: حيث ج::اء في لس::ان الع::رب: »التن::ازع: التخاص::

.(1)اختصموا« ::ذا منازع::ة ونزاع::ا ::ه( في ك وفي المص::باح: »و)نازعتمته و)تنازع::ا( في::ه« ن::ازع فيوفي. (2)خاص:: ت::اج الع::روس: »والت

::ة، م والمجادل خاص:: ر بهم::ا عن الت جاذب، كالمنازع::ة، ويعب األصل: الت::ه تع::الى: ف::إن لوا، وقول ::ازعوا فتفش:: : وال تن ::ه ع::ز وج::ل ::ه قول ومن

.(3)«ء فردوه إلى الله تنازعتم في شي إذن، مج:رد االختالف في اآلراء ال يس:مى تنازع:ا في اللغ:ة، فل:و قال مجتهد: يجوز النكس في مسح الرجلين للوضوء، وق::ال اآلخ::ر: ال يجوز، فال يكون هذا تنازعا؛ ألن التنازع في اللغة يع::ني التخاص::م،

وهذا يتضمن نوعا من التصارع والقسوة المتبادلة. ومما يؤيد هذا المعنى الذي ذكرناه، تعليل اآلية لحظر التنازع بأنه ي:ؤدي إلى الفش::ل وإلى ذه:اب الس:لطة والق:وة؛ ألن ه::ذا التعلي::ل::ة ال:تي ت:دفع عجل::ة يترتب على التخاصم ال على االختالف::ات العلمي

التقدم إلى األمام.

ب : التنازع وفشل األمة وذهاب ريحها قد نفهم من هذه اآلية الشريفة، أن ذه::اب ال::ريح هي الغاي::ة من

لوا﴿وراء تحريم النزاع في المجتمع اإليم::اني؛ حيث عللت: ت�فش��� ف� ﴾، وذه::اب ال:ريح كناي::ة عن زوال الق::درة والع::زة،وت�ذه�ب� ريحكم

وهذا أمر طبيعي؛ ألن النزاع يوقع الفرقة واالختالف بين أبناء األم::ة::ة ويغفل::ون عن األع::داء، اإلسالمية، حيث ينشغلون بالقضايا الداخلي

وبالتالي تضعف قواهم فيطمع األعداء بهم. ف::النزاع يس::بب فش::ل األم::ة اإلس::المية وض::عفها، وي::وجب زوال قدرتها وعزتها، وكما هو المعروف، فإن العلة تعمم وتخصص، فك::ل فعل يؤدي إلى هذين العنص::رين، أم::ر مرف::وض من قب::ل الش::ريعة اإلس::المية، وك::ذلك أي خالف ال ي::ؤدي إلى ه::ذين، ال يش::مله ه::ذا

النهي.العرب)( 1 لسان اإلفريقي، منظور ابن مكرم بن لبنان، 352: 8محمد بيروت، صادر، دار : والتوزيع والنشر للطباعة الفكر دار ،

الثالثة، ه:.1414الطبعةللرافعي)( 2 الكبير الشرح غريب في المنير المصباح الفيومي، محمد بن إيران، 600: 2أحمد قم، الرضي، دار منشورات ،

. األولى الطبعةالقاموس)( 3 جواهر من العروس تاج الحسيني، مرتضى محمد السيد الحنفي، الزبيدي الواسطي الدين دار 476: 11محب ،

األولى، الطبعة لبنان، بيروت، والتوزيع، والنشر للطباعة ه:.1414الفكر

8

ج : مرجعية الله ورسوله في حل المنازعات

يق::دم الق::رآن الك::ريم بع::د النهي عن تحق::ق ال::نزاع، حال لف::ك الداخل : إيمانية، وه::و الرج::وع إلى الل::ه ورس::وله‘، حيثالنزاعات

ن��وا أ�طيع��وا الله� وأ�طيع��وا﴿ق::ال تع::الى: �يه���ا الذين� آم� ي���ا أي عتم في ش��� ول� وأولي األم��ر منكم ف���إن ت�ن���از� س�� ء الر

سول إن كنتم تؤمن��ون� بالله والي���وم ردوه إلى الله والر ف�ن ت�أويال )النساء : ير وأ�حس� (.59﴾اآلخر ذلك� خ�

فإذا حصل التنازع في أي موضوع كان، يجب الرجوع إلى القرآن والسنة واالحتكام إليهما؛ لنرى لمن أعطيا الح::ق، وعلى من فرض::ا واجبا وتكليفا، فيعرف كل شخص المسؤوليات التي علي::ه أن يق::وم

بها والحقوق التي له. إن المب::دأ األول في عالق::ات المؤم::نين ه::و حظ::ر: والنتيج��ة

التنازع؛ ألنه سوف يؤدي إلى فشل األمة وذهاب قوتها، ف::أي خالف فك::ري أو عقائ::دي أو سياس::ي أو اجتم::اعي في ال::داخل اإليم::اني، مهما بلغ، يجب أن ال يصل إلى حد التنازع المفضي إلى فشل األمة

لوا وت�ذه�ب� ريحكم﴿وذهاب قوتها ت�فش� ﴾ف� وإن كان الخالف خالفاحقا.

المبدأ الثاني: مبدأ االعتصام الديني وعدم التفرق المبدأ الثاني من آية كريمة تأمر المؤمنين بع::دم التف::رقيستلهم

�يه���ا الذين�معتصمين بحب::ل الل::ه جميع::ا، وهي قول::ه تع::الى: ﴿ي�ا ألمون� �نتم مس�� وأ اته وال� ت�م��وتن إال ق تق� نوا اتقوا الله� ح� آم�ة� الله قوا واذكروا نعم� ر ميعا وال� ت�ف� بل الله ج� واعت�صموا بح�ت��ه أ�صب�حتم بنعم� أ�لف� ب�ين� قلوبكم ف� �عد�اء ف� ع�ل�يكم إذ كنتم أأ�نق���ذ�كم منه���ا ة من� النار ف� ا حف��ر� ف� ان��ا وكنتم ع�ل�ى ش��� إخو� ﴾ك���ذلك� يب�ين الله ل�كم آي�ات��ه ل�ع�لكم ت�هت���دون� )آل عم��ران:

102 � 103.) تتحدث هذه اآلية عن مشهد رائع، وك::أن هن::اك حب::ل مم::دود من

فالقاس::مالسماء، وأبناء المجتمع اإليماني يتمسكون به::ذا الحب::ل، المش::ترك ال::ذي يرب::ط المؤم::نين ببعض::هم، ه::و حب::ل الل::ه

9

سبحانه وتعالى.ق��وا﴿وقوله تعالی: ر ميع��ا وال� ت�ف� ب��ل الله ج� موا بح� اعت�ص�� ﴾و�

ینهى المؤم::نين عن التف::رق والتم::زق، فمن حقن::ا أن نختل::ف، لكن::ة، مهم::ا ::ة الفئوي ::ة أق::وى من الهوي ::ة الجمعي يجب أن تبقى الهوي::ة مس::تحكمة اشتدت الهوية الفئوية، يجب أن تك::ون الهوي::ة الجمعي وقوية بل هي األقوى. ثمة آيات كثيرة تتن::اول موض::وع التف::رق من

زوايا متعددة، وسوف أشير إلى بعض منها:

األمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل النهي عنأ : التفرق

يتحدث القرآن الكريم بعد النهي عن التفرق مباشرة، عن مسألةلت�كن منكماألم::ر ب::المعروف والنهي عن المنك::ر، حيث ق::ال: ﴿و�

عروف وي�نه���ون� ع�ن ي��ر وي���أمرون� ب��الم� ة ي�دعون� إلى الخ� أم�ر وأولئك� هم المفلحون� )آل عمران: (.104﴾المنك

األم::ر ب::المعروف والنهي عنإننا نس::توحي من ه::ذا ال::ترتيب أن المنكر، يجب أن يجتمع مع وحدة األمة والمؤم::نين، إذا، ال ينبغي أن يكون إصالح حال المسلمين قائم:ا على أس:اس تمزي:ق المس:لمين

وتفريقهم.

ب : العذاب العظيم للذين تفرقوا واختلفوا تنهی المؤم:نين أن یكون:وا مث::ل ال:ذين تفرق:واواآلية ال:تي تليه:ا

إياهم بالذين لهم عذابواختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات، واصفةق��وا واخت�ل�ف��وا من ب�ع��د م���اعظيم: ر ﴿و�ال� ت�كون��وا ك�الذين� ت�ف�

اء�هم الب�ين�ات وأولئك� ل�هم ع�ذ�اب ع�ظيم ي�وم� ت�بي�ض وجوه ج�رتم ب�ع��د� دت وج��وههم أ�ك�ف��� و� ا الذين� اس�� أ�م د وجوه ف� وت�سو�ذوقوا الع�ذ�اب� بم���ا كنتم ت�كف��رون� )آل عم��ران: ﴾إيمانكم ف�

10

االعتص::ام ال::ديني وع::دمتؤكد على أيضا ، فهذه اآلية (106 � 105التفرق بين المؤمنين.

ج : القطيعة التامة بين النبي األكرم والذين فرقوا دينهم ﴿إنمن اآليات التي تؤكد على مبدأ ع:دم التف::رق، قول::ه تع:الى:

ي ت� منهم في ش��� ي�عا ل�س�� قوا دين�هم وك���انوا ش�� ر ء الذين� ف� ﴾إنم���ا أ�م���رهم إلى الله ثم ين�بئهم بم����ا ك����انوا ي�فع�ل���ون�

(.159)األنعام : يإن عبارة ت� منهم في ش��� كناي::ة عن ال::براءة منهم،﴾ء ﴿ل�س��

يعني ليس هؤالء من أمة محمد‘ : إذا صح التعبير : ال هم من النبي‘ وال هو منهم، وهذا تعبیر عن تمام القطيعة بينهم وبين الن::بي، فك::ل من يعمل على أن يفرق بين المؤم::نين، ويجعلهم ش::يعا، فليس من

رسول الله في شيء.

د : هدم المسجد الذي يفرق بين المؤمنين إن اإلس::الم اهتم بالمس::اجد كث:يرا، ول:ذلك وض::ع ض:وابط كث:يرة لحف::ظ حرمته::ا، لكن ن::رى في قض::ية مس::جد ض::رار ال::ذي أراد المن::افقون تفري::ق المؤم::نين من خالل::ه موقف::ا ملفت::ا، يفتق::د في::ه المسجد أهميت::ه في مقاب::ل وح::دة المس::لمين وحف::ظ دينهم، فق::د

ن شبهه القرآن الكريم قائال: ا﴿..أ�م م� ف� س� بني�ان���ه ع�ل�ى ش��� أ�س��نم� ه� ار� به في ن�ار ج� انه� ار ف� ويأمر(،109﴾.. )التوبة: جرف ه�

.﴿نبيه بأن ال يقوم فيه أبدا �ب�دا ﴾ال� ت�قم فيه أالذين�قد وردت قضية مسجد ضرار في سورة التوبة هك::ذا:و و� ﴿

ارا وكف��را وت�فريق��ا ب�ين� الم��ؤمنين� ر� جدا ض�� اتخ���ذوا م�س��ب��ل ول�ي�حلفن إن ول�ه من ق� س�� ب� الله� ور� ن ح���ار� ادا لم� وإرص�د إنهم ل�ك���اذبون� ال� ت�قم في��ه ه� الحسن�ى والله ي�ش�� دن�ا إال أ�ر�س� ع�ل�ى التق��و�ى من أ�ول ي���وم أ�ح���ق أ�ن جد أس�� �ب���دا ل�م�س�� أروا والله يحب ت�ق���وم� في���ه في���ه رج����ال يحبون� أ�ن ي�ت�ط�هس� بني�ان�����ه ع�ل�ى ت�ق����و�ى من� الله ن أ�س���� م� رين� أ�ف� المطها ج��رف ه���ار ف� ن أ�سس� بني�ان���ه ع�ل�ى ش��� ير أ�م م� ان خ� ورضو�وم� الظالمين� ال� نم� والله ال� ي�هدي الق� ه� ار� به في ن�ار ج� انه� ف�طع� أ�ن ت�ق� ال بني���انهم الذي ب�ن���وا ريب���ة في قل��وبهم إال ي���ز�

كيم )التوبة: (.117 � 110﴾قلوبهم والله ع�ليم ح�

11

ه: : التفريق نفسه يعتبر عذابا عظيما عن::دما أراد الل::ه س::بحانه وتع::الى أن ي::بين قدرت::ه على أن::واع

العذاب، ق::ال: ادر ع�ل�ى أ�ن ي�بع�ث� ع�ل�يكم ع���ذ�ابا ﴿قل ه��و� الق���ي�عا وي��ذيق� كم ش�� �و ي�لبس� �رجلكم أ �و من ت�حت أ وقكم أ من ف�ف اآلي���ات ل�ع�لهم ر كم ب���أس� ب�عض انظ��ر ك�ي��ف� نص��� ب�عض���ت ع�ل�يكم وم��ك� وه��و� الح���ق ق��ل ل�س�� هون� وك�ذب� ب��ه ق� ي�فق�

(.66 � 65﴾بو�كيل )األنعام: تشير هذه اآلية الكريمة إلى أنواع العذاب:

وقكم : 1 ﴾من ف� كناي::ة عن الع::ذاب الن::ازل من الس::ماء مث::ل﴿الصاعقة.

�رجلكم : 2 ﴾من ت�حت أ كناية عن عذاب األرض مث::ل الخس::ف﴿والزالزل.

كم ب�أس� ب�عض : 3 كم شي�عا ويذيق� ب�عض� ﴾ي�لبس� أن يتح::اربوا ﴿ في ما بينهم، ويقتل بعض:هم بعض::ا، ه::ذا ع:ذاب اخت::اره الل::ه لبعض

األمم. تجعل هذه اآلية تفريق األمة وتمزيقها، أحد أن::واع الع::ذاب، بحيث يعتدي بعضهم على بعض، وتنش::أ الح::روب الدامي::ة بينهم، فالفرق::ة عذاب والوحدة نعمة، وقد يفوق هذا العذاب في آثاره السلبية أك::ثر::ة، حيث أدت إلى قت::ل الزالزل شدة كما رأيناه في الحروب العالمي الماليين من البش::ر، وخلفت آث::ارا ش::نيعة نج::د بقاياه::ا إلى اآلن، فاختار الله سبحانه وتعالى لبعض األمم هذا النوع من الع::ذاب كم::ا اختار لبعض من األمم الس::ابقة ع::ذابا من الس::ماء أو األرض كق::وم

نوح وهود وصالح وغيرهم.

و : تفريق الدين عمل المشركين من اآليات التي تركز على مفهوم االعتصام الديني وعدم التفرق

أ�قم و�جه���ك� لل��دين بين أبناء المجتمع اإليماني، قول::ه تع::الى: ﴿ف�ل��ق ا ال� ت�ب��ديل� لخ� ة� الله التي ف�ط�ر� الناس� ع�ل�يه� نيفا فطر� ح�يم ولكن أ�كث�ر� الناس ال� ي�عل�مون� منيبين� الله ذلك� الدين الق�ركين� ال�ة� وال� ت�كون��وا من� المش�� إل�يه واتق��وه وأ�قيم��وا الص��ا ل���د�يهم قوا دين�هم وك�انوا شي�عا كل حزب بم� ر من� الذين� ف�

رحون� (.32 � 30 )الروم: ﴾ف�

12

حيث تص::ف المش::ركين بال::ذين فرق::وا دينهم وك::انوا ش::يعا، ففي مجتمع المشركين كل فئة تفرح بالمنجزات الص::غيرة ال::تي تحققه::ا بنفسها، وتنسى المجتمع الكب::ير ال::ذي تعيش في::ه وتتجاهل::ه، فعلى أبناء األمة اإلسالمية أن يهتموا باألمة بأكملها، وال تنحصر اهتماماتهم::ة األم::ة ::روا بعقلي ::ة، ب::ل عليهم أن يفك ::ة أو الفئوي بالمص::الح الفردي

ويسعوا لتحقيق أهدافها.

ز : عدم التفرقة هي شريعة ثابتة من نوح إلى النبي الخاتم من اآليات التي تكرس مفهوم عدم الفرقة بوصفها شريعة ثابت::ة

ىلألديان السماوية، قوله تعالى: ا و�ص�� ع� ل�كم من� الدين م� ر� ﴿ش�ين�ا ب��ه إب��راهيم ين���ا إل�ي��ك� وم���ا و�ص�� ب��ه نوح��ا والذي أ�وح�ق��وا في��ه ك�ب��ر� ر ى أ�ن أ�قيموا الدين� وال� ت�ت�ف� ى وعيس� وموس�ركين� م���ا ت���دعوهم إل�ي��ه الله ي�جت�بي إل�ي��ه م�ن ع�ل�ى المش�� من ب�ع��د م���ا ق��وا إال ر ن ينيب وم���ا ت�ف� اء وي�ه��دي إل�ي��ه م� ي�ش�بك� إلى ت من ر� ب�ق� اء�هم العلم ب�غيا ب�ين�هم ول�وال� ك�لم���ة س��� ج�ي� ب�ين�هم وإن الذين� أورث��وا الكت���اب� من مى ل�قض�� ل مس� أ�ج�

ك منه مريب )الشورى: (.14 � 13﴾ب�عدهم ل�في ش� تقول هذه اآلية القرآنية الشريفة: إن الحكم بإقامة ال::دين وع::دم الفرقة، شريعة في اإلسالم وهي ما أوصى به الله س::بحانه وتع::الى

. وهم أول::وا^أنبياءه السابقين من نوح وإب::راهيم وموس::ى وعيسى::ة ه::ذا المب::دأ في األدي::ان الع::زم، وه::ذا م::ا يخ::بر عن م::دى أهمي

السماوية بأجمعها.كوا به::ذا المب::دأ المهم، فعلى أبن::اء األم::ة اإلس::المية أن يتمس:: ويقيموا الدين ويتحرزوا من الفرقة فيه، ال أن يجعل::وا ال::دين نفس:ه مادة للفرق:ة، كم:ا نج:ده خل::ف الكث:ير من الخالف:ات في المجتم:ع اإلسالمي، بينما وفق هذه اآلية الكريمة يجب أن يكون الدين موجبا

لاللتئام والوحدة في األمة الدينية.ثم تبين اآلية أسباب هذه الفرقة، حيث تقول: قوا إال ر ا ت�ف� ﴿وم�

اء�هم العلم ب�غيا ب�ين�هم ا ج� ، فمنشأ الفرق::ة إنم::ا ه::و﴾من ب�عد م� البغي، اس::تنادا إلى الحص::ر الموج::ود في اآلي::ة، وإن أخفى نفس::ه خلف أقنعة مختلفة دينية أو سياسية أو غير ذلك، إذا ينحص::ر منش::أ الخالف::ات بمختل::ف أنحائه::ا في االنح::راف األخالقي، ال::ذي س::ماه::ة ال تس::بب ::ة والمعرفي الق::رآن الك::ريم ب::البغي، فاألخط::اء الفكري

الفرقة في المجتمع اإليماني. إذن، كل نشاط يسبب الفرقة بين المؤمنين البد أن يك::ون أص::له وسببه البغي واالنح::راف األخالقي عن الص::راط المس::تقيم، وعلي::ه::ة؛ ألن الخط::أ في ::ة والعلمي فيمكن أن نختلف في االجتهادات الديني االجتهاد ال ي::برر التف::رق، أم::ا الفرق::ة فهي ن::اتج البغي ال::ذي يخفي

13

::ة أن يه::ذبوا نفسه تحت عناوين متع::ددة، فعلى أبن::اء األم::ة اإليماني نفوس::هم وأخالقهم، كي ال يقع::وا في ش::راك الش::يطان من حيث ال

يشعرون.

ح : سكوت هارون عن فعلة السامري حذرا من التفرق أشير إلى قصة ذكرها الق:رآن الك::ريم ربم::ا ال يلتفت إليه:ا كث::يراة ه::ارون والس::امري، حيث ق::ال تب::ارك في هذا المجال، وهي قص::

ى ق���ال� هم أوال�ءوتعالى: وم��ك� ي���ا موس��� ل�ك� ع�ن ق� ا أ�عج� م� و� ﴿ ت�نا إنا ق���د ف� ى ق���ال� ف� ب لت�رض��� �ث���ري وع�جلت إل�ي��ك� ر� ع�ل�ى أى إل�ى ج���ع� موس��� ر� امري ف� لهم الس�� وم�ك� من ب�ع��دك� وأ�ض��� ق�بكم و�ع��دا �ل�م ي�ع��دكم ر� ومه غ�ضب�ان� أ�سفا ق���ال� ي���ا ق���وم أ ق�ب دتم أ�ن ي�حل ع�ل�يكم غ�ض� �م أ�ر� نا أ�ف�ط�ال� ع�ل�يكم الع�هد أ س� ح�لكن�ا وعد�ك� بم� �خل�فن�ا م� ا أ الوا م� وعدي ق� أ�خل�فتم م� بكم ف� من ر�ك���ذلك� ا ف� ذ�فن�اه� ق��� ارا من زين���ة الق���وم ف� �وز� لن���ا أ ولكنا حمالوا ق��� ار ف� دا ل���ه خ��و� ج� ل�هم عجال ج�س� أ�خر� امري ف� ى الس أ�لق�ع إل�يهم ون� أ�ال ي�رج� ال� ي��ر� ن�سي� أ�ف� ى ف� هذ�ا إلهكم وإله موس�را وال� ن�فعا ول�ق���د ق���ال� ل�هم ه���ارون وال وال� ي�ملك ل�هم ض� ق�حمن بكم ال���ر ب���ل ي����ا ق����وم إنم����ا فتنتم ب���ه وإن ر� من ق�ح� ع�ل�ي��ه ع���اكفين� اتبعوني وأ�طيعوا أ�م��ري ق���الوا ل�ن ن�ب��ر� ف��يت�هم أ ن�ع�ك� إذ ر� ا م� ارون م� ال� ي�ا ه� ى ق� تى ي�رجع� إل�ين�ا موس� ح�يت� أ�م��ري ق���ال� ي���ا ابن� أم ال� ت�أخ��ذ ع�ص��� لوا أ�ال ت�تبع�ن أ�ف� ض���قت� ب�ين� ب�ني شيت أ�ن ت�قول� ف���ر أسي إني خ� بلحي�تي وال� بر�امري م���ا خ�طب��ك� ي���ا س��� ولي ق���ال� ف� ائيل� ول�م ت�رقب ق� إسر��ث���ر ة من أ بض��� ت ق� ب�ض�� ق� روا ب��ه ف� رت بم���ا ل�م ي�بص�� ال� ب�ص�� ق�ي ق���ال� ف���اذه�ب ل�ت لي ن�فس�� و ا وك�ذلك� س� ن�ب�ذته� سول ف� الروعدا ل�ن اس� وإن ل�ك� م� ي�اة أ�ن ت�قول� ال� مس� إن ل�ك� في الح� ف�نه ق� ر ه وانظر إل�ى إلهك� الذي ظ�لت� ع�ل�ي��ه ع�اكف��ا ل�نح� تخل�ف�

نه في الي�م ن�سفا )طه: .(1)(97 � 83﴾ثم ل�ن�نسف�1 : )(﴿ وتعالى تبارك قال حيث أ�عراف، ال سورة في القصة هذه وردت به كذلك ر� ات ميق� ت�م ف� بع�شر ا من�اه� �تم� وأ ل�يل�ة ث�ال�ثين� ى موس� و�و�اع�دن�ا

اء� ج� ا ول�م المفسدين� بيل� س� ت�تبع وال� وأ�صلح ومي ق� في اخلفني ارون� ه� �خيه أل ى موس� ال� وق� ل�يل�ة �رب�عين� أك�ان�ه م� ر است�ق� إن ف� ب�ل الج� إلى انظر ولكن اني ت�ر� ل�ن ال� ق� إل�يك� �نظر أ �رني أ ب ر� ال� ق� به ر� ه وك�لم� اتن�ا لميق� ى موس�

�ن�ا وأ إل�يك� تبت ان�ك� سبح� ال� ق� اق� أ�ف� ا ل�م ف� عقا ص� ى موس� ر وخ� د�كا ع�ل�ه ج� ب�ل للج� به ر� لى ت�ج� ا ل�م ف� اني ت�ر� وف� ف�س�من� وكن آت�يتك� ا م� خذ ف� وبك�ال�مي اال�تي برس� الناس ع�ل�ى يتك� اصط�ف� إني ى موس� ي�ا ال� ق� المؤمنين� أ�ول

ي ش� كل من اح �لو� األ في ل�ه وك�ت�بن�ا اكرين� ي الش ش� لكل وت�فصيال وعظ�ة م� ي�أخذوا ء وم�ك� ق� وأمر بقوة ا خذه� ف� ءآية كل وا ي�ر� وإن ق الح� بغ�ير �رض األ في ي�ت�ك�برون� الذين� آي�اتي� ع�ن أ�صرف س� اسقين� الف� د�ار� أريكم س� ا نه� �حس� بأ

ك�ذبوا �نهم بأ ذلك� بيال س� ي�تخذوه الغ�ي بيل� س� وا ي�ر� وإن بيال س� ي�تخذوه ال� شد الر بيل� س� وا ي�ر� وإن ا به� يؤمنوا ال�ك�انوا ا م� إال ون� يجز� ل ه� الهم أ�عم� بط�ت ح� ة اآلخر� اء ولق� بآي�اتن�ا ك�ذبوا والذين� غ�افلين� ا ع�نه� وك�انوا بآي�اتن�ا

ي�هديهم وال� �لمهم يك ال� �نه أ وا ي�ر� ل�م � أ ار خو� ل�ه دا ج�س� عجال حليهم من ب�عده من ى موس� وم ق� ذ� واتخ� لون� ي�عم�وي�غفر بن�ا ر� من�ا ي�رح� ل�م ل�ئن الوا ق� لوا ض� د ق� �نهم أ �وا أ ور� �يديهم أ في سقط� ا ول�م ظ�المين� وك�انوا ذوه اتخ� بيال س�

� أ ب�عدي من ل�فتموني خ� ا م� بئس� ال� ق� أ�سفا غ�ضب�ان� ومه ق� إلى ى موس� ع� ج� ر� ا ول�م اسرين� الخ� من� ل�ن�كون�ن ل�ن�ا

14

::ه تب::ارك لما ذهب النبي موس::ى× إلى جب::ل الط::ور، لميق::ات رب

وأص��لح وال تتب��ع س��بيل﴿ وتعالى، وترك هارون مكانه، قال ل::ه: ثم حص::ل م::ا حص::ل في قص::ة الس::امري وعب::ادة﴾المفس��دين

العجل، فلما رجع النبي موسى× كأنما اندهش من الحالة حتى أخذلوا﴿بلحية أخيه هارون وقال: �يت�هم ض��� أ ن�ع�ك� إذ ر� ا م� ارون م� ي�ا ه�

يت� أ�مري ع�ص� اه ب::أن يص::لح وال﴾أ�ال ت�تبع�ن أ�ف� ؛ ألن موس::ى× وص::ذ﴿يتبع سبيل المفس::دين، وهن::ا يجيب ه::ارون: ي��ا ابن� أم ال� ت�أخ�

قت� ب�ين� ب�ني شيت أ�ن ت�قول� ف���ر أسي إني خ� بلحي�تي وال� بر�ولي ائيل� ول�م ت�رقب ق� ﴾.إسر�

في هذه القصة يعت::بر ه::ارون خش::ية الفرق::ة بين األم::ة أهم من المخالفة الجادة مع السامري وعبادة العجل، األمر الذي ي::وحي لن::ا بأن السكوت واإلغماض عن األخطاء قد تكون ضرورة حيث تتزاحم

250 خالل ^مع حفظ الجماعة واألمة، كما فعل األئمة سنة حفظ::ا لوح::دة المس::لمين، فق::د نحت::اج إلى أن نغض الط::رف أو نس::تخدم سياس::ة غ::ير مباش::رة لمواجه::ة بعض االنحراف::ات الموج::ودة في::اه المجتمع خشية حصول الفرقة بين المسلمين، وهذا م::ا يعلمن::ا إية ب::ني إس::رائيل؛ ألن أي سياس::ة مباش::رة الق::رآن الك::ريم في قص:: كانت ستؤدي إلى تمزق بني إسرائيل، ف::بين لن::ا الق::رآن، كي::ف أن

حفظت فيما فعله ه::ارون، وأن م::ا فعل::ه من ع::دم×وصية موسىالتفرق كان في الحقيقة إصالحا وعدم اتباع لسبيل المفسدين.

ة تفهمن::ا أن األم::ة الموحدة إذا ص::درت بعض ولع::ل ه::ذه القص:: مظاهر الشرك من بعض أبنائها، فإن وحدة األمة أولى من تمزقه::ا، ألجل تطهير الشرك العملي الخفيف الذي صدر هن::ا وهن::اك، ولع::ل في ذل::ك م::ا ينف::ع في تص::حيح مس::ار وس::لوكيات بعض التي::ارات السلفية المعاصرة في تعاملها مع من تعتبرهم تورط::وا هن::ا وهن::اك

في سلوكيات شركية مع انتمائهم ألمة التوحيد.

ط : التفريق عمل المستكبرين مثل فرعون من اآليات التي يمكن أن نستوحي منها نهي القرآن عن التف::رق،

ققوله تع::الى: ى وفرع���ون� ب��الح� ﴿ن�تلو ع�ل�ي��ك� من ن�ب���إ موس����هل�ه���ا ع���ل� أ �رض وج� لق���وم يؤمن��ون� إن فرع���ون� ع�ال� في األت�حيي �بن���اء�هم وي�س�� ة منهم ي��ذ�بح أ عف ط�ائف��� ي�عا ي�ست�ض�� ش��

وك�ادوا است�ضع�فوني وم� الق� إن أم ابن� ال� ق� إل�يه ه ي�جر �خيه أ أس بر� ذ� وأ�خ� �لو�اح� األ ى �لق� وأ بكم ر� �مر� أ ع�جلتمفي �دخلن�ا وأ �خي وأل لي اغفر ب ر� ال� ق� الظالمين� وم الق� م�ع� ت�جع�لني وال� �عد�اء� األ بي� تشمت ال� ف� ي�قتلون�ني

احمين� الر م �رح� أ �نت� وأ تك� حم� : ﴾ر� (.151: 142األعراف )

15

دين� )القص��ص: اء�هم إنه ك�ان� من� المفس�� ، حيث(4 � 3﴾نس�::ه عال في األرض وجع::ل أهله::ا ش::يعا، األم::ريندد فيه:ا بفرع::ون؛ ألن

الله س::بحانه وتع:الى ال يرض::ى ب:التفريق بين أف::رادالذي يشي بأناألمة، وأن سياسة التفريق هي سياسة المستكبرين في األرض.

: هناك آيات كثيرة تؤك��د على ل��زوم التماس��كوالنتيجة اإليم��اني بين المؤم��نين بتع��ابير� مختلف��ة، ق��د أش��رنا لبعضها، فعلى المؤمنين جميعا االهتم��ام به��ذا التماس��ك

واالحتراز عن التفرقة بين األمة.

المبدأ الثالث: مبدأ وحدة األمة من المبادئ التي أصلها القرآن الكريم في آيات::ه الش::ريفة، مب::دأ

وحدة األمة.ك بحب:ل الل:ه يرى القرآن الك:ريم ه:ذه األم:ة أم:ة واح:دة تتمس:

بكمالم::تين، حيث ق::ال: �ن���ا ر� ة و�اح��د�ة وأ تكم أم ﴿إن ه��ذه أماعب��دون )األنبي��اء: تكم أمة92﴾ف� إن ه��ذه أم و� ﴿(، وق��ال:

اتقون )المؤمن��ون: بكم ف� �ن�ا ر� احد�ة وأ فه::ذه اآلي::ات(،�� 52﴾و� تقدم أمة الرسل أمة واحدة، لكن أبناء هذه األمم هم الذين اختلفوا فيما بينهم، وصار كل حزب بما لديه فرح، فابتعدوا عن رحم::ة الل::ه

هم ب�ين�هم زب��را ك��ل ح��زب بم���اتبارك وتعالى �مر� طعوا أ ت�ق� ﴿ف�تى حين تهم ح� رح����ون� ف�����ذ�رهم في غ�م����ر� ﴾ل�����د�يهم ف�

(.54 � 53)المؤمنون: :::ات، أو العش:::ائر، أو القبائ:::ل، أو إن اختالف اللغ:::ات، أو القومي البلدان، إنما هي امتيازات اعتبارية، نرضى بها م::ا لم تم::زق وح::دة

�يه���ا الناس إنااألم::ة المؤمن::ة، كم::ا ق::ال س::بحانه وتع::الى: ﴿ي���ا أب�ائل� عوبا وق� ع�لن����اكم ش��� ل�قن����اكم من ذ�ك����ر وأنث�ى وج� خ�بير اكم إن الله� ع�ليم خ� �تق� م�كم عند� الله أ فوا إن أ�كر� ﴾لت�ع�ار�

(.13)الحجرات:

المبدأ الرابع: مبدأ الوالية المتبادلةة بين المؤم::نين تتح::دث بعض اآلي::ات الكريم::ة عن عالق::ة خاص::

المؤمن��ون�نسميها بالوالية المتبادلة، حيث قال تب::ارك وتع::الى: ﴿و�

16

عروف �ولي����اء ب�عض ي����أمرون� ب���الم� هم أ والمؤمن����ات ب�عض���ك���اة� ال�ة� ويؤت��ون� الز ���ر ويقيم��ون� الص�� وي�نه���ون� ع�ن المنكمهم الله إن الله� ي�رح� ول�ه أولئك� س���� س��� ويطيع���ون� الله� ور�

كيم )التوبة: ﴿إن الذين� وق::ال في موض::ع آخ::ر: (،71﴾ع�زيز ح�بيل هم في س��� الهم وأ�نفس�� اه�دوا ب��أ�مو� روا وج� اج� نوا وه� آم��ولي����اء ب�عض هم أ روا أولئك� ب�عض��� وا ون�ص���� الله والذين� آو�ي اجروا م���ا ل�كم من و�ال�ي�تهم من ش��� نوا ول�م يه� ء والذين� آم�

ر ع�ل�يكم النص�� روكم في الدين ف� اجروا وإن است�نص� تى يه� ح�ل���ون� ع�ل�ى ق����وم ب�ين�كم وب�ين�هم ميث����اق والله بم����ا ت�عم� إال

(.72﴾ب�صير )األنفال: هذه اآليات تؤصل مفهوما جديدا في عالقات المؤمنين ببعض::هم، حيث تثبت والية متبادلة فيما بينهم، فيكون الكل مسؤوال عن الكل. وفي مثل هذا المجتمع اإليماني تهم::ني هم::وم اآلخ::رين كم::ا تهمهم همومي اهتماما ناشئا عن محبة وم::ودة راقي::ة كم::ا هي الح::ال بين

اإلخوة. ال يوج::د أروع من ه::ذا التعب::ير في بي::ان العالق::ة بين المؤم::نين، وال::ذي يش::ير إلى ش::دة تالحم األم::ة المؤمن::ة، وتب::ادل الحق::وق

والواجبات فيما بينهم.

المبدأ الخامس: مبدأ األلفة اإلسالمية والرحمة اإليمانية ال يغف:ل الق:رآن الك::ريم الج::انب القل::بي والع:اطفي إض::افة إلى الجانب القانوني، فيركز على األلفة اإلسالمية والرحمة اإليمانية في::ل الج::انب ::ز على الوالي::ة المتبادل::ة ال::تي تمث المجتم::ع، كم::ا يرك::ة ينبغي االهتم::ام القانوني، ويرى تأليف قلوب المؤم::نين نعم::ة إلهي بها، ويعتبر الرحمة بين المؤمنين من صفات أص::حاب رس::ول الل::ه‘

الحقيقيين.

تأليف قلوب المؤمنين نعمة إلهيةب�ك� الله ه��و� الذي إن يري��دوا أ�ن ي�خ��د�عوك� ف���إن ح�س�� ﴿و�قت� م���ا �نف� �لف� ب�ين� قلوبهم ل�و أ أ �يد�ك� بن�صره وبالمؤمنين� و� أ

17

�لف� �لفت� ب�ين� قل��وبهم ولكن الله� أ ميع��ا م���ا أ �رض ج� في األكيم )األنفال: (.63 � 62﴾ب�ين�هم إنه ع�زيز ح�

تقع هذه اآلية في سياق بيان نعم الله تبارك وتعالى لنبي::ه‘، حيثرهيص::::ف الل::::ه نفس::::ه في البداي::::ة ب:::::: �يد�ك� بن�ص��� ﴿الذي أ

، كما يصرح بذلك في سورة آل عمران حيث يق::ول:﴾وبالمؤمنين�ق��وا واذك��روا نعم���ة� ر ميع��ا وال� ت�ف� ب��ل الله ج� اعت�صموا بح� ﴿و�ب�حتم أ�ص�� الله ع�ل�يكم إذ كنتم أ�ع��د�اء ف���أ�لف� ب�ين� قل��وبكم ف�أ�نق���ذ�كم ة من� النار ف� ا حف��ر� ف� انا وكنتم ع�ل�ى ش� ته إخو� بنعم� ﴾منه����ا ك����ذلك� يب�ين الله ل�كم آي�ات���ه ل�ع�لكم ت�هت����دون� )آل

(.103عمران: إن ه::ذه العالق::ة أعم::ق بكث::ير مم::ا ن::راه الي::وم في التكتالت::ة أو منظم::ة اإلسالمية على الصعيد ال::دولي كجامع::ة ال::دول العربي الم::ؤتمر اإلس::المي؛ ألنه::ا في غاي::ة األم::ر اجتم::اع ألج::ل المص::الح المشتركة، بينما يؤكد القرآن الكريم على الجانب العاطفي والقلبي

بين المؤمنين.

الرحمة بين المؤمنين من صفات أصحاب رسول اللهع�ه أ�شداء ع�ل�ى سول الله والذين� م� د ر� م مح� ﴿قال تعالى: ال من� دا ي�بت�غ��ون� ف�ض�� اهم ركعا سج اء ب�ين�هم ت�ر� م� ار رح� الكفجود ذل��ك� �ث�ر الس اهم في وجوههم من أ انا سيم� الله ورضو�ج� رع أ�خ���ر� ث�لهم في اإلنجي���ل ك����ز� اة وم� ث�لهم في التور� م�وقه يعجب ت�و�ى ع�ل�ى س�� اس�� ت�غل�ظ� ف� اس�� ه ف� ر� �ه ف���آز� طأ ش���ن��وا وع�مل��وا ار� و�ع���د� الله الذين� آم� اع� لي�غي��ظ� بهم الكف ر الز

ة وأ�جرا ع�ظيما غفر� ات منهم م� الح� (.29)الفتح: ﴾الص لقد أعطانا القرآن الكريم ثنائية الرحمة والشدة في العالق::ة بين المؤم:نين والكف:ار، لكن لألس:ف ق:د ننس:ى ه:ذه الثنائي:ة ونتعام:ل

بالشدة فيما بيننا، ونتعامل بالرحمة مع الكفار!

الود نعمة من الرحمن على العبادي�جع�ل ات س� الح� نوا وع�ملوا الص إن الذين� آم� ﴿قال تعالى:

)مريم: حمن ودا تعتبر هذه اآلية الشريفة(، حيث 96﴾ل�هم الر المودة عطية إلهية يعطيها لل::ذين آمن::وا وعمل::وا الص::الحات، األم::ر

الذي يخبر عن مدى أهميتها.

المبدأ السادس: األخوة اإلسالمية يركز الق::رآن الك::ريم على مفه::وم األخ:وة لتوص::يف العالق::ة بين

ةالمؤمنين في آيات عدة، منها قوله تعالى: ﴿إنما المؤمنون� إخو�م���ون� يكم واتق���وا الله� ل�ع�لكم ترح� لحوا ب�ين� أ�خ����و� أ�ص��� ﴾ف�

18

وك::ذلك في النهي عن الغيب::ة يس::تخدم الق::رآن(،10)الحجرات:

التعبير نفسه، حيث يقول: نوا اجت�نب��وا ك�ث��يرا ا الذين� آم� �يه� ﴿ي�ا أوا وال� ي�غت�ب س�������� من� الظن إن ب�عض� الظن إثم وال� ت�ج�سيت��ا كم ب�عض��ا أ�يحب أ�ح���دكم أ�ن ي�أك��ل� ل�حم� أ�خي��ه م� ب�عض��حيم )الحج��رات: اب ر� ك�رهتم��وه واتق��وا الله� إن الله� ت���و ﴾ف�

12.) وعندما أراد أن يتحدث عن أحكام اليتامى واالهتمام بهم وص::فهم

أ�لون�ك� ع�نب::اإلخوان، حيث ق::ال: ة وي�س�� ﴿في ال��دني�ا واآلخ��ر�انكم ي��ر وإن تخ���الطوهم ف���إخو� ال�ح ل�هم خ� الي�ت�ام�ى قل إص���عن�ت�كم إن اء� الله أل� والله ي�عل�م المفسد� من� المصلح ول�و ش���

كيم )البقرة: (.220﴾الله� ع�زيز ح� وكذلك عندما يتحدث عن توبة المشركين ودخولهم في المجتم::ع

﴿ف���إن ت���ابوااإليم::اني يعت::برهم إخوان::ا في ال::دين، حيث ق::ال: ل ص انكم في الدين ونف� إخو� ك�اة� ف� ال�ة� وآت�وا الز اموا الص وأ�ق�

وم ي�عل�مون� )التوبة: (.11﴾اآلي�ات لق� وكذلك عندما تحدث عن األدعياء وعدم كونهم أبناء حقيقة، يصف

﴿ادعوهم آلب���ائهم ه��و�آب::اءهم ب::اإلخوان في ال::دين، حيث ق::ال: انكم في ط عن��د� الله ف���إن ل�م ت�عل�م��وا آب���اء�هم ف���إخو� أ�قس���اليكم ول�يس� ع�ل�يكم جن���اح فيم���ا أ�خط���أتم ب��ه ال��دين وم���و�حيم���ا د�ت قل���وبكم وك����ان� الله غ�ف���ورا ر� ﴾ولكن م����ا ت�ع�م

(.5)األحزاب: ويس::تخدم نفس التعب::یر في قض::ية العف::و عن القص::اص أيض::ا،

اص فيفیق::ول: ن��وا كتب� ع�ل�يكم القص��� �يه���ا الذين� آم� ﴿ي���ا أن م� تل�ى الح��ر ب��الحر والع�ب��د بالع�ب��د واألنث�ى ب��األنث�ى ف� الق�

ي �د�اء إل�ي��ه عفي� ل���ه من أ�خي��ه ش��� عروف وأ اتب���اع ب��الم� ء ف�

19

ن اعت���د�ى ب�ع��د� م� حم���ة ف� بكم ور� ان ذلك� ت�خفيف من ر� بإحس��ليم ل�ه ع�ذ�اب أ (.178)البقرة: ﴾ذلك� ف�

والظريف أن القرآن الكريم يركز على مفهوم األخ��وة يق��ل: إنم��ابدال من مث��ل عالق��ة البن��وة أو األموم��ة، فلم

بناء وآباء أو أمهات، لماذا؟ أالمؤمنون یقول بعض العلماء : مثل الشیخ جعفر الس::بحاني ::: فی الج::واب عن هذا السؤال: ألن مفه:وم األخ:وة يتض::من التس:اوي، ص:حيح أن

:ة وتواص:ل، لكن عالق:ة األخ:وةأو األب:وةموم:ة أعالق:ة ال فيه:ا محب باإلضافة إلى المحبة والم::ودة تتض::من التس::اوي بين الط::رفين، فال

::ه دون اآلخ::ر أو فوق::ه، ه::ذا يع::ني أنهم متس::اوونیشعر أحدهم بأنبينهم في الحقوق والواجبات.

ثم يستخدم القرآن الكريم أداة الحصر )إنما(، لبيان هذه العالق::ة بين المؤمنین، وكأنه ال عالق::ة أخ::رى بينهم، فال يوج::د في المجتم::ع

اإليماني إال األخوة.

المبدأ السابع: مبدأ اإلصالحت���ان من� الم��ؤمنين� اقت�ت�ل��وا إن ط�ائف� و� ﴿ق��ال تع��الى: اتلوا ق��� ى ف� ا ع�ل�ى األخ��ر� إن ب�غ�ت إحد�اهم� ا ف� أ�صلحوا ب�ين�هم� ف�

تى ت�في لحوا التي ت�بغي ح� أ�ص�� إن ف���اء�ت ف� �مر الله ف� ء� إل�ى أطين� إنم��ا طوا إن الله� يحب المقس�� ا بالع���دل وأ�قس�� ب�ين�هم�يكم واتق��وا الله� ل�ع�لكم أ�صلحوا ب�ين� أ�خ���و� المؤمنون� إخو�ة ف�

مون� )الحجرات: (.10 � 9﴾ترح�ال لله �نف��� ال ق��ل األ �نف��� ي�سأ�لون�ك� ع�ن األ ﴿وقال سبحانه: لحوا ذ�ات� ب�ينكم وأ�طيع��وا الله� اتقوا الله� وأ�ص�� سول ف� والر

20

سول�ه إن كنتم مؤمنين� )األنفال: (.1﴾ور� اهم إال ي��ر� في ك�ث��ير من ن�ج��و� ال� خ� ﴿وقال عز من قائ��ل: ن ال�ح ب�ين� الناس وم� �و إص�� ع��روف أ �و م� ة أ د�ق� ن أ�م���ر� بص��� م�وف� نؤتيه أ�ج��را ع�ظيم�ا اة الله ف�س� ﴾ي�فع�ل ذلك� ابتغ�اء� م�رض�

(.114)النساء:

مبدأ التعاونالمبدأ الثامن: � ع�ائر� الله وال نوا ال� تحلوا ش� ا الذين� آم� �يه� ي�ا أ ﴿قال تعالى: ال�ئد� وال� آمين� الب�يت� ام� وال� اله����دي� وال� الق� هر� الح����ر� الش���ل�لتم انا وإذ�ا ح� و� بهم ورض��� ال من ر� ام� ي�بت�غ���ون� ف�ض��� الح����ر�دوكم ع�ن ن�آن ق���وم أ�ن ص��� نكم ش��� ط�ادوا وال� ي�ج��رم� اص�� ف�نوا ع�ل�ى الب��ر والتق��و�ى ام أ�ن ت�عت���دوا وت�ع���او� ر� الم�سجد الح�ديد ان واتقوا الله� إن الله� ش� نوا ع�ل�ى اإلثم والعدو� وال� ت�ع�او�

اب )المائدة: (.2﴾العق�

21

ثالثا: الحاالت الطارئة والعناوين العارضة::ة، مب::دأ واح::دثمةفي مقاب::ل ك::ل م::ا تق::دم من األخ::وة والمحب

يستدعي عكس ذلك، لكنه في إطار مح:دود ج:دا وه:و مب:دأ البغي،ت�ان من� المؤمنين� اقت�ت�لواحيث قال تبارك وتعالى: إن ط�ائف� ﴿و�

اتلوا ق��� ى ف� ا ع�ل�ى األخ��ر� إن ب�غ�ت إحد�اهم� ا ف� أ�صلحوا ب�ين�هم� ف�تى ت�في لحوا التي ت�بغي ح� أ�ص�� إن ف���اء�ت ف� �مر الله ف� ء� إل�ى أ

طين� إنم��ا طوا إن الله� يحب المقس�� ا بالع���دل وأ�قس�� ب�ين�هم�يكم واتق��وا الله� ل�ع�لكم أ�صلحوا ب�ين� أ�خ���و� المؤمنون� إخو�ة ف�

22

المبادئ القرآنية للعالقات بين المؤمنين

عدم التنازع

االعتصام الديني

وحدة األمة

الوالية المتبادلة

األلفة والرحمة

األخوة

اإلصالح

التعاون

مون� ) (.10 � 9الحجرات: ﴾ترح� يأمرن::ا الل::ه تب::ارك وتع::الى في ه::ذه اآلي::ة بل::زوم اإلص::الح بين طائفتين من المؤمنين إذا اقتتلوا فيما بينهم، ففي البداي::ة علين::ا أن نقوم باإلصالح، لكن إذا بغت طائفة على األخرى، علين::ا أن نق::اتلهم حتى يرجعوا إلى أمر الله تبارك وتعالى، فاإلسالم مع شدة اهتمامه

بوحدة المؤمنين، لكنه ال يرضى بالظلم، فيأمرنا بنصرة المظلوم. واللطيف أن الله تبارك وتعالى بع::د الح::ديث عن قت::ال الب::اغين، يتحدث مباشرة عن أخوة المؤمنين، ويقيد قت:الهم ب:الرجوع والفيء

إلى الله، مما يشير إلى عرضية هذا الحكم.:ة نس:تنتج أن الم:زاج: النتيجةو إنه بعد اس:تقراء اآلي:ات القرآني

الق::رآني الع::ام ه::و: األخ::وة اإلس::المية، والرحم::ة بين المؤم::نين، والم::ودة، واإلص::الح في األم::ة الواح::دة، ورفض التف::رق والتم::زق. فالنص القرآني من أوله إلى آخره يؤسس لبناء أم::ة مؤمن::ة تعمه::ااألخوة والرحمة والمودة مع حفظها لحق المظلوم إذا اعتدي عليه.

رابعا: استراتيجيات إدارة االختالف في ضوءالمزاج القرآني العام

بعد أن رسمنا المبادئ العامة في العالقة بين المؤمنين في ضوء قراءة النص القرآني، ننتقل إلى السؤال اآلتي: كيف ن::دير االختالف بين المؤمنين وفقا لهذا الم:زاج الق:رآني الع:ام؟ كي::ف نس:تطيع أن نحاف:::ظ على ه:::ذا الم:::زاج الق:::رآني الع:::ام في تالحم المؤم:::نين

وتواصلهم ومن ثم نتعامل مع ظاهرة االختالف والتعدد؟ إن االختالف أمر ط::بيعي في الحي::اة، س::واء على ص::عيد األب::دان واللغ::ات أم على ص::عيد العقائ::د واألفك::ار، من هن::ا يص::بح الس::ؤال األهم: كيف نستطيع أن نجمع بين هذا التشدد في تالحم األمة الذييستفاد من القرآن الكريم وبين هذا االختالف الطبيعي بين أبنائها؟

ثمة اتجاهان في واقعنا المعاصر على مستوى التعاطي م::ع ه::ذهالقضية:

االتجاه األول: وأسميه »اتجاه القطع والتخاصم«.

االتجاه الثاني: وأسميه »اتجاه الوصل والتالقي«.

23

االتجاه األول: اتجاه القطع والتخاصم يرى هذا االتجاه نتيجة قناعته، أن الحل الوحي::د للخ::روج من ه::ذا الم::أزق، ه::و القط::ع والتخاص::م، ف::إذا واجهن::ا في واقعن::ا اإليم::اني انحرافا سلوكيا، أو اجتماعيا أو فكريا أو ثقافيا أو سياسيا، فعلينا أن نس::تخدم مع::ه في البداي::ة األس::لوب الحس::ن، ف::إذا لم ينف::ع ه::ذا األسلوب فعلينا أن نرفع الوتيرة، فنستخدم أس::لوب قط::ع االتص::ال::ة أو السياس::ية أو بينهم، فال نفتح عالقات م::ع ه::ذه الفئ::ة االجتماعي الفكرية. إذا، أول خطوة نخطوها هي قطع التواصل؛ ألن فيه حماية

لنا، ومحاولة إلصالح حالها. فإذا اختلفنا م::ع أي تي::ار فك::ري أو سياس::ي أو ثق::افي أو..، يجب علين::ا أن نس:تخدم مع:ه أس::لوب الحص::ار بك::ل الوس::ائل الممكن::ة، فنق::وم بإقص::اء أي ش::خص نختل::ف مع::ه، إلى ح::د ع::دم ذك::ره في::ة ووس::ائل اإلعالم كله::ا، معت::برين ذل::ك الطريق::ة المب::احث العلمي المثلى في مواجهة الخالف وإدارة األزمة، حالنا في ذلك حال باحث

،«الدول::ة اإلس::المية»معاصر ق::دم اطروح::ة دكت::وراه في موض::وع :::ه لم ي:::ذكر ال في اله:::وامش وال في المص:::ادر إس:::م اإلم:::ام لكن الخميني! هل يعقل تدوين مصنف كبير في هذا الموضوع مع تجاهل::ه منهج القط::ع واإلقص::اء واإللغ::اء من ه::ذا االس::م/الرم::ز؟ نعم، إن الوجود، بدل منهج الح::وار. فلم::اذا ال أذك::ر آراء الخمي::ني وأناقش::ها وأنتق::دها إذا لم أكن موافق::ا معه::ا ب::دل سياس::ة اإلقص::اء والنفي

هذه؟! وهكذا تصبح صورة اآلخر الم::ؤمن ال::ذي أختل::ف مع::ه في عقلي مشوهة جدا، وذلك ألني ال أتواصل معه، وربما إذا جلست معه مرة أو مرتين زال سبعون بالمئ::ة من تل::ك الص::ورة البش::عة الموج::ودة

لدي عنه. نحن اليوم في لحظة تاريخية حرجة، وينبغي أن نعي أن أي قرار نتخذه في هذه اللحظة التاريخية س::وف ي::ترك ت::أثيرا على األجي::ال الالحقة، فكيف علينا أن ن::دير ه::ذه األزم::ة وك::ل ي::وم يظه::ر فري::ق جديد وتيار جديد؟ علما بأننا ال نستطيع منعه من الظهور؛ ألن ال::دنيا

صارت مفتوحة اليوم. فما العمل؟::ة هذا االتج::اه يق::ول: أحمي ذاتي، وأرفض المخ::الف وأحارب::ه بأي

وهن::اك رواي::ة|،طريقة ممكنة، وهذا م::ا أم::رني ب::ه الل::ه والرس::ول «الك::افي»يستند إليها في هذا السياق وهي م::ا أورده الكلي::ني في

:|قال رس::ول الله» قال: ×،عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله إذا رأيتم أه::ل ال::ريب والب::دع من بع::دي، ف::أظهروا ال::براءة منهم، وأكثروا من سبهم، والقول فيهم، والوقيعة وب::اهتوهم؛ كيال يطمع::وا في الفساد في اإلسالم، ويحذرهم الن::اس، وال يتعلم::وا من ب::دعهم،

24

يكتب الل:::ه لكم ب:::ذلك الحس:::نات ويرف:::ع لكم ب:::ه ال:::درجات في

.(1)«اآلخرة يجب أن ندرس هذه الرواية بموضوعية تامة بعيدا عن العواط::ف

أك::ثروا من»واألحاس::يس تجاهه::ا أو ض::دها، تق::ول ه::ذه الرواي::ة: أي تق::ول ::: وفق::ا لبعض تفاس::يرها :::: عليكم«،باهتوهم» و«سبهم

بالبهتان واالفتراء. لقد استفاد هذا الفريق من هذه الرواي::ة منهج القط::ع والتخاص::م::اه إلى ال::دين، لمواجه::ة ك::ل إلى درجة السب والبهتان مس::ندين إي التيارات العلمانية واليسارية، بل واإلس::المية ال::تي يختلف::ون معه::ا؛

لقطع مادة الفساد في األمة. أما هذه الرواي::ة من حيث الس::ند فهي رواي::ة ص::حيحة نقلت عن الرسول‘، لكن بعض العلماء : مثل السيد السيستاني : يق::ول بأنه::ا

ن�آنتعارض القرآن الكريم، حيث ق::ال تع::الى: نكم ش��� ﴿و�ال� ي�جرم�ب للتق��و�ى )المائ��دة: وم ع�ل�ى أ�ال ت�عدلوا اعدلوا هو� أ�قر� ﴾ق�

فهذه اآلية تصرح بعدم الخ::روج عن ج::ادة العدال::ة في الخالف(،8 مع اآلخرين، فال يحق لنا أن نسبه أو نتهمه بما لم يفع::ل، ونس::قطه

من أعين الناس.::ة ح::ال، ه::ذه وجه::ة نظ::ر مطروح::ة للخ::روج من أزم::ة على أي االختالف في األمة اإلسالمية، وننتقل اآلن إلى االتج:اه الث:اني، وه:و

اتجاه الوصل والتالقي.

االتجاه الثاني: اتجاه الوصل والتالقي االتجاه الثاني في مواجهة االختالف في األم::ة ه::و اتج::اه الوص::ل والتالقي، فلطالما يفتخر الم::ذهب اإلم::امي بفتح ب::اب االجته::اد في مختل::ف العل::وم اإلس::المية من التفس::ير وعلم الح::ديث والفق::ه واألصول والتاريخ والعقيدة والفلسفه والتصوف والعرف::ان. إن أح::د األعمدة األساسية التي يفتخر بها المذهب اإلمامي هو أنه يعلن فتح

باب االجتهاد ضمن معايير االجتهاد الموضوعي والبحث العلمي. إذن، ينبغي أن نع::رف أن ب::اب االجته::اد مفت::وح، واالختالف في االجتهاد أمر ط::بيعي ج::دا، وه::ذا االختالف ليس::ت نقم::ة، وإنم::ا ه::و نعمة من الله بها علينا؛ ألنه باالجته::اد يتم إث::راء العل::وم اإلس::المية،::ة ولنهض::ة ال::وعي ::ة والعلمي وهو أمر ضروري لنهضة الحي::اة الفكري في األمة. في البداية لم تكن األم::ور على ه::ذا الش::كل ال::ذي ن::راه اليوم من المكتب::ات الض::خمة في مختل::ف العل::وم اإلس::المية وإنم::ا

صارت كذلك نتيجة التحاور والنقد المتبادل عبر مئات السنين. فسد باب االجتهاد كارثة حقيقية على الفكر اإلس::المي، كم::ا ح::ل بأهل السنة لمدة قرون إلى أن اش::تغلوا على إع::ادة فتح::ه مج::ددا

.375: 2الكافي)( 1

25

منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. طبع::ا ليس ه::ذا بمع::نى إلغاء الضوابط والمعايير في العمليات االجتهادية، بل هناك ض::وابط

محددة ضمانا لموضوعيتها وسالمتها. معذوري��ة»إن مبدأ االجتهاد يجرن��ا إلى مب��دأ ث��ان وه��و

ف::إذا قبلن::ا بمش::روعية االجته::اد، نعلم أن،«اإلنس��ان الخ��اطئ::ه مع::ذور في المجتهد قد يخطأ أحيانا، وه::ذا أم::ر ط::بيعي ج::دا، لكن خطئه إذا لم يكن مقصرا، وهذا ما يتبناه جمهور علم::اء المس::لمين، فإذا خرج المجتهد بنتيجة فقهية معينة، ثم بعد فترة تبين أنه أخط::أ، فليس هو بالمذنب وال الذين اتبعوه في ه::ذه النتيج::ة؛ ألن إمكان::ات اإلنسان في الفهم محدودة، وقد يخطأ وقد يصيب، فمادام المجتهدر، لم يخرج من المع::ايير الموض::وعية في البحث العلمي، ولم يقص::

فهو معذور عند الله.::ة كذلك األمر في سائر المجاالت الفكرية والسياس::ية واالجتماعي والثقافية، فإن االختالف أمر طبيعي، والمخطئ معذور، فإذا اختلفنا مع اآلخر يجب أن نحترم خطأه هذا، وفي الوقت نفسه نختلف معه

في هذا الخطأ. سأستش::هد بنص لإلم::ام الخمي::ني لرف::ع االس::تغراب عن بعض::ة األفكار، حيث يؤسس به : رحمه الله : رؤي::ة مختلف::ة في معذوري اإلنسان الخاطئ. ثمة بحث في مطاوي مباحث المكاسب المحرمة::ه س::يقوم حول اإلعانة على اإلثم، ف::إذا بعت شخص::ا عنب::ا وتعلم أن بعصره ليجعله خمرا، هل يجوز أن تبيعه له؟ هناك بحث طوي::ل في

هذه القضية. يبحث اإلمام الخميني ه::ذا الموض::وع، وفي س::ياق الج::واب على االستدالل بسيرة المسلمين في بي::ع المط::اعم من الكف::ار، يق::ول: »..ال لكون الكفار غير مكلفين ب::الفروع، ف::إن الح::ق أنهم مكلف::ون

ألن أكثرهم : إال ما قل وندر : جه::ال قاص::رونومعاقبون عليها، بل ال مقصرون. أما عوامهم فظاهر؛ لع::دم انق::داح خالف م::ا هم علي::ه من المذاهب في أذهانهم، بل هم قاطعون بصحة م::ذهبهم، وبطالن سائر المذاهب، نظير ع::وام المس::لمين، فكم::ا أن عوامن::ا ع::المون بصحة مذهبهم وبطالن سائر الم::ذاهب، من غ::ير انق::داح خالف في أذهانهم ألجل التلقين والنش::و في محي::ط اإلس::الم، ك::ذلك ع::وامهم من غير فرق بينهم::ا من ه::ذه الجه::ة، والق::اطع مع::ذور في متابع::ة

وأما غيرقطعه، وال يكون عاصيا وآثما وال تصح عقوبته في متابعته.:ة ::ه بواس::طة التلقين::ات من أول الطفولي ع:وامهم فالغ:الب فيهم أن والنش::وء في محي::ط الكف::ر ص::اروا ج::ازمين ومعتق::دين بم::ذاهبهم الباطلة، بحيث ك::ل م::ا ورد على خالفه::ا ردوه::ا بعق::ولهم المجبول::ة على خالف الح::ق من ب::دو نش::وئهم. فالع::الم اليه::ودي والنص::راني كالع::الم المس::لم، ال ي::رى حج::ة الغ::ير ص::حيحة وص::ادر بطالنه::ا

26

كالضروري له، لكون صحة مذهبه ض::رورية لدي::ه ال يحتم::ل خالف::ه. نعم فيهم من يكون مقصرا ل::و احتم::ل خالف مذهب::ه وت::رك النظ::ربا، كم::ا ك::ان في ب::دو اإلس::الم في علم::اء إلى حجت::ه عن::ادا أو تعص:: اليه::ود والنص::ارى من ك::ان ك::ذلك. وبالجمل::ة: إن الكف::ار كجه::الر. والتك::اليف المس::لمين منهم قاص::ر، وهم الغ::الب، ومنهم مقص:: أص::وال وفروع::ا مش::تركة بين جمي::ع المكلفين ع::المهم وج::اهلهم، قاصرهم ومقصرهم. والكفار مع:اقبون على األص::ول والف:روع لكن

عليهم ال مطلقا، فكما أن كون المس::لمين مع::اقبين مع قيام الحجة على الفروع ليس معناه أنهم معاقبون عليها س::واء ك::انوا قاص::رين أم مقصرين، كذلك الكفار طابق النعل بالنعل بحكم العقل وأص::ول

.(1)العدلية« يعتبر اإلمام الخمي::ني في ه::ذا النص أن أغلب الكف::ار قاص::رون، أم::ا ع::وامهم؛ فألنهم ي::تربون من::ذ نعوم::ة أظف::ارهم على تعليم::ات مذهبهم، فال يحتملون خطأها، ثم يش::بههم بع::وام المس::لمين، حيث يقطعون بصحة مذهبهم من غير انقداح خالفه::ا في أذه::انهم، ألج::ل التلقين والنشوء في محيط اإلس::الم، فهم مع::ذورون في اعتق::ادهم

كمعذورية عوام المسلمين. وأما غير ع::وامهم فهم أيض::ا ::: في الغ::الب ::: ال يحتمل::ون بطالن مذهبهم، وصاروا جازمين به بحيث كل م::ا ورد على خالف م::ذهبهم يردونه بعقولهم المجبولة على خالف الحق من::ذ نش::وئها. نعم فيهم

من يكون مقصرا لكنها ليست الحالة الغالبة.::ة فلس::فية يبدو أن اإلمام الخميني في نصه هذا ينطل::ق من ذهني عرفانية أكثر من كونها فقهية أو تفسيرية؛ ألنه ك::ان يس::لك مس::لك الفالس::فة والعرف::اء، وهم كث::يرا م::ا يؤمن::ون به::ذا االتج::اه كالش::يخ البهائي حيث كان يرى الرأي نفس::ه، ويق::ول: إذا بحث ش::خص ولم

يقصر بينه وبين الله، ثم أخطأ، فهو معذور حتى في االعتقادات. هذا الكالم بالنسبة إلى غير المسلم، فكي::ف بن::ا إذا دخلن::ا دائ::رة المؤم::نين، إذا اختلف::وا فيم::ا بينهم نتيج::ة فض::ائهم االجتم::اعي أو::ة أو اختالف األع:راف أو غ::ير السياس::ي، أو نتيج::ة العناص::ر التربوي

ذلك؟!المحرمة)( 1 المكاسب الخميني، الله األولى، 201: 200: 1 روح الطبعة إيران، قم، ه:.1415،

27

من وجه::ة نظ::ر االتج::اه األول علين::ا أن نس::تخدم لغ::ة البهت::ان، ونصف المخالف بأهل الض::الل وأه::ل الغواي::ة، أم::ا من وجه::ة نظ::ر االتجاه الثاني فعلينا أن نتفهم اآلخر ونحترمه. هذا ال يع::ني أن نق::ف مكتوفي األيدي، ال نفعل شيئا، ب::ل الب::د من اإلص::الح، لكن يجب أن نتعامل معه من منطلق الرحمة والعط::ف متفهمين::ه، دون أن يغيب

عن بالنا أننا بأنفسنا من الممكن أن نكون مخطئين. حسب التعبير المنقول عن السيد الص::در: نحن الي::وم نعيش في عصر يعمه الشك النوعي، فلو جاء شاب وشك في اإلس::الم، فه::ذه حالة طبيعية في ظل الغزو الثق::افي من أقص::ى الع::الم إلى أدن::اه،::ة أو فمن الط::بيعي أن يق::وم الش::باب بنقاش::ات في قض::ايا فكري فقهية. لذلك نرى السيد الصدر يقول :: فيم:ا ينق:ل عن::ه :::: ه:ل إذا ارتد أحدهم يقام عليه الحد؟ إننا في عص::ر ش::ك، ولس:نا في عص::ر وضوح البينة، فهناك بعض األم::ور بين::ة، لكن أم::ورا أخ::رى ملتبس::ة

غامضة في ظل تسارع وتائر الحياة الفكرية والثقافية وغيرها. إننا نجد اليوم في جامعاتنا، العديد من التيارات الفكرية والثقافية::ف الش::باب بع::دم الخط::أ؟ نعم، المختلف::ة، فكي::ف نس::تطيع أن نكل هناك فرق بين أن أتعايش مع الخطأ، بأن أقبله وأرضى به، وبين أنأتفهمه وأسعى إلصالحه متفهما له، هذان مفهومان مختلفان تماما.ك برواي::ة الس::ب والبهت::ان، خالفا لالتجاه األول ال::ذي ك:ان يتمس: يتمسك أصحاب هذا االتجاه الثاني بالنص القرآني، الذي ه::و مح::ور االجتهاد وعليه تعرض النصوص الحديثية كما قلنا مطلع كالمن::ا هن::ا، حيث يؤصل القرآن لمبدأ الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي

ةهي أحسن، كما في قوله تعالى: بك� بالحكم� بيل ر� ﴿ادع إل�ى س�بك� ن إن ر� ن�ة وج���ادلهم ب��التي هي� أ�حس��� وعظ�ة الح�س��� والم��عل�م بالمهت���دين� بيله وه��و� أ ل ع�ن س��� �عل�م بم�ن ض��� ﴾ه��و� أ

(.282)اإلسراء : يمكن أن نضيف إلى ذلك، المبدأ الذي تكلمن��ا عن��ه في ب��اب األم��ر ب��المعروف والنهي عن المنك��ر، وه��و مب��دأ

دون غض��ب أو«حم��ل الهم ال��ديني بطريق��ة و�س��طية»::د علي::ه الق::رآن الك::ريم أيض::ا في أك::ثر منانفع��ال. فه::ذا م::ا أك

موضع، وهو في الحقيقة قاعدة استراتيجية عامة إلدارة الخالف فياألمة.

ليس المهم ردة الفعل نفسها، بل األهم من ذلك كيف تكون ردة الفعل هذه؟ ما هو األسلوب الذي يكون أكثر تأثيرا؟ يرجح أص::حاب االتجاه األول أن يبعد االختالف عبر الضجيج والط::رد، بينم::ا االتج::اه الثاني يرى لزوم دراس::ة الموض::وع بالت::أني والس::عي لوض::ع حل::ول

أكثر منطقية.

28

المشاريع الكبرى، بدل المساجالت، طريقا للحوارالمذهبي

أول خطوة علينا أن نقوم بها هو أن ال نخشى من طرح األفك::ار، ضمن سياسة هادئة متوازن::ة، ه::ذا ال يع::ني أن نرض::ى باألخط::اء أو نترك األمر ب::المعروف والنهي عن المنك::ر، ب::ل على العكس تمام::ا علين::ا أن نتش::دد ج::دا في موض::وع األم::ر ب::المعروف والنهي عن المنكر، لكن هذا ال يعني أن نس::تخدم أس::لوب القم::ع والط::رد، ب::ل علينا أن ندرس المسائل من جميع الزواي::ا، ونخت::ار أفض::ل الحل::ول

الممكنة، والتي منها العمل على المشاريع الكبرى. وأعرج هنا : لتقديم بعض األمثلة : على ذك::ر أنم::وذجين من ه::ذه::ة، للج::واب عن المش::اريع الك::برى ال::تي ق::ام به::ا علم::اء اإلمامي اإلش::كاليات ال::تي وجهت إليهم من ط::رف اآلخ::ر الم::ذهبي، وهم::ا

م(، واآلغ::ا ب::زرك1952مش::روع الس::يد محس::ن األمين الع::املي )::ة بع::د الس::يد1970الطه::راني ) م(، ومش::روع النهض:::ة القرآني

ه:(.1377عبدالحسين شرف الدين ) األنموذج األول: مشروع الس��يد محس��ن األمين واآلغ��ا

الطهرانيگبزر قبل ثمانين سنة تقريبا كتب شخص من علم::اء الس::نة في الهن::دف، ف لهم وال مص::ن كتابا وجه فيه تهم::ة إلى الش::يعة ب::أنهم ال مص::ن::ر بعض شبهة كانت تثار سابقا وإلى يومنا هذا تلوكه::ا األلس::ن، ففك العلم::اء في النج::ف، لل::رد على ه::ذه التهم::ة.. لق::د ك::ان بإمك::انهمروا اس::تخدام الظهور إعالميا لإلنك::ار عليهم، لكن ب::دال من ذل::ك ق::ر

الرد االستراتيجي: الطهراني بت��أليف كت��اب يجم��عرگحيث تكفل اآلغا بز

فيه أس�ماء مؤلف�ات الش��يعة من الق�رن الهج�ري األول، وربما ال يوجد في تاريخ الشيعة كتاب أط::ول من::ه تأليف::ا، حيث بقي

الذريع::ة إلى»في تأليف::ه ح::والي خمس::ين عام::ا، كت::اب س::ماه ب: أك::بر كت::اب يجم::ع أس::ماء كتب الش::يعة«، وهوتص::انيف الش::يعة

)عش::رات اآلالف(، وليس فق::ط أس::ماءها، ب::ل يتح::دث أحيان::ا عن مخطوطاتها، وعلى سبيل المثال يقول: »وقد رأيت مخطوط::ة ه:ذا

الكتاب في مكتبة كذا«. لقد بذل جهودا مضنية لتأليف هذا المشروع وس::افر إلى مختل::ف بقاع األرض، إلى الهند ومكة والمدينة والعراق وإيران ليحصل على نسخ مخطوطات، وكان يجلس أحيانا في مكتبات الهند أليام وليالي فقط ليسجل كل كتاب يرى أوله ويرى آخ::ره، لم يكن يس::تطيع أن يطبع الكتب؛ ألنه يحتاج إلى أموال كثيرة وه::و لم يكن م::دعوما من

قبل الدولة أو.. وإنما كان لوحده مع اثنين أو ثالثة ممن يعاونونه.

29

هل يجرؤ أحد الي::وم بع:د وج:ود ه:ذا الكت::اب ال:ذي أعطى جواب:ااستراتيجيا بعيد المدى أن يقول: ال توجد مؤلفات للشيعة أو..؟

أعي���ان»أم���ا الس���يد محس���ن األمين، ف���ألف كت���اب وبقي في::ه س::نين طويل::ة، ورح::ل إلى مختل::ف البق::اع،،«الشيعة

وجمع في::ه س::يرة وأس::ماء عش:رات اآلالف من علم::اء الش::يعة منم.1952القرن األول حتى وفاته عام

هذه أجوبه استراتيجية بعي::دة الم::دى، ونحن الي::وم بحاج::ة لمث::ل هذه المشاريع، ليس فقط مشاريع تعليقية بأن نعلق على ما حصل،

بل مشاريع من هذا القبيل تستطيع أن تثبت وجودنا. األنموذج الثاني: مشروع النهض�ة القرآني��ة بع�د الس��يد

عبد الحسين شرف الدين هناك تهمة أخرى يوجهها السنة إلى الشيعة بالنس::بة إلى الق::رآن الكريم، بأنهم ال يهتمون بالقرآن ويقولون بتحريف::ه وال يقرؤون::ه وال

أجوب::ة مس::ائل موس::ى»يحفظونه، والسيد شرف الدين في كتاب::ه رد على ه::ذه الش::بهة، مح::اوال جم::ع أس::ماء بعض ق::راء«ج::ار الله

القرآن من الشيعة المعروفين في العالم. أما اليوم، فالسيد عبد الحسين شرف ال��دين ليس حي��ا ليرى عش��رات اآلالف من حف��اظ الق��رآن في المش��اريع الرائع��ة ال��تي اطلقت ببرك��ة الجمهوري��ة اإلس��المية في

وهذا جواب عملي عن هذه الشبهة بأن الش::يعة ال يهتم::ونإيران، بالقرآن، حيث نجد خالل الستين أو السبعين سنة األخيرة، عشرات::ة اآلالف من حف::اظ الق::رآن وعش::رات اآلالف من ال::برامج القرآني

ومئات من التفاسير الجديدة. هذا النوع من األجوبة العملية الدامغة أفضل بكثير من االدعاءات أو االتهامات المتبادلة، عندما أقوم بتعريف نفسي لآلخرين بطريق::ة

من هذا النوع، أستطيع أن أملك الساحة على المدى البعيد.

كلمة أخيرة::ة حرج::ة، حيث خرجن::ا من مرحل::ة نحن الي::وم في لحظ::ة تاريخي الضعف إلى مرحلة الق::وة، لكن ليس الخ::روج من مرحل::ة الض::عف إلى مرحلة الق::وة نهاي::ة المش::وار، وإنم::ا هي بدايت::ه، ه::ذا الخ::روج يض::اعف المس::ؤولية على اإلنس::ان. عن::دما نك::ون ض::عافا س::نكون

:( 1)أقرب إلى الله ::: كم::ا ذك::ر الق::رآن الك::ريم في قض::ية الس::فينة ولكنه عندما نخ::رج من الض::عف نبتع::د عن الل::ه؛ ألن هن::اك عناص::ر

1 : )(﴿ تعالى قوله في ورد ما وكان� وهي ضتم �عر� أ ا�لب�ر إل�ى اكم ن�ج ا ل�م ف� إياه إال ت�دعون� ن م� ل ض� ا�لب�حر في ر ا�لض كم م�س إذا و� ك�فورا : ا�إلنسان ( اإلسراء ﴾67 : )﴿ سبحانه وقوله ل�ئن ، وخفي�ة عا ر ت�ض� ت�دعون�ه وا�لب�حر ا�لب�ر ظلمات من يكم ين�ج ن م� قل

اكرين� �لش ا من� ل�ن�كون�ن هذه من �نجانا : أ األنعام ) ﴾63.)

30

دنيوية تتدخل في حياتن::ا وتبع::دنا عن الل::ه، وه::ذا ه::و اإلنس::ان كم::ا

شرحه لنا القرآن الكريم. ورد في قصة موسى وبني إسرائيل، أنهم قالوا لنبيهم موسى×:من ب�ع��د م���ا جئت�ن���ا ق���ال� بل أن ت�أتي�ن���ا و� الوا أوذين�ا من ق� ﴿ق�كم في األ�رض ت�خلف� ي�س�� بكم أن يهل��ك� ع���دوكم و� ى ر� ع�س���

لون� )األعراف: ي�نظر� ك�يف� ت�عم� (.129﴾ف�لون� ي�نظر� ك�يف� ت�عم� ﴾ف� هي مركز التحدي والمسؤولية، سوف﴿

تدور ال::دائرة لكم وس::تملكون حري::ة العم::ل، والق::درة، ل::نرى م::اذاسيفعل بنو إسرائيل؟

نحن اليوم في مرحلة عزة وق::وة وهيب::ة في الع::الم، نحن الي::ومل��ون� (مطالبون بقوله تعالى: ي�نظر� ك�ي��ف� ت�عم� فعلين::ا أن نعي)ف�

هذه اللحظة التاريخية، ونعرف كي::ف نعم::ل، ونبتع::د عن االنفع::االت والعصبيات؛ لنقدم تجربة فريدة للعالم في كيفية تعاملنا م::ع بعض::ناوإدارة اختالفنا، يمكن لها أن تكون أنموذجا حيا إن شاء الله تعالى.

31

المحتويات1.................................................بين يدي البحث

3.أوال: دور القرآن الكريم في االجتهاد والمعرفة الدينية3.........................................................................بدايات التوجه القرآني العام

5.....................................................فكرة مرجعية القرآن في االجتهاد الديني5.....................................................موافقة الكتاب بين الحرفية والمضمونية

ثاني����ا: المب����ادئ القرآني����ة في تنظيم العالق����ات بين8........................................................المسلمين

المب��دأ األول: مب��دأ ع��دم التن��ازع، واالحتك��ام إلى الل��ه8..........................................................ورسوله

8............................أ : التنازع في اللغة، وعدم شموله لمجرد االختالف9............................................ب : التنازع وفشل األمة وذهاب ريحها

10...................................ج : مرجعية الله ورسوله في حل المنازعات10.....المبدأ الثاني: مبدأ االعتصام الديني وعدم التفرق

11.........األمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل النهي عن التفرقأ : 11.....................................ب : العذاب العظيم للذين تفرقوا واختلفوا

11....................ج : القطيعة التامة بين النبي األكرم والذين فرقوا دينهم12.....................................د : هدم المسجد الذي يفرق بين المؤمنين 12...........................................ه: : التفريق نفسه يعتبر عذابا عظيما

13.................................................و : تفريق الدين عمل المشركين13................ز : عدم التفرقة هي شريعة ثابتة من نوح إلى النبي الخاتم

14.....................ح : سكوت هارون عن فعلة السامري حذرا من التفرق16...................................ط : التفريق عمل المستكبرين مثل فرعون

17.............................المبدأ الثالث: مبدأ وحدة األمة17.......................المبدأ الرابع: مبدأ الوالية المتبادلة

.المبدأ الخامس: مبدأ األلفة اإلسالمية والرحمة اإليمانية18

18.................................................تأليف قلوب المؤمنين نعمة إلهية19........................الرحمة بين المؤمنين من صفات أصحاب رسول الله

19................................................الود نعمة من الرحمن على العباد19.........................المبدأ السادس: األخوة اإلسالمية

21.................................المبدأ السابع: مبدأ اإلصالح21.................................مبدأ التعاونالمبدأ الثامن:

22...............ثالثا: الحاالت الطارئة والعناوين العارضة رابع��ا: اس��تراتيجيات إدارة االختالف في ض��وء الم��زاج

23.................................................القرآني العام24.........................................................االتجاه األول: اتجاه القطع والتخاصم26.........................................................االتجاه الثاني: اتجاه الوصل والتالقي

29......................المشاريع الكبرى، بدل المساجالت، طريقا للحوار المذهبي

32

31....................................................كلمة أخيرة

33